5 سنوات على ملحمة البطولة.. كيف كسر الحشد "الأكذوبة الأمريكية" على صخرة النصر؟
خمس سنوات مرت ولا زالت رائحة ذكرها العطرة تفوح بين أزقة البلاد وشوارعها وقراها ومدنها ، وأصوات تلبيتهم لنداء الوطن وفتوى الجهاد ترن في آذان إخوانهم المرابطين على السواتر، بسواعدهم المفتولة وبتضحياتهم التي بلغت أقصى غاية الجود، سطروا قصة نصر بحروف من ذهب لتبقى شاهدا على حقبة رجال انتفضوا وشمروا عن سواعدهم وأثبتوا ولاءهم للوطن ولتبقى ملحمة النصر حافزا وملهما للأجيال المقبلة.
الذكرى الخامسة للنصر على أعتى الوحوش البشرية والعصابات البربرية، الذين يسعون في الأرض فسادا لم يكن نصرا عاديا أو أمرا محسوما، فتوقعات واشنطن بأن الحرب مع داعش ستدوم طويلا كسرتها فتوى الجهاد المقدس وهمة أبناء الحشد الشعبي الابطال والقوات الأمنية كانت الفيصل واليد الطولى في حسم المعركة وتحقيق نصر أبهر دول العالم أجمع بحسب ما يرى مراقبون.
وفي اليوم العاشر من كانون الأول عام 2017 زفت القوات العراقية خبر الانتصار على عصابات داعش الإرهابية وتحرير كامل الأرض التي دنسوها بأفكارهم الفاسدة، هذا الانتصار تلاحمت فيه جميع جهود العراقيين لحماية أرض العراق وشعبه ومقدساته ، وإفشال مخططات من راهنوا على سقوطه بيد الإرهاب .
صفحة الحرب على داعش انطوت وتكللت بالنصر، لكن ما زالت التبعات والآثار موجودة ومؤثرة نتيجة الحرب التي دامت نحو ثلاث سنوات، وأسفرت عن مئات الشهداء والجرحى وجيش من الارامل والايتام، الامر الذي يتطلب مراجعة الإجراءات والقرارات الحكومية ومتابعة أحوال من تضرر نتيجة تلك الحرب الشرسة ورد الدَّين لمن بذل مهجته في سبيل الوطن.
السياسي المستقل سعد المطلبي قال ” كنا نتوقع من الحكومة والقوى السياسية أن تنظم فعاليات تضمن حقوق ذوي الشهداء والجرحى من أبناء الحشد الشعبي والقوات المسلحة ، من جانب وعقد ندوات ومؤتمرات ترمم الجرح بين المكونات العراقية والبحث عن المشتركات بينها لكسر الحاجز الطائفي والمذهبي الذي ساد في المجتمع في الفترة الأخيرة”.
وأشار الى أن ” أحد أسباب وجود الإرهاب الداعشي ونموه هي النزاعات والخلافات العرقية والطائفية والمذهبية وكان من المفترض على مؤسسات الدولة والطبقة السياسية بشكل عام أن تعمل على تعزيز الوحدة المجتمعية وحمايتها من التأثيرات الخارجية التي تحاول شق الصف وتنفيذ مؤامرات تضر بأمن البلد وبالسلم المجتمعي، منوها الى أن ” بعض القوى السياسية اكتفت بتصدير البيانات والتغريدات بشأن هذه المناسبة “.
وتابع “إنه كان من المفترض على الحكومة أن تنظم هكذا فعاليات و تصدر قرارات جديدة تمنح ذوي الشهداء وتهتم بالجرحى كرد جزء من الوفاء لتلك التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء الحشد الشعبي والقوات المسلحة من مختلف الصنوف والتشكيلات”.
انتهت صفحة الوجود الإرهابي والخطر الداهم الذي هدد الحياة بشكل عام، لكن لا يزال هناك خطر مماثل يتجسد بالفساد الإداري والمالي وعدم معالجة مسببات نشوء الجماعات الإرهابية والانتماء اليها، فالفقر والبطالة وتفشيها وزيادة نسبها تؤدي الى حالة من عدم الاستقرار المجتمعي والغضب الجماهيري.
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وفي كلمة له خلال احتفالية أقيمت أمس بمناسبة ذكرى النصر شدد على ضرورة تظافر الجهود للقضاء على خطر الفساد مؤكدا أنَّ “مبادِئنا وعقيدتنا الوطنية الرافضة للإرهاب والتطرّف جعلت زواله حتماً ونتيجة، ليعود العراق بتنوّعه المزدهر، ولينعم المجتمعُ العراقيُّ بأهله وثرائه الحضاريّ، مشيرا الى أنه” ما زال أمامنا عمل طويل لقطع دابر جميع الفتن، وقَبْر أحلام التطرّف وخطاب الكراهية، وأيضاً ينتظرنا الكثير من العمل في الإصلاح والتنمية وتحقيق العيش الكريم”، لافتاً الى أن” العراقيين الذين انتصروا على الإرهابِ قادرون أنْ ينتصروا على الفساد، الذي بات العدوَّ الأول للدولة وكيانها”.