لقب الدوري العراقي لعام 1981 يعود الى الواجهة.. هل سرق الطلبة التتويج من الشرطة؟

انفوبلس/ تقرير
لا يزال الجمهور الرياضي العراقي يتحدث عن حادثة تتويج نادي الطلبة بلقب الدوري العراقي لموسم 1980-1981، على الرغم من التساوي بالنقاط مع نادي الشرطة الذين يتكلم جمهوره الى اليوم بحرقة عن سرقة اللقب ويتهمون مؤيد البدري باعتباره رئيس اتحاد وقتها، ويقولون إنه كان متعاطفا جدا مع الطلبة، فما القصة التاريخية لهذا الموسم؟ وما الرواية الجديدة عنه؟
الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم (تحول اسمه الى دوري نجوم العراق قبل موسمين) هو البطولة الأعلى مستوى في دوريات كرة القدم في العراق. تأسس الدوري في عام 1974 وينظمه الاتحاد العراقي لكرة القدم، ويتألف من 20 فريقًا يتنافسون على لقب البطولة.
رواية "أيام الكرة العراقية"
وبحسب تدوينة للكاتب العراقي أسعد الدلفي، قال فيها، "يكثر اللغط كثيرا عن موسم 1980-1981 خصوصا من جمهور الشرطة باعتبار انه تم ظلمهم، وهم الى اليوم يتكلمون بحرقه عن سرقة لقب موسم 1980- 1981 منهم، ويسددون سهام الاتهام الى مؤيد البدري بالخصوص، باعتباره رئيس اتحاد تلك الفترة، ويقولون انه كان متعاطفا جدا مع الطلبة، وخصوصا مع النجم حسين سعيد، يسردون كيف سرق الدوري، وتلاعب بالتعليمات المعروفة! خدمة لمصالح نادي الطلبة! كي يتوج بالدوري على حساب من يستحقه وهو نادي الشرطة".
ويقول الدلفي، إن الحقيقة وجدنا في كتاب الاستاذ (علي رياح) -أيام الكرة العراقية- تفاصيل موسعة عن هذه القصة مع الادلة لتبرئة مؤيد البدري والاتحاد العراقي من كيل التهم الباطلة، وأن ما جرى ليس فيه اي تلاعب، بل حسب تعليمات الاتحاد ذلك الموسم، لذلك أجد من المهم الكتابة عن الموضوع مستندا الى الادلة التي قدمها علي رياح في كتابه.
المعهود أنه إذا تساوى فريقان بعدد النقاط يتم اللجوء لفارق الأهداف فإن كان فارق الاهداف متساويا، فان الارجحية تكون لمن سجل أكثر أهدافا، وهذه قاعدة شائعة في العالم، لكن – بحسب حديث الدلفي - كراس الاتحاد العراقي الذي تضمن تعليمات موسم 1980-1981 في المادة (25) من نظام مسابقة الدوري وتنص على:
في حال تعادل فريقان او أكثر في مجموع النقاط، يحدد الفائز بالمركز الأول وفق الصيغ التالية:
أ- يعتبر الفريق فائزا بفارق الأهداف.
ب- إذا استمر التعادل، يعتبر الفريق الفائز من له أكبر عدد من المباريات التي فاز بها.
ج- إذا استمر التعادل، تقام مباراة فاصلة لتحديد المركز الاول والثاني.
ويتابع، ان هذه المادة صريحة وواضحة في الكراس الذي تم توزيعه قبل انطلاق الموسم، لكن الكثيرين لم ينتبهوا الى موضوع المادة (25)، لذلك لا حجة للمعترضين والمشككين بذمة الاتحاد، وإنما القصور فيهم لعدم انتباههم على التعليمات وتمسكهم بما هو شائع.
اليوم الأخير للموسم
قبل اليوم الأخير كان الطلبة هو المتصدر برصيد (17) نقطة من (10) مباريات ويليه الشرطة برصيد (15) نقطة من (10) مباريات، حيث كان الفائز يكسب نقطتين والتعادل نقطة والخسارة صفر، بحسب الكاتب العراقي.
اليوم الأخير كانت فيه مواجهتان ناريتان، الاولى الطلبة ضد الطيران ثالث الترتيب، والثانية الشرطة ضد الزوراء المبتعد عن المنافسة، فكان الشرطة يفكر بالفوز بفارق ثلاثة أهداف ليضمن الفوز بالدوري، ضمن حسابات افتراض تعادل الطلبة مع الطيران، المباراة الاولى انتهت بخسارة الطلبة أمام الطيران 1-2، أما المباراة الثانية فانتهت بنتيجة كبيرة بفوز الشرطة على الزوراء 3-0، عند انتهاء المباريات كان رصيد الطلبة (17) نقطة وله (8) حالات فوز، وتعادل وخسارتان، وله (19) هدفا وعليه (5) اهداف، اي الفارق (14) هدفا صافيا.
أما الشرطة فأصبح رصيده (17) نقطة، من (6) حالات فوز، و(5) تعادلات، ولم يخسر أبدا، له (21) هدفا، وعليه (7) أهداف، اي الفارق ايضا (14) هدفا، فحسب اللوائح التي في كراس الدوري المادة (25) في حالة التعادل بالنقاط وفارق الاهداف يتم الرجوع لأكثر حالات الفوز، وهي لصالح الطلبة.
بمجرد انتهاء مباراة الشرطة والزوراء، تبادل لاعبو الشرطة التهاني والقبلات تعبيرا عن الفرحة بالفوز باللقب! وخرج بعض جمهور الشرطة في مسيرة طويلة من ملعب الشعب حتى باب الشرقي وهو يعبر عن الابتهاج والسرور بالفوز بالدوري، بحسب الدلفي الذي يكشف ان الصدمة كانت شديدة عند رجوع الاتحاد العراقي للتعليمات وبالتحديد المادة (25) والتي اعطت الدوري للطلبة، والمادة كانت صريحة ولا تحتاج تأويل، عندها توجه غضب جمهور الشرطة غير الملتفت للتعليمات باتجاه الاتحاد واتهامه بالميل الى نادي الطلبة.
وأشار الى ان هذه الحقيقة لليوم غائبة عن الكثير من جمهور الشرطة، والسبب عدم اطلاعهم على تعليمات الاتحاد في موسم 1980-1981 المنشورة في كراس الموسم.
*بداية الدوري العراقي (دوري نجوم العراق حاليا)
الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم بمسمّاه القديم تأسس عام 1974، وينظمهُ الاتحاد العراقي لكرة القدم، ويتكون من 20 فريقاً يتنافسون على لقب البطولة.
يبدأ موسم الدوري العراقي الممتاز (دوري نجوم العراق حالياً) في سبتمبر/أيلول من كل عام، حيث يُشارك 20 فريقاً، يلعبون 38 مباراة ذهابا وإيابا، بمجموع 380 مباراة في الموسم.
في عام 1974، استبدل الاتحاد العراقي لكرة القدم دوري المؤسسات الذي تأسس عام 1948 بالدوري العراقي الممتاز. دوري المؤسسات لُعب على مدار 25 موسما، وكان فريق الحرس الملكي صاحب النصيب الأكبر من التتويج بـ7 ألقاب، يليه نادي الشرطة (6 ألقاب)، ثم أمانة بغداد (5 ألقاب)، والقوة الجوية (4 ألقاب)، وفريق الكلية العسكرية (لقب)، والنادي الآثوري (لقب) ونادي الجيش (لقب).
وفي عام 1973، تحول دوري مؤسسات بغداد إلى دوري مؤسسات العراق، ليشمل فرقاً من جميع محافظات العراق، حيث شاركَ 15 فريقاً في موسم عام 1973–74، وفاز به نادي القوة الجوية، قبل أن يتحول إلى الدوري الممتاز في الموسم التالي.
وشارك 77 فريقا مختلفا في الدوري العراقي على مدار التاريخ، وحصل 11 ناديا منهم على لقب الدوري العراقي لكرة القدم بمسماه القديم والجديد.
ويعتبر نادي الزوراء هو الأكثر حصولا على الدوري العراقي الممتاز برصيد 14 لقبا، آخرها موسم 2017–2018،يليه ناديي الشرطة والقوة الجوية برصيد (7 ألقاب). أما فريق الطلبة يأتي في المركز الرابع بـ5 ألقاب، آخرها في موسم 2001–2002، أما فريق أربيل فقد تُوج بـ4 ألقاب ليأتي في المركز الخامس، كان آخرها في موسم 2011–2012 يليه فريق الرشيد بـ3 ألقاب، ثم الميناء وصلاح الدين والجيش ودهوك ونفط الوسط بلقب وحيد.
البطولات الخارجية
3 أندية فقط من الدوري العراقي كانت قادرة على تحقيق ألقاب خارجية، كان أولها فريق الشرطة الذي تُوج ببطولة الأندية العربية عام 1982، بعدما تغلب على النجمة اللبناني 4-2 في النهائي الذي أُقيم في العاصمة العراقية بغداد.
في المقابل، فاز نادي الرشيد بـ3 بطولات عربية متتالية، أعوام 1985 و1986 و1987، كما تأهل الشرطة إلى نهائي بطولة الأندية الآسيوية عام 1971، قبل أن ينسحب. وفي عام 2016، وصل نادي القوة الجوية إلى نهائي كأس الاتحاد الآسيوي، وفاز باللقب بعد تغلبه على نادي بنغالورو الهندي بنتيجة 1-0، وفاز أيضا باللقب عامي 2017 و2018.
وهناك العديد من الإحصائيات المميزة والأحداث المهمة في تاريخ الدوري العراقي الممتاز. ومؤخرًا، تم الإعلان عن انتقال الكرة العراقية نحو تأسيس دوري المحترفين، مما يتوقع أن يكون له تأثير إيجابي على مستقبل الرياضة في العراق.