كلاسيكو العراق بين الزوراء والجوية.. قراءة تحليلية عن الرسائل والمشاهد "اللافتة" والإيجابيات والسلبيات
انفوبلس/ تقرير
رافقت مباراة فريق الزوراء والقوة الجوية في كلاسيكو العراق بقمة مباريات الجولة 31 من دوري نجوم العراق، والتي أُقيمت على ملعب المدينة الدولي، أمس الاثنين، العديد من المشاهد والرسائل "اللافتة" وكذلك سلبيات وإيجابيات، سيتطرق لها تقرير شبكة "انفوبلس".
حقق فريق الزوراء فوزًا مثيرًا على القوة الجوية، يوم أمس الاثنين 27 مايو/ أيار 2024، بنتيجة هدف بدون رد في كلاسيكو العراق بقمة مباريات الجولة 31 من دوري نجوم العراق والتي شهدت حضور رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس والعديد من الشخصيات الرياضة المحلية والعالمية "البارزة"، بحضور أكثر من 30 ألف متفرج.
وبهذا الفوز، وصل رصيد فريق الزوراء إلى النقطة 60 في المركز الثالث، فيما توقف رصيد القوة الجوية عند النقطة 66 في وصافة الترتيب العام لدوري نجوم العراق.
وشهد الكلاسيكو العراقي استخدام ما بين 24 إلى 29 كاميرا نقلت المباراة لأول مرة بتاريخ البلد، كما تم استخدام الكاميرا العنكبوتية التي دخلت الملاعب العراقية لأول مرة أيضًا، وبحسب رئيس الاتحاد العراقي عدنان درجال، فإن المباراة كانت تمهيدية لشكل دوري نجوم العراق الموسم المقبل.
ونستعرض في السطور التالية، مشاهد ورسائل "لافتة" وسلبيات وايجابيات مباراة الكلاسيكو العراقي التي انتهت بفوز الزوراء على القوة الجوية:
*وفاء الأنصار في كلاسيكو العراق
كعادته، سجل كلاسيكو العراق حضورًا جماهيريًّا غفيرًا، إذ حضر اللقاء 30 ألف متفرج ليمتلئ الملعب بشكل كامل باللونين الأزرق والأبيض.
جماهير الصقور والنوارس، أظهرت لمحات فنية جميلة ورسائل عن طريق "تيفو" الألتراس، إذ كتب فريق الزوراء عبر لافتة جماهيره: "لا تعنّفوا الأطفال بحجة التربية، لأنهم أحباب الله".
*رسالة "قوقية" إلى خيسوس كاساس
رسالة شديدة اللهجة وجهها لاعب الزوراء حسن عبد الكريم "قوقية" إلى مدرب المنتخب العراقي خيسوس كاساس، خصوصًا وأن الأخير لم يقم باستدعائه لصفوف المنتخب العراقي في مواجهتي إندونيسيا وفيتنام في التصفيات الآسيوية المزدوجة.
"قوقية" كان مميزًا طيلة دقائق اللقاء، وسبّب الكثير من المشكلات لدفاعات فريق القوة الجوية، حتى نجح في الدقيقة 63 بتسجيل هدف من ركلة مباشرة بتسديدة ساحرة، اكتفى حارس الصقور محمد حميد بمشاهدتها وهي تستقر في الشباك.
*صافرة متألقة للحكم الإماراتي عادل النقبي
لا يختلف اثنان على تألق الحكم الإماراتي عادل النقبي في إدارة مباراة كلاسيكو العراق بين الصقور والنوارس، إذ طغى هدوؤه وثقته على الأجواء اللاهبة.
النقبي أجاد ضبط إيقاع المباراة وأشهر 3 بطاقات صفراء فقط، الأولى كانت من نصيب مدافع القوة الجوية سعد ناطق في الدقيقة 40، والثانية أُشهرت بوجه لاعب الزوراء مصطفى معن في الدقيقة 59، والثالثة كانت من نصيب لاعب القوة الجوية رسلان حنون في الدقيقة 83.
وباستثناء الأرضيَّة التي بدت متضررة لأسباب "مجهولة" لاقت انتقادا شديدا من الجماهير التي طالبت رئيس الاتحاد العراقي عدنان درجال بالتدخل، فإنَّ اللقاء شهد انسيابية عالية جداً في تأمين دخول وخروج المشجعين وتعاوناً كبيراً للملاكات المشرفة على المباراة، كما أنه شهد حضوراً جماهيرياً مبهراً للغاية وصل تعداده إلى ما يزيد على 31 ألفاً وهو ما يمثل الطاقة الاستيعابية القصوى للملعب.
كما نجح الاتحاد العراقي لكرة القدم في تسويق المباراة التي نُقلت عبر 6 قنوات عربية، فضلًا عن قناتين محليتين والتي انطلقت عند الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي للعاصمة بغداد، وكذلك المباراة قام بإخراجها الإسباني خوان فيغارو، وهو المخرج ذاته الذي أخرج مباراة الإياب بين ريال مدريد وبايرن ميونخ في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2024، بتكلفة 400 مليون دينار.
*هاتف تيباس يتصدّر المشهد
في أغلب دقائق الشوط الأول من المباراة، التقطت عدسات الكاميرا رئيس رابطة لاليغا خافيير تيباس وهو مشغول بهاتفه الخليوي.
تيباس يبدو أنه شعر بملل كبير بسبب أحداث الشوط الأول الذي سيطر فيه الحدث على أداء الفريقين، ليتصدر تيباس حديث مواقع التواصل الاجتماعي والشارع الرياضي العراقي، الذي تهكم على الحالة.
* ظهور باهت لنجم القوة الجوية علي جاسم
ومن بين ما تم تأشيره أثناء متابعتنا، هو الظهور الباهت لنجم القوة الجوية علي جاسم الذي عجز طوال شوطي اللقاء عن تشكيل أي خطورة تذكر على مرمى حارس الزوراء جلال حسن كما أنه لم ينجح بمدّ زملائه بالكرات الخطيرة على غير العادة، وهو ما يدعو لطرح سؤال جوهري مهم للغاية يتعلق بمدى جاهزية جاسم للعب حالياً، لاسيما أنه عانى خلال الفترة الماضية من إصابة قوية قد تبعده كثيراً عن الملاعب إن لم يكتسب الشفاء التام منها وترتفع درجة جاهزيته البدنية.
ولم تخلُ المباراة من بعض الإصابات "المؤسفة"، إذ تعرّض لاعب خط وسط الزوراء لؤي العاني لإصابة بليغة اضطر على إثرها لمغادرة الملعب في الشوط الثاني، كما تعرّض مهاجم القوة الجوية البديل مهند عبد الرحيم لإصابة قوية أيضاً في الوقت المحتسب بدل الضائع نتيجة ارتقاء عال وارتكاز خاطئ للقدم عند السقوط.
*آراء المدونين والمختصين
وبعد المباراة، حذر الدولي العراقي السابق أركان نجيب، مما وصفه بـ"عناد" الإسباني خيسوس كاساس، مدرب المنتخب العراقي، في مسألة استدعاء اللاعبين لصفوف "أسود الرافدين".
وأعلن كاساس القائمة الرسمية للمنتخب العراقي في مواجهتي إندونيسيا وفيتنام في التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027 وتتألف من 26 لاعبًا بينهم 10 لاعبين محترفين.
وقال نجيب، "عدم حضور لاعب الزوراء حسن عبد الكريم (قوقية) مع المنتخب العراقي، أمر مستغرب، الأمر ذاته ينطبق على لاعب فريق النجف محمد قاسم وكذلك لاعب فريق ساندفيورد النرويجي دانيلو السعد".
وأضاف: "تألق هؤلاء اللاعبين يأتي في وقت يصر فيه كاساس على لاعبين انتهت صلاحيتهم ونالوا الكثير من الفرص ولم يستغلوها ولم يقدموا شيئًا يذكر للعراق، أعتقد أن المدرب بحاجة إلى مراجعة اختياراته والنظر بعين واحدة إلى جميع اللاعبين دون تمييز".
وأوضح قائلًا: "أود أن أوجه رسالة إلى إدارة المنتخب العراقي وإلى رئيس الاتحاد العراقي الكابتن عدنان درجال، المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية هي مرحلة المنافسة الحقيقية مع كبار القارة الآسيوية على بطاقات التأهل لكأس العالم ولم يتبقَ لها سوى ثلاثة أشهر، إذ ليس من المعقول أن نستمر بدعوة لاعبين بناءً على أسمائهم من دون النظر إلى مستواهم الفني والبدني واستمرارية مشاركاتهم مع أنديتهم".
وتابع: "أرجو من الكابتن عدنان درجال وأعضاء المكتب التنفيذي في اتحاد الكرة، بأن يتدخلوا في أسرع وقت ممكن لحل الخلافات والعقوبات بين المدرب واللاعبين لمصلحة المنتخب العراقي، لا نريد أن ننتظر أربع سنوات أخرى من أجل التأهل إلى كأس العالم بسبب مزاجيات أو عناد المدرب أو ربما عناد إداري أو عضو في اتحاد كرة القدم".
وتألفت قائمة كاساس من اللاعبين: جلال حسن، حسين حسن، علي كاظم، كميل سعد، ريبين سولاقا، أكام هاشم، فرانس بطرس، زيد تحسين، مناف يونس، أحمد يحيى، أحمد مكنزي، حسين علي، مصطفى سعدون، أمير العماري، أسامة رشيد، صفاء هادي، محمد الطائي، علي جاسم، ماركو فرج، بشار رسن، لؤي العاني، زيدان إقبال، إبراهيم بايش، يوسف الأمين، أيمن حسين، مهند علي.
وبحسب محللين رياضين ومدونين تحدثوا لشبكة "انفوبلس"، فإن مستوى المباراة الفني لا يرقى الى المستوى المطلوب والمنتظر باستثناء هدف اللاعب "قوقية"، حيث كانت الجماهير تنتظر مواجهة غنية بالأهداف والندّيَّة بين الفريقين.