واشنطن تمد قواتها في العراق وسوريا.. مشاة من نيو جيرسي يستعدون للانتقال إلى دولة "الأسد" وبغداد تلجأ للتفاوض
انفوبلس/..
في تقرير جديد لشبكة "سي بي سي نيوز" الأميركية، تم الكشف عن استعداد واشنطن لإرسال قوة عسكرية إلى العراق وسوريا في انتشار يُعد الأكبر لهذه القوة العسكرية منذ العام 2008، لكن بغداد نفت قدوم هذه القوات إليها وأشارت إلى إجرائها مفاوضات بهذا الصدد.
*تفاصيل التقرير
كشفت شبكة "سي بي سي نيوز" الأمريكية، أمس الاثنين، عن استعداد واشنطن لإرسال قوة عسكرية كبيرة إلى العراق وسوريا في إطار مهمة "العزم الصلب" المخصصة لمحاربة تنظيم "داعش".
وأشار تقرير للصحيفة، إلى أن "القوة العسكرية تضم 1500 جندي، من جنود الحرس الوطني في ولاية نيوجيرسي"، مضيفا أن "الانتشار هذا يُعد الأكبر لهذه القوة العسكرية منذ العام 2008".
ولفت التقرير إلى أن مهمة الانتشار في العراق وسوريا تأتي في إطار عملية "العزم الصلب".
ونقل عن المقدم عمر مينوت، وهو ضمن القوة العسكرية التي ستتوجه الى العراق وسوريا، قوله، إن "هذه المهمة هي مهمته الخامسة في الشرق الأوسط"، مضيفا "لدينا الأفراد الذين نحتاجهم، والتدريب الذي نحتاجه، والمعدات التي نحتاجها للقتال والانتصار".
كما نقل التقرير عن حاكم ولاية نيوجيرسي فيل مورفي قوله خلال احتفال لتكريم جنود فريق اللواء الـ44 بحضور عائلاتهم، أنه "من خلال قيامك بدورك في دعم عملية العزم الصلب، فإنك تحمي السلام والازدهار ليس لدولتنا فقط، وليس لبلدنا فحسب، بل للعالم الحر بأكمله".
وبحسب التقرير، فإن الجنود المرسلين الى العراق وسوريا، سيتوجهون أولاً الى قاعدة "فورت بليس" في ولاية تكساس للخضوع لتدريبات قبل التوجه الى الشرق الأوسط.
وأشار التقرير الى أن أفراد عائلات الجنود يخططون للبقاء على تواصل معهم من خلال كتابة الرسائل والتحدث عبر تطبيق "سكايب".
ونقل عن المقدم مينوت قوله، إن "الأمر مختلف قليلا الآن عما كان عليه عندما جئت للمرة الأولى، عندما كان عليك الوقوف في الطابور للحصول على هاتف واحد وانتظار الاتصال الهاتفي". وأضاف مينوت، إنه على استعداد لمواجهة المخاطر المقبلة، إلا أن الابتعاد عن عائلته لمدة 10 أشهر، لن يكون سهلاً.
*نفي وتفاوض
وتعليقاً على هذا التقرير، نفى رئيس خلية الإعلام الأمني الأنباء التي تحدثت عن دخول قوات إضافية من التحالف الدولي إلى العراق ، مؤكداً عدم حاجة العراق إلى أي قوات أجنبية كما أن وجود التحالف الدولي يقتصر على تقديم المشورة والتدريب والمعلومة الأمنية.
وأشار اللواء تحسين الخفاجي (رئيس الخلية)، إلى "قرب تفعيل عمل اللجنة المشتركة بين العراق والتحالف الدولي الذي يتضمن أحد جزئياته جدولة الانسحاب للتحالف من العراق وإعادة النظر بطبيعة العلاقة بشكل عام"، مبيناً أن "هنالك رؤية للذهاب الى عقد مذكرات ثنائية واتفاقات بين العراق وبعض من دول التحالف ذات العلاقة بشأن التسليح والتدريب وتبادل المعلومات".
وأضاف الخفاجي، أن "اللجنة الرئيسية الأمنية الاستراتيجية التي كلّف القائد العام للقوات المسلحة بتشكيلها، ستبدأ نقاشاتها مع التحالف الدولي لوضع آلية لانسحاب قواته من العراق، وهناك رؤية مستقبلية بعمل اتفاقيات ثنائية مع بعض دول التحالف الدولي في مجالات التدريب والتسليح وبناء القدرات".
*تحركات حكومية
وكان رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد ندَّد في (5 كانون الثاني الجاري)، بتكرار الهجمات التي تستهدف مقار الحشد الشعبي من قبل "قوات التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، مجدداً موقف حكومته "الثابت والمبدئي" في إنهاء وجود تلك القوات في البلاد.
وأضاف، أن الحكومة بصدد تحديد موعد بدء عمل اللجنة الثنائية لوضع ترتيبات إنهاء وجود "قوات التحالف الدولي" في العراق بصورة نهائية، مشدداً على أنه لن يكون هناك تفريط بكل ما من شأنه استكمال السيادة الوطنية على أرض العراق وسمائه.
*رسالة
وتعليقاً على إرسال جنود إضافيين إلى منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في العراق وسوريا، يقول رئيس مركز التفكير السياسي، إحسان الشمري، إن "الولايات المتحدة الأميركية ماضية باتجاه تشكيل تحالف دولي لتأمين مصالح الدول الغربية في المنطقة العربية، وهذا التواجد يدفع على المدى المتوسط باتجاه خلق المنطقة الآمنة أو العازلة ما بين إيران والدول العربية لحماية إسرائيل، بعد أن كانت الاستراتيجية الأميركية السابقة تعتمد على دول الطوق الآمن، والآن نتحدث عن هذا المفهوم أيضاً".
وخلص الشمري إلى القول، إن "وصول هذه القوات هي رسالة لإيران وحلفائها ورسالة إلى حكومة السوداني بأنه لا انسحاب من العراق، وأن البقاء سيكون طويل الأمد، وهو ما سيُحرج بشكل كبير الحديث السابق بأن الحكومة بدأت ترتيبات انسحاب قوات التحالف الدولي من البلاد"، وفق رؤيته.
*قوات احتلال
بدوره يقول الخبير الأمني، عقيل الخزعلي، إن "الولايات المتحدة تتعمّد انتهاك السيادة العراقية، ويجري داخل البرلمان العراقي جمع تواقيع لإنهاء وجود القوات الأجنبية بعد انتصار العراق على تنظيم داعش وجهوزية القوات العراقية".
ويتابع الخزعلي، "يرافق تلك الانتهاكات المتكررة من الولايات المتحدة قصف مقرات قوة أمنية وعسكرية رسمية وهي الحشد الشعبي لذلك هناك رغبة في البرلمان لإخراج كل القوات الأجنبية من العراق".
ويؤكد، إن "العراق ليس بحاجة إلى قوات أجنبية وإذ تمت زيادة أعداد هذه القوات فسوف تعتبر قوات احتلال وسيكون وجودها غير شرعي وسيتم التعامل معها على هذا الأساس".