محتجو السليمانية يُقمَعون على مداخل "هولير".. "القجقجي" يشعر بالقلق ويستنفر جميع قواته

انفوبلس/ تقارير
استنفار غير معلن وقلق، قوات بارزاني تملأ شوارع أربيل خشية من قدوم محتجي السليمانية، لقد وصلوا ولكن.. قمع ومنع للدخول ومحافظ "هولير" يصرّح على الملأ: "لن نستقبلكم وعليكم لوم الحكومة العراقية!" يتحدث خوشناو وكأنه ليس عراقيا، سروة ترد والمعتصمون يكسرون الحاجز الأمني الثالث ويُصرّون على دخول عاصمتهم، الأحزاب الحاكمة في خطر.. هل حان وقت إنهاء حكم "القجقجي" مسعود؟ انفوبلس وتقرير مفصل عن تصعيد اليوم في الإقليم.
استنفار غير معلن وقلق
بعد أن دخلت اعتصامات السليمانية يومها الـ13، وأبدى المعتصمون والمضربون عن الطعام استعدادهم للتوجه نحو أربيل عاصمة إقليم كردستان، دخلت الأجهزة الأمنية في هذه العاصمة منذ أيام، حالة استنفار غير معلن خشية من دخول المتظاهرين المدينة والتظاهر ضد الأحزاب الحاكمة في كردستان.
وبهذا الصدد، قال مصدر أمني لشبكة انفوبلس، إن "الأجهزة الأمنية في أربيل ودهوك دخلت حالة استنفار غير معلن منذ 3 أيام، مع تزايد دعوات الموظفين في المؤسسات الحكومية لتنظيم تظاهرات احتجاجًا على تأخر توزيع الرواتب، وتفاقم البطالة والفقر، فضلًا عن التدهور الاقتصادي المستمر منذ سنوات، والذي أثّر بشكل مباشر على مختلف شرائح المجتمع”.
وأضاف المصدر، أن “الأحزاب الحاكمة في إقليم كردستان تشعر بالقلق من انتقال التظاهرات السلمية من السليمانية إلى أربيل ودهوك وباقي مدن الإقليم، ما قد يؤدي إلى تصاعد الاحتجاجات، خصوصًا في ظل تراكم الأزمات التي قد تفجر الأوضاع ضد السلطات الحاكمة”، مشيرًا إلى أن “اندلاع تظاهرات في أربيل قد يكسر حاجز الصمت، ويمتد إلى بقية المدن، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للأحزاب الحاكمة”.
وأوضح أن “هناك استياءً شعبيًا واسعًا تجاه شخصيات وقيادات سياسية معروفة في الإقليم، متهمين إياها بالفساد والتسبب في الأوضاع الاقتصادية المتردية، ما أدى إلى انتشار حالة الإحباط بين المواطنين”.
من السليمانية إلى أربيل
بعد ذلك، ظهر الاستنفار إلى العلن، إذ انتشرت القوات الأمنية في أربيل، صباح اليوم الاحد، بشكل لافت لمنع انطلاق التظاهرات الساندة لاحتجاجات المعلمين.
وقال مصدر أمني لشبكة انفوبلس، إنه "بدلاً من القوات الأمنية التي كانت تعمل يومياً على نقاط التفتيش، تم نشر قوة من جهاز مكافحة الإرهاب".
وأضاف أنه "تم إنشاء نقطة تفتيش فرعية جديدة على بعد نحو 100 متر، وسيتم التحقيق مع الراغبين في دخول أربيل من قبل قوة أمنية".
وأشار إلى أن "جميع من يصل إلى الحواجز بسياراتهم من نساء وأطفال وكبار السن، سيتم إخضاعهم للتفتيش الدقيق على أنفسهم وأمتعتهم وسياراتهم".
بدء الزحف
بعد ذلك، توجه المئات من المعلمين والمدرسين المحتجين في السليمانية، اليوم الأحد، إلى مدينة أربيل، لغرض التظاهر في عاصمة الإقليم.
وعقب وصول المحتجين إلى مشارف أربيل، منعتهم قوات الديمقراطي الكردستاني في سيطرة ديگله من الدخول، ثم حدث تشابك بالأيدي بين الطرفين، تطور إلى اطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع على المتظاهرين".
وبعد منع حافلات المحتجين من الوصول الى قلب مدينة اربيل، لجأ المتظاهرون مشياً على الأقدام للوصول الى مقر الامم المتحدة وسط هتافات: "الأساتذة ليسوا دواعش".
محافظ أربيل للمتظاهرين: لن نستقبلكم
تزامنا مع كل ذلك، خرج محافظ أربيل أوميد خوشناو بمؤتمر صحفي مستفز، وزعم منع المحتجين بسبب عدم تقدم أي جهة بطلب للحصول على إذن لتنظيم مسيرات أو تظاهرات مساندة للمعلمين المضربين في السليمانية.
وقال خوشناو، "المظاهرات والاحتجاجات لها إجراءاتها القانونية الخاصة"، مشيرا الى، انه "لم يطلب أحد الإذن بالتظاهر أو الإضراب في أربيل".
وأضاف، أن "أربيل كانت دائما مضيافة، لكنها لا تستطيع اليوم أن تتحمل استقبال مثل هؤلاء الضيوف".
واصل محافظ أربيل تصريحاته المستفزة وسرعان ما ألقى باللوم على بغداد، إذ قال: "صحيح أن شعب وموظفي إقليم كردستان غير راضين ولا يمكن إنكار ذلك، لكن مصدر الاحتجاج هو الحكومة العراقية التي تقمع إقليم كردستان منذ سنوات طويلة".
وواصل، "من الأفضل للأحزاب السياسية أن تحل مشاكلنا في بغداد، بدلا من الدخول في مساومات سياسية مع المضربين، لأن دعم المضربين هو حل المشاكل".
كما قال محافظ أربيل: "محافظتنا مضيافة، لكنها لا تستطيع تحمل استقبال العرب ذوي الوجوه الكالحة".
من جهته، وصف مستشار بارزاني، كفاح محمود متظاهري الإقليم بـ"الفيروسات" و"المهرجين".
غضب على تصريحات المحافظ
جُوبه مؤتمر وحديث محافظ أربيل بالرفض، من قبل العديد من السياسيين، إذ قالت رئيس كتلة الجيل الجديد سروة عبد الواحد، إن "السلطة التي تغلق آذانها ولا تريد سماع مطالب شعبها لا تستحقُّ البقاء، ولن يكون مصيرها أفضل من غيرها من دكتاتوريات المنطقة".
وأضافت في تدوينة لها على منصة إكس تابعتها شبكة انفوبلس، أن "أربيل مدينة لكل أهالي الإقليم ومحافظها يقول لن نستقبل ضيوفا مكروهين! ما مكروه إلا أنتم القابعون تحت السلطة".
بدوره، وصف النائب مثنى امين، تصريح محافظ أربيل اوميد خوشناو بأنه "تصريح معيب ومردود عليه".
وقال في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، "من المعيب على السلطات الحاكمة في كردستان أن تمنع القوت عن أطفال الموظفين وان تمنع بعد ذلك حقهم في التعبير عن هذا السخط".
وأضاف، أن "الموظفين المتظاهرين هؤلاء هم نخبة من شعب كردستان ويشرفون محافظ أربيل وغيره ولم يكسروا عودا او يطفئوا مصباحاً".
وتابع، "نؤيد المعتصمين والمتظاهرين الذين ذهبوا الى أربيل، وللأسف أرسلنا إلى حكومة أربيل نخبة من موظفي لكن المحافظ لم يستقبلهم رغم أنها عاصمتهم".
وختم أمين حديثه بالقول: "جميع الحكومات التي قبلكم كانت ديكتاتورية ولا تسمح للانسان أن يعبر عن رأيه، وجميعهم كان مصيرهم سقوط نظامهم".
حزب بارزاني يخشى على نفوذه
وعن سبب قمع ومنع دخول المتظاهرين إلى أربيل، قال مصدر سياسي لشبكة انفوبلس، أن "الحزب الديمقراطي يخشى من مواجهة سيناريو التظاهرات ويحاول مواجهتها في السليمانية، خشية على مصالحه ونفوذه الذي بدأ يتلاشى أمام صعود بعض الأحزاب الجديدة وحصولهم على مقاعد في البرلمان الكردي”.
في السياق، قال القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني محمود خوشناو، إن “التظاهر السلمي هو حق كفله الدستور وجميع القوانين النافذة، وهو أمر طبيعي وحق مشروع لكل مواطن، سواء كان في الإقليم أو أية محافظة في العراق”.
وأضاف خوشناو: “نحن في الاتحاد الوطني، ندعم تذليل العقبات، وحل الأسباب التي أدت للتظاهر والاعتصام، وإيجاد الحلول الجذرية لقضية الرواتب، في ظل وجود توجه لتحسين رواتب الموظفين والمتقاعدين الشهرية”.
وتابع: إن “قضية الرواتب تعقدت نتيجة الاستقطاعات المستمرة والادخار الإجباري الذي استمر أكثر من عشر سنوات”، مستدركا: “نتأمل خيراً بالاتفاق بين أربيل وبغداد وتثبيت رواتب الموظفين في الموازنة، ونتمنى الالتزام بذلك، وأنه حق وليس مِنية من أحد”.