المزارات الشيعية في العراق.. كيف تُدار؟ وكم عددها؟ ولماذا لم تسجل غالبيتها لدى الوقف؟

اقرأ قصتها الكاملة
المزارات الشيعية في العراق.. كيف تُدار؟ وكم عددها؟ ولماذا لم تسجل غالبيتها لدى الوقف؟
انفوبلس/..
تُعدّ المزارات الشيعية في العراق من أبرز المعالم الدينية والثقافية، حيث يرتادها ملايين الزوار سنويا من داخل العراق وخارجه. وتتمتع هذه المزارات بمكانة دينية كبيرة، نظرا لارتباطها بأهل البيت والصحابة المقربين منهم. ومع ذلك، يواجه ملف إدارة هذه المزارات تحديات كبيرة تتعلق بتسجيلها رسميًا وإدارتها وتنظيمها، حيث إن غالبية هذه المزارات غير مسجّلة لدى الوقف الشيعي، مما يطرح تساؤلات حول أسباب ذلك وآثاره.
*كيف تدار؟
الأمانة العامة للمزارات الشيعية في العراق هي الجهة المسؤولة عن الإشراف على المزارات الدينية الشيعية المسجلة رسميًا، وتعمل تحت مظلة ديوان الوقف الشيعي. وتتمثل مهامها الأساسية في: "إدارة شؤون المزارات الشيعية المسجلة رسميًا وتنظيم عملها، الإشراف على التوسعة والصيانة الدورية للمزارات لضمان استيعاب أعداد الزوار المتزايدة، تعيين كوادر إدارية وفنية لخدمة الزائرين وتأمين سير العمل في المزارات".
*كم عدد المزارات؟
في منتصف 2022، كشفت دائرة المزارات التابعة للوقف الشيعي عن وجود 529 مزاراً من أصل 664، غير مسجلة لديها، مبينة أن ضمّ المزارات تلك "يعطيها قوة قانونية ومكانة وإدارة" فضلاً عن "أنها قد تستفيد من إمكانيات الدولة في تطويرها وإعمارها".
وبحسب احصائية أعدّتها دائرة المزارات التابعة للوقف الشيعي، فإنّ هناك 135 مرقداً مسجلاً لديها فقط، من بين 664 موجوداً في البلاد.
أما المزارات الـ529 الخارجة عن إدارة الوقف، فتديرها عائلات، وتأخذ شرعيتها من إيمان الزوار الذين يقصدونها ويستثمرون بها، كما أن التبرعات التي يقدمونها تشكّل مصدر رزق لملّاك الموقع، وفق ما تقول وسائل إعلام.
يقول نائب رئيس هيئة المزارات الشيعية هاشم العوادي لفرانس برس، إن ضمّ المزارات تلك "يعطيها قوة قانونية ومكانة وإدارة" فضلاً عن "أنها قد تستفيد من إمكانيات الدولة في تطويرها وإعمارها".
وتعتزم السلطات الدينية تسجيل تلك المزارات "غير المحققة أو غير الثابتة" بعد، على حد قوله. لكن الطريق لتحقيق ذلك ما زال طويلاً.
ويوضح أن الأمر يتطلب "تحقيق النسب"، لكن أيضاً "التدقيق في موقع الدفن والمرحلة التاريخية" التي تعود إليها الشخصية والمكان الجغرافي الذي تتحدّر منه.
ويشدد العوادي على أنّ "ثقافة المجتمع تسهم في صناعة المزار وصناعة هالة حول المكان"، وكذلك "ضعف الرقابة خصوصا إذا اصطدمت بعقيدة أو ثقافة اجتماعية".
ويتحدّث عن وجود تساؤلات بشأن صحّة البعد الديني لبعض المزارات، موضحاً: "إذا عثرت على مزار وقلت إنه وهمي، كم شخصا سيصدق ذلك؟ وكم شخصا آخر سيتهمك بأنك قد انحرفت عن الدين؟".
ويوجد في مدن مختلفة بالعراق نحو 100 مزار تحمل أسماء بنات الحسن، الذي لم يعش في بلاد ما بين النهرين، وينتقد العوادي هذا العدد متسائلاً "كم مرة جاء الإمام الحسن للعراق وكم بقى فيه (من وقت)؟ عاد إلى المدينة (المنورة) واستشهد فيها. من أين أتى الحسن بهذه الذرية ثم كم كان عنده من زوجات؟".
*دكاكين الابتزاز
في منتصف 2019، كشفت الأمانة العامة للمزارات الشيعية، التابعة الى الوقف الشيعي، أن عدد المزارات الدينية المسجلة لديه هي 170 مزاراً منتشرة في العراق، فيما حذرت مما أسمتها "دكاكين الابتزاز".
وقالت الأمانة في بيان، "زادت في الآونةِ الأخيرة وتيرةُ الطعنِ بالمزارات الموهومة وانسحابُ ذلك الطعن للتعريض بالأمانةِ العامّة للمزارات الشيعيّة الشريفة من الاودّاء فضلاً عن الألدّاء فأننا نقول، إننا وقبل كل شيء نضمّ صوتنا إلى أصوات أُولئك حَسِني النيّة في استنكارِ واستهجانِ ظاهرة المزارات الموهومة كَونَها أولاً : محل ابتلائِنا اليومي".
وأضافت: "للدوافع ذاتها التي تدفعُ أُولئك في حميَّتِهم وغَيرتهم على ثوابِت المذهب الشريف ورموزه، لأن الإيغال في إبراز هذهِ الظاهرة إلى واجهة السخرية والاستهزاء، إنما ينعكس سلباً على المكانة المُقدسّة للمزارات في نفوسِ أبناء المذهب فضلاً عن أبناء الأمة جمعاء".
وتابعت الامانة، "فأنها (أي الظاهرة) تمثل لنا الغصّة العالقة التي تتعارض وصميم مسؤوليتنا في إبراز شرفيّة المزارات الحقّة وخدمة أصحابها المكرمين، ليكن معلوماً أنّ ما يُصطلَح عليه (مزار شريف) هو ذلك المرقد والمدفن المحقَّق تأريخياً لأحد أبناء الأئمة المعصومين (عليهم السَّلام) أو ذراريهم أو اصحابهم أو مواليهم، مسجّل لدى الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة، ومصادق عليه من قِبَل ديوان الوقف الشيعيّ الموقر، ويقع ضمن حدود العراق. وعدد هذه المزارات حاليا هو (170) مزاراً حصراً منتشرة على جغرافية هذا البلد".
وأشارت، الى أن "المقامات الموهومة ودكاكين الابتزاز والتقديس التجاري المصطنع فنحن منها براء ولا تقع ضمن دائرة عملنا، ولسنا الجهة المعنية بمعالجتها والتصدي لها بقدر ما هي مسؤولية أمنية ومجتمعية، فنحن لسنا أكثر من جهة إدارية تعنى بإدارة المزارات المصادق عليها ، بل ما مسؤولية دين محمد ( صل الله عليه واله) في أن يظهر مُسيلمةٌ هنا أو سَجاحٌ هناك"، مبينا أن "تثار هكذا صيحاتٌ ثم ينتظرُ أن يكون انعكاسها الطبيعي هو التشكيك في أصل المزارات الشريفة، وبالتالي توهينها في نفوسِ أبناء الأمة، وتأثيرها السلبي الواضح .. فلا بدَّ من أن نسجل هنا بالغ تحفظنا وامتعاضنا".