بواسطة صاروخ (سام 358) الإيراني.. المقاومة العراقية تُربك حسابات الاحتلال وتُسقط طائرة مسيرة أمريكية استخدمتها واشنطن بعملية اغتيال قادة النصر
انفوبلس..
مساء الخميس الماضي، تداولت وسائل إعلام محلية نبأ سقوط طائرة مسيرة في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى، مع تكهنات عدة حول هوية الطائرة والمسؤول عن إسقاطها، حتى قطعت المقاومة الإسلامية في العراق الشك باليقين حيث أعلنت مسؤوليتها عن إسقاط طائرة مسيرة أمريكية قيمتها أكثر من 30 مليون دولار حلّقت من قاعدة الاحتلال في الكويت وتم إسقاطها في ديالى، الأمر الذي أربك حسابات الاحتلال وكشف عن مدى قدرة وجاهزية المقاومة في العراق.
وبحسب وسائل إعلام عالمية فإن الطائرة نفذت أول رحلة في 2 شباط/ فبراير 2001، وتم استخدامها بشكل مكثف في أفغانستان، كما ذُكر أنه تم استخدامها بعملية اغتيال الشهيد أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس الشهيد الجنيرال قاسم سليماني، بصاروخ عالي الدقة من هذه الطائرة في أوائل عام 2020 قرب مطار بغداد
بيان المقاومة
الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في العراق ذكر في بيان له نشره أمس الجمعة: "استمرارًا بنهجِنا في مقاومةِ الاحتلالِ الأمريكي في العراقِ والمنطقة، ونُصرةً لأهلِنا في غزّة، ودفاعاً عن سيادةِ بلدِنا وأجوائِهِ المُستباحةِ من قبلِ طيرانِ قواتِ الاحتلال، استهدفَ المجاهدونَ أمسِ الخميسَ 18/1/2024 في الساعةِ 1845، طائرةً مُسيَّرةً من نوعِ MQ9 تابعةً للاحتلالِ الأمريكيِّ في سماءِ محافظةِ ديالى، بالسلاحِ المناسب، كانت قادمةً من قاعدةِ علي السالم في الكويت. وتُؤكّدُ المقاومةُ الإسلاميةُ استمرارَها في مواجهةِ ودكِّ معاقلِ العدو، ونَعِدُكم بالمزيد".
صاروخ سام 358
مصادر مطلعة أكدت أن إسقاط الطائرة تم بواسطة صاروخ مضاد للطائرات أرض-جو (سام-358) الإيراني الموجود لدى فصائل المقاومة العراقية
واستُخدم كذلك في اليمن باستهداف الطائرات المسيرة السعودية والأمريكية (MQ-9،CH-4) وموجود في جنوب لبنان كذلك، وهو مصمم خصيصاً لاستهداف الطائرات ذات الحركة البطيئة والمنخفضة.
وذكر مراقبون: في أول اختبار له من قبل المقاومة الإسلامية في العراق، صاروخ سام 358 الإيراني المضاد للطائرات يُسقط طائرة مسيرة أمريكية في قضاء المقدادية شمال بعقوبة.
وللصاروخ الإيراني جسم رئيسي أسطواني رفيع، ولديه ثلاث مجموعات متميزة من الزعانف للمناورة والاستقرار أثناء الطيران.
يحتوي على حزمة توجيه لنظام الملاحة بالقصور الذاتي ونظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى جيروسكوب عمودي ووحدة بيانات جوية وأجهزة الاستشعار التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء.
محرك الصاروخ الرئيسي عبارة عن توربين غازي Titan AMT من شركة AMT هولندا، ووحدة الاستشعار بالقصور الذاتي MTi-100 من شركة Xsense Technologies.
وللصاروخ أداء دون سرعة الصوت مع مدى طويل وقدرة على التحمل، ويستطيع الصاروخ التسكع والقيام بمهام انتحارية، ومصمم للطيران بسرعة منخفضة إلى موقع محدد ثم التسكع هناك حتى نفاد وقوده.
تفاصيل الطائرة
وسائل أعلام أمريكية، كشفت تفاصيل إسقاط طائرة أمريكية مسيّرة من طراز MQ9 ليلة الخميس في محافظة ديالى، فيما بينت أن هذه الحادثة تعتبر الثانية منذ أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر 2023.
وقال مراسل شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، لوكاس توملينسون، في تغريدة على موقع "إكس - تويتر سابقاً"، إن "الفصائل العراقية أسقطت طائرة أمريكية مسيّرة من طراز MQ9 ليلة الخميس في محافظة ديالى العراقية"، مشيرا الى أن "هذه الحادثة تعتبر الثانية منذ أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر 2023".
وهذه المسيرة هي طائرة أمريكية بدون طيار من طراز MQ9 بقيمة 32 مليون دولار، بحسب لوكاس توملينسون.
وطائرة إم كيو-9 أو إم كيو-9 ريبر (بالإنجليزية:MQ-9 Reaper) هي طائرة بدون طيار كانت تسمى من قبل بريداتور بي Predator B تنتجها شركة جنرال اتوميكس الأمريكية. وهي مصممة على أساس إم كيو-1 بريداتور ولكنها أكبر منها كثيرا بغرض استخدامها أيضا قاذفة للصواريخ في القتال.
ويبلغ وزن الطائرة نحو 5 أطنان وتستطيع حمل صواريخ موجهة وقنابل بوزن 7و1 طن، وهي تعمل على مدى 3000 كيلومتر. ويمكن للطائرة المسيرة من طراز MQ-9 Reaper التحليق على ارتفاعات تبلغ نحو 50 ألف قدم (15.24 كم) لأكثر من 27 ساعة.
وتستطيع طائرة MQ-9 الدفاع عن نفسها، حيث تقول شركة General Atomics إن الطائرة MQ-9 "أظهرت قدرة على استخدام أسلحة جو-جو" في اختبارات القوات الجوية. ويمكن أيضاً تجهيزها بمستشعرات حماية ذاتية (Self Protect Pod)، والتي يمكنها اكتشاف التهديدات، ونشر التدابير المضادة ضد أسلحة "أرض- جو".
البحر الأسود
وفي السادس عشر من آذار/ مارس من العام الماضي، أفاد الجيش الأمريكي أن مقاتلة روسية أجبرت طائرة مسيرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية على السقوط بالبحر الأسود، إذ قال مسؤولون أمريكيون إن طائرتين روسيتين حلقتا عمدا أمام الطائرة وألقيتا الوقود عليها عدة مرات. تحطمت الطائرة بدون طيار في وقت لاحق في المياه الدولية.
الطائرة المسيرة من طراز Reaper - يستخدمها سلاح الجو الأمريكي أساسًا لجمع المعلومات، وفقًا لموقع الخدمة، الذي يروّج لقدرات "الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع" للطائرة المسيرة.
ولكن عندما تكون مسلحة، يمكن أيضًا استخدام الطائرة ضد أهداف "متحركة عالية القيمة وحساسة"، نظرًا لأنظمة أسلحتها وقدرتها على مراقبة المنطقة لفترة طويلة من الزمن.
وبعبارة أخرى، طائرة Reaper قادرة على مراقبة العدو وضربه، وهذه الاستخدامات المزدوجة أكسبت الطائرة لقب "الصياد القاتل" في الدوائر العسكرية.
أنصار الله
وفي التاسع من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أسقط أنصار الله الحوثيون طائرة أمريكية مسيرة من طراز MQ-9 Reaper قبالة سواحل اليمن.
وقامت شركة جنيرال أتوميكس عام 2000 بتطوير طائرتها بدون طيار من نوع "MQ-1 Reaper" لتصبح "MQ-9 Reaper"، وهي أكبر وأشد قدرة على حمل القذائف، يحركها محرك توربو قدرته 900 حصان (670 كيلووات).
سماء غزة
خلال عدوان الكيان الصهيوني على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى، قال مسؤولون أميركيون إن عدة طائرات استطلاع مُسيّرة أميركية من طراز "MQ-9 Reaper" تُحلّق فوق قطاع غزة، وسط غارات "إسرائيلية" وأنشطة عسكرية في إطار الهجوم على القطاع.
وبيّن المسؤولون، إن طائرات المراقبة لم تكن مسلحة، وإنها استخدمت أجهزة استشعار على متنها للبحث عن الأسرى، إذ إن الطائرة يمكنها حمل كاميرات ذات قدرة عالية، تشمل تلك التي يمكنها رصد الحرارة، أو العمل مع القليل من أو في غياب الضوء المرئي.
وأفادت تقارير، بأن 6 طائرات على الأقل من طراز MQ-9 استُخدمت، وتركزت مسارات طيرانها على جنوب غزة.
وتحلق طائرات Reapers عادة فوق المنطقة لمدة 3 ساعات تقريباً، على ارتفاع نحو 25 ألف قدم، وفقاً لما نقلته "نيويورك تايمز" عن أميليا سميث، الباحثة في مجال الطيران التي تتتبع الرحلات.
وأعرب مسؤولون أميركيون عن اعتقادهم بأن "هذه هي المرة الأولى التي تضطلع فيها مسيرات أميركية بمهام فوق غزة".