"وسام الساعدي" خادم الحسين (ع) ومغيث الملهوفين يمضي شهيداً على طريق المقاومة.. سيرة عطرة لأبي باقر تستعرضها انفوبلس
"وسام الساعدي" خادم الحسين (ع) ومغيث الملهوفين يمضي شهيداً على طريق المقاومة.. سيرة عطرة لأبي باقر تستعرضها انفوبلس
انفوبلس/..
في يوم بغدادي اعتيادي وفي منطقة شعبية ربما لا نبالغ إذا قلنا إن ليلها يشبه نهارها بالنظر لكثرة الحركة فيها حتى أوقات متأخرة، هي منطقة المشتل، تلك الواقعة شرقي العاصمة بغداد، حيث كان الناس يسيرون بعجلاتهم، كل شيء طبيعي، حتى لحظة سماع أصوات صواريخ تُطلق ثم تنفجر، ليلاحظ المواطنون أنها أُطلقت عبر طائرة مسيرة استهدفت عجلة مدنية لم يُعرف من يُقلّها.
تجمهر المواطنون حول العجلة المستهدَفة، القوات الأمنية حضرت محل الحادث، الدفاع المدني مدَّ خراطيم المياه، محاولاً إطفاء نيران العجلة، مساعٍ حثيثة تُبذل لمعرفة قائدها، شظايا متناثرة وأموال ممزقة في موقع الاستهداف، لكن لم يُعرف مَن المستهدَف بعد حتى وقت العثور على "محفظة" فيها "بطاقة سكن" و"إجازة قيادة" كشفت عن شهيد الاستهداف، وهو القائد المجاهد "وسام محمد صابر الساعدي".
كعادتها، لم تستطِع الولايات المتحدة الأمريكية مجابهة رجالات المقاومة الإسلامية وجهاً لوجه، لذا فهي تلجأ إلى عمليات الاغتيال عبر المسيّرات والضربات الغادرة، ولعل آخر عملياتها ما حدث يوم أمس من ضربة جوية استهدفت عجلة القيادي في المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله الشهيد وسام الساعدي "أبو باقر".
"أبو باقر" الرجل الذي كرَّس حياته مناصراً للقضايا التي تحملها المقاومة الإسلامية على عاتقها، في حماية الأرض والعرض، ونصرة الدين والمذهب، كان في حياته مقاوماً شرساً وخادماً لسيده الحسين بن علي (عليهما السلام)، ومغيثاً للملهوفين، ولعل الزلزال بالغ الشدة الذي ضرب سوريا مؤخراً أنجع دليل على ذلك.
الشهيد كان مسؤولاً لمنظومة الصواريخ والدعم اللوجستي، كما كان مسؤولاً في المنظومة الجوية للمقاومة الإسلامية كتائب حزب الله، ويحمل صفة مستشار في هيئة الحشد الشعبي.
يُعتبر الشهيد الراحل رمزًا عراقياً، حيث أثار الكثير من الاهتمام بسبب مواقفه الحكيمة وقدرته على التكيّف مع التحديات المختلفة.
*مزاعم أمريكية
وتزعم واشنطن أن الشهيد الساعدي مسؤول عن التخطيط وتنفيذ هجمات ضد القوات الأميركية بما فيها هجوم استهدف إحدى قواعدها بالأراضي الأردنية، وخلّفت العملية 3 قتلى من الجنود الأميركيين إضافة لعدد من الجرحى، وهو أول هجوم يكبّد القوات الأميركية خسائر بشرية منذ اندلاع "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
*دوره في سوريا
كان للشهيد الحاج المجاهد أبو باقر الساعدي دور كبير في الحملة الإغاثية التي أطلقها الحشد الشعبي العراقي في مؤازرته لسوريا بمحنتها عندما ضربها الزلزال العام المنصرم، حيث لم يقتصر دوره على إدارة الحملات بل كان يشرف بشكل شخصي على وصول المساعدات للمتضررين السوريين، وقد عرفه السوريون عن قرب فأحبوه لما يتمتع بطيبة قلبه وتواضعه ومد يد المساعدة لإخوته السوريين في محنتهم وخاصة في مدينة حلب حيث أحبَّ الحلبيين وأحبوه.
تقول الصحفية السورية رنيم ددش، في منشور على فيسبوك تنعى فيه الشهيد الساعدي، "قبل 12 شهراً، عندما تسببت النبضة القاتلة بزلزال حلب، جاء بقميصه الأسود من العراق، أوقف الموكب ليتوضأ ويصلي، ألقى السلام عليَّ بكل احترام، وفي نقطة المشهد وبكل هيبته التي ارتجفتُ منها، تدخل في توزيع التمر على المتضررين بكل رحمة".
وأضافت ددش، "اغتالوا الرجال والأخيار.. بأمان الله.. بأمان الله يا حاج".
*موقف حكومي
من جهتها، أكدت الحكومة العراقية وعلى لسان المتحدث العسكري رئيس خلية الإعلام الأمني اللواء تحسين الخفاجي، أن الهجوم نفذته مسيّرة أميركية. وقال الخفاجي، في بيان صدر ليل أمس، إنه "بعدما تأكد قيام الولايات المتحدة باستهداف مركبة تابعة للحشد الشعبي، فإن هذا العدوان الجديد يقوّض كل التفاهمات".
وحمّل "الجانب الأميركي وقوات التحالف تداعيات هذه الأعمال الخطيرة التي تهدد أمن وسلامة البلاد"، معتبرًا أنها تُعَدُّ نسفًا واضحًا لكل المحادثات التي تحدث بين الجانبيين، مبينا أن "هذا الاستهداف هو عدوان واضح وخرق للسيادة العراقية، وسيجرُّ المنطقة الى تداعيات خطيرة".
*الانتقام
في غضون ذلك، نعى الأمين العام للمقاومة الإسلامية كتائب حزب الله، أبو حسين الحميداوي، الشهيد الساعدي.
وقال الحميداوي، في بيانٍ: "نبارك للأمة الإسلامية، وشعبنا العراقي، ارتقاء القائد الكبير الحاج وسام محمد صابر (أبو باقر الساعدي) إلى جنات النعيم، ليلتحق بركب أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) في قافلة النور، إثر قصف قوات الاحتلال الأميركي في بغداد".
أما حركة النجباء فقد دعت للانتقام من أميركا و"أعوانها وشركائها"، وقالت في بيان: "ليكن ثأرنا لدماء الشهداء بالقصاص من أميركا وأعوانها وشركائها ومصالحها، وليكن هذا طريقنا وقضيتنا الأولى من الآن فصاعداً"، مؤكدة أن "الطيران الأميركي يصول ويجول في أجوائنا منتهكاً السيادة من دون أي رادع".
ورأت، أن "هذا الانتهاك لن يكون الأخير إن لم يكن هناك موقف رسمي صارم وحازم من حكومة العراق"، مشددة على أنه "سيكون ردنا مركّزاً، ولن تمر هذه الجرائم من دون عقاب، وستعرفون وقتها أن صبرنا قد نفد وانتظروا الرد وسنختار الزمان والمكان المناسبَين".