تركيا تشن هجوما واسعا شمالي العراق وسوريا وأرشد الصالحي يصف قتلاها بـ"أبطال بلدنا".. تعرف على المواقع المستهدفة وخلفية "المُعَزّي"
انفوبلس/ تقارير
بعد عملية ناجحة لحزب العمال الكردستاني "بككا" شمالي العراق خلفت 12 قتيلا في صفوف الجيش التركي، شنّت تركيا هجوما واسع النطاق شمالي العراق وسوريا، في حين خرج رئيس الكتلة التركمانية في البرلمان النائب أرشد الصالحي لينعى الجنود الأتراك ويعزّي بمقتلهم واصفاً أياهم بأبطال "بلدنا"!. فما هي تفاصيل عملية الـ "بككا" وتفاصيل الرد التركي؟ وكيف كانت ردود الفعل على تعزية الصالحي للمحتلين؟.
*عملية الـ "بككا"
في أول أمس، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 6 من جنودها وإصابة أربعة آخرين في هجوم شنّه مسلحون من حزب العمال الكردستاني شمالي العراق تزامناً مع العمليات العسكرية المستمرة التي ينفذها الجيش التركي للقضاء على المتمردين الأكراد، وفق وصف الوزارة.
وأمس السبت، أعلنت وزارة الدفاع التركية ارتفاع عدد قتلى جنودها إلى 12 جندياً إثر هجوم ناجح للـ "بككا" شمالي العراق.
*الرد التركي
بدورها، نفَّذت تركيا عملية جوية، مساء أمس السبت ضد أهداف لحزب العمال الكردستاني في شمال سوريا والعراق بعد مقتل 12 من جنودها خلال يومين، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع.
ورداً على ذلك، زعمت الوزارة تدمير 29 هدفاً، من بينها كهوف ومخابئ وملاجئ ومنشآت نفطية ومستودعات خلال العملية التي تم تنفيذها في الساعة العاشرة من مساء السبت، وفق بيان نشرته على موقعها الإلكتروني.
وأفادت كالة الصحافة الفرنسية، بوقوع غارات استهدفت موقعين نفطيين شمال شرقي سوريا قرب الحدود التركية، دون الإبلاغ عن سقوط ضحايا.
وبحسب وسائل إعلام تركية، فإن القواعد العسكرية التركية التي تم استهدافها يومي الجمعة والسبت تقعان على التوالي في هاكورك والزاب. ورداً على ذلك، أعلنت السلطات تنفيذ عملية عسكرية شملت ضربات جوية في المنطقة.
أردوغان: سنواصل عملياتنا في العراق وسوريا
وفي وقت سابق من يوم أمس، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرد على عناصر حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وسوريا. وقال "يجب محاسبة الأوغاد الانفصاليين على الدماء التي سفكوها"، في إشارة إلى عناصر "البككا".
وأضاف، "سنواصل تنفيذ استراتيجيتنا بكل حزم لاجتثاث الإرهاب من منبعه، حتى القضاء على آخر إرهابي".
*الصالحي ينعى قتلى الجيش التركي ويصفهم بأبناء الوطن البواسل!
وعقب الإعلان عن مقتل 12 جنديا تركيا في العراق، نعى رئيس الجبهة التركمانية أرشد الصالحي، الجنود الأتراك الذين قُتلوا في شمال العراق.
وقال الصالحي في تدوينة له على منصة أكس، "نستذكر بامتنان أبناء الوطن (يقصد تركيا) البواسل الذين قُتلوا على يد عناصر حزب العمال الكردستاني".
واختتم الصالحي التدوينة بعبارة: “عاشت أمتنا العظيمة”.
*مَن هو الصالحي؟
أرشد الصالحي هو سياسي عراقي تركماني، وُلد عام 1959 في محافظة كركوك اعتقلته الحكومة العراقية سنة 1978 وحُكم عليه بالسجن 10 سنوات، أصبح مسؤول سوريا ولبنان للجبهة التركمانية العراقية عام 2004 ثم رئيس فرع كركوك للجبهة التركمانية العراقية ثم فاز بعضوية مجلس النواب العراقي عام 2010، وفي عام 2011 قرر المؤتمر التركماني اختياره رئيساً للجبهة التركمانية العراقية، وفي انتخابات 2014 البرلمانية فاز مرة ثانية لعضوية مجلس النواب العراقي، وهو الآن رئيس الجبهة التركمانية العراقية ورئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية وعضوًا في مجلس النواب العراقي.
*غضب كبير على الصالحي
تدوينة الصالحي أثارت جدلاً كبيراً في منصة إكس اضطرته لحذفها بعد عشرات الردود الساخطة والغاضبة منه، إذ قالت إحدى المدونات "جنود الأتراك المحتل شو سبب وجودهم في إقليم جنوب كردستان؟!! لا تهتم جنودكم راح يرجعوا في أكياس نوم مقتولين كلهم وراح نطردكم في الجنوب والشمال وكل شبر من أرض كردستان".
في حين قال مدون آخر، "خوفك من محكمة الأرض جعلك تغير رأيك وتمسح البوست بالتركية وتكتب الجديدة بالعربية، لكن لا تنسى هناك الله في قلبك قبل رأسك ويعرف نواياك قبل أن تكتبه يداك ويقوله لسانك. كما يرسل زلال لهم رح يرسل لك جواب في أسرع وقت لأن الله مع المظلومين وليس الظالمين".
بينما قال مدون آخر، "ليش حذفت التغريدة الأخيرة؟ وين استهدف الجنود الأتراك؟ داخل الأراضي العراقية؟ يا ترى شيسوون جنود أتراك في أراض عراقية؟ يعني انت عشرين سنة ما تحجي عن توغل الأتراك في الأراضي العراقية والسيادة ما تهمك، بس من فطسوا الجنود اللي داخلين بأرض مو أرضهم طلع لسانك!!؟.
*العمليات التركية
وتنفذ تركيا بصورة متكررة ضربات جوية شمالي العراق في إطار استهداف مقاتلي حزب العمل الكردستاني المتمركزين هناك وهو ما ترفضه الحكومة المركزية في بغداد وتعتبره تهديدا وانتهاكا لسيادتها الوطنية.
وتصعّد القوات التركية من هجماتها في جبال كردستان رغم فشل عملياتها، سابقة متتالية في الحد من خطر المتمردين الأكراد رغم تأكيد الجيش التركي القضاء على العديد من قيادات حزب العمال الكردستاني.
وتستخدم القوات التركية الطائرات المسيرة لاستهداف قيادات كردية مناوئة لأنقرة لكن ذلك لم يحد بعد من خطر المتمردين الأكراد فيما تكشف حجم الخسائر في صفوف القوات التركية قوة حزب العمال الكردستاني وقدرته على تنفيذ هجمات.
وقد دعا رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني مراراً لتعزيز التعاون الأمني مع تركيا من خلال تامين الحدود عبر عقد اتفاقية أمنية شبيهة بالاتفاقية مع إيران لكن ذلك لا يزال بعيد المنال، وفق مراقبين.