الفساد السعودي بالعراق من بوابة حكومة الكاظمي.. عقود مزيّفة وإنجازات على الورق
انفوبلس/ تقارير
في 11 أغسطس/ آب من عام 2021 وبزمن الحكومة السابقة برئاسة مصطفى الكاظمي، عقد القائم بأعمال وزير الكهرباء العراقي عادل كريم، اجتماعًا عبر تقنية الاتصال المرئي، مع وفد من شركة أكوا باور السعودية للطاقة.
وبحسب بيان أصدرته وزارة الكهرباء العراقية حينها، أبدى عادل كريم رغبة الوزارة في عقد "شراكة" مع الجانب السعودي والخوض في دراسة شاملة لجميع المشروعات التي من الممكن أن تنفّذها المملكة في العراق.
*أكوا باور.. خسائر تثبت فشلها
في العام نفسه الذي أعلنت الحكومة السابقة رغبتها بالتعاقد مع شركة أكوا باور، سجّلت هذه الشركة والتي تم إدراجها حديثا في السوق السعودي، أول خسائر منذ الإدراج، ببلوغها 27 مليون ريال خلال الربع الثالث من عام 2021.
وجاءت تلك الخسائر بشكل رئيسي نتيجة تضمّن نتائج الربع الثالث مصاريف بقيمة 280 مليون ريال ناتجة عن برنامج حوافز "يتألف من الأسهم ونقدية" للموظفين، والتي تُستحق للموظفين عند الإدراج الناجح للشركة في السوق المال السعودي، حسب قرار المساهمين بتاريخ 13 يوينو.
*انتقادات وسخط
بعد الخسائر التي أعلنت عنها الشركة بكل وضوح وإصرار الحكومة السابقة على إبرام اتفاقية معها، انتقد مراقبون واقتصاديون الرغبة الحكومية الملحّة بالتعاقد مع هذه الشركة رغم صيتها السيئ، وتم توجيهات اتهامات مباشرة إلى الكاظمي باتفاقه على تمرير عقود وهمية بُغية تحقيق منافع شخصية، لاسيما وأن العقد مع هذه الشركة كان بمليارات الدولارات.
*الكاظمي ومؤتمر الرياض
انتقدت أطراف سياسية ونواب، حضور رئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي إلى مؤتمر الرياض الذي شهد مشاركة الكيان الصهيوني، مؤكدين أن المؤتمر الذي سبقته زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط يسعى لدعم ذلك الكيان، ومشاركة الكاظمي فيه يخالف قانون تجريم التطبيع.
*تحذيرات من العقود مع السعودية
عملت السعودية جاهدة على إبرام العقود والاتفاقات مع العراق في عهد الحكومة السابقة، مستفيدة من علاقة ولي عهدها محمد بن سلمان مع الكاظمي، لكن جميع هذه العقود كانت مزيّفة وهدفها استنزاف موارد العراق، وهذا ما أكدته البرلمانية محاسن الدليمي.
وتؤكد الدليمي، أن جميع الإنجازات التي تحدّثت عنها حكومة الكاظمي تكاد تكون حبراً على ورق ولم يلمس منها المواطن شيئاً على أرض الواقع.
بدوره، وبعد وضوح عدم فائدة الانفتاح العراقي الاقتصادي مع السعودية، تم جمع أكثر من 50 توقيعا في عام 2022 لمنع الكاظمي من عقد الاتفاقيات والمعاهدات خلال حضوره مؤتمر الرياض.
*السعودية والتحكّم بطاقة العراق
كُتل برلمانية ونواب ومراقبون، حذّروا من تحكّم السعودية بملف الطاقة في العراق، عبر توقيع اتفاقات على الورق وعقود مزيّفة مع حكومة الكاظمي بوقتها، حيث حذّرت حركة حقوق من تحكّم السعودية بمصير الكهرباء في العراق، مبيّنة أن ملف الكهرباء شائك ومعقّد منذ عام 2003, وأن أزمة الكهرباء في العراق تعود إلى المناكفات والصراعات بين أحزاب السلطة وفسادها.
الحركة أكدت، أن “المصلحة تقتضي بأن يقوم العراق بصنع كهربائه بنفسه وينشئ محطات توليد بدل التعاقد مع السعودية على الربط الكهربائي”.
وبيّنت، أن “السعودية تعمل حاليا على بناء محطات كهربائية بالأموال التي سوف تحصل عليها بالإضافة للتحكم بقرار ملف الربط الكهربائي، ما أثار مخاوف العراقيين”.
وأشارت الحركة آنذاك إلى أن “ملف الكهرباء في العراق شائك ومعقّد ويشوبه التلكؤ بسبب الفساد وصراع الأحزاب السياسية التي أوصلت البلد إلى ما هو عليه الآن”.
*تسهيلات للفساد
في عام 2020، دخلت شركات توصيل ونقل بضائع "سعودية" مدعومة بقوة خط العمل في العراق بالتنسيق مع حكومة الكاظمي وأوقفت العمل وضيّقت الخناق على الشركات العراقية التي توظِّف عشرات الآلاف من الشباب العراقيين من سائقين وحراس وأصحاب بيجات تسويق وغيرهم.
تم دخول هذه الشركات ومنها شركة (البريد العراقي) الذي استثمرته شركة (يونيكوم السعودية) و ابتداءً من الشهر السابع من عام 2020 تدريجياً إلى أن وصل الأمر إلى إغلاق أغلب الشركات العراقية الكبيرة بحجّة "مخالفة الضوابط" وإيداع مدرائها لدى مديرية مكافحة الجريمة المنظّمة لإتمام الإجراءات القانونية ورفع نسبة الضرائب إلى مبالغ خيالية و عدم ممارسة المديرين المهنة لاحقاً.
*علاقة السعودية برواتب العراقيين!
لا يخفى على أحد، أزمة الرواتب وتأخيرها التي ضربت البلاد في عام 2020، والتبريرات التي رافقت الأزمة كون العراق أقدم على الاقتراض، لكن رئيس كتلة الصادقون عدنان فيحان كسر صمت الكثير بوقتها وأكد أن تأخير الرواتب ليس بسبب الاقتراض وإنما لتمرير 3 مشاريع خطيرة .
وقال فيحان حينها، إن المشاريع هي مشروع الاستثمار السعودي للبادية، ومشروع إلغاء اتفاقية الصين واستبدالها باتفاقية مصر، فضلا عن مشروع ميناء الفاو الكبير وإلغاء عقد الشركة الكورية والتوجّه إلى استبدالها بإحدى الشركات الإماراتية.
*عقود مزيّفة
بعد إعلان وزارة الكهرباء عام 2021 بقرب التوقيع مع شركة "اكوا باور" السعودية على تنفيذ مشروع توليد (1000) ميغاواط من الطاقة الشمسية في محافظة النجف الأشرف، تساءل مراقبون عن تفاصيل العقد وقيمته، وموعد البدء به ومدّة تنفيذه، التي لازالت إلى الآن غير معلومة!.
اقتصاديون أكدوا أن حكومة الكاظمي فتحت الباب أمام السعودية للعبث باقتصاد العراق عبر مشاريع وعقود مزيّفة وإنجازات على الورق، وإلا أين ذهب التعاقد مع أرامكو واكوا باور؟ وأين مشاريع الطاقة العملاقة التي أعلن عنها الكاظمي عام 2020؟.
*قتل الاقتصاد العراقي
البُعد الإستراتيجي لمشروع الاستثمار السعودي في العراق، يهدف لدمج العراق بمنظومة “التطبيع” مع الكيان الصهيوني، هذا ما يراه النائب سعود الساعدي.
ويقول الساعدي، إن مشاريع الاستثمار السعودي في العراق ومنها مشروع البادية يهدف لقتل الاقتصاد العراقي، وإبعاده عن الصين، وتحويله إلى “تابع” للأجندة الإسرائيلية، وخادم لأتباعها في المنطقة كالسعودية والأردن ومصر “نفط شبه مجاني” ودمجه بالعمق “العبري” بعنوان العمق العربي.