فصول عشائرية عراقية في لندن.. مغتربون يروون "غرائب" وانفوبلس تستطلع الآراء
انفوبلس/ تقارير
ليس في بغداد، ولا البصرة أو الأنبار، بل ليس في العراق أجمع، لقد وصلت الفصول العشائرية إلى لندن! بعد أن كُشف اليوم عن تنامٍ "مخيف" لهذه الظاهرة في العاصمة البريطانية ولأسباب شتى سلّطت انفوبلس الضوء عليها مستشهدةً بشهادات لعراقيين مقيمين في لندن وشيوخ عشائر من الداخل مع تناول أبرز ردود الفعل إزاء الموضوع والتي تنوعت ما بين مؤيد ومعارض.
فصول عشائرية في لندن
اليوم الاثنين، كشف أحد الأطباء العراقيين المغتربين في بريطانيا، عن ظاهرة غريبة بدأت تتنامى خلال السنوات العشر الماضي في العاصمة البريطانية لندن، والعديد من الدول الأوروبية، تتمثل بتنظيم العراقيين جلسات فصول عشائرية في هذه الدول الأوروبية.
وقال الطبيب العراقي استشاري التخدير علي إسماعيل، والمقيم في لندن، في تدوينة اطلعت عليها شبكة انفوبلس، إنه "قد يتفاجأ الكثير بعنوان الفصول العشائرية في لندن، لكنها أصبحت حقيقة وخلال السنوات العشر الماضية كثرت وتكاثرت حتى غدت لا تمر عدة أشهر إلا وهناك فصل عشائري ".
سبب التوجه لهذه الفصول في الخارج
وبين الطبيب العراقي المقيم في لندن، إن "هذه الفصول أغلبها محصورة بمجتمع معين وكلها على مواضيع تافهة جدا او حُلَّت قضائيا"، مبينا انه "حينما سألت بعضهم عن سبب التوجه لهذا الامر، كان الجواب هو (نخاف على أهلنا بالعراق)".
وأكد عدد من المعلقين العراقيين المغتربين، أن هذه الحالات تم تسجيلها في ألمانيا وفي مانشستر والعديد من المدن والدول الأوروبية، فيما أشاروا الى أنه إذا حصلت مشاكل معينة بين العراقيين في المدن الأوروبية، يخشون على أن تنعكس هذه المشاكل على عوائلهم وأقاربهم في العراق وإمكانية تهديدهم، ما يدفعهم الى الجلوس للتراضي او الفصل في مدنهم الأوروبية خشية أن تصل المشاكل الى الأقارب في العراق.
انفوبلس تتقصى حيثيات الموضوع وتستطلع الآراء
حاولت شبكة انفوبلس، التقصي عن حيثيات الموضوع الغريب هذا، واتصلت ببعض شيوخ العشائر في الداخل لبيان رأيهم بهذه الظاهرة، وجاءت الآراء متنوعة بين من يرى ما يحصل حالة إيجابية وبين مَن لا يتفق مع ذلك.
وبهذا الصدد، قال أحد شيوخ العشائر العراقية لشبكة انفوبلس فضّل عدم ذكر اسمه، وهو من المؤيدين لهذه الفصول، إن أهم سبب يدفع بعض شيوخ العشائر في الخارج إلى المضي بهذه الخطوة هو محاولتهم الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم، والشعور بالانتماء إلى جذورهم العراقية، خاصةً مع ابتعادهم عن وطنهم.
وتابع، "تلعب الفصول العشائرية دورًا هامًا في الحفاظ على هوية العشيرة، ونقل عاداتها وتقاليدها للأجيال القادمة، كذلك تُعدّ الفصول العشائرية منصةً لِحَلّ النزاعات التي قد تنشأ بين أفراد العشيرة، بشكل وديّ وبحضور كبار العشيرة" وفق قوله.
وبيّن، أن "الفصول العشائرية تُقدم الدعم الاجتماعي لأفراد العشيرة، خاصةً في حالات الطوارئ أو الأزمات، لذلك فإنني لا أرى في هذا أي سبّة وهي حالة صحية".
في حين قال شيخ عشيرة آخر اشترط عدم ذكر اسمه أيضا، إن "هذه الظاهرة غير صحية وهي تُسيء إلى سمعة العشائر كون البيئة البريطانية تسخر من الزي العربي فما بالك بالجلسات والفصول العربية"، بحسب تعبيره.
وأضاف، إن "تعميم هذه الظاهرة خارج العراق خطأ كبير يتحمله شيوخ العشائر في الخارج"، مردفا، "أعتقد أن اللجوء لهذا الأمر يندرج ضمن الشو الإعلامي ومحاولة بزوغ اسم الشيخ الحاضر".
ردود فعل
لاقى الموضوع ردود فعل مستهجنة، ومتباينة في ذات الوقت، إذ اعتبره بعض المهتمين بالشأن المحلي بالحالة الخاطئة، في حين رأى البعض أنه حالة إيجابية لا تُسيء لأحد.
وبهذا الصدد، قال أحد المراقبين للشأن المحلي، إنه "لا اعتراض على نقل العادات والتقاليد العراقية إلى الخارج، لكن الإشكال يقع في طبيعة البيئة هناك والإساءة التي ممكن أن تحدث من قبل البريطانيين إزاء الشيوخ وتصرفهم هذا".
وأضاف، إن "القانون البريطاني لا يعترف بالنظام العشائري، وحدوث الفصل هناك لا يعفي أي أحد من جريمة ارتكبها لكنه ربما قد يحميه من ثأر القبيلة المقابلة لاسيما في الداخل".
إلى ذلك، انتقد مدونون، هذه الظاهرة وقالوا إنها "تشوه" صورة العشائر الأصيلة كون البيئة في الخارج غير صالحة للفصول أو التحويلات العشائرية، بحسب قولهم.
في حين نوّهت الأطراف المؤيدة، أن هذه الفصول قليلة ولم تتضمن "الدگة" وهي تحدث عادة دون ضجيج أو علم الحكومة البريطانية.