خسوف للقمر وكسوف للشمس في شهر رمضان هذا العام.. انفوبلس تستعرض أسرار الظاهرتين الفلكيتين "النادرتين"
انفوبلس/ تقرير
يشهد شهر رمضان الجاري، والذي اقترب على الانتصاف، ظاهرتين فلكيتين نادرًا ما تجتمع في شهر هجري واحد، وهما خسوف للقمر وكسوف للشمس، ما أثار حالة من الجدل الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي وبين رواد السوشيال ميديا، حيث ربط البعض بين حدوث الظاهرتين بظهور المهدي المنتظر (عج)، وآخرون بموضوعات أخرى ذات صلة من بينها نهاية العالم.
ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على الظاهرتين الفلكيتين "النادرتين" وحقيقة الآراء التي تداولتها مواقع التواصل
*ماذا تقول الحسابات الفلكية؟
وفق الحسابات الفلكية فإن كوكب الأرض سيشهد في رمضان 2024 ظاهرتي خسوف وكسوف، وهو كسوف كلي للشمس، سيحدث في 8 أبريل/ نيسان 2024 وسيمرّ عبر دول أمريكا الشمالية بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، والمكسيك، مما يجعله مشاهدا بوضوح في هذه المناطق.
وفيما يخص الخسوف، والذي سيكون من نوع شبه ظلي، فمن المتوقع حدوثه في 25 مارس/ آذار 2024، وسيكون مرئياً فقط باستخدام التلسكوبات في المناطق التي سيظهر بها ولن يكون القمر مرئيا بالكامل لسكان دول الوطن العربي، ويتزامن هذا الحدث مع ظهور بدر شهر رمضان المبارك. يُغطي هذا الخسوف نسبة 95.6% من قرص القمر ويستغرق من البداية حتى النهاية حوالي 4 ساعات و39 دقيقة.
كما أن المعهد القومي للبحوث الفلكية، أعلن حدوث خسوف للقمر شبة ظلي، يوم الإثنين 25 مارس 2024، ويتفق توقيت وسطه مع توقيت بدر شهر رمضان.
وبحسب تقرير للمعهد القومي للبحوث الفلكية، عبر موقعه الرسمي، أن شبه ظل الأرض يغطي 95.6% تقريبًا من قرص القمر، وأنه لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، فقط من خلال التليسكوبات في المناطق التي يظهر فيها القمر عند حدوث الخسوف.
*أماكن خسوف القمر
وكشف المعهد القومي للبحوث الفلكية، أماكن حدوث خسوف القمر، مبينًا أن خسوف القمر سيقع في جزء كبير من قارة أوروبا - شمال / شرق قارة آسيا - جزء كبير من أستراليا - أمريكا الشمالية - أمريكا الجنوبية - جزء كبير من قارة أفريقيا - المحيط الأطلسي - المحيط الهادي - القارة القطبية الشمالية - القارة القطبية الجنوبية.
وأكمل تقرير المعهد: سوف تستغرق جميع مراحل الخسوف منذ بدايته وحتى نهايته مدة قدرها 4 ساعات و39 دقيقة تقريبًا، مؤكدا أنه لا يمكن رؤيته في مصر.
أما كسوف الشمس الذي سيحدث في 8 نيسان، فسيكون أيضا غير مرئي في الأردن والمنطقة العربية، حيث سيحدث بعد غروب الشمس وسيكون مشاهداً فقط في القارة الأمريكية والمحيط الهادئ.
والكسوف هو اقتران بين الشمس والقمر، ويتزامن مع ولادة الهلال (هلال شوّال). ومن المتوقع أن يستغرق الكسوف مدة تقارب الـ 5 ساعات و10 دقائق.
ويستفيد الخبراء والمتخصصون في علم الفلك من ظاهرتي الخسوف والكسوف في تحديد بدايات ونهايات الأشهر الهجرية بدقة، هاتان الظاهرتان تعكسان بوضوح حركة القمر حول الأرض وكذلك حركة الأرض حول الشمس، مما يساعد على تأكيد التقويم القمري.
كما أنه خلال الخسوف شبه الظلي، يتغير لون القمر ليصبح أغمق قليلا لكنه لا يصل إلى درجة الظلام التام أو اللون الأحمر الذي يلاحظ في الخسوف الكلي، هذا التغير في اللون يرجع إلى تأثير ظل الأرض على القمر، ولكن بشكل أقل كثافة مقارنةً بالخسوف الكلي.
وعادةً، يحدث الخسوف عندما يكون القمر في طور البدر، وهذا يعني أن الأرض تقع مباشرةً بين الشمس والقمر، هذا التوقيت الدقيق يمكن استخدامه للتحقق من صحة التقويمات وفهم أفضل للظواهر الفلكية وتأثيرها على الأرض. ومن خلال مراقبة هذه الظواهر، يمكن للعلماء والمتخصصين استخدامها كأدوات لإجراء البحوث وتعزيز فهمنا للكون.
يُذكر أن هذه الظواهر الفلكية تجلب الإثارة والتشويق لهواة الفلك وعشاق التصوير الذين يتطلعون لاستكشاف وتوثيق جمالية الكون وتنوعه.
*جدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي
أثار اجتماع ظاهرتي خسوف القمر وكسوف الشمس في شهر رمضان، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ذهب البعض نحو تصريحات العالم الهولندي فرانك هوغربيتس، والتي أشار فيها إلى أنه بعد خسوف القمر، يوم الاثنين 25 مارس الجاري الموافق 15 رمضان، سيحدث اضطراب في هندسة الكوكب، يبدأ يوم 26 مارس الجاري، مؤكدًا أن يوم الخسوف لن يشكل أي خطورة، وأن التقلبات تحدث بعد هذا اليوم.
كما نشر البعض تحذيرات أربع ولايات أمريكية لسكانها من تخزين المواد الغذائية قبل كسوف الشمس يوم 8 إبريل المقبل، حيث يمر كسوف كلي للشمس بأمريكا الشمالية مرورا بالمكسيك والولايات المتحدة وكندا، ويمر القمر بين الشمس والأرض، فيحجب وجه الشمس تماما، وسوف تظلم السماء كما لو كان الفجر أو الغسق.
أما بعض رواد السوشيال ميديا، أشاروا إلى مدى خطورة اجتماع تلك الظواهر، فيما زعم البعض أن اقتران تلك الظواهر في رمضان علامة من علامات وجود المهدي المنتظر (عج) وقرب نهاية العالم، مستندين على آيات قرآنية وأحاديث، لكن هذه الآراء المتداولة حول الظاهرتين الفلكيتين "النادرتين" لا يستطع أحد تأكيدها أو نفيها لأنه الله (سبحانه وتعالى) وحده يعلم بذلك.
وتعتبر ظاهرتا الخسوف والكسوف من أقدم الظواهر الطبيعية التي عرفها الإنسان وتفاعل معها، وهما خارجتان عن المألوف وتقعان في أزمان وظروف ومواضع محددة، نتيجة دوران الأرض والقمر في فلكيهما، فيحجب أحدهما ضوء الشمس عن الآخر، ومن ثم يُخيَّل للناظر أن الشمس قد فقدت شيئا من ضيائها أو أن القمر تنازل عن بعض نوره.