سرايا السلام والعصائب يشتبكون من جديد.. صراع مسلح يمتد لساعات وينتهي بإصابات وحرق سيارة قرب المستشفى التركي وسط ذي قار.. والمحافظ غائب عن المشهد
انفوبلس..
في غياب واضح لسلطة محافظ ذي قار محمد هادي، اندلع صراع جديد قرب المستشفى التركي وسط المحافظة بين عناصر تابعين للتيار الصدري وآخرين تابعين لعصائب أهل الحق، في مشهد تكرر عدة مرات في ذي قار وعدة محافظات أخرى، واستمر إطلاق النار لعدة ساعات وانتهى بإصابات عديدة واحتراق سيارة والقبض على عدد من المشتبكين.
مصدر أمني في ذي قار أفاد، عصر أمس الأحد، باندلاع اشتباك مسلح بين أفراد من حركة عصائب أهل الحق والتيار الصدري بمحيط مستشفى الناصرية التركي وسط المحافظة.
وذكر المصدر، أن "شخصاً تابعاً لعصائب أهل الحق حاول الدخول إلى المستشفى التركي لكن أفراد حماية المستشفى المنتمين للتيار الصدري قاموا بمنعه لأسباب مجهولة لكنهم ادَّعوا أنه يحمل سلاحا ورفض التفتيش".
وبين المصدر، أن "مشادة كلامية بدأت بين الطرفين تطورت إلى شجار بالأيدي أدى إلى وصول عناصر مسلحين من عصائب أهل الحق إلى المستشفى لحماية صديقهم وعناصر أخرى مسلحة من التيار الصدري لحماية أصدقائهم العاملين بأمن المستشفى".
وأضاف، أن "أحد أفراد الحماية تعرض للضرب ما تسبب بإصابته بجروح، فيما تطور الأمر لتتدخل القوات الأمنية بعد استخدام الأسلحة من قبل الطرفين".
وتابع، أن "قوة من أنصار التيار الصدري طوقت مكان المستشفى وطالبت أفرادا من عصائب أهل الحق الموجودين داخله بالخروج، إلا أن القوات الأمنية منعتهم من الدخول رغم تطويقهم للمستشفى من عدة أماكن".
إطلاق النار الكثيف قرب مبنى المستشفى التركي في الناصرية استمر حتى مساء الأحد، على الرغم من الوصول المتأخر لقوات سوات.
المصدر ذكر، أن "حصيلة الجرحى جراء الاشتباكات في محيط مستشفى الناصرية ارتفع إلى 3 من عناصر حماية المستشفى التابعين للتيار الصدري وهي إصابات طفيفة جداً، كما أن سيارة نوع (تاهو) تابعة لعناصر العصائب اندلعت النيران فيها أمام بوابة المستشفى".
وأشار إلى، أن "عناصر عصائب أهل الحق وعددهم ثمانية يتحصنون في كرفان داخل المستشفى مع وجود قوات سوات في المنتصف بين الطرفين حيث رفض قائدها تسلمهم إلى عناصر التيار الصدري الذين يطلبون بهم".
ولفت إلى، أن "الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية حسين العوادي توجه إلى محافظة ذي قار للسيطرة على الأوضاع".
إلى ذلك، أفادت مصادر محلية وأمنية، بأن "عناصر التيار الصدري قاموا بنصب سيطرات أمنية بالقرب من مقرهم وسط مدينة الناصرية، وباشروا بإيقاف سيارات المارة وتفتيشها بغض النظر عمن يقود السيارة".
وتابعت، أن "قوة من أنصار التيار الصدري طوقت مكان المستشفى وطالبت أفراد من عصائب أهل الحق الموجودين داخله بالخروج، إلا أن القوات الأمنية منعتهم من الدخول رغم تطويقهم للمستشفى من عدة أماكن".
مديرية صحة ذي قار أكدت في بيان لها أن العمل جارٍ بانسيابية تامة داخل المستشفى التركي، وذلك بعد انتشار أنباء عن غلقه بسبب الاشتباك المسلح.
وذكرت في بيانها: "تؤكد دائرة صحة ذي قار أن العمل جارٍ بانسيابية تامة داخل مستشفى الناصرية التعليمي (التركي) بجميع أقسامه وجميع الخدمات تُقدم من قبل الكوادر الطبية على أتم وجه. وتبين الدائرة أن الكوادر متواجدة داخل المستشفى على مدار الساعة وتقدم الخدمات الصحية لجميع الحالات الواردة ولا صحة لغلق المستشفى".
مصادر محلية ذكرت، أن القوات الأمنية في الناصرية اعتقلت 19 شخصاً، على خلفية الاشتباكات المسلحة التي اندلعت في محيط المستشفى التركي وسط الناصرية.
وقالت مصادر أمنية، أن الاشتباكات بدأت في ساعات متأخرة من الليل وانتهت في الصباح، مما أسفر عن وقوع جرحى وأضرار مادية. وتم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة في المنطقة بعد انتهاء الاشتباكات.
وبحسب المصادر، فإن المتهمين سيخضعون لتحقيق مكثف للكشف عن أسباب الاشتباكات ومعرفة الجهات المتورطة فيها. ويأتي هذا العمل الأمني في إطار الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة وضمان سلامة المواطنين.
قيادة شرطة محافظة ذي قار أعلنت، أن حادثة إطلاق النار التي وقعت في محيط مستشفى الناصرية التعليمي (التركي) "جنائية"، وتم إلقاء القبض على 5 أفراد من المعتدين.
وبهذا الصدد، قال المتحدث باسم شرطة المحافظة، العميد فؤاد كريم إن "ما حدث هو مجرد مشاجرة مع الحرس المكلف بحماية بوابة المستشفى، وعلى إثرها حدث إطلاق ناري لتفريق التجمع".
ولفت إلى، أنه "بعد ذلك تم إلقاء القبض على المعتدين، وأن الإطلاق الناري حدث من قبل حرس البوابة لتفريق من تجمّعوا"، مؤكدا "عدم وقوع أي إصابات، وأن السيارة التي ظهرت في مقاطع الفيديو محترقة، هي متروكة وحتى الآن لم يتم تحديد عائديّتها لمن، ولربما احتراقها يكون حادثا عرضيا ليس له علاقة بالموضوع".
العميد كريم، شدد على أن "الحادثة جنائية بحتة وعلى إثرها تم اتخاذ الإجراءات، وأن عدد الذين أُلقي القبض عليهم حتى الآن 5 أشخاص، اتُخذت الإجراءات القانونية بحقهم".
تاريخ من النزاع
ويمتلك الفصيلان المسلحان (سرايا السلام وعصائب أهل الحق) تاريخا طويلا من الخلافات يمتد لعقد ونصف، ولا يُعد هذا الاشتباك الأول ولا الأخير من نوعه بين الطرفين، ففي الثامن شهر تشرين الثاني الماضي، كشف مصدر أمني عن التوتر الأمني في محافظة البصرة، مشيراً الى اندلاع نزاع مسلح بين عصائب اهل الحق والتيار الصدري في منطقة تُعد "معقل" التيار.
وقال المصدر، إن "نائباً عن العصائب زار مجلس عزاء في منطقة حي الجهاد وسط البصرة، أحد معاقل التيار الصدري في المحافظة"، مبينا أن "زيارة هذا النائب تحولت لنزاع مسلح بين الطرفين (العصائب وعناصر من التيار الصدري) وأدى هذا الامر إلى مقتل شخص داخل مجلس العزاء".
وأضاف، "تحول النزاع لاحقا لمعركة عنيفة امتدت إلى الطب العدلي، حيث قُتل شخص ثانٍ هناك، واُصيب 3 عناصر شرطة دخلوا باشتباك مسلح مع الطرفين، لمحاولة فرض السيطرة".
ولفت المصدر الى أن "قاضي التحقيق المختص أمر بإيداع 4 ضباط أمن كبار في التوقيف لفشلهم بإيقاف النزاع المسلح في المحافظة".
وأشار الى، أن "هناك استنفاراً امنياً كبيراً في البصرة للعناصر الامنية كافة في المحافظة، تحسبا لتطور الموقف الامني بين أطراف النزاع".
وفي السادس والعشرين من شهر كانون الأول الماضي، أفادت مصادر محلية بقيام مجاميع منحرفة، بافتعال أزمة تطورت لاستخدام الأسلحة في منطقة حي العامل بالعاصمة بغداد، بعد إقدامهم على إزالة صور قادة النصر ورفع لافتات حزبية، بالتزامن مع اقتراب الذكرى الرابعة لجريمة المطار.
مصدر أمني أفاد باندلاع توتر أمني في حي العامل بعد انتشار مسلحين تابعين لـ"سرايا السلام"، الجناح المسلح للتيار الصدري، في المنطقة وقيامهم بإزالة وإحراق صور قادة النصر ورفع راياتهم مكانها، ما دفع العديد من سكان المنطقة إلى الاحتكاك بهم في محاولة لإيقاف ما يقومون به لكن دون جدوى.
وأضاف، أن بعض السكان كانوا من المنتمين لعصائب أهل الحق، الأمر الذي دفع عناصر سرايا السلام لإشهار الأسلحة والتهديد بإطلاق النار، ما فاقم الوضع وتطور إلى مشاجرة مسلحة تخللها إطلاق نار بين الطرفين.
الجيش العراقي والشرطة الاتحادية استنفروا قواتهم وأغلقوا مداخل المنطقة في محاولة للسيطرة على الوضع، وهو ما حدث فعلاً حيث انتهت المواجهة المسلحة وكان حصيلتها جريحين اثنين من سرايا السلام.
كما أظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي إصابة أحد عناصر الشرطة برصاصة في قدمه أثناء إطلاق سرايا السلام النار قبل فرض القوات الأمنية طوقاً أمنياً وإنهاء المواجهة.
الغريب في الأمر أن قيادة عمليات بغداد نفت وجود اشتباك مسلح داخل حي العامل، وقالت إن القوات الأمنية تفرض سيطرتها بشكل تام على المنطقة.
المقاطع والصور المتداولة أظهرت عناصر سرايا السلام وهم يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة كقاذفات الـRBG وأسلحة الـPKC فضلاً عن رشاشات الكلاشينكوف وغيرها.
العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا الصور والمقاطع وكتبوا، أن "الأمن في العاصمة هَشٌّ جدا ويحتاج إلى جهود حكومية وأمنية قوية لفرض سيطرة الدولة". مؤكدين، أن "جماعات منحرفة كتلك قادرة على إحراق العراق في أي لحظة تشاء بسبب امتلاكها السلاح والنفوذ وعدم وجود روادع أمنية جديّة تجاهها".