عيد الأضحى.. محافظات العراق تتزين لاستقبال المحتفلين و"الكليجة" تتصدر الطقوس
العادات والتقاليد اختلفت مع التكنولوجيا
عيد الأضحى.. محافظات العراق تتزين لاستقبال المحتفلين و"الكليجة" تتصدر الطقوس
انفوبلس/..
تزامناً مع حلول عيد الأضحى المبارك، تزينت مرافقها السياحية والترفيهية لاستقبال المحتفلين في وقت اتخذت فيه الأجهزة الأمنية والصحية وحتى فرق مديرية الدفاع المدنية استعداداتها التامة لإنجاز خطة هذه المناسبة دون خروقات وإتمام بالشكل الأمثل، فيما تصدرت "الكليجة" طقوس العائلات العراقية.
وحدد ديوان الوقف السني، اليوم الأحد، أول أيام عيد الأضحى، بالمقابل أعلن المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي السيستاني، أن يوم غد الاثنين هو اليوم الأول من عيد الأضحى.
*استعدادات المحافظات
في غضون ذلك، استعدت محافظتا النجف الأشرف وكربلاء المقدسة لاستقبال الزائرين خلال عيدَي الأضحى والغدير الأغر، بينما ناقشت كركوك خططها الخدمية.
بينما قال المتحدث الإعلامي باسم أمانة بغداد محمد الربيعي، إن الأمانة نفذت حملات للنظافة وغسل الشوارع مع إنارة الحدائق والساحات العامة، وصيانة وتشغيل النافورات والنشرات الضوئية، مشيراً إلى أن المتنزهات المشمولة هي متنزه الزوراء وكورنيش الأعظمية وحدائق أبو نؤاس، حيث تم إجراء حملات صيانة وتأهيل للألعاب والحدائق.
من جهته، قال مدير دائرة المتنزهات في أمانة بغداد محمد الجزائري: إنه جرى تأهيل 138 حديقة ومتنزهاً، إلى جانب متنزه الزوراء الذي سيكون دخوله مجانا طوال أيام العيد.
وأوضح، إن الدائرة نفذت حملة كبرى لتهيئة متنزه الزوراء وكورنيشَي الكاظمية والأعظمية وحدائق 14 تموز، كما سيكون متنزه أبو نؤاس مستعداً لاستقبال المحتفلين، مشيرا إلى افتتاح 200 متنزه خلال العام الماضي، مع استمرار العمل لفتح متنزهات أخرى، إذ تم مؤخرا تدشين متنزه الزعفرانية.
*إجراءات استباقية
بدوره، قال مدير شعبة الإعلام في مديرية الدفاع المدني نؤاس صباح شاكر: إن المديرية اتخذت إجراءات استباقية، منها فحص الألعاب في المتنزهات والمناطق الترفيهية والحدائق العامة.
ولفت إلى نشر فرق الدفاع المدني قرب المتنزهات والمناطق الترفيهية والحدائق العامة، وكذلك قرب مراكز المدن والمناطق المزدحمة، لاسيما المولات التجارية.
*كربلاء مستعدة
وفي كربلاء المقدسة، قال المحافظ نصيف جاسم الخطابي: إنه جرى عقد مؤتمر أمني لمناقشة الاستعدادات لتأمين زيارة عرفة وأيام عيد الأضحى المبارك، فضلا عن تهيئة إجراءات عودة الحجاج. وأضاف، إن الحكومة المحلية تدعم بشكل كامل قيادة عمليات كربلاء وقيادة الشرطة وجميع الأجهزة الأمنية لتمكينها من أداء المهام بشكل فاعل ومؤثر.
أما في النجف الأشرف، فقد قال مدير قسم الإعلام والعلاقات في شرطة النجف مفيد الطاهر: إن الخطة الأمنية لعيدي الأضحى والغدير الأغر لن تشهد أي قطوعات للشوارع الرئيسة، لتسهيل وصول الزائرين إلى المرقد المقدس للإمام علي بن أبي طالب (ع) ومقبرة وادي السلام.
وتُعد زيارة المقابر صورة نمطية وثابتة في أجواء العيد بالعراق، بالإضافة إلى كونها عادات وتقاليد وطقوسا متوارثة من جيل إلى آخر، فعلى الرغم من دخول التكنولوجيا والانفتاح على مراسم الشعوب الأخرى، لكن المجتمع العراقي لا يزال يحافظ على جزء كبير من موروثاته.
بدوره، قال مسؤول إعلام العتبة العلوية المقدسة حيدر رحيم: إن جميع أقسام العتبة تشترك في خطة عيدي الأضحى والغدير، فعلى المستوى الأمني هناك تنسيق مع قيادة الشرطة لمتابعة الزائرين في مدينة النجف القديمة، وعلى المستوى الصحي تنشر العتبة مفارزها الصحية في محيط الصحن الحيدري الشريف وشوارع المدينة القديمة، بالتنسيق مع دائرة صحة النجف.
*الكليجة تتصدر الطقوس
من جهته، يؤكد المؤرخ محمد خليل كيطان، أن العائلات العراقية عادةً ما تتحضر لاستقبال عيد الأضحى بصنع الحلوى “الكليجة” وصولا إلى ملابس العيد ولحظات انتظار ارتدائها في الصباح.
ويضيف كيطان، إن “ليلة العيد كانت من أجمل الليالي التي يستقبلها الأطفال والشباب ويتم التحضير لها قبل عدة أيام بالتنظيف وإعداد الحلويات التي يتم تقديمها للضيوف خلال أيام العيد”.
ويتابع، إن “تحضيرات العيد هي إعلان للفرح والغبطة التي تبدأ مع أول خيوط الفجر وتكبيرات المساجد وتهليلات المصلين”، مشيرا إلى أن “للعيد أفراحا لا تنتهي، فمجرد كلمة عيد كافية لرسم ابتسامة مشفعة بالسرور والابتهاج، على وجوه الأطفال والكبار على حد سواء”.
لكنه استدرك، بأن “الكثير من هذا الطقوس والعادات بدأت تتلاشي بسبب دخول التكنلوجيا في حياتنا، الأمر الذي جعل الزيارات بين الأقرباء في الأعياد أمرا ثانويا، بعدما أصبح تبادل التهاني عبر الهواتف”.
ويسمى عيد الأضحى بالعيد الكبير لدى المسلمين كونه من أربعة أيام، كما أن من المتوقع أن تكون أجواء عيد الأضحى “شديد الحرارة، بسبب تمركز كتلة هوائية ساخنة ترتفع معها درجات الحرارة في مدن الجنوب إلى أكثر من 50 درجة مئوية، وملامسة للخمسين في مدن الوسط ببغداد وكربلاء، وأقل بفارق 5 درجات مئوية في المناطق الشمالية”، بحسب الراصد الجوي، أحمد التميمي.
إلى ذلك، يشير الباحث الاجتماعي أحمد الذهبي، إلى أن “العادات والتقاليد في عيد الاضحى المبارك موروث اعتادت عليه الاجيال بطقوس وعادات ثابتة للاحتفال”.
ويكمل الذهبي: “عندما نتحدث عن العادات والتقاليد في العيد بين الماضي والحاضر تدخل التكنولوجيا التي نسفت جزءا كبيرا من هذه العادات والتقاليد ولكن تبقى بجزئها البسيط المتبقي هي النكهة الأصيلة للعيد”.
ويضيف، إنه “من طقوس العيد وخصوصا في العراق هو إعداد الحلويات وخصوصا الكليجة التي يتميز بها أبناء الشعب العراقي”.
ويتابع، إن “العادات والتقاليد اختلفت مع التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي من هذه الاختلافات ان معظم العوائل اكتفت بإرسال برقيات التهنئة بينما في السابق كان الجار يطرق الباب على جاره والعوائل تتبادل الزيارات فيما بينها، أما الآن فقد قلّت هذه العادات واصبحت نادرا ما يتم العمل بها”.
ويلفت إلى، أن “المثير من العوائل محدودة الدخل مع ارتفاع أسعار الدولار أصبحت لا تتمتع او لا تشعر بنكهة او فرحة العيد بسبب عدم قدرتها على شراء الملابس الجديدة لأطفالها بالإضافة الى الاشياء الكمالية الاخرى التي تقوم العوائل باقتنائها لتزيين المنزل في العيد”.
وطرأت بعض التغييرات على عادات المجتمع العراقي وطقوس العيد لديهم، وذلك مع تطور التكنولوجيا الحديثة التي لا يخلو منها أي منزل في العراق اليوم، حيث اقتصر تبادل التهاني عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي أو المكالمات، عكس ما كانت عليه العائلات العراقية سابقا عندما كانت تتكبّد عناء السفر للقاء الأهل وتقديم التهاني لهم في أيام العيد.