خطوة لسحب فتيل الاقتتال الكردي.. مكافحة الإرهاب يعلن استعادة أفرع السليمانية وأربيل تباعاً
انفوبلس/..
يعيش إقليم كردستان العراق، أياماً صعبة ومتوترة على المستوى السياسية، إذ وصلت الخلافات بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم (الديمقراطي والاتحاد) إلى أوجهاً، بسبب خلافات على المناصب والمغانم على الساحة الكردية أو حتى فيما يتعلق بمشاركتهما مع المركز، فيما لا يستعبد مراقبون تطور الأمور بين الطرفين حتى الوصول إلى الاقتتال.
يُهيمن الحزبان الكبيران المتخاصمان، الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، على الحياة السياسية في الإقليم.
ففي البرلمان (المنتهية ولايته)، يملك الحزب الديمقراطي الكردستاني الأغلبية مع 45 مقعدا، يليه الاتحاد الوطني الكردستاني مع 21 مقعداً، وباقي المقاعد موزَّعة على أحزاب المعارضة وأخرى صغيرة.
شدّة الخلافات بين الحزبين الكرديين الحاكمين، دفعت إلى تأجيل انتخابات إقليم كردستان من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، إلى شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الجاري، مدَّد برلمان الإقليم، المكون من 111 مقعدا، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مدة دورته عاماً إضافياً، لكن المحكمة الاتحادية العليا أقرّت بعدم دستورية هذا التمديد.
ومدّد برلمان الإقليم، أكثر من مرة في السنوات الماضية، ولايته، على خلفية خصومات سياسية داخلية بلغت ذروتها في التسعينيات، مع تقاتل داخلي بين عائلتي بارزاني وطالباني.
وكان إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ عام 1992، يشهد صدامات مسلحة بين الاتحاد والديمقراطي سقط خلالها المئات من القتلى، حيث كان يحكم الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني محافظتي أربيل ودهوك، بينما يُدير السليمانية، الاتحاد الوطني بقيادة الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني.
وفي 22 مايو/ أيار الماضي، تشاجر نواب الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني داخل البرلمان الإقليمي خلال مناقشات حول اللوائح الانتخابية، في إشارة إلى أن الاتفاق لا يزال بعيد المنال.
*خطوة لسحب فتيل الاقتتال
ومع هذه التوترات واتساع شدة الخلافات، يسعى جهاز مكافحة الإرهاب العراقي إلى إنشاء فَوْجَي أربيل والسليمانية، في خطوة عدّها مراقبون ضرورية "لسحب فتيل الاقتتال الكردي - الكردي".
وأكد رئيس جهاز مكافحة الارهاب الفريق أول الركن عبد الوهاب الساعدي خلال مؤتمر صحفي عقده يوم أمس، "سيتم تشكيل فوج مكافحة إرهاب السليمانية بالتنسيق مع جهاز مكافحة الإرهاب في السليمانية، ومستقبلاً وبعد التنسيق مع حكومة إقليم كردستان سيتم إنشاء فوج مكافحة الإرهاب في أربيل".
وأشار الساعدي في سياق آخر، إلى "الاستمرار بتنفيذ العمليات النوعية ضد المجاميع الإرهابية، مبينا أنه تم تنفيذ العديد من العمليات النوعية وأهمها عمليتان، الأولى في محافظة الأنبار قتل فيها (22) إرهابيا، والثانية عملية نوعية مهمة في جبال حمرين حيث قتل فيها (5) إرهابيين تم التعرف على (3) منهم من خلال فحص الـ DNA ومازال الفحص مستمرا على الإرهابيَّيْنِ الاثنين الآخرين".
وأضاف، أن "أحد الذين تم قتلهم هو إعلامي ما يسمى تنظيم الدولة المدعو (خالد)، وكذلك الإرهابي (أبو عبد القادر الملقب أبو محمد)، وهو ما يسمى أمير التنظيم ولكن لايزال فحص الـ DNA لم يتم التأكد من مقتله، مردفاً بالقول: عملياتنا مستمرة في مختلف القواطع".
وعن العلاقة مع السلطات الأمنية في إقليم كردستان، قال الساعدي: "لدينا تنسيق عالي المستوى مع أربيل والسليمانية، حيث تم تسلّم أكثر من (40) إرهابياً من أربيل في هذه الفترة في مختلف المناطق، وأما السليمانية فعملياتنا مستمرة بتنسيق عالي المستوى حيث تم تنفيذ واجب قبل يومين ألقينا فيه القبض على (3) إرهابيين".
*هل يوافق طالباني وحلبچي؟
بعد خطوة الإعلان عن استعداد مكافحة الإرهاب المركزي تشكيل فوجَيْنِ له في أربيل والسليمانية، ثمة تساؤلات طُرِحت حول مدى استجابة ومقبولية هذا الأمر بالنسبة لرئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، وكذلك رئيس جهاز مكافحة إرهاب السليمانية وهاب حلبجي.