"القناة المشتركة".. سلاح جديد يُسقط عشرات التكفيريين فماذا قالت عنه لجنة الأمن النيابية؟

هذه كلمة السر
"القناة المشتركة".. سلاح جديد يُسقط عشرات التكفيريين فماذا قالت عنه لجنة الأمن النيابية؟
انفوبلس/..
مع استمرار الجهود الأمنية لمكافحة الإرهاب وترسيخ الاستقرار في العراق، برزت "القناة المشتركة" كإحدى أبرز المبادرات الأمنية التي أثبتت فاعليتها خلال الأشهر الماضية. هذه المنظومة التي تعتمد على تبادل المعلومات الاستخبارية بين مختلف المحافظات العراقية، شكلت نقطة تحول مهمة في آليات تعقب المطلوبين والقضاء على الخلايا الإرهابية، مما أسهم في الإطاحة بأكثر من 100 إرهابي، بينهم قيادات بارزة في تنظيم داعش الإجرامي، متورطون في جرائم دموية ضد المدنيين.
تأتي هذه الخطوة في إطار تحديث أساليب العمل الاستخباري وتعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية المختلفة، حيث تعتمد القناة المشتركة على قاعدة بيانات متطورة تتيح للأجهزة المختصة تعميم أوصاف المطلوبين وتحديد أماكنهم بدقة عالية، قبل إعطاء الضوء الأخضر لفرق المتابعة الميدانية لتنفيذ عمليات الاعتقال. هذا التطور لم يسهم فقط في ضبط المطلوبين بتهم الإرهاب، بل ساعد أيضًا في تعقب عناصر خطيرة متورطة في جرائم جنائية كبرى، مما يرفع من مستوى الأمن العام في البلاد.
*التفاصيل
في هذا السياق، أكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية، أن ما يُعرف بـ"القناة المشتركة" أسهمت في الإطاحة بأكثر من 100 إرهابي خلال الأشهر الماضية في مختلف المحافظات العراقية.
وقال عضو اللجنة، النائب ياسر إسكندر وتوت، إن "الأجهزة الأمنية في مختلف المحافظات أنشأت القناة المشتركة، وهي منظومة لتبادل المعلومات الاستخبارية بين المحافظات، مما أتاح مرونة أكبر في عمليات البحث والتحري عن المطلوبين، خصوصًا الإرهابيين الذين يشكلون تهديدًا على الأمن والاستقرار".
وأضاف، إن "القناة المشتركة، ومن خلال قاعدة بياناتها وتبادل المعلومات الدقيقة، أسهمت في الإطاحة بأكثر من 100 إرهابي خلال أشهر قليلة، حيث جرى تعميم أوصاف المطلوبين وتبادل البيانات بين الأجهزة الأمنية، ما مكّن فرق المتابعة الميدانية من تحديد الأهداف بدقة قبل إعطاء الضوء الأخضر لاعتقالهم".
وأوضح وتوت، إن "من بين المعتقلين قيادات بارزة في تنظيم داعش، متورطين بجرائم كبيرة ضد المدنيين وانتهاكات إنسانية"، مشيرًا إلى أن "آلية القناة المشتركة أثبتت فاعليتها في تعقب المطلوبين، سواء بتهم الإرهاب أو الجرائم الأخرى".
وفي ظل التحولات الأمنية والتحديات المستمرة، باتت القناة المشتركة تمثل نموذجًا ناجحًا في العمل الاستخباري الحديث، حيث أظهرت أهمية تنسيق الجهود الأمنية بين المحافظات، ما مكّن القوات العراقية من تنفيذ عمليات دقيقة وسريعة ضد العناصر الإرهابية. ووفقًا للجهات المختصة، فإن استمرار تطوير هذه الآلية وتعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية قد يسرّع من وتيرة تفكيك شبكات الإرهاب والجريمة المنظمة، ويدعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار الدائم في العراق.
*عمليات متصاعدة
وفي إطار الجهود المستمرة للقضاء على بقايا تنظيم داعش الإرهابي، كثّفت القوات العراقية عملياتها العسكرية والاستخبارية ضد أوكار وخلايا التنظيم في مختلف مناطق البلاد. وشهدت الفترة الأخيرة تصعيدًا ملحوظًا في الضربات النوعية الدقيقة التي استهدفت مخابئ الإرهابيين، ما أسفر عن الإطاحة بعناصر خطيرة كانت تشكل تهديدًا على الأمن والاستقرار.
وتأتي هذه العمليات في ظل استراتيجية أمنية متطورة تعتمد على المعلومات الاستخبارية الميدانية والتعاون بين الأجهزة الأمنية، حيث نجحت القوات العراقية في تنفيذ عمليات استباقية دقيقة، أسفرت عن قتل واعتقال قيادات بارزة في التنظيم، إضافة إلى تدمير مخابئ سرية تُستخدم لشن هجمات إرهابية ضد المدنيين والقوات الأمنية.
وقبل 4 أيام، كشفت قيادة العمليات المشتركة، عن الإطاحة بقيادات كبيرة في التنظيم.
وذكرت خلية الإعلام الأمني، في بيان، أنه "بعد جهد استخباري وفني مكثف، تم مقتل سبعة إرهابيين كانوا داخل مضافة بينهم قيادات بارزة في تنظيم داعش".
وأضاف البيان، أن "الضربة أسفرت عن مقتل الإرهابي دحام محمد عليوي، المكنى (أبو سعيد الدندوشي)، والذي كان يشغل منصب والي كركوك، وهو مسؤول عن تنفيذ عمليات إرهابية عدة، استهدفت المواطنين الأبرياء في وادي الشاي، وجبال حمرين، والحويجة ضمن قاطع كركوك".
وأشار البيان، إلى "مقتل الإرهابي شحاذة علاوي صالح، المكنى (أبو عيسى)، وكان مسؤول قاطع حمرين لعصابات داعش، فضلاً عن الإرهابي باسم ربيع البطوش، أحد العناصر الإرهابية المهمة في التنظيم".
ويؤكد الخبراء، أن هذا التصعيد العسكري يعكس جاهزية القوات العراقية واستمرار التقدم في تفكيك شبكات الإرهاب، وسط تحولات تكتيكية تهدف إلى شلّ حركة فلول داعش ومنع التنظيم من إعادة تنظيم صفوفه. ومع استمرار هذه العمليات النوعية، يقترب العراق خطوة جديدة نحو تعزيز الأمن والاستقرار، وتضييق الخناق على فلول الإرهاب في مختلف المناطق.
*لا حاجة للإسناد الأجنبي
من جهته، أشار عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي مهدي تقي، إلى أن "هناك تطوراً كبيراً في أداء الأجهزة الاستخباراتية العسكرية، وهذا ما دفع إلى زيادة الضربات الجوية الدقيقة والنوعية ضد أوكار تنظيم داعش الإرهابي خلال الآونة الأخيرة".
وبيّن تقي، أن "ملاحقة تنظيم داعش وتدمير أوكاره في كافة قواطع العمليات مستمران ولن يتوقفا إلا بعد القضاء على آخر عنصر بهذا التنظيم، والجهود الأمنية والعسكرية متواصلة بهذا الأمر، خاصة بعد صيد رؤوس كبار قادة التنظيم بالضربات الجوية الأخيرة".
ولفت عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان إلى أن "ما يقوم به الطيران الحربي العراقي يؤكد أن العراق لا يحتاج إلى أي إسناد أجنبي جوي أو بري في ملاحقة التنظيمات الإرهابية، خاصة أن هناك تطوراً في أداء سلاح الجو، كما نعمل على تطوير هذا السلاح عبر صفقات أسلحة مختلفة خلال المرحلة المقبلة".
ويختبئ ما تبقى من عناصر تنظيم داعش في مناطق وعرة، لكن السلطات الأمنية العراقية تقول إنها "تحت المراقبة"، وتحظى بأهمية لدى الطيران الحربي العراقي، والذي يستهدف باستمرار خطوط الإمداد لهذه الجماعات، وتحديداً على حدود محافظات نينوى وديالى وكركوك وصلاح الدين والأنبار، وفي مناطق تقع على حدود محافظتي كركوك والسليمانية، مثل وداي زغيتون، ووادي الشاي، وجبال الشيخ يونس، ووادي حوران. وكثّفت القوات العراقية من عملياتها الأمنية لمنع تحركات عناصر تنظيم داعش، خاصة في المحافظات المحررة، وقد أعلنت قيادة الجيش أخيراً أن "أعداد الإرهابيين الموجودين في العراق حالياً لا تزيد عن 400".