سرايا السلام تقتحم شركات للصيرفة وتحاصر مركز شرطة.. انفوبلس تكشف عن تفاصيل ليلة "ساخنة" في المسيّب الآمنة
انفوبلس/ تقرير
رغم نفي وزارة الداخلية، لما جرى في مدينة المسيّب شمال محافظة بابل، ليلة أمس الجمعة 2 شباط/ فبراير 2024، إلا أن تقرير شبكة "انفوبلس" سيكشف التفاصيل الدقيقة لاقتحام شركة المسيّب للصيرفة وثلاثة منافذ أخرى من قبل سرايا السلام ومحاصرة مديرية شرطة المسيّب، بسبب اعتقال المدعو رعد ضغط مسؤول فوج السرايا.
سرايا السلام تقتحم شركات للصيرفة وتحاصر مركز شرطة في المسيّب بعد المطالبة بحقوقهم
تقول مصادر أمنية لـ"انفوبلس"، إن "مسلحين تابعين لسرايا السلام ـ الجناح العسكري للتيار الصدري ـ اقتحموا شركة المسيّب للصيرفة وثلاثة منافذ أخرى في المسيّب شمال محافظة بابل وقاموا بتحطيمها وسرقة مبالغ مالية منها، بسبب مطالبة المنافذ بديونٍ لها بذمة مسؤول فوج السرايا بالمسيّب المدعو رعد ضغط ومعاونه المدعو الشيخ مشتاق".
وتضيف، إن "القوات الأمنية وصلت إلى مكان الحادث، وقامت باعتقال المدعو رعد ضغط مسؤول فوج السرايا بتهم السطو المسلح على ثلاثة منافذ وصيرفات بسوق المسيب في محافظة بابل، ليقوم مسلحو سرايا السلام بمحاصرة مديرية شرطة المسيب"، مشيرة الى أن "هذه الحادثة تسببت بهلع وقلق أهالي المدينة".
وبعد ذلك، وصل قائد شرطة محافظة بابل، العميد علي كامل الحسناوي، مديرية الشرطة على رأس قوة أمنية كبير، وقام باجتماع مع قيادات سرايا السلام وأصحاب المنافذ بعد السطو المسلح والهجوم الذي نفذه مسلحو فصيل سرايا السلام على ثلاثة منافذ وصيرفات بمدينة المسيب الواقعة شمال بابل، وفقاً للمصادر التي تحدثت لـ"انفوبلس".
وبعد تداول عبر منصات مواقع التواصل، بحدوث انهيار أمني في مدينة المسيب، نفت قيادة شرطة بابل، ذلك، وأكدت حدوث شجار بين طرفين قرب محل صيرفة وتم توقيفهما.
القيادة ذكرت في بيان ورد لـ"انفوبلس"، إن "قيادة شرطة بابل تنفي بشكل قاطع ما تداولته بعض صفحات منصات التواصل الاجتماعي عن خبر مفاده انهيار أمني في مدينة المسيب"، مؤكداً أن "المدينة آمنة وأن القوات الأمنية منتشرة بكثافة في جميع أنحاء المسيب".
وأضافت، أن "ما حدث في المسيب هو مشاجرة بين طرفين قرب أحد منافذ الصرافة بسبب التزامات مالية، تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وتوقيف طرفي المشاجرة من قبل مديرية شرطة قضاء المسيب".
وحذّرت من "نشر أي أخبار كاذبة أو ترويج أي شائعات من شأنها زعزعة الأمن في المحافظة، وأنها ستتخذ الإجراءات القانونية بحق كل من ينشر أخباراً كاذبة أو يُروّج لشائعات، كما ناشدت المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات، والتحقق من صحة المعلومات من المصادر الرسمية قبل نشرها أو مشاركتها".
ولم يتطرق البيان الأمني الحكومي، للتفاصيل الكاملة للحادثة التي كشفت عنها مصادر أمنية لـ"انفوبلس"، وبيان الأسباب الحقيقة لاعتداء سرايا السلام على منافذ الصرافة، بل اكتفى ببعض التفاصيل الثانوية، وفق مراقبين.
وتأتي هذه الحادثة بعد أيام من واقعة المستشفى التركي وسط محافظة ذي قار، والتي شهدت صراعا بين عناصر تابعين للتيار الصدري وآخرين تابعين لعصائب أهل الحق، في مشهد تكرر عدة مرات في ذي قار وعدة محافظات أخرى، واستمر إطلاق النار لعدة ساعات وانتهى بإصابات عديدة واحتراق سيارة والقبض على عدد من المشتبكين.
وكذلك بعد أسبوعين، من الحوادث التي شهدتها محافظتا واسط والبصرة، يوم السبت 13 كانون الثاني/ يناير 2024، من اشتباكات مسلحة بين سرايا السلام والقوات الأمنية تارة وبين سرايا السلام وعصائب أهل الحق تارة أخرى، لأسباب وُصِفت بأنها "غير منطقية" أدخلت سكان المحافظتين بحالة من القلق.
بالإضافة الى حادثة حي العامل في العاصمة بغداد التي حصلت نهاية العام الماضي، حيث قاموا مسلحين تابعين لـ"سرايا السلام"، الجناح المسلح للتيار الصدري، في المنطقة بإزالة وإحراق صور لـ"قادة النصر" ورفع راياتهم مكانها، ما اثار استفزاز مشاعر الشعب العراقي والاحتكاك معهم، بالتزامن مع اقتراب الذكرى الرابعة لجريمة المطار، التي ارتقى على إثرها الشهيد أبو مهدي المهندس والشهيد الجنرال قاسم سليماني ورفاقهما، بعدوان أمريكي غادر فجر الثالث من كانون الثاني من عام 2020.
واشتباكات حي العامل، أتت بعد إجراء الانتخابات المحلية في العراق وما شهدته من مشاحنات بين اتباع الصدر وقوى الإطار بسبب مقاطعة الصدريين للاستحقاق الانتخابي وقيامهم بتخريب اللافتات الدعائية لبعض المرشحين.
وهذه الحوادث، جاءت كلها بعد ان قرّر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، العام الماضي، بمنع أي استعراض عسكري لـ"سرايا السلام" من دون الرجوع إليه في ذلك، في توجه لتطهير لفصيله المسلح من بعض المندسين الذين من شأنهم ارتكاب أعمال عنف تسيء إلى صورته، في تناقض واضح لتوجيهات قائدهم.
وتتكرر اشتباكات بين الحين والاخر، بين التيار الصدري وجهات أخرى في مناطق عدة من البلاد. ولا يمرّ شهر تقريباً إلا وتقع مشكلة أمنية أو استعراض مسلح، لأسباب من بينها إظهار القوة أو توجيه رسائل بعضها للبعض، أو لتهديد جهة أو جماعة سياسية.
ويعتقد مراقبون ومحللون أن على مقتدى الصدر، العمل على احترام الدولة ومنع سرايا السلام من الاستعراضات العسكرية في أي محافظة من البلاد.