الحديدي ينسحب رفقة 6 آخرين والانشقاقات تصل "تقدم".. البيت السني قد لا يبصر الانتخابات!

انفوبلس/ تقارير
انشقاقات جديدة كان لتحالف السيادة النصيب الأكبر منها، مدير مكتبه في نينوى لطيف الحديدي ينسحب ويجرّ معه 6 أعضاء، هدد هؤلاء بفضح المستور وكشف الخروقات داخل تحالف الخنجر، تقدم الحلبوسي أيضا بخطر، انسحابات قريبة ستحدث وتفكك البيت السني أقرب من أي وقت مضى، ماذا يحدث؟ انفوبلس وتقرير جديد عن آخر مستجدات تشظ الأحزاب السنية.
الحديدي وستة آخرين ينشقون عن "السيادة"
خلال الأيام الماضية، تعرض البيت السني وخصوصا الأحزاب الكبيرة الساعية للوصول الى السلطة وتحقيق الزعامة السياسية وخصوصا حزبي الحلبوسي والخنجر سلسلة من الانشقاقات، الامر الذي سيقود الى تراجع حظوظ هذه الأحزاب في الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها أواخر العام الجاري.
وارتفعت حدة التوتر داخل هذه الأحزاب بعد المشاكل الحاصلة بين مختلف الأطراف السياسية، مما دفعها الى اعلان الانسحاب من الأحزاب الكبيرة في البيت السني والتوجه نحو تكتلات جديدة لخوض العملية الانتخابية.
وبهذا الصدد، قال عضو تحالف الانبار المتحد عبد الحميد الدليمي، إن "مدير مكتب رئيس تحالف السيادة في نينوى النائب في مجلس النواب لطيف الحديدي و 6 من القادة والأعضاء في الحزب اعلنوا انشقاقهم من التحالف بسبب التنصل عن الوعود ونكث العهود والخروج عن الالتزامات السياسية والقانونية والأدبية لقيادة الكتلة وسيادة الأمزجة والأهواء التي يمارسها الخنجر الذي روج انشقاقه من الحزب بسبب شموله بقانون المساءلة والعدالة الا انه مازال يدير التحالف بشكل غير معلن".
وأضاف، أن "المنشقين هددوا بكشف الخروقات والانتهاكات التي مارستها قيادة التحالف للنظام الداخلي والالتزامات التي قطعتها قيادة الحزب في تحقيق وعودها"، مبينا ان "الايام القليلة المقبلة ستشهد انسحاب وجبة اخرى من قادة واعضاء الحزب على خلفية تنصل رئيسه من تعهداته تجاه كوادره وقيامه بعقد صفقات مادية مع الخصوم مقابل حصوله على مبالغ مالية ضخمة".
تقدم يتفكك أيضا
منذ إقالة رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي، برزت خلافات عميقة داخل القوى السنية، أدت إلى تفكك التحالفات الكبيرة، وفي مقدمتها تحالف الحلبوسي والخنجر.
كما دخل تحالف “عزم” برئاسة مثنى السامرائي في حالة تنافس داخلي مع بقية الأطراف، بينما انضم تحالف “الحل” إلى إياد علاوي، واتخذ رئيس البرلمان الأسبق أسامة النجيفي مساراً منفصلاً في السعي لقيادة المكون السني.
هذا التشرذم أضعف من ثقة الجمهور السني، الذي بات يشعر بالإحباط من قياداته السياسية المتناحرة، وفق مراقبون.
وبهذا الصدد، أكد عضو تحالف الأنبار المتحد، محمد الفهداوي، أن حظوظ حزبي الحلبوسي والخنجر تراجعت بشكل واضح بسبب الانشقاقات السياسية التي ضربت هياكلهم التنظيمية.
وقال الفهداوي في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن “الخلافات والمناكفات أضعفت من حضور هذه الأحزاب وأفقدتها الكثير من التماسك، ما سينعكس سلباً على نتائجها في الانتخابات المقبلة”.
وأضاف أن “الانشقاقات داخل هذه الكيانات تسببت بتراجع المزاج الانتخابي تجاهها، وأفقدتها جزءاً كبيراً من نفوذها الشعبي والسياسي”.
صراعات ليست لمصلحة المكون
يؤكد المحلل السياسي علي الطويل، أن “الخلافات السُنية ليست لمصلحة المكون بالعموم، وانما هي تنبع من تنافس قد يكون غير مشروع الغرض منه كسب المصالح”.
وأضاف: أن “هذه الصراعات والخلافات ليست لمصلحة المكون بل تأتي في إطار السعي للوصول إلى زعامة المكون”، لافتا إلى أن “هذا الصراع مستمر ومتأصل وأحيانا يرتقي إلى كسر العظم، كما حصل في الصراع الأخير بين الحلبوسي والملا”.
يشار إلى أن الكتل السُنية غالبا ما تشهد مثل هكذا صراعات، تصل الى مراحل متقدمة من التخوين وتقاذف الاتهامات، وهي ما تتسبب بحدوث نفور انتخابي لدى جمهور المكون السُني.
فشل محتوم
من جهته، توقع الكاتب والمحلل السياسي العراقي، علي البيدر، أن “تكون نتائج القوائم السنية متقاربة في الانتخابات المقبلة، ولا يمكن لأي واحدة منها أن تحصل على النصف زائد واحد، وبالتالي تبقى الفرص قريبة من بعضها وعدم هيمنة كتلة بعينها”.
وأضاف البيدر في تصريحات صحفية تابعتها شبكة انفوبلس، أن هناك الكثير من القوى السنية الأخرى غير المنضوية ضمن هذه القوائم الأربعة، ربما ستدخل على خط المنافسة في أكثر من محافظة، لذلك ربما يبقى شكل التحالفات الحالية كما هي، باستثناء بعض التغيير في عناوين الفائزين.
ورجح الخبير في الشأن العراقي، أن يدخل رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني بكتلة داخل المكون السني عبر مرشحين لديهم ثقل في مجتمعاتهم، وبالتالي يأخذون من جرف هذه القوائم السنية.
واستبعد البيدر استطاعة هذه القوائم السنية على استعادة حجم المكون داخل قبة البرلمان لما قبل مرحلة اجتياح تنظيم الدولة، لأن السياسيين السنة الحاليين هم طالبون للسلطة وباحثون عن الامتيازات.
ورأى المحلل السياسي أن القوى السُنية الحالية لا تفكر بحجم المكون، لذلك هم غير قادرين على استعادة الوضع الطبيعي للسنة بالبرلمان، رغم أن عددهم بالفعل قد يصل إلى الـ90 مقعدا.
وأشار البيدر إلى أسباب عديدة جعلت هذا الرقم يتراجع، منها، "غياب المشاركة الكبيرة للجمهور السني، إضافة إلى أنه غير منظم، فضلا عن وجود أطراف إقليمية ودولية تسعى إلى إضعاف المكون سياسيا".
كما أن الموطن السني، بحسب البيدر، فقد الثقة بالسياسي حتى يذهب ويشارك في الانتخابات، وواصفا معظم جمهور المكون بأنه “جمهور زبائني” تربطهم مصلحة بالقوائم، وهذا جعل مقاعد السُنة تنخفض بنحو 20 مقعدا.
ليست الانشقاقات الأخيرة
من جانبه، أكد تكتل سياسي، أن القوى السنية ستشهد سبعة انشقاقات مهمة قبيل الانتخابات المقرر عقدها نهاية عام 2025، وسط خلافات داخلية حادة تهدد بتغيير جذري في المشهد السياسي.
وقال رئيس تحالف بيارق الخير، محمد الخالدي في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "القوى السنية الحالية التي تتصدر المشهد السياسي تعاني من خلافات داخلية عميقة جداً بين أقطابها، مما يجعل وقوع سبعة انشقاقات مهمة أمراً وشيكاً".
وأضاف الخالدي، إن "الانتخابات المقبلة تمثل محطة حاسمة، حيث يسعى البعض إلى إيجاد عناوين سياسية جديدة أو التحالف مع تكتلات أخرى للحفاظ على رصيدهم الشعبي، ومع ذلك فإن الكثير من الوجوه السياسية خسرت جمهورها بسبب عدم الإيفاء بالوعود".
وأشار الخالدي إلى أن "الساحة السنية مقبلة على تغييرات كبيرة بعد انتخابات 2025، حيث أصبح الشارع السني أكثر وعياً وإدراكاً لضرورة التغيير الحقيقي، فالانتخابات المقبلة قد تكون بمثابة خريف سياسي للعديد من القوى والعناوين التي تصدرت المشهد في السنوات الماضية".
وتابع، إن "تشكيل عناوين سياسية جديدة سيكون السمة الغالبة في المرحلة القادمة، لكن وعي الناخب السني سيلعب دوراً محورياً في اختيار من يمثله، خاصة مع إخفاق العديد من السياسيين في تحقيق وعودهم السابقة".
تشظ داخلي في حزب الحلبوسي
في النهاية، يقول مقرر مجلس النواب السابق، محمد عثمان، أن "تحالف الحلبوسي" سيكون الخاسر الأكبر في انتخابات 2025.
ويذكر عثمان في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "التحالف الذي يقوده رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي يعاني من انشقاقات وتشظٍّ وخلافات داخلية بين أقطابه الرئيسة" لافتًا إلى أن "الانسحابات المتكررة قد أضعفت هذا التحالف الذي لم يعد يشكل رقمًا صعبًا في معادلة القوى السنية".
ويضيف، إنه "من المتوقع أن تتغير خارطة الأنبار وبقية المحافظات بعد الانتخابات النيابية التي من المتوقع إجراؤها نهاية 2025، مشيرًا إلى أن الخاسر الأكبر سيكون تحالف الحلبوسي الذي فقد العديد من أدواته في المناطق، خاصة مع الخلافات العميقة بين أقطابه".
ويشير عثمان إلى أن "انتخابات 2025 ستكشف عن قوى جديدة ستأخذ حيزًا كبيرًا من أصوات الناخبين، خاصة وأن الخلافات بين القوى السنية، ومنها تحالف الحلبوسي، عكست ارتداداتها على الشارع، مما يجعل إعادة انتخاب نفس الوجوه أمرًا صعبًا بالنسبة لعدد كبير من الشخصيات".
ويختم، أن "تحالف الحلبوسي سيفقد الكثير من الأصوات التي حصدها في انتخابات 2021، متوقعًا أن تحمل انتخابات 2025 في طياتها العديد من المفاجآت".