جدل بشأن قوات حرس نينوى.. اخترقت المنظومة الأمنية وتتلقى دعما مباشرا من تركيا

انفوبلس/ تقارير
تتبع رسميا لأثيل النجيفي، دمجها حيدر العبادي عام 2016 بالحشد، ثم تم استبعدها عام 2017 وإصدار مذكرة قبض على قائدها، تتلقى دعما مباشرا من تركيا، وتدريبها تتناوب عليه أنقرة وواشنطن، يتقاضى عناصرها رواتب من خزينة الدولة رغم أن فائدتهم منعدمة للعراق، فما قصة قوات "حرس نينوى"؟ وكيف اخترقت المنظومة الأمنية؟ انفوبلس سلّطت الضوء على هذا الملف بتقرير مفصل عبر الرابط أدناه.
مَن هم حرس نينوى؟
حشد نينوى أو حرس نينوى أحد الفصائل السنية التي نشطت في نينوى، أسسها أثيل النجيفي سنة 2014 بدعم من القوات التركية وبتدريب تركي وأمريكي.
أُنشئت القوة مقراتها في ناحيتي بعشيقة وزيلكان، وينحدر عناصرها من محافظة نينوى وينتمون إلى مذاهب وقوميات مختلفة، لكن معظمهم من السنة والمسرحين من الجيش و الشرطة ومن ضباط الجيش السابق في زمن المقبور صدام حسين.
وويضم "حرس نينوى" مقاتلين سُنة، من محافظة نينوى يقودهم أثيل النجيفي، المحافظ السابق لنينوى، ويقّدر عدد أفراده بثلاثة آلاف مقاتل، تلقوا تدريبات على يد تركيا في معسكر بعشيقة، شمال شرق الموصل.
تغيير اسمهم
في تاريخ 12/10/2016، أعلن اثيل النجيفي، تغيير اسم "الحشد الوطني" إلى "حرس نينوى" وذلك إبان عمليات تحرير المدينة من دنس داعش الإرهابي.
وقال النجيفي آنذاك في تدوينة له، "انتهى وقت التحشيد وبدأ وقت العمل الفعلي للحشد الوطني، ومن هذا اليوم سنطلق اسم حرس نينوى على قوات الحشد الوطني لتحرير نينوى".
وأضاف النجيفي في كلمة القاها امام متطوعين في معسكر تدريبي، " اسأل الله ان يجعل من هذه القوة حرسا أمناء تأمن بهم نينوى".
ضمهم للحشد الشعبي
وفي تاريخ 30/12/2016، وافق رئيس الوزراء آنذاك القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي على ضم "حرس نينوى" الذي يقوده أثيل النجيفي إلى هيئة الحشد الشعبي،.
من جهته، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء، إن المتطوعين ضمن حرس نينوى يقاتلون حاليا إلى جانب القوات العراقية وتحت إمرتها منذ انطلاق معارك الموصل، وفق زعمه".
وأضاف، أنه "لا يستطيع تأكيد أو نفي صدور قرار رسمي بضمهم إلى هيئة الحشد".
استبعادهم وإصدار مذكرة قبض على النجيفي
وفي تاريخ 28-01-2017 قرر قائد حملة تحرير الموصل آنذاك الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، مركز محافظة نينوى، استبعاد قوات "حرس نينوى" من المدينة، واقتصار مهمة حفظ الأمن بها على قوات الجيش والشرطة، وسط اعتراض من أثيل النجيفي.
وأتى قرار الاستبعاد بعد وقت قليل من قرار يار الله بتوزيع مهام الأمن داخل النصف الشرقي من المدينة من تنظيم "داعش على قوات الجيش والشرطة و"حرس نينوى".
وقال يارالله في تصريح صحفي آنذاك، إن "مهمة عملية مسك الأرض داخل أحياء الساحل الأيسر (النصف الشرقي) لمدينة الموصل أصبحت على عاتق قطعات الجيش العراقي باشتراك شرطة نينوى".
وأضاف، "فيما يخص (حرس نينوى) سيكون تواجده خارج أحياء الساحل الأيسر في المناطق والقرى التي تكون أكثر أمنا وبعيدة عن التماس مع العدو".
وتابع يارالله أن "هناك أمر إلقاء قبض بحق (قائد حرس نينوى) أثيل النجيفي، وهناك أوامر صدرت في حال تواجده داخل الساحل الأيسر أو مدينة الموصل سيتم إلقاء القبض عليه، وإحالته إلى الجهات القضائية المختصة".
وفي 20 تشرين الأول/أكتوبر من العام 2017، أصدرت محكمة التحقيق المركزية العراقية، مذكرة توقيف بحق النجيفي، بتهمة "التخابر مع دولة أجنبية".
مخطط برعاية تركية لتجنيد الشباب واختراق الحشد
بعد معرفة الخلفية التاريخية لحرس نينوى، لابد الآن من معرفة التطورات الجديدة التي عادتهم إلى الواجهة، إذ كشف الأمين العام لعصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي خلال خطبة صلاة عيد الفطر المبارك، عن وجود مخطط خطير برعاية تركية يسعى لتجنيد شباب عراقيين في محافظتي نينوى وكركوك مقابل أموال ورواتب، وبدوافع عقائدية وسياسية شبيهة بالتي جرى تنفيذها في سوريا على يد الجماعات الإرهابية.
وأكد الشيخ الخزعلي، أن "هذه (المليشيات) تمكنت من اختراق الحشد بعد أن تم ادراج المئات من هذه العناصر في (لواء 59)، ويتقاضون رواتب من خزينة الدولة العراقية".
كما أكد الشيخ الخزعلي صحة المعلومات استناداً إلى "تقارير أمنية موثقة لدى جميع اجهزة الاستخبارات العراقية، كشفت عن انخراط هذه المجاميع في دورات تدريبية في تركيا، وهم يتواجدون الان في الموصل تحت مسمى (قوات حرس نينوى)، فيما يتواجدون في كركوك تحت مسمى (قوات درع كركوك)".
مرتزقة بيد أردوغان لتنفيذ حلم "الدولة العثمانية"
من جانبه، يؤكد الكاتب والصحفي البارز سلام عادل، أن "لدى الرئيس التركي اطماع متعددة الاتجاهات الجغرافية تستهدف اعادة بناء الدولة العثمانية تحت يافطة (الدولة الأردوغانية)، بالاعتماد على تجنيد المرتزقة من عدة دول، أو من خلال استخدام القوات العسكرية التركية في التمدد، كما يحصل في شمال العراق وفق مبررات مكافحة حزب العمال الكردستاني، وهو الحزب الذي بات على وفاق مع اردوغان بعد المصالحة المعروفة مع زعيمه عبد الله اوجلان، إلا ان ذلك لم يدفع إلى سحب القوات التركية وغلق معسكراتها المحاذية للموصل واربيل ودهوك".
ويضيف عادل، أنه "صار يلاحظ في الآونة الأخيرة نشاطات متزايدة لأجنحة تنظيمات الإخوان المسلمين، التي يعتبر اردوغان الراعي الرسمي لها في العالم، وهي تستهدف قلب أنظمة الحكم، إضافة إلى خطوط سياسية مختلفة تنشط في العراق وبلدان عربية أخرى تتبنى المذهب السُني، من بينها الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة البارزانيين في إقليم شمال العراق".ويوضح، أن " تركيا تعتبر البوابة الرئيسية لدخول الجهاديين التكفيريين من جنسيات متعددة إلى منطقة الشرق الأوسط، وهو ما تم رصده منذ عام 2010 حين تشكل تنظيم داعش، وكان آخر هذه المليشيات جماعتي (الحمزات والعمشات) في سوريا، وغالبيتهم ينتمون لدول آسيوية جرى زجهم ضمن وحدات جيش الجولاني بعد سيطرته على دمشق، حيث ارتكبت هاتين الجماعتين جرائم إبادة للسكان، اشهرها جرائم إبادة العلويين في الساحل السوري".
ويختم بالقول: "من المتوقع، في ظل هذه المعطيات، عودة الانفلات الأمني وجرائم الارهاب إلى المناطق السُنية في العراق، يضاف لها إمكانية استخدام التمرد العسكري والعنف كورقة ضغط سياسية في الداخل العراقي تضع بغداد تحت التهديد، أو على الأقل الابتزاز الاقتصادي، باعتبار ان تركيا اكثر المستفيدين من الموارد العراقية وتحديداً عملية تهريب النفط والبضائع".
دعم مباشر من أنقرة
إلى ذلك، أكد القيادي في تجمع الشبك سعيد سليمان البري، أن قوات حرس نينوى متعاونة مع تركيا وتتلقى دعما مباشرا من حكومة انقرة.
وقال البري في تصريح متلفز تابعته شبكة انفوبلس، إن "هناك تواجد تركي غير شرعي في ناحية زيلكان بمحافظة نينوى بالاتفاق مع سياسيين في الموصل"، مبينا أن "هناك اجندات في نينوى ممولة من الحكومة التركية".
وأضاف، أن "القوات التركية غير الشرعية تتواجد في ناحية زيلكان منذ عام 2015"، مؤكدا أن "الحكومة المحلية على دراية بوجود القوات التركية في زيلكان ولم تتخذ أي اجراء بشأنها".
وأشار البري إلى أن "قوات حرس نينوى التابعة الى تركيا تتلقى تمويل من بعض السياسيين"، فيما لفت إلى أن "قوات درع كركوك تتبع تركيا لتحقيق اطماع اردوغان في العراق".
قوات تركية في صفوف حرس نينوى!
واصل القيادي في تجمع الشبك بمحافظة نينوى سعيد سليمان البري كشفه معلومات عن "حرس نينوى" وقال: إن هناك قوات تركية انتشرت ضمن صفوف ما يسمى بـ"حرس نينوى" في منطقة زليكان شمال الموصل.
وأضاف البري في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، أن "تلك القوات تتلقى دعماً مباشراً من أنقرة يتمثل في التسليح والتدريب".
وطالب القيادي الشبكي الحكومة العراقية بـ"التدخل العاجل لوقف الانتهاكات التركية في المنطقة".
بدوره، اتهم رئيس الهيئة التنظيمية للحراك الشعبي، حسين علي الكرعاوي، قوات "حرس نينوى" بقيادة أثيل النجيفي بتلقي دعم مالي مباشر من تركيا، محذرا من خطورتها على الأمن القومي العراقي.
وقال الكرعاوي، في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن “تركيا لا تزال تفرض وجودها في العراق عبر أذرعها العسكرية والاستخبارية، بل وتجاوزت ذلك إلى تجنيد عناصر إرهابية، حيث قامت بتدريب الآلاف من المقاتلين الأجانب والعراقيين على أراضيها، تحت إشراف مخابراتها”.
وأضاف أن “قوات حرس نينوى، المدعومة تركيًا، حصلت على أموال طائلة من أنقرة، ما يجعلها تهديدًا مباشرًا لسيادة العراق، تمامًا كما حدث في سوريا حيث استُخدمت فصائل مماثلة لزعزعة استقرار البلاد”.
وأشار إلى أن “الحكومات العراقية المتعاقبة لم تتخذ إجراءات حازمة تجاه هذه التدخلات، بل قدمت تسهيلات لتركيا، مثل مشروع (طريق التنمية) المثير للجدل، وعقود استثمارية لشركات تركية، ما يعزز نفوذها داخل العراق”.
وختم الكرعاوي حديثه بالقول إن “هناك تواطؤًا واضحًا مع تركيا من قبل بعض الجهات الداخلية، وهو ما يشكل خطرًا استراتيجيًا على مستقبل العراق وأمنه القومي”.