نتائج مبهرة لعملية "المحاور التسعة" بديالى.. الأكبر في 2025 وأنهت نشاط التكفيريين بـ30 موقعا

انفوبلس/ تقارير
تُعد الأكبر من نوعها خلال الثلث الأول من عام 2025، كان لرجال الهيئة دور بارز بها، أنهت نشاط قوى الظلام في 30 موقعا وجعلت المحافظة تمسك بتضاريسها المعقدة، حيث عملية "المحاور التسعة" التي استمرت 72 ساعة في ديالى وجاءت بنتائج نوعية، فما تفاصيلها؟ انفوبلس أعدّت تقرير كامل عنها وعن أبرز العمليات هناك خلال الفترة الماضية ودور رجال الهيئة في بسط الاستقرار بواحدة من أعقد المحافظات العراقية من الناحية الأمنية.
عملية "المحاور التسعة"
في أبريل 2025، نفذت القوات الأمنية العراقية عملية واسعة النطاق في محافظة ديالى، شملت أكثر من 30 منطقة وقرية.
استمرت العملية لمدة 72 ساعة، وأسفرت عن ضبط خمس مضافات تابعة لعصابات داعش الإرهابية، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة والمقذوفات والمواد المتفجرة .
ويوم أمس، أكد مصدر أمني، انتهاء عمليات "المحاور التسعة" التي استمرت لمدة 72 ساعة متواصلة في محافظة ديالى.
وقال المصدر إن "القوات الأمنية المشتركة، وبدعم من مفارز قتالية تابعة للحشد الشعبي، نفذت خلال الأيام الثلاثة الماضية عملية عسكرية واسعة شملت تسعة محاور رئيسية ضمن مناطق شمال وشمال شرق ديالى، وطالت أكثر من 30 منطقة وقرية وقصبة، إضافة إلى البساتين المحيطة".
الأكبر من نوعها خلال الثلث الأول من عام 2025
يؤكد المصدر الأمني أن "العملية تُعد الأكبر من نوعها خلال الثلث الأول من عام 2025، وجاءت بمشاركة جميع تشكيلات الأجهزة الأمنية في المحافظة، وبإشراف مباشر من قيادة عمليات ديالى والوحدات الساندة لها".
ويبين أن "العملية ركزت على تأمين الأحزمة الخارجية للقرى والمدن المحررة، وخاصة في قواطع شمال وشمال شرق ديالى، ضمن خطة مدروسة هدفت إلى تحديث المعلومات الاستخبارية، وتمشيط الطرق الفرعية والمسميات، وتطهير ضفاف الجداول والأنهار، وصولاً إلى البساتين المحيطة".
ويشير إلى أن "العملية أسفرت عن ضبط خمس مضافات تابعة لعصابات داعش، فضلاً عن كميات من الأسلحة والمقذوفات والمواد المتفجرة والبدلات العسكرية، ضمن جهود رفع مستوى الضغط على التنظيمات المتطرفة وقطع طرق تحركها في تلك المناطق".
عمليات أمنية نوعية
في يناير 2025، أعلنت قيادة شرطة ديالى عن تنفيذ ثلاث عمليات أمنية نوعية خلال أقل من 24 ساعة، أسفرت عن تفكيك خلايا إرهابية وشبكات سرقة، بالإضافة إلى اعتقال متهم بعملية اختطاف.
وقال مدير إعلام قيادة شرطة ديالى، العميد هيثم الشمري، إن "المفارز الأمنية التابعة لقيادة شرطة ديالى، وبالتعاون مع جهاز الاستخبارات، نفذت ثلاث عمليات نوعية، شملت تفكيك خلية إرهابية تتألف من أربعة متهمين مطلوبين وفق المادة 4 إرهاب، كانوا ينشطون في ثلاث مناطق مختلفة داخل المحافظة".
وأضاف الشمري أن "العملية الثانية استهدفت إحدى أخطر شبكات سرقة المحال التجارية في قضاء خانقين شمال شرق ديالى، حيث تم ضبط كميات من المسروقات بحوزة الشبكة، شملت حُلياً ذهبية وأحجاراً كريمة".
وتابع أن "العملية الثالثة أسفرت عن الإطاحة بمتهم باختطاف محامٍ، في حادثة وقعت قبل عدة أشهر، بعد جهود استخبارية مكثفة أسفرت عن تحديد موقعه واعتقاله".
وأوضح أن "العمليات تمت بإشراف مباشر من قيادة شرطة ديالى، ابتداءً من تحديد الأهداف وحتى إعطاء الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات الاعتقال، التي تمت جميعها وفق مذكرات قضائية رسمية".
وأكد الشمري أن "المعتقلين جميعهم رهن الاحتجاز لاستكمال التحقيقات اللازمة معهم، تمهيداً لإحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة".
وختم قائلاً: "هذه العمليات تعكس الجهود الحثيثة التي تبذلها الأجهزة الأمنية للحفاظ على أمن واستقرار المحافظة، واستهداف كل من يحاول العبث بأمن المواطنين".
ضبط أسلحة وطائرة مسيرة
أما في فبراير 2025، أعلنت القوات المسلحة العراقية عن ضبط عدد من الأسلحة المختلفة وأجهزة اتصال وطائرة مسيرة، فضلاً عن سيارات ودراجات نارية مخالفة في محافظة ديالى، خلال عمليات واسعة لتعزيز الأمن والاستقرار.
وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية آنذاك اللواء يحيى رسول، "إنه حسب توجيهات القائد العام للقوات المسلحة، نفذت القوات الخاصة العراقية عمليات واسعة في ديالى لتعزيز الأمن والاستقرار في مختلف مناطق المحافظة، أسفرت عن إلقاء القبض على أحد المطلوبين للقضاء، وضبط عدد من الأسلحة المختلفة وأجهزة اتصال وطائرة مسيرة، وسيارات ودراجات نارية مخالفة".
وأضاف أن القوات ستقوم بالتعامل الفوري وحجز أي قوة غير مرخصة تحمل الأسلحة خارج إطار القانون.
عملية "المخيسة"
أما في 7 كانون الثاني 2025، فقد أعلنت وزارة الداخلية الاتحادية، ضبط مضافة تابعة لعصابات داعش الإرهابية في منطقة "المخيسة" بمحافظة ديالى.
وذكرت الوزارة في بيان ورد لشبكة انفوبلس، إن قوة من لواء المهمات الخاصة في الشرطة الاتحادية، تمكنت ضمن قاطع مسؤولية اللواء الواحد والعشرون الفرقة الخامسة شرطة اتحادية في محافظة ديالى، من ضبط مضافة تابعة لعصابات داعش الإرهابية في منطقة (المخيسة).
وجاء ذلك في عملية بناءً لمعلومات استخبارية دقيقة بإسناد الجهد الاستخباري، حيث "تم العثور داخل المضافة على مواد لوجستية تستخدمها تلك العصابات الإجرامية"، وفقاً للبيان.
وأضاف البيان أن "قطعات الشرطة الاتحادية تواصل عملياتها الاستباقية لتعقب فلول الإرهاب وتدمير أوكارهم، بما يضمن تعزيز الأمن والاستقرار بالتنسيق مع الجهات الأمنية والاستخبارية."
دور الحشد الشعبي
محافظة ديالى، بحكم موقعها الجغرافي الحدودي وتضاريسها المتنوعة (جبال، وديان، وبساتين كثيفة)، كانت ولسنوات نقطة ساخنة لتواجد جماعات إرهابية، خصوصًا تنظيم داعش، وهنا دخل الحشد الشعبي كقوة ساندة ومحورية إلى جانب الجيش والشرطة الاتحادية، وفي قادم الأسطر ستستعرض شبكة انفوبلس ذلك الدور بالتفصيل.
شارك الحشد الشعبي في عدة عمليات نوعية، من أبرزها عملية “المحاور التسعة” آنفة الذكر، حيث شارك الحشد في تنفيذ محاور رئيسية لاقتحام أوكار داعش، ونجح في ضبط مضافات وتفجير عبوات ناسفة بعمليات استباقية.
كذلك شارك الحشد في عملية “الشهيد نصر الله” في خانقين والذي تم خلالها تطهير أكثر من 11 كم مربع وتأمين المناطق الزراعية والقرى المحيطة.
أيضا شارك الحشد الشعبي في تمشيط الأراضي الزراعية والبساتين، حيث وفي أكثر من مرة، أعلن قادة من الحشد (مثل صادق الحسيني) عن تمشيط عشرات آلاف الدونمات من الأراضي مثل مناطق كانت تستخدمها داعش كمخابئ وأوكار وتم العثور على عبوات، مواد متفجرة، وطرق فرعية كانت تُستخدم في التهريب.
ساهم الحشد أيضا في منع التسلل وضبط الحدود، حيث تتصل ديالى بمحافظات ساخنة مثل صلاح الدين وكركوك، وهنا كان للحشد دور كبير في:
ـ إغلاق الثغرات الأمنية في المناطق الفاصلة.
ـ إنشاء نقاط مرابطة في المناطق الوعرة لمنع تسلل الإرهابيين.
ـ تعطيل طرق الإمداد لعناصر داعش الإرهابي بين القرى.
كذلك كان للحشد الشعبي دور كبير في تأمين عودة النازحين، إذ ومع تحسن الوضع الأمني بفضل التنسيق بينه وبين الجيش، عاد آلاف العوائل النازحة إلى قراها، بعد أن تمت إزالة المخلفات الحربية، أعيد افتتاح الطرق المغلقة، وتم توفير الحماية لعودة السكان بشكل آمن.
لم يكتفِ الحشد بالمهام القتالية فقط، بل كان له جهود لوجستية ومجتمعية، إذ شارك في إعادة تأهيل المدارس وساعد في إيصال المواد الغذائية للمناطق المحررة، ونظم حملات توعية ضد الفكر المتطرف في بعض القرى.
خلاصة
وجود الحشد الشعبي في ديالى كان ولا يزال عامل توازن وقوة ردع لأي محاولة لزعزعة الأمن، سواء من داعش الإرهابي أو من العصابات المتطرفة، وتنسيقهم مع باقي الأجهزة الأمنية أعاد الكثير من المناطق لواجهة الحياة من جديد.