المهندس بشير يودع الحياة ويترك خلفه سرّاً.. انفوبلس تفكك أركان "القضية المحيرة"

انفوبلس/..
غادر المهندس "بشير خالد" الحياة، لكنه أبقى خلفه سرّاً محيراً.. كيف قُتل؟ الروايات تضاربت ما بين الحكومية والعائلية وحتى الشعبية، فيديوهات نشرها الإعلام الرسمي وأخرى تسربت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان لكل مقطع قصة وحكاية، لكن الشيء المؤكد حتى هذه اللحظة هو أن المهندس بشير لفظ أنفاسه الأخيرة صباح اليوم وانتقل إلى رحمة ربه.
*وفاة بشير
في الساعة السادسة من صباح اليوم الاثنين، أفادت مصادر إعلامية وأخرى في الأوساط الهندسية، بوفاة المهندس بشير خالد بعد أيام من فقدان الوعي والموت السريري، في الحادثة المعروفة على مستوى الرأي العام والتي لا تزال غامضة التفاصيل.
وقالت مصادر إعلامية وأخرى في الأوساط الهندسية، إن المهندس بشير خالد فارق الحياة عند الساعة السادسة صباح اليوم الاثنين بعد غيبوبة تامة من ثم فشل كلوي أدى إلى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وأظهرت صورة متداولة لجثة مغطاة بالكامل على السرير ذاته ونفس لون الغطاء لصور سابقة نُشرت لبشير وهو في الغيبوبة، كما تظهر صورة الجثة المغطاة أيضا، ساق الضحية وعليها آثار التعذيب.
*التشييع
شيّع ذوو ومحبو وأصدقاؤه وجمعٌ من الجماهير، المهندس بشير الذي فارق الحياة في أولى ساعات صباح اليوم الاثنين، نتيجة فشل كلوي وتعذيب شديد، في قضية غامضة لم تُفك أسرارها حتى الآن.
وأُقيمت صلاة الجنازة على روح المرحوم في جامع برهان الدين في حي الجامعة غربي بغداد.
وانطلقت مراسم التشييع من جامع البرهان بعد انتهاء صلاة الجنازة الى مثواه الأخير، فيما تعالت أصوات المشيّعين المطالبين بالقصاص من المتورطين بهذه الجريمة التي أودت بحياة المهندس.
*"انتفاضة حتى القصاص"
ذوو المهندس بشير خالد، نعَوا فقيدهم الذي غادر الحياة في كلمات تستصرخ العراقيين لـ"انتفاضة حتى القصاص"، في أحدث تطورات للقصة التي شغلت الرأي العام وهزّت الأوساط الشعبية والإعلامية والأمنية.
وبعد 7 أيام من الغيبوبة، غادر المهندس بشير الحياة، نتيجة الفشل الكلوي، حيث فقد الوعي ورقد في المستشفى منذ أيام بعد تعرضه لـ"تعذيب" لا تزال تفاصيله غامضة ومتضاربة، عقب أن دخل مركز شرطة حطين ثم تحويله الى السجن المركزي التابع لوزارة الداخلية إثر مشاجرة بين المهندس ولواء بالشرطة الاتحادية.
وقال ابن عمة الضحية، نشأت البكري، في منشور على حسابه في فيسبوك: "انتقل الى رحمة الله الشاب المهندس المغدور الشهيد بإذنه تعالى بشير خالد لطيف، ذهب الى الله وجسمه مليء باثار التعذيب لتكون شاهدة على وحشية وبربرة هذه الدولة".
وأضاف: "ترك هذه الدنيا بتعذيبها وكذبها وتلفيقها وانتقل الى رحمة رحمن رحيم، عار على الشعب العراقي إن سكت، عار على الدولة إن سكتت، عار على الانسانية إن لم تنتفض اليوم في العراق، انتفاضة حتى القصاص.. انتفاضة حتى القصاص".
وفي منشور سابق، كان نشأت البكري قد كتب بسطور مطولة عن ذكرياته مع ابن عمته، وجوانب من حياة وشخصية الضحية، حيث وصفه بأنه "صديقه الأقرب، الإنسان الذي كان قطعة من النقاء في هذا العالم، صاحب الأخلاق العالية وملك المواقف المشرفة التي لا تُنسى، كان دومًا سندًا لأصدقائه، وملاذًا لكل من احتاجه".
وأضاف: "منذ طفولته، كان عقله متقدًا، وذكاؤه لامعًا، لم يعرف الكسل يومًا، فاجتهد وسهر الليالي حتى تخرج من ثانوية المتميزين، واضعًا نصب عينيه حلمه في الهندسة المدنية. لم يكن مجرد طالب، بل كان فارسًا في سباق مع الزمن، يطارد المعرفة، يصقل مهاراته، حتى فاقت خبرته عمره بسنوات".
وأوضح، أن "بشير كان يرسم مستقبله بحماس، منذ تخرجه قبل 6 سنوات وهو يعمل اكثر من 19 ساعة يوميا! (نعم وفعلا وبدون مبالغة كان يعمل 19 ساعة يوميا واحيانا يسهر ليومين متتالية بسبب العمل، خطط لتجهيز نفسه وتنظيم وقته من اجل دراسة الماجستير في مجال الهندسة، ومن بعدها الدكتوراه، كان يؤمن أن العراق بحاجة لعقولٍ مثله، وكان دائمًا يقول لي: “نشأت، من كثر ما الطموح براسي جبير، أريد أسابق الزمن حتى أحققه، ويطلع هذا الإنجاز من بغداد، مو من مدينة ثانية…” كان يحلم بأن يرفع اسم بغداد عاليًا، أن يعيد إليها أمجادها بإنجازاته".
وتابع: "لكن المدينة التي أحبها، المدينة التي تغنّى بحنانها وجمال معالمها، خانته… غدرته بوحشية لا توصف. بشير لم يُمنح فرصة ليحقق أحلامه، بل ضُرِب وعُذِّب بطريقة دموية، وكأن من أذاه لم يكن إنسانًا، وكأن القلوب تحجرت فلم ترحم روحه النقية".
*"تعرض للتعذيب بالكهرباء والنار"
يقول أحد أقارب الضحية في حديث صحافي، إن "هناك آثار تعذيب طالت جسد الضحية المهندس بشير وقدمه ويده"، كاشفا عن "اثار تثبت تعذيب المهندس بشير بالنار والكهرباء".
من جهته، قال شخص ثانٍ من أقارب المهندس الراحل، إن "المهندس بشير تعرض للظلم، وإذا كان قريبنا على خطأ فإن عائلته هي من ستقدمه إلى القضاء، لكن دخوله إلى السجن بسبب مشاجرة نتيجة خلاف حول (دشداشة) فهو سبب غير منطقي".
بدوره، قال شخص ثالث من أقارب المهندس بشير، إن "هناك تواطئاً في قضية مقتل المهندس بشير"، مطالبا القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية بـ"أخذ حق المهندس بشير".
*"اليوم بشير وغدًا أنت"
بالرغم من التفاعل الواسع مع قصة المهندس بشير خلال الأيام القليلة الماضية بين بحث عن حقائق وانتظار التحقيقات، إلا أن إعلان وفاته فجر اليوم دفع القضية الى تشكيل غضب أكبر في الأوساط الشعبية والسياسية، بل ووصل الأمر الى طرح سياسي بإمكانية إقالة وزير الداخلية بعد التوصل للحقائق.
وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي منذ صباح اليوم بغضب واسع على صعيد المدونين والأوساط الشعبية بل وحتى السياسية، بعد إعلان وفاة المهندس بشير الذي قضى نتيجة التعذيب، وبالرغم من أن الداخلية تقول إن وصوله الى الموت السريري جاء نتيجة ضربه من قبل السجناء وليس التعذيب على يد المنتسبين، إلا أن القضية لا تخلو من تقصير وزارة الداخلية بحسب مختلف الأوساط، كما أن القضية لا تزال تحتوي الكثير من الغموض والشكوك بوجود تواطؤ من نوع ما من قبل عناصر أو جهات أمنية ضده.
الأمر المستغرب أكثر، أن وزارة الداخلية ومن خلال بياناتها المتكررة ومقاطع الفيديو التي تنشرها وضعت نفسها كـ"طرف" في القصة، حيث لاحظ الكثير من المهتمين بأن بيانات الداخلية تبدو وكأنها "متحاملة" على الضحية، وحتى في سرد قصة ما تعرض له تحاول دائما إظهاره بمظهر المذنب الاكبر في القصة، بالرغم من كونه الضحية الأكبر فيها حتى الآن.
وكتب النائب في البرلمان العراقي، ماجد شنكالي تغريدة قال فيها: "بعد وفاة المهندس بشير رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته يجب على الحكومة ومجلس النواب إجراء تحقيق سريع وكشف ملابسات وفاته، وإذا ثبت أن هناك تقصير في عمل وزارة الداخلية ومؤسساتها فأقل أمر يمكن قبوله هو استقالة الوزير والكادر المتقدم في الوزارة بعد كل ما رأيناه وسمعناه خلال الأيام الماضية".
وكتب العديد من المدونين عن حالات مشابهة وتساؤلات عن "كم نسخة أخرى مثل بشير قضت في السجون بالتعذيب أو بسبب ممارسات غير مهنية من قبل عناصر أمنية؟".
وغالبًا ما تنفي وزارة العدل وجود حالات تعذيب في السجون، لكن هناك لبس في الغالب تجاه هذه القصة، فالسجناء في سجون وزارة العدل هم المحكومون، أي الذين يقضون فترة محكوميتهم وقضيتهم منتهية ولا يخضعون للتحقيقات، أما التعذيب فيحصل غالبا في سجون مرحلة التحقيقات، التابعة غالبا للداخلية.
وطالب الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمشاركة في المطالبة بالقصاص للمهندس بشير، وصنع رأي عام ضاغط لكشف الحقائق، حتى وجه الكثيرون خطابهم للمواطنين بالقول، "إن لم تشارك برفع صوت الحق والقصاص من القتلة بقضية المهندس بشير، فإنك المغدور التالي".
*نقابة المهندسين وبيان شديد اللهجة
في هذا السياق، أصدرت نقابة المهندسين العراقيين، بيانا بشأن حادثة وفاة المهندس بشير خالد، مؤكدة عدم قناعتها بكثرة البيانات والتوضيحات والاصدارات الإعلامية، التي تحاول التغطية على المسؤولين عن هذه الجريمة.
وقالت النقابة في بيان، إن "حادثة وفاة المهندس بشير خالد نتيجة التعذيب ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي اعتداء صارخ على كرامة الإنسان العراقي، وانتهاك فاضح للقيم الإنسانية التي تتأسس عليها المجتمعات المتحضرة، ويجب ان تُحدث زلزال تصحيحي لكل المؤسسات المعنية بالتعامل مع المواطن".
وأضافت النقابة، إن "نقابة المهندسين العراقية تؤكد بشكل قاطع أنها لن تتوانى عن الدفاع عن حقوق المهندس بشير، ولن تتخلى عن المطالبة بكشف الحقيقة كاملة، ومحاسبة جميع المتورطين في هذه الجريمة، مهما كان نفوذهم أو مواقعهم، إن الكرامة والعدالة ليست شعارات فارغة، بل هي مبادئ راسخة ستبقى النقابة ملتزمة بها بكل ما أوتيت من قوة".
وأكدت على، "عدم قناعتها بكثرة البيانات والتوضيحات والاصدارات الإعلامية، التي تحاول التغطية على المسؤولين عن هذه الجريمة، ولن تتوانى النقابة حتى يكون مصير جميع المسؤولين عن الجريمة خلف القضبان".
ولفتت إلى أن "أي تقاعس عن اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة سيعتبر تواطؤًا مع الظلم، وتشجيعا ضمنيا لمزيد من الجرائم بحق العدالة وكرامة الانسان العراقي، وهو أمر لن تسكت عنه النقابة، ولن تقبله بأي حال من الأحوال".
وشددت النقابة على أنها "تدعو جميع الجهات المعنية إلى الوقوف صفًا واحدًا من أجل حماية كرامة المواطن العراقي، وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات الجسيمة، ولن تقف النقابة مكتوفة الأيدي، بل ستتخذ كل الخطوات القانونية والمهنية للدفاع عن حق المهندس بشير، وضمان تحقيق العدالة لأسرته وللمجتمع الهندسي بأسره".
وأشارت النقابة في بيانها إلى أن "العدالة ليست مطلبا؛ إنها ضرورة لاستقامة المؤسسات، ونقابة المهندسين العراقية ستظل صوتًا قويًا ضد الظلم والقمع، مدافعةً بكل حزم عن حقوق المهندسين وكرامتهم".
*رواية العائلة: تعذيب "وحشي" ونداء استغاثة
عائلة المهندس بشير خالد ناشدت في وقت سابق رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ومديرية الشؤون الداخلية، لإنقاذ حياة نجلهم بعد تعرضه لتعذيب وصفته بـ"الوحشي" على يد عناصر أمنية، عقب مشاجرة مع مدير رواتب الشرطة الاتحادية.
وبحسب العائلة، بدأت الحادثة في حي حطين ببغداد، حيث جرى اعتقال خالد من قبل دورية للنجدة بناءً على اتصال من مدير الرواتب، ليتم نقله لاحقاً إلى مركز شرطة حطين، حيث استمر التعذيب هناك، ما أدى إلى إصابته بنزيف شديد ودخوله في غيبوبة.
*رواية وزارة الداخلية وتشكيل لجان تحقيق
وكانت وزارة الداخلية قد نشرت، يوم السبت، مقطع فيديو قالت إنه يُظهر تعرض بشير خالد لاعتداء من قبل موقوفين داخل موقف حطين، نافية في الوقت ذاته أي تعذيب من عناصر الأمن.
وعقب تداول القضية إعلاميًا، وجّه وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة لكشف ملابسات الحادث، وتقديم تقرير رسمي يتضمن الإجراءات القانونية بحق المتورطين.
*نتائج التحقيق: توقيف مسؤولين وتوجيه تهم
وفي بيان رسمي صدر الجمعة، أعلنت وزارة الداخلية نتائج التحقيق الأولي، مؤكدة اتخاذ إجراءات قانونية بحق عدة أطراف، من بينها مدير الرواتب ونجله، بتهمة استغلال النفوذ، إلى جانب ضابط التحقيق، لعدم اتخاذه الإجراءات القانونية اللازمة لتسجيل شكوى متقابلة.
كما تقرر إحالة كادر الموقف المركزي ووجبة الخفر للتحقيق، على خلفية فشلهم في السيطرة على الموقوفين أثناء وقوع الاعتداء.
وأكدت الوزارة إحالة القضية بالكامل إلى مديرية مكافحة إجرام الكرخ لاستكمال التحقيقات والوصول إلى كافة التفاصيل المرتبطة بالحادثة.
*موقف اخر من الداخلية
كشفت وزارة الداخلية، عن تفاصيل نتائج اللجنة التحقيقية المشكلة بشأن الاعتداء على المهندس، بشير خالد.
وقال وكيل الوزارة لشؤون الشرطة، الفريق الحقوقي هادي رزيج في مؤتمر صحفي عقده في مقر الوزارة: إنه "بخصوص الحادثة التي وقعت ليلة 27/3 على 28/3 وبمتابعة وزير الداخلية وكل مفاصل الوزارة، ففي الساعة 11 مساءً من تلك الليلة حضر المدعو، المهندس بشير خالد إلى مجمع الأيادي بمنطقة بسكولاته من أجل الدخول عن طريق البوابة الرئيسة إلى داخل المجمع بحجة أنه مدعو على تناول وجبة سحور وحاول أن يدخل لأكثر من مرة إلا أن المجمع فيه نظام لا يسمح لأي مواطن بالدخول للمجمع إلا أن يكون هناك نداء أو تثبيت اسم الزائر لهذا المجمع"، مبيناً أنه "حاول الدخول منذ الساعة 11 مساء ولغاية الساعة 2:45 صباحاً من ليلة 28/3 وهو متواجد ولم يفارق المكان".
وتابع، إنه "بعد ذلك قام بتسلق السياج إلى داخل المجمع متجهاً إلى العمارة رقم 11 التي يسكنها اللواء، عباس المنسوب إلى قيادة الشرطة الاتحادية وادعى اللواء عباس بأنه لا يعرفه ولا تربطه أي علاقة أخرى معه"، مضيفا: "بعدها تم غلق باب شقة اللواء عباس إلا أن المهندس بشير بقي يتجول من خلال مراقبته بالعين السحرية لمدخل الشقة التي تقع في الطابق التاسع من عمارة 11".
وأشار إلى أن "اللواء عباس كان في استراحته ولم يكن في الواجب وحاول المهندس الدخول إلى الشقة من جهة أخرى عن طريق السطح"، مؤكداً أنه "بعد ذلك خرج اللواء عباس وأولاده وحصلت مشاجرة بينهم وبين المهندس بشير وتشابك بالأيدي وضرب فيما بينهم ".
ومضى بالقول: إنه "بعدها تم استدعاء اللجنة الأمنية المشرفة على المجمع وتم الاتصال بالنجدة واصطحاب الطرفين إلى مركز شرطة حطين "، موضحاً أنه "عند الوصول إلى مركز الشرطة تم تدوين أقوال اللواء عباس ضد المهندس بشير بدخول دار عنوة وهذا ما وصفه القانون وقرر بذلك الوقت توقيف المدعو المهندس بشير خالد وفق المادة 428 من قانون العقوبات ".
وأشار إلى أنه "تم إرسال المهندس خالد إلى المستشفى لتلقي العلاج لكن الطبيب لم يقرر بإدخاله المستشفى لأن المهندس تعرض لضربة في الرأس وكانت هناك دماء تسيل من رأسه"، مبيناً أنه "تمت إعادة المهندس إلى مركز شرطة حطين وأخذ وهو بحالة هستيرية وقام بأفعال أقلقت المركز والحرس ومنع إدخال الطعام إلى داخل السجن".
وأكد، إنه "تمت إحالته إلى مركز شرطة الجعيفر لأنه مركزي لجميع مراكز شرطة بغداد الكرخ"، منوهاً بأنه "تم إيداعه بإحدى القاعات السجنية وأيضاً أخذ المهندس بشير وهو بحالة هستيرية والتصرف العشوائي من قبله وحصل عليه اعتداء من قبل الموقوفين في داخل سجن الجعيفر بعد يومين من تاريخ إيداعه وهذا ما مثبت في الكاميرات، بعدها تم إرساله إلى مستشفى الكرخ المركزي ومازال في المستشفى فاقداً للوعي".
وتابع، إنه "في مرحلة ما بين مركز شرطة الجعيفر ومركز شرطة الكرخ لم يتعرض المهندس بشير إلى الضرب من قبل الشرطة لأن القضية اعتيادية ومعلومة ولم تكن من الجرائم الخطرة وإنما البسيطة"، مؤكدا أنه "على ضوء ذلك شكلت لجنة بتوجيه من وزير الداخلية، هذه اللجنة انتقلت إلى مكان الحادث وإلى السجن ومركز الشرطة وبالتالي دونت أقوال اللواء عباس وأولاده".
ولفت إلى أن "الوزير أمر بإيداع اللواء عباس وأولاده التوقيف على ذمة التحقيق لمعرفة أسباب وملابسات القضية"، موضحاً أن "اللجنة أخذت بالتحقيق ومازال التحقيق جارياً لمعرفة ملابسات القضية ومدى العلاقة ما بين المهندس بشير واللواء عباس وأولاده".
وتابع، "لذلك قرر القاضي ووزير الداخلية بإحالة القضية من مركز شرطة حطين إلى مكافحة الإجرام لكشف ملابسات التحقيق".
من جانبه قال رئيس اللجنة التحقيقية المشكلة من قبل الوزارة، اللواء وليد خالد علي أكبر خلال المؤتمر: إنه "تنفيذاً لتوجيهات وزير الداخلية ووكيل الوزارة لشؤون الشرطة تم تشكيل لجنة تقصي الحقائق والانتقال إلى محل الحادث للاطلاع على الغموض الحاصل وملابسات القضية"، مبينا أنه "على الفور تم الانتقال بصحبة أعضاء اللجنة الى أكثر من مكان من ضمنها محل الحادث في مجمع الأيادي ومركز شرطة حطين والسجن المركزي التابع لشرطة بغداد الكرخ".
وبين، إنه "بعد الاطلاع على جميع تفاصيل الحادث توصلت اللجنة إلى أنه لم يتأيّد للجنة التحقيقية وقوع اعتداء على المهندس بشير داخل مركز الشرطة من قبل الضباط والمنتسبين والعاملين في مركز الشرطة".
ومضى بالقول: "تأييداً للجنة وقوع الاعتداء من قبل اللواء عباس وأولاده أثناء حادثة الشجار خلال محاولته دخول الدار لغرض التفاهم والتفاوض الذي لا نعرف حتى الآن ما الموضوع المراد به بالتفاوض فوقع الشجار لأنه حاول الدخول عنوة"، مبيناً أنه "أثناء التحقيق معه مع القائم بالتحقيق رفض الإدلاء بأقواله ورفض الإدلاء بالإفادة القضائية أمام قاضي التحقيق واتهم القضاء بالتواطؤ مع المشتكي".
وأكد، إن "الرجل كان يمر بحالة هستيرية لم يدلِ بمعلومات ولا إفادة وبالمقابل اللواء عباس أيضاً لم يدلِ بأي تفاصيل وأخفى عن اللجنة الكثير من التفاصيل"، لافتاً إلى أن "اللجنة أوصت بفتح قضية مستقلة لذوي المهندس بشير خالد لطيف بصفة مشتكين عن حادث الاعتداء الذي حصل بمحل الحادث وهو مجمع الأيادي".