سرايا السلام تشتبك مع القوات الأمنية والعصائب في محافظتين لأسباب "غير منطقية".. كيف انتهت؟ وما هي الحصيلة؟
انفوبلس/ تقرير
شهدت محافظتا واسط والبصرة، مساء أمس السبت 13 كانون الثاني/ يناير 2024، اشتباكات مسلحة بين سرايا السلام والقوات الأمنية تارة وبين سرايا السلام وعصائب أهل الحق تارة أخرى، لأسباب وُصِفت بأنها "غير منطقية" أدخلت سكان المحافظتين بحالة من القلق، فما هي الأسباب وما حصيلة هذه الصدامات "الغامضة"؟
*اشتباكات محافظة واسط
أفادت مصادر أمنية بمحافظة واسط، بحدوث اشتباك وتبادل إطلاق نار بين قوة أمنية تابعة الى الشرطة الاتحادية ومجموعة من "سرايا السلام" وسط المحافظة. وتقول المصادر لـ"انفوبلس"، إن "قوة أمنية كانت مكلَّفة بواجب أمني في إحدى السيطرات الداخلية قرب ساحة تموز وسط مدينة الكوت مركز المحافظة، دخلت باشتباك مع أفراد من سرايا السلام، أثناء محاولتها تفتيش عجلاتهم التي كانوا يستقلونها، ما أدى لإصابة شرطي بكدمات".
وتضيف المصادر، إن "الموقف تطور لإطلاق النار في الهواء بين الطرفين في السيطرة"، مشيرة الى أن "العشرات من أفراد السرايا تجمعوا في مركزهم وسط الكوت بسيارات مضللة (لواء 307 سرايا السلام) يقودهم القيادي أبو حسن السعيدي، لمهاجمة قيادة شرطة واسط لكنهم فشلوا في ذلك".
وتشير المصادر إلى أن "السيارات كانت تحمل مخدرات ما اضطر عناصر السرايا الى إطلاق النار على القوات الأمنية"، مردفةً، إن "القوات الأمنية سيطرت بشكل كامل على الأوضاع بمحافظة واسط واعتقلت عددا منهم".
ورغم كل ذلك، طالبت سرايا السلام من قائد شرطة واسط تقديم الاعتذار لهم، دون معرفة ما إذا كان قائد الشرطة قدم اعتذارا أم لا، وفق المصادر التي تحدثت لـ"انفوبلس".
وطالب أهالي المحافظة الوقوف بوجه من يخالف القانون ويثير الفتن. ولم يصدر لغاية الآن أي تعليق رسمي من قيادة شرطة محافظة واسط أو الجهات الأمنية الاخرى، حول ما جرى ليلة الأمس.
اشتباكات محافظة البصرة
وبالتزامن مع اشتباكات محافظة واسط، شهدت الساعات الأولى من فجر اليوم الأحد، مواجهات بين سرايا السلام وعصائب أهل الحق في البصرة، أسفرت عن احتراق سيارة لأحد عناصر العصائب، وسرعان ما توقف الاشتباك بعد تدخل القوات الأمنية، فيما أخمدت فرق الدفاع المدني الحريق.
وتقول مصادر أمنية لـ"انفوبلس"، إن مشاجرة وقعت بين أطفال أحدهم نجل أحد قياديي عصائب أهل الحق والآخر نجل قيادي في سرايا السلام على إثر "تجاوز لفظي"، تطورت الى اشتباك مسلح بين الطرفين في منطقة الكرمة ضمن قضاء الهارثة بمحافظة البصرة، لافتة الى أن السرايا اتهموا الطرف الآخر بسب وشتم مقتدى الصدر، وهو ادعاء "كاذب".
وتبين المصادر أن عناصر سرايا السلام استهدفوا منزل علي حميد الحلفي (قيادي في العصائب) بالقاذفات والأسلحة الرشاشة، ما تسبب بإحراق سيارته الشخصية، فيما ردّت عناصر من العصائب على مصدر النيران.
وأكد شهوو عيان لـ"انفوبلس"، انتشار مسلحين ملثمين يرتدون ملابس عسكرية مرقطة في المنطقة، قاموا بإيقاف وتفتيش المارة والسيارات.
وفيما بعد، نشرت قيادة عمليات البصرة قطعات من الجيش العراقي في منطقة المواجهات، وباشرت بنصب نقاط تفتيش متعددة، فيما عادت الحركة بشكل حذر إلى الشوارع على جانبي جسر خالد جنوبي البصرة.
شرطة البصرة تؤكد معلومات "انفوبلس"
وأكدت قيادة شرطة محافظة البصرة، معلومات شبكة "انفوبلس"، حيث قالت في بيان ورد لـ"انفوبلس، إنها تدخلت لفض مشاجرة مسلحة في منطقة النجيبية. وأضافت، إنه "بعد ورود أخبار بوجود مشاجرة في منطقة النجيبية بسبب خلاف حول أطفال مما أدى الى إطلاق نار واحتراق عجلة، على الفور تم تشكيل قوة التوجه الى محل الحادث وفض المشاجرة خلال وقت قياسي". مبينة، إن "المواطنين من سكنة المنطقة قدموا الشكر للقوات الامنية على تدخلها وسيطرتها على الموقف".
وقد تتكرر اشتباكات محافظة البصرة، بين التيار الصدري والعصائب أو غيرها، أكثر من غيرها من مناطق البلاد. ولا يمرّ شهر تقريباً إلا وتقع مشكلة أمنية أو استعراض مسلح، لأسباب من بينها إظهار القوة أو توجيه رسائل بعضها للبعض، أو لتهديد جهة أو جماعة سياسية. ووصل عدد اشتباكات البصرة إلى 6 خلال العام الماضي، لم تسفر عن خسائر بشرية كثيرة، لكنها عادةً ما تُربك الوضع الأمني وتروّع المدنيين.
وسجّلت البصرة خلال العام الماضي مواجهات عدة، خصوصاً بين "عصائب أهل الحق" و"سرايا السلام" المرتبطة بالتيار الصدري، وقد تسببت في حرق المقرات والمكاتب ما بين الطرفين إضافة إلى وقوع قتلى وجرحى من الطرفين، أو ما بين "التيار الصدري" وجهات أخرى.