ملف الـ(مليون كذبة) بين العراق وأمريكا
يصل انعدام الشفافية والوضوح أحياناً لدرجة إيهام الرأي العام، وذلك من خلال الحديث عن وجود مجموعة مسودات يُطلق عليها (اتفاقيات)، من المفترض جرى الاتفاق عليها في جولات سابقة
كتب / سلام عادل
انتهت على ما يبدو المباحثات المشتركة بين أطراف اللجنة الفنية العسكرية العليا المشكّلة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، والتي يُطلق عليها لجنة (HCC) وهي لجنة منبثقة عن اللجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين، التي يطلق عليها لجنة (HMC)، والتي من المفترض أن يتم من خلالها تنظيم التفاهمات بين البلدين تحت سقف (اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة سنة 2008.
وكما هو معروف، بموجب اتفاقية الاطار الاستراتيجي لسنة 2008، جرى انسحاب القوات الأمريكية بالكامل من العراق، ويعد خروج آخر جندي في سنة 2011 إتماماً لها، وهو ما يعني انتهاء التواجد العسكري الأمريكي في العراق إلى الأبد، والذي يعني في المحصلة النهائية استكمال مباني السيادة العراقية، سواء ما يتعلق بالمبنى السيادي العسكري او السياسي او الاقتصادي.
ولكن من الواضح أن كل ما جرى الحديث عنه مع الامريكان، منذ عام 2003، بخصوص السيادة العراقية بقي مجرد (حبر على ورق)، في ظل الهيمنة الأمريكية على كل شيء في العراق تقريباً طوال السنين الماضية، ولم تنفع كل جولات التفاهم والتفاوض، التي لطالما غابت عنها الشفافية والوضوح.
ويصل انعدام الشفافية والوضوح احياناً لدرجة إيهام الرأي العام، وذلك من خلال الحديث عن وجود مجموعة مسودات يطلق عليها (اتفاقيات)، من المفترض جرى الاتفاق عليها في جولات سابقة، ويقال لا وجود حتى لنسخ عربية أو انجليزية ثابتة بين الطرفين، يمكن الرجوع إليها كوثيقة قانونية موقعة بمحضر رسمي ومودعة لدى مؤسسات البلدين المعنية.
ولهذا صار ملف المفاوضات والعلاقة بين بغداد وواشنطن كبيراً جداً، من ناحية كثرة الكذب والتدليس واللف والدوران طوال السنين الماضية، التي سبقت غزو العراق في 2003 وما بعدها، ولعل الجميع يعرف أن مبررات الغزو الأمريكي بالأصل قامت على الكذب، منذ أن صادق الكونغرس الأمريكي على معلومات مزورة تفيد بامتلاك نظام صدام أسلحة دمار شامل.
ومازال حتى اليوم لم يتم العثور على أي دليل يثبت وجود أسلحة دمار شامل في العراق، الأمر الذي يجعل علاقة الولايات المتحدة مع العراق علاقة قائمة على (الكذب)، وذلك منذ البداية، أو هي علاقة تستحق أن يتم إدراج كل تفاصيلها في ملف خاص يطلق عليه (ملف المليون كذبة).
ومن هنا لم نعد نصدق بأي شيء يصدر عن طاولات التفاهم أو التباحث أو التفاوض، التي نسمع عن وجودها في بغداد أو في واشنطن، سواء كانت لأغراض تنظيم العلاقة العسكرية وفق لجنة (HCC)، او لاغراض تنظيم العلاقة الشاملة وفق لجنة (HMC)، مادام عدم الوضوح والشفافية يغطي المدخلات والمخرجات، ووسط بعض التصريحات البليدة والمجانية، التي تدلي بها احياناً سفيرة واشنطن في بغداد اليهودية إلينا رومانوسكي.
#شبكة_انفو_بلس