بغداد وطهران .. لوح بالعصا وابتسم على جغرافيات صلبة
من هنا يرى المراقبون أن واشنطن بدأت ترصد دور بغداد الفعال في السياسة الخارجية، المتماشي مع ثقل العراق الجيوسياسي، وهو ما قد يصنع مفاتيح لفك الأقفال المغلقة على ملفات مزمنة
كتب / سلام عادل
بحسب أهل العلوم السياسية، يتخذ محمد شياع السوداني منذ توليه رئاسة الحكومة قبل سنتين، من قاعدة (القيادة الرشيقة)، منهجاً في حراكه الدبلوماسي، وبات يظهر ذلك بوضوح في نشاطه الدولي بين العواصم، وزياراته المتتالية لدول الجوار والعالم، الأمر الذي قلب حالة العراق من تحديات الداخل إلى طاولة للبحث عن حلول إقليمية شاملة.
وكان وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو قد دعا وزير خارجية العراق فؤاد حسين في اتصال هاتفي خلال هذا الاسبوع، إلى إطلاق نسخة جديدة من مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، مما يتيح مناقشة قضايا المنطقة الساخنة، على رأس ذلك تداعيات أحداث طوفان الأقصى، وما يتعلق بمستجدات الساحة السورية، التي أصبحت مصدر قلق الكثيرين.
وستشهد بغداد خلال الأشهر القادمة من السنة الحالية انعقاد قمة عربية، ربما تكون الأكثر أهمية في سياق هذه المرحلة، من ناحية كونها ستكون جاذبة لكافة الملوك والرؤساء العرب، بعد أن فتحت بغداد علاقات جيدة مع الجميع مشفوعة بثقة متبادلة، وحسن نوايا، ومصالح مشتركة تتيحها الموارد العراقية الكبيرة، وفرص التبادل التجارية والتنمية الاقتصادية في كافة المجالات.
وبالتوازي مع كل هذه النشاطات، سيزور السوداني مع وفد عراقي كبير المملكة البريطانية خلال الايام القادمة، وهي زيارة كان مُعد لها سابقاً على جدول الاعمال كحال الزيارة إلى الجمهورية الإسلامية في ايران، التي انتهت بتفاهمات تعزز العلاقة بين البلدين، تبلورت عنها مواقف متقاربة حيال ما يجري من أحداث في الشرق الاوسط.
ومن هنا يرى المراقبون أن واشنطن بدأت ترصد دور بغداد الفعال في السياسة الخارجية، المتماشي مع ثقل العراق الجيوسياسي، وهو ما قد يصنع مفاتيح لفك الأقفال المغلقة على ملفات مزمنة، مثل العلاقات الإيرانية الأمريكية، والتي سبق أن تجمدت عند مخرجات مجموعة (5+1)، بل وتفاقمت بعد ذلك دون أن يبادر أي فاعل دولي لإعادة إحيائها.
وبالتالي، وفق قاعدة المصالح في العلاقات الدولية، يكون بمقدور المحللين السياسيين رفع مستوى التوقعات حول قدرة بغداد، في ظل الظروف الحالية، على تحويل التحديات إلى فرص، بافتراض إعادة بعث الروح مجدداً بمباحثات (5+1)، لتصبح (6+1)، بمشاركة العراق بالطبع، او حتى ولو (2+1) يكون أطرافها بغداد وإيران وواشنطن.