يخص الثروة الحيوانية وحصد جائزة أفضل مشروع.. اختراع طالبة الديوانية يتصدر المشهد

انفوبلس/ تقرير
تصدر اختراع زينب عصام جاسم طالبة الطب البيطري في جامعة القادسية، المشهد في العراق، حيث صممت لقاحًا آمنًا وفعّالًا ضد عدوى العصيات القولونية في العجول، معتمدة على البروتين K99 والتحليل التركيبي عبر الخوادم المعلوماتية، لتحصد بذلك جائزة أفضل مشروع تخرّج على مستوى العراق، فكيف وضعت زينب اسم مدينة الديوانية في واجهة التميز العلمي؟
تلقت الطالبة زينب عصام إشادات كبيرة من مختلف الأوساط الأكاديمية والإعلامية والمجتمعية في العراق. كما تم وصف إنجازها بأنه "نموذج مشرق لشباب الوطن" ومصدر فخر لمحافظة الديوانية وجامعة القادسية خصوصاً.
بيان جامعة القادسية
وبحسب جامعة القادسية العام الماضي 2024، فانه بإشراف الأستاذ الدكتور منير عبد الأمير عبد الفتلاوي عميد كلية الطب البيطري وضمن فعالية المؤتمر الطلابي لمناقشة مشاريع التخرج، فاز بحث الطالبة زينب عصام جاسم كأفضل مشروع تخرج في كلية الطب البيطري للعام الدراسي 2023- 2024 عن فكرة مبتكرة لتصميم لقاح ملتي ابيتوب معتمد على mRNA للوقاية من العصيات القولونية المعوية باستخدام reverse vaccinology و Immunoinformatics tool .
وتم تنفيذ مشروع البحث بإشراف الأستاذ المساعد الدكتور أمجد طالب السلطان حيث هدفت الدراسة إلى تصميم لقاح فعال وآمن متعدد التأثير ضد عدوى العصيات القولونية المعوية في العجول باستخدام البروتين الخملي K99 وعن طريقة التحليل التركيبي وباستخدام الخوادم المعلوماتية المناعية (Immunoinformatic) ، بحسب البيان.
أظهرت النتائج أن اللقاح المصمم كان مستضديًا (درجة المستضد 0.8841)، ومستقر، وغير مسبب للحساسية، وقابل للذوبان. علاوة على ذلك، كان التحليل المناعي والكيميائي الفيزيائي للبروتين المبني مستقرًا وله قدرة عالية على الارتباط مع المستقبل المناعي (TLR)
بينت نتائج الدراسة الحالية أن لقاح mRNA متعدد التأثير المقترح يُعد خياراً وقائياً جيداً ضد عدوى العصيات القولونية في العجول، وهو الحل الجديد الواعد للقضاء او السيطرة على حالات الإسهال في العجول حديثة الولادة.
وفي مقابلة صحفية تابعتها شبكة "انفوبلس"، أكدت زينب أن "هذا اللقاح مصمم بطريقة المعلومات المناعية، وهو عبارة عن لقاح سيسهم في الحدّ من عدد الوفيات في العجول حديثة الولادة، وبالتالي سيسهم في الحفاظ على الثروة الحيوانية"، لافتة الى أن "عدد الوفيات التي تصيب العجول حديثي الولادة بسبب بكتيريا "e. Coli"، وهي بكتيريا مشتركة بين الإنسان والحيوان، كانت السبب والحافز لإيجاد لقاح يحدّ من أعداد الوفيات المتزايدة للعجول المولودة حديثاً".
وحول وجود لقاحات مشابهة عالمياً، بينت: "نعم هناك لقاحات صممت بنفس الطريقة وهي "immune informatics”، وهذه اللقاحات تهدف للوقاية من بعض أنواع البكتيريا التي تسبب أمراضاً خطيرة وواسعة الانتشار، وتصيب أعداداً كبيرة من العجول".
وعن نوع الدعم الذي تلقته لتحقيق منجزها، ذكرت زينب أن "أسرتها كانت الداعم الرئيس من خلال تشجيعها على الاطلاع والإكثار من المعرفة، وعلى صعيد الجامعة كان لأستاذها والمشرف على بحثها الدكتور أمجد سلطان الفضل في حثها وإرشادها للمضي قدماً في كل خطوات منجزها العلمي، فضلاً عن تكفله بتكاليف المشروع كاملة، بالإضافة الى الدعم المعنوي الذي تلقته من باقي أساتذتها".
وعند سؤالها من هي زينب عصام، وكيف ترى المستقبل بعيون مدينتها؟ ردت قائلة: "أنا ابنة مدينة الديوانية، وأنتمي إليها، أبلغ من العمر 23 عاماً، وتخرجت من كلية الطب البيطري في جامعة القادسية، وحاز مشروع تخرجي والبحث الذي تقدمت به على المرتبة الأولى على مستوى العراق، وكنت من الأوائل بين الخريجين، حيث كان تسلسلي الثاني على الدفعة، أما عن نظرتي للمستقبل فأطمح لإكمال دراسة الماجستير في الطب البيطري، والحصول على وظيفة أنفع بها أبناء مدينتي".
*إشادات وردود فعل
في المقابل، أشادت نقابة الصحفيين العراقيين / فرع الديوانية بالإنجاز العلمي المتميز الذي حققته الطالبة زينب عصام جاسم، من كلية الطب البيطري في جامعة القادسية، بعد فوزها بجائزة أفضل مشروع تخرج للعام الدراسي 2023 – 2024، عن تصميمها لقاحًا آمنًا وفعّالًا ضد عدوى العصيات القولونية في العجول.
وأكد رئيس نقابة الصحفيين العراقيين فرع الديوانية أحمد الشيباني، أن هذا الإنجاز يُعد مثالاً حيًا على تفوّق الشباب الديواني العراقي وقدرته على الإبداع العلمي، مشيرًا إلى أن زينب اعتمدت في مشروعها على استخدام البروتين K99 وتقنيات التحليل التركيبي عبر الخوادم المعلوماتية المتقدمة، ما يعكس وعيًا علميًا متقدمًا واستثمارًا ناجحًا للتكنولوجيا الحديثة في خدمة القطاع البيطري.
وقال الشيباني، إن الطالبة زينب عصام تمثل الوجه الحقيقي لشباب الديوانية الطموح، وهي دليل على أن الإبداع لا يُحدّ بالعمر أو الظرف، بل بالإصرار والسعي نحو التميز. إن فوزها بجائزة أفضل مشروع هو تتويج لجهودها العلمية، ورسالة أمل لكل طلبتنا بأن التميز ممكن حين يتوفر الإيمان بالقدرة على التغيير".
كما أعربت النقابة عن فخرها واعتزازها بهذا الإنجاز، داعية المؤسسات العلمية والإعلامية إلى تسليط الضوء على النماذج الشابة المبدعة، وتشجيعها على مواصلة طريق الابتكار، مؤكدة دعمها الكامل للطالبة زينب ولكل الطاقات الواعدة في المحافظة. واختتم الشيباني حديثه بالقول: "من هنا، من قلب الديوانية، نوجّه التحية لزينب عصام، ونقول لها: استمري، فأمثالك هم النور في طريق الوطن".
وقال أبناء محافظة الديوانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إن الشابة الطموحة زينب عصام، أثبتت أن شبابنا هم وقود المستقبل وعماد الوطن. إن إنجازات زينب في مجال الطب البيطري، وتحديدًا تطوير لقاحات مهمة، لهي دليل قاطع على ما يمتلكه شبابنا من طاقات وإمكانات هائلة.
وبحسب الناشط يوسف القرة غولي، فإن الديوانية لطالما كانت ولّادة للمواهب والكفاءات، وشبابها اليوم يسطّرون أروع الأمثلة في العطاء والإبداع في مختلف المجالات. إنهم يمثلون صورة مشرقة للشباب العراقي الطموح الذي يسعى جاهدًا لخدمة وطنه ورفع رايته عاليًا.
وأضاف في منشور على "فيسبوك"، "إننا في المجتمع الشبابي نفتخر بزينب وبكل شاب وشابة من أبناء الديوانية يسعى لتحقيق التميز والإبداع. ونؤكد أننا سنظل داعمين ومساندين لهم في كل خطواتهم، وسنعمل جاهدين على توفير الظروف المناسبة لهم لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم. مشيرا الى أن الديوانية، مرحلة الشباب يجب أن تؤخذ فرصتها وطموحها ونحن داعمون لمشروعنا كشباب واعي ومسؤول عن محافظتنا وعراقنا الحبيب".
ومؤخراً، تم تكريم زينب عصام جاسم من قبل وزير التعليم العالي والبحث العلمي نعيم العبودي خلال احتفالية يوم العلم العراقي في جامعة بغداد، بحضور رئيس جامعة القادسية وعدد من رؤساء الجامعات العراقية التي حدثت بداية العام الجاري 2025.
وبحسب أكاديميين تحدثوا لشبكة "انفوبلس"، فإن إنجاز الطالبة زينب سلط الضوء على أهمية البحث العلمي ودور الشباب في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه المجتمع، وخاصة في القطاعات الحيوية مثل الثروة الحيوانية. فيما أعرب الكثيرون عن دعمهم لطموحات زينب في إكمال دراستها العليا والحصول على وظيفة تخدم بها مدينتها وأهلها.
كما عبّر الكثير من العراقيين عن فخرهم واعتزازهم بابنة الديوانية، معتبرين إنجازها إضافة نوعية تخدم قطاعًا حيويًا في البلاد وهو الثروة الحيوانية. تناقلت العديد من وسائل الإعلام العراقية ومن بينها شبكة "انفوبلس"، خبر إنجازها بإبراز واهتمام كبيرين، مشيدة بذكائها ومثابرتها. ووصفتها بأنها "نور في طريق الوطن" ونموذج للشباب العراقي الطموح.