في ذكرى النصر .. يوتوبيا الحدود المصطنعة
أتذكر في هذا الصدد حواراً صحفياً كنت قد أجريته لصالح قناة العراقية في باريس مع لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا، إبان حوارات تأسيس التحالف الدولي في مؤتمره الاول، عبّر فيه الوزير عن رفض فرنسا وبريطانيا لمشاريع كسر الحدود، لكونها امتداداً لنفوذ الدولتين في ال
كتب / سلام عادل
مرت عشر سنوات على أحداث (داعش)، التي كان الأبرز فيها كسر حدود (سايكس بيكو)، والسعي لإقامة دولة أخرى عابرة للحدود، إرهابية تكفيرية عدمية تشبه إسرائيل، التي ظلت كياناً بلا حدود منذ 75 سنة، وهي الوحيدة في قلب المنطقة بلا حدود دولية، بحسب إرادة المنتصرين في الحرب العالمية الاولى، حين اجتمعوا في مدينة فرساي الفرنسية تحت يافطة مؤتمر السلام، وذلك سنة 1919، وكان من مخرجات هذا المؤتمر تقاسم النفوذ بين بريطانيا وفرنسا بالتوازي مع تطبيق (وعد بلفور).
ويتيح وعد بلفور ليهود العالم الهجرة إلى الأراضي الفلسطينية والتوسع في جغرافيا الشرق الاوسط من دون اعتبار لحدود الدول، وهو ما يكشف عن كون (سايكس بيكو)، ليست حدوداً جغرافية وانما حدود نفوذ، حازت بموجبها فرنسا على مناطق شمال الشرق الاوسط، ونالت بريطانيا مناطق جنوب الشرق الاوسط، وهو ما يلاحظ من كون شمال العراق وسوريا ولبنان تعتبر كانتوناً فرنسياً، فيما تنخرط الموصل وعموم وسط وجنوب العراق، وصول إلى دول ساحل الخليج، بأجمعها كانتوناً بريطانياً.
وعلى الرغم من كون بريطانيا وفرنسا لم يكونا راضيَين عن كسر الحدود العراقية السورية من قبل داعش سنة 2014، إلا أن الولايات المتحدة وحليفتها تركيا واسرائيل اختاروا بعثرة الشرق الاوسط والذهاب بمغامرة بلا حدود جغرافية او سياسية، وهو ما يكشف الدوافع وراء تأسيس (التحالف الدولي ضد داعش)، في باريس بدعم من لندن، وليس في واشنطن، وسط اعترافات تؤكد تورط الولايات المتحدة مع إسرائيل وتركيا في دعم التنظيم وتركه يعبث طويلاً في المنطقة.
وأتذكر في هذا الصدد حواراً صحفياً كنت قد أجريته لصالح قناة العراقية في باريس مع لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا، إبان حوارات تأسيس التحالف الدولي في مؤتمره الاول، عبّر فيه الوزير عن رفض فرنسا وبريطانيا لمشاريع كسر الحدود، لكونها امتداداً لنفوذ الدولتين في المنطقة، إلا أن التوجه الأمريكي ومخططات وكلاء أمريكا في المنطقة كانت لهم اليد العليا، سواء في العراق او سوريا، وتمظهرات ذلك واضحة في الأحداث الأخيرة، التي شهدتها دمشق، من خلال التلميح إلى تقسيمها، كصفحة اولى ستشمل العراق لاحقاً والأردن ولبنان ومصر.
وكاد العراق أن يسبق سوريا في التقسيم لولا الهبّة العراقية المدفوعة بفتوى مرجعية النجف، ومساندة اصدقاء العراق في محور المقاومة، مما دفع إلى تأخير سيناريو تفكيك العراق وإضعاف دولته، إلى اللحظة التي يتم فيها تنفيذ سيناريو تفكيك سوريا واضعاف دولتها، الأمر الذي يجعل الحدود الجغرافية والسياسية لهذه البلدان مجرد يوتوبيا حالمة بأوطان مستقلة ذات سيادة كاملة.
#شبكة_انفو_بلس