العصابات النسائية في العراق.. نشاط لافت وتوغل يكسر "ذكورية" الجرائم.. إليك أبرز عمليات "التنفيذ والقبض" خلال عام
انفوبلس/ تقارير
شهد العراق في السنوات الأخيرة تصاعداً في جرائم العنف، بما في ذلك جرائم القتل والسطو المسلح والخطف، والتي تورطت فيها النساء بشكل متزايد ولافت. وقد أدى ذلك إلى تنامي ظاهرة الجرائم النسائية في البلاد، حيث تمتهن السرقة والاختطاف والتهريب وحتى المشاركة في شبكات المخدرات. انفوبلس سلطت الضوء على الموضوع وستفصّل أبرز العصابات النسائية الملقى القبض عليها خلال عام.
*ليست حكراً على الرجال
ارتفعت في الآونة الأخيرة نسبة انضمام النساء في العراق إلى عصابات الجريمة المنظّمة، حيث باتت العصابات تستخدم العنصر النسوي في الجرائم التي تنفذها ولم تقتصر على الرجال فقط، الأمر الذي لم يألفه العراق سابقاً.
وعلى وقع هذا التطور، أكد الباحث في الشأن الاجتماعي مصطفى الطائي، أن نسب مشاركة المرأة في عالم الجريمة المنظمة ارتفعت في الآونة الأخيرة.
وقال الطائي، إن "هناك ارتفاعا بنسبة مشاركة النساء في عصابات الجريمة المنظمة، وهذا الأمر ليس بالمخفي على الجميع"، مبينا أن "من أسباب زيادة تلك النسب تردّي الوضع المعيشي والاقتصادي لبعض العوائل، مما دفع النساء أن تكون جزءاً من هكذا عصابات".
وأضاف، إن "التفكك الأُسري دفع بعض الفتيات إلى أعمال غير القانونية وغير الشرعية". مبينا، إن "التفكك الأُسري أمر دخيل على المجتمع العراقي، وله أسباب مختلفة منها الاستخدام السيء لمواقع التواصل الاجتماعي والمشاكل العائلية والأوضاع المعيشية وغيرها".
*أبرز عمليات الاعتقال خلال عام
وعن أبرز عمليات الاعتقال التي طالت العصابات النسائية في بغداد والمحافظات خلال العام الماضي ومطلع العام الحالي، نذكر ما أعلنته وزارة الداخلية عن إلقاء القبض على أربع نساء ورجل قاموا باحتجاز فتاة لغرض المتاجرة بها في بغداد.
وذكرت الوزارة في بيان، أن "مفارز مديرية مكافحة إجرام بغداد التابعة لوكالة شؤون الشرطة تمكنت من إلقاء القبض على أربع متهمات ورجل قاموا باحتجاز فتاة داخل دار ضمن منطقة السيدية ببغداد".
من جانبها أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية، في شهر آب من العام الماضي، الإطاحة بعصابة للاتجار بالبشر مكونة من 4 متهمين بينهم ثلاث نساء في بغداد.
وذكرت القيادة في بيان، أنه "تمكنت قوة مشتركة من الفرقة الآلية شرطة اتحادية مسنودة بالجهد الاستخباري ومفرزة من مديرية الجريمة المنظمة شعبة الاتجار بالبشر، من إلقاء القبض على عصابة مكونة من أربعة متهمين بينهم 3 نساء متخصصة بالاتجار بالبشر في (منطقة البياع) ببغداد".
بدورها، كشفت قيادة شرطة بابل في 12 أيلول 2023، عن تفاصيل جريمة مروعة بحق طفلة مغدورة بناحية الإسكندرية في المحافظة.
وأشارت القيادة في بيان، إلى "التوصل إلى أحد منفذي الجريمة البشعة بحق الطفلة المغدورة التي قضت حرقاً بعد اختفائها في ناحية الإسكندرية شمال المحافظة".
وأوضحت، أن "المعلومات الأولية تشير إلى أن أحد أطراف الجريمة امرأة تبلغ من العمر 36 سنة".
أما في شهر يوليو/ تموز 2023، فاعتقلت القوات الأمنية عصابة نسائية متورطة في جريمة قتل شاب بعد استدراجه إلى منطقة نائية.
وفي شهر أغسطس/ آب 2023، اعتقلت القوات الأمنية عصابة نسائية متورطة في عملية سطو مسلح على بنك في بغداد.
أما في شهر سبتمبر/ أيلول 2023، اعتقلت قوات الأمن عصابة نسائية متورطة في عملية خطف طفل من أمام منزله.
*حادثة الدغارة
وفي الأسبوع الماضي، اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الأمنية ومطلوبين للقانون أثناء عملية مداهمة منزل في محافظة الديوانية.
وذكرت مصادر أمنية، أن "اشتباكات اندلعت بين القوات الأمنية ومطلوبين للقانون (عصابة خطف وقتل) أثناء عملية مداهمة منزل بعد تلقي بلاغ بجريمة خطف في ناحية الدغارة بمحافظة الديوانية"، مؤكدة "استشهاد ضابط برتبة رائد وثلاثة منتسبين (منسوبين إلى قسم مكافحة الإجرام الديوانية)".
*نساء شاركن بعمليات الخطف
إلى ذلك، كشفت الأجهزة الأمنية العراقية ومصادر أمنية، تفاصيل حادثة "الدغارة" في محافظة الديوانية والتي أدت الى استشهاد ضابط و3 منتسبين، واعتقال عصابة خطف وتحرير مختطفة.
وذكرت وزارة الداخلية في بيان، أن "قوة مشتركة ضمن قاطع قيادة شرطة محافظة الديوانية نفذت عملية أمنية لتحرير مختطفة داخل منزل تابع لعصابة مجرمة"، مشيرة الى أن "أفراد العصابة فتحوا نيران أسلحتهم على القوة المنفذة للواجب فور وصولها".
وأضافت، أن "القوة الأمنية تمكنت من قتل أحد أفراد هذه العصابة، فيما أصابت اثنين آخرين من عناصرها وألقت القبض على أربعة منهم بينهم اثنتان من النساء وهم مطلوبون وفق أحكام المادة 406 من قانون العقوبات العراقي".
*المشاركة في شبكات المخدرات
وفي نهاية العام الماضي، أعلن جهاز الأمن الوطني العراقي، تمكنه من تفكيك شبكة وصفها بأنها "عالية الخطورة" تتاجر بالمخدرات في جانبي الكرخ والرصافة من العاصمة بغداد وتتكون من 11 شخصاً من ضمنهم نساء.
وأوضح بيان للجهاز، أن الشبكة يديرها تجار رئيسيون وبعض أفرادها منتسبون في دوائر حكومية.
ووفقا للبيان ذاته، فإن عمليات التوزيع والنقل تتم عبر عدد من المحافظات قبل وصولها إلى العاصمة بغداد .
*عملية الكرادة والاتجار بالبشر
أما في الثاني من مايو الماضي، فقد أعلنت المديرية العامة للاستخبارات والأمن، الإطاحة بشبكة رئيسية متخصصة بالاتجار بالبشر متكونة من 11 متهماً من بينهم نساء في منطقة الكرادة ببغداد.
وذكرت المديرية في بيان، أن "هذه الشبكة تقوم ببيع وتهريب النساء الى خارج البلاد".
يذكر أن السلطات الأمنية قد ألقت القبض على عصابة من 10 أشخاص تتاجر بالأعضاء البشرية في العاصمة بغداد، في الأول من شهر مارس/ آذار الماضي.
*قتل وخطف وابتزاز وسرقة
إلى ذلك، تؤكد المحامية سمية عباس فاضل أنّ عدد القضايا التي يتم الترافع فيها عن نساء زاد كثيراً عن السابق. وفي العادة، تكون التهم ذات خلفيات جنائية.
وتضيف فاضل، أن "سجن النساء في الكاظمية يزدحم بالنساء المدانات بجرائم جنائية مختلفة. وهناك توجه لاستحداث سجن أكبر بسبب شكاوى من ضيق الزنازين".
وتتأسف المحامية لأنه ثبت تورّط مدانات بجرائم قتل وخطف وابتزاز واتجار بالبشر وسرقة، وقد زادت نسبتهن عن نسبة المتهمات بالإرهاب. "لكن ليس بينهن محكومات بالإعدام على حد علمي حتى الآن".