سلاح المقاومة لن يُسقطه القناع الأسود ولا ضغوط البيت الأبيض.. الإعلام الغربي يزيف والكتائب ترد

انفوبلس/..
في تكرار مفضوح لأساليب الإعلام الدعائي الغربي، نشرت وكالة "رويترز" للأنباء يوم الاثنين 7 نيسان 2025، تقريرا تزعم فيه أن الفصائل المسلحة في العراق، وعلى رأسها كتائب حزب الله، تستعد "لنزع سلاحها" والانخراط في العمل السياسي، في خطوة وُصفت بأنها جاءت بضوء أخضر من الحرس الثوري الإيراني، وتحت ضغط من الإدارة الأمريكية.
هذا التقرير، الذي استند إلى مصادر مجهولة ومبهمة، وصرح بأسماء لا تمتلك أية صلاحية رسمية أو موقع تمثيلي داخل الفصائل، سرعان ما قوبل بتكذيب قاطع وواضح من المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله، التي اعتبرت التقرير "كذبًا وافتراءً" لا يمت للواقع ولا لمواقف الكتائب بأي صلة، مؤكدة أن تصريحاتها الرسمية تقتصر على ناطقيها المعتمدين فقط، وهما السيد محمد محي والسيد جعفر الحسيني.
*الأكاذيب يُعاد إنتاجها… والهدف واضح
في الوقت الذي تسعى فيه فصائل المقاومة للحفاظ على السيادة العراقية، وتُواصل التصدي للاحتلال الأمريكي وأذرعه، لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية الغربية تتعامل مع العراق وكأنه ساحة للتجارب أو صندوق لتفريغ الرسائل السياسية. تقرير رويترز الأخير ليس سوى حلقة جديدة من هذه السلسلة التي تهدف إلى إضعاف الروح الوطنية، وزعزعة ثقة الجماهير بالمقاومة، وخلق تصور وهمي عن "تفكك داخلي" أو "تنازل سياسي".
إعلام مأجور، يرتدي عباءة "المهنية"، لكنه في الحقيقة يسوّق لرواية كاذبة، ويحاول توظيف أدوات التأثير النفسي لترويج أن المقاومة استسلمت أو تتراجع. وبينما يظن هذا الإعلام أنه يصنع "سبقا صحفيا"، فإنه في الواقع يعكس أزمة فقدان الثقة بالمعلومات الحقيقية، وتضخم الصحافة الصفراء تحت عنوان "مصادر خاصة".
إن محاولة تمرير هذه الرواية الكاذبة في هذا التوقيت بالذات، مع تصاعد التهديدات الصهيونية في المنطقة، واحتدام الصراع الإقليمي في غزة ولبنان وسوريا، يؤكد أن الإعلام المأجور لا ينفصل عن المشروع السياسي والعسكري الذي تقوده أمريكا لتقليم أظافر أي قوة مقاومة حقيقية.
*الحشد والمقاومة.. ركيزتان لا تتزعزعان
منذ فتوى الجهاد الكفائي في عام 2014، وولادة الحشد الشعبي، بات العراق يملك قوة وطنية عقائدية شرعية، لا يمكن تجاوزها أو شطبها من المعادلة. وكل ما يُثار حول "حل الفصائل" أو دمجها هو محاولة لإعادة عجلة الزمن إلى الوراء، لعراق ضعيف لا يملك قرار حماية نفسه.
ومع تصاعد الخطاب الأمريكي حول تفكيك "فصائل المقاومة الإسلامية"، تأتي رويترز لتضفي شرعية إعلامية على تلك المطالب، ولكنها فشلت، كما فشل غيرها، لأن هذه الفصائل أثبتت حضورها سياسيا وشعبيا، وأظهرت انضباطا وطنيا عاليا، لا يقارن بأداء كثير من المؤسسات الرسمية.
فهل يعقل أن تُفكك القوة التي حررت الموصل، وتُبقي على شركات الحماية الأجنبية؟ وهل يُطلب من كتائب قاتلت داعش ودفعت الدماء أن تلقي سلاحها، بينما تتجول طائرات التحالف فوق سماء العراق دون رقيب أو حساب؟
*الكذب تحت القناع الأسود
أحد أكثر مشاهد تقرير رويترز إثارة للسخرية، هو ما نقلته عن "قيادي في كتائب حزب الله يتحدث من خلف قناع أسود ونظارة شمسية". مثل هذا الوصف لا يليق بوكالة أخبار تُسوّق نفسها كمصدر موثوق، بل يوحي بمسرحية استخبارية سمجة، أو محاولة تزييف مفتعلة لفبركة شخصية غير موجودة.
*30 تقريراً كاذباً في أشهر
وسائل إعلام محلية، نقلت عن مصادرها نفي ما ورد في بعض المواقع الأجنبية بشأن مغادرة بعض قيادات الفصائل إلى إحدى دول الجوار.
وقالت المصادر، إن "المنصات والمواقع الإخبارية والصحف الأجنبية أوردت خلال الأشهر الستة الماضية أكثر من 30 تقريراً يحمل في طياته معلومات مفبركة ومضللة عن فصائل عراقية بمختلف عناوينها"، لافتاً إلى أن "هذه التقارير تسرد ما يرد إليها من أجندة مخابرات تمثلها، وبالتالي هي محاولة لخلط الأوراق وتضليل الرأي العام".
وأكدت أن "الحديث عن مغادرة بعض قيادات الفصائل العراقية البلاد إلى إحدى دول الجوار غير دقيق، وننفيه جملة وتفصيلاً".
وأضاف أن "الفصائل تتمسك بثوابت لن تتخلى عنها، وهي تؤمن أن وحدة الصف مع مصالح العراق هي الطوق الذي نصبو إليه".
واختتم قائلاً: "الفصائل ستبقى عنواناً كبيراً لدعم الأمن والاستقرار العراقي".
*المقاومة لا تستجدي الشرعية.. هي من يصنعها
الفصائل العراقية لا تسعى لتقديم أوراق اعتمادها لأمريكا أو إسرائيل، ولا تنتظر موافقة البيت الأبيض على بقائها أو مشروعها. هي موجودة بوجود التهديد، وبزوال التهديد تتغير طبيعة أدوارها، ولكنها لن تتخلى عن سلاحها طالما ظلت الأرض محتلة، والسماء مخترقة، والسيادة منتهكة.
ومن يظن أن المقاومة تُقايض على سلاحها، لا يعرف شيئًا عن عقيدتها، ولا عن رجالها الذين تربَّوا على الدم لا على الإعلام.
تقرير رويترز ليس الأول، ولن يكون الأخير، لكنه يعكس المأزق الحقيقي الذي تعانيه الصحافة الغربية عندما تفقد السيطرة على المشهد، وتبدأ بتلفيق روايات لإحداث خرق أو إرباك.
وكما تم إسقاط مشروع الاحتلال، وأسقطت مؤامرات التقسيم، سيسقط هذا الإعلام في فشله الأخلاقي، وسيبقى سلاح المقاومة مُشرعاً، ما دام في العراق من يقول "لا" لهيمنة أمريكا، و"نعم" لكرامة الوطن.