عرّاب خطير يذبح ضحايا مساوماته بـ"القطنة".. اسم جديد يبرز في ملف شبكة الابتزاز بوزارتي الداخلية والدفاع.. مَن هو "مُورِّط المتورطين" العقيد الركن زياد الشيخلي؟
انفوبلس/ تقارير
لا زالت تداعيات شبكة الابتزاز التي تم كشفها في وزارتي الداخلية والدفاع مستمرة، وكان آخر تطورات هذه القضية بروز اسم جديد بها لكنه خطير لدرجة أنه لم يكن متورطا بالابتزاز فحسب بل إنه المُورِّط للمتورطين. الحديث هنا عن العقيد الركن زياد الشيخلي الذي هرب من وزارة الداخلية عام 2008 وبحقه مجلسان تحقيقيان أحدهما بسبب هذا الهروب والآخر لاختلاسه السلاح. الشيخلي لمعَ اسمه بقوة في هذه الشبكة وتم التوصل إلى صفحاته التي يديرها ويساوم القادة الأمنيين من خلالها. فمَن هو؟ وما علاقته بحزب البعث المباد؟ وما هي أسرار هذا الملف الخطير؟
*مَن هو؟
زياد عبد الغني محمد محمود الشيخلي، هو شقيق تحسين الشيخلي الناطق المدني الأسبق لعمليات بغداد، وشقيق زوجة اللواء الركن عبد الكريم الغزي قائد عمليات الرصافة، ويحمل رتبة عقيد ركن في المؤسسة العسكرية لكنه هارب منها منذ عام 2008.
عمل الشيخلي آمر لواء الحسين عام ٢٠٠٥ ثم نُقل إلى الفرقة الثانية وكان التحاقه الأول في فوج عمر بن عبد العزيز سرية عقبة بن نافع الفصيل الثاني.
كان الشيخلي قبل عام 2003 مُنسب على وزارة الدفاع لكنه وفي تاريخ 22/1/2005 جرى تعيينه على وزارة الداخلية الذي سرعان ما هرب منها في عام 2008 أي بعد ثلاث سنوات من تعيينه.
*هارب ومختلس ومبتز
كثيرة هي الوثائق، وعديدة هي المصادر والمعلومات التي تُدين العقيد الركن زياد الشيخلي، هارب ومختلس ومبتز، تكشف الوثائق الرسمية ذلك وتظهر أنه كان محكوماً وأنقذه قانون العفو العام لسنة 2016 لكن برقيات وزارة الداخلية لم تعفُ عنه حيث أظهرت أن هنالك مجلسان تحقيقيان بحقه الأول لهروبه والثاني لاختلاسه السلاح لكن تم حسمهما بسبب قرار العفو آنف الذكر.
*مجلسان تحقيقيان
بحسب برقية معلومات الشيخلي الصادرة من وزارة الداخلية، فإن سجل العقيد الركن لم يكن نظيفا سواء في وزارة الدفاع قبل عام 2003 أو في وزارة الداخلية بعد عام 2005.
حيث تظهر البرقية، أن هناك مجلسان تحقيقيان بحق زياد الشيخلي، المجلس الأول يتعلق بهروبه عام 2008، أما الثاني فيتعلق باختلاس الشيخلي السلاح.
*علاقته بشبكة الابتزاز داخل وزارتي الداخلية والدفاع
يعتبر زياد الشيخلي المُورِّط الأول لجميع المتورطين بشبكة الابتزاز في وزارتي الداخلية والدفاع، حيث كان وعبر أذرعه من ضباط ومدنيين تُجبى له آلاف الدولارات بشكلٍ يومي والتي امتد نشاطها لأكثر من عقدٍ كامل من الزمن، وفق مصادر أمنية مطلعة.
وبهذا الصدد، ذكرت مصادر لشبكة انفوبلس، أن الشيخلي ابتز العديد من القيادات الأمنية وحسب منصب ومكانة الضابط الذي يتم النشر عليه بموقعهِ بالفيس بوك، والمعلومات التي يتلقاها بصورة يومية عبر شبكة موزعة بكافة فواصل وزارة الداخلية دون الالتفات لرتبهم، فالمستفيد من ابتزازه لهم يريد أن ينافس أصحاب المناصب لغرض تأليب الرأي العام ضده وبعدها يتم تشكيل مجالس تحقيقية بحقهم ثم يُطاح بمنصبهِ فضلا عن أخذه للأتاوات الفلكية.
*صفحات للابتزاز واستغلال القيادات الأمنية
ووفق المصادر، فإن الشيخلي قادَ صفحاتٍ استخدمها للفساد والابتزاز مساهماً بإفسادِ المجتمع واستغلال القيادات الأمنية ما أدى لإشغالها عن مهامها الوطنية بأخرى ابتزازية.
وتضيف، أن "الشيخلي يُعد مُساهماً فعلياً بتمزيق وحدة البيت العراقي وإدخال عوائل بأُتونِ دوامة قلق وتوجس وانهيار نفسي بسبب ابتزازه للقيادات الأمنية واستغلالهم لقاء مبالغ مالية تصل لآلاف الدولارات.
كان الشيخلي يدير العديد من الصفحات المشبوهة والتي خُصصت للابتزاز ومساومة القيادات الأمنية لعل من أبرزها صفحتي "يوميات ضابط دمج" و"العميد الكاظمي".
*بعثي بالفطرة
يتمتع العقيد الركن زياد الشيخلي بحس بعثي كبير فطري وغير مصطنع ولعلّ العودة قليلا إلى كتاباته تبرهن دقة هذه المعلومة.
ففي عام 2017، طالب الشيخلي، رئيس الوزراء آنذاك حيدر العبادي بالتدخل للإفراج عن قادة جيش المقبور صدام.
وجاءت هذه المطالبة بعد أن تم التوقيع على عريضة قدمها الشيخلي على موقع أفاز العالمي حصل خلالها على تأييدات من البعثيين تطالب بإطلاق سراح الفريق أول الركن سلطان هاشم والفريق أول الركن حسين رشيد وباقي القادة الآخرين في النظام المباد.
*طائفي منذ الولادة
أما في الجانب المقابل، فقد دأب الشيخلي على بث السموم من خلال كتاباته التي ينشرها في العديد من المواقع، وحرص أشد الحرص على مهاجمة الحشد الشعبي في مناسبات مختلفة، ولعل اتهامه لهم بالطائفية خير دليل على ذلك، فماذا قال؟
في عام 2016، قال زياد الشيخلي الذي يطرح نفسه خبيرا عسكريا عراقيا، إن "الخروقات الطائفية على يد الحشد الشعبي في مدينة الفلوجة، أدت إلى انهيار معنويات مقاتلي القوات العراقية في معركة تحرير مدينة الفلوجة، وتسبب في كسر التقدم" وفق زعمه.
تغافل الشيخلي هذا لم يكن محض صدفة أبدا، فما أشاد به الغرباء أنكر فضله من في الداخل. كان حديث الشيخلي هذا وفق مراقبين ناجم عن حقد ضغين أعمى بصيرة صاحبه وحجب عنه رؤية جميع الأشرطة التي وثّقت الملامح البطولية لتلك القوات.
*محكوم قضائيا.. هكذا أنقذه قانون العفو العام
لم يكن سجل الشيخلي نظيفاً، فمِن الابتزاز إلى الاستغلال إلى الوقوع بشراك القضاء الذي حكمه بسبب أعماله المشبوهة لكنه اضطر للإفراج عنه لشموله بالعفو العام.
وحصلت شبكة "انفوبلس" على وثيقة رسمية تكشف وتوضح تفاصيل الحكم والإفراج بحق الشيخلي جاء في نصها، "تشكلت اللجنة المركزية الثانية المختصة بالنظر إلى قضايا قانون العفو المرقم (۲۷) لسنة ۲۰۱٦ المعدل برئاسة نائب رئيس الاستئناف القاضي (محمد سلمان محمد وعضوية القاضيين (علي أنور دلف وإياد فاضل الخطيب) وبحضور المدعي العام هيثم عطا كريم و أصدرت قرارها الآتي باسم الشعب :- المحكوم/ زياد عبد الغني محمد وكيله المحامي حيدر كريم العتابي.
القرار: لدى التدقيق والمداولــــــــــة مـــن قبــــل اللجنة وُجِد أن المحكوم (زيــــــاد عـبــــــد الـغـــــــي محمد) والصادر بحقه الحكم من قبل محكمة قوى الأمن الداخلي الثانية للمنطقة الثالثة ) بالدعوى المرقمة (٥٣ / ٣ / ٢٠١٦ ) في ٢٠١٦/٣/٣ وفق احكام المادة ( ٥ ) ق . ع .د رقم ١٤ لسنة ۲۰۰۸ وحيث لم يسبق شمول المحكوم اعلاه بقانون عفو سابق وحسب ما جاء باستمارة المعلومات وان الجريمة المسندة للمحكوم غير مستثناة من الشمول بأحكام قانون العفو رقم ٢٧ لسنة ٢٠١٦ وتعديلاته عليه قررت اللجنة شموله بقانون العفو العام رقم ۲۷ لسنة ۲۰۱٦ النافذ بتاريخ ٢٠١٦/٨/٢٥ المعدل وايقاف الاجراءات القانونية بحقه ايقافا نهائيا قدر تعلق الأمر بالدعوى اعلاه بعد اكتساب القرار الدرجة القطعية وصدر القرار بالاتفاق استنادا للمادة ( ٣٠٠ و ۳۰٥) الأصولية قابلا للتمييز في ٢٠٢٣/١/٢٥.