العمليات المشتركة بين العراقيين واليمانيين تُرعب الكيان.. ضربة في ميناء حيفا تجسّد ذكاءً واقتداراً
مثال جديد للهجمات
العمليات المشتركة بين العراقيين واليمانيين تُرعب الكيان.. ضربة في ميناء حيفا تجسّد ذكاءً واقتداراً
انفوبلس/..
تواصل حركات وفصائل المقاومة في العراق والعالم الإسلامي، مفاجأة العدو الصهيوني ومثيله الأمريكي، بضربات نوعية، تارة بعمليات منفردة، وأخرى مزدوجة، محققةً نتائج مذهلة ومعبّرةً عن قوة إمكانيات المقاومة والتنسيق الذي لا يُستهان به، وما حدث أمس من عملية مشتركة للمقاومة الإسلامية في العراق مع حركة أنصار الله في اليمن خير دليل على ذلك.
*تفاصيل العملية
نفذت المقاومة الإسلامية في العراق، عمليتَينِ عسكريتَينِ مشتركتَينِ مع القوات المسلحة اليمنية، الأولى استهدفت أربع سفن في ميناء حيفا، فيما استهدفت العملية الثانية سفينةShorthorn Express في البحرِ الأبيض المتوسط وهي في طريقِها إلى ميناءِ حيفا، وذلك بعددٍ من الطائراتِ المسيرة.
وأكدت المقاومة الإسلامية استمرار العمليات في دكّ معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة.
*عمليات مستمرة حتى وقف العدوان على غزة
فيما أعلنت القوات المسلحة اليمنية مواصلة تنفيذ عملياتها العسكرية المشتركة مع المقاومة الإسلامية العراقيةِ إسنادًا وانتصاراً للشعب الفلسطينيِّ حتى وقف العُدوانِ ورفعِ الحصارِ عنِ الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزة.
وأكدت، أن العمليتين حققتا أهدافَهما بنجاح، وكانت الإصابات دقيقة ومباشرة.
*إقرار العدو
في المقابل، أفادت القناة الـ12 العبرية بوقوع انفجار في حيفا فجراً إثر إطلاق صاروخ دفاع جوي صوب البحر من دون تفعيل صفارات الإنذار، في حين قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن ما جرى في مدينة حيفا فجر اليوم كان تشخيصا خطأ، وفق مزاعمه.
من ناحيتها، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، إن هجوما بطائرات مسيرة تسبب في وقوع أضرار في سفينة تجارية على بعد 65 ميلا بحريا غربي مدينة الحديدة في اليمن.
*ليست الأولى
ولم تكن هذه العملية المشتركة الأولى من نوعها، فقد أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق"، بتاريخ 6 حزيران الجاري، تنفيذ عمليتين عسكريتين مشتركتين مع حركة أنصار الله، بالطائرات المسيرة ضد ميناء حيفا في الكيان الإسرائيلي.
وجاء في بيان، لـ "المقاومة"، إنها "نفذت عمليتينِ عسكريتينِ مشتركتينِ مع القوات المسلحة اليمنية في ميناء حيفاء".
وذكر البيان، إنه تم استخدام "الطيران المسير"، في العمليتين، مؤكدا على "استمرار العمليات في دك معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة".
وأشارت المقاومة بحسب البيان، إلى أن العمليتين تأتي "استمرارا بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونصرة لأهلنا في فلسطين، وردا على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ".
بدوره، أعلن زعيم حركة أنصار الله في اليمن، عبدالملك الحوثي، تدشين العمليات المشتركة بين القوات المسلحة اليمنية و"المقاومة الإسلامية" في العراق.
وقال الحوثي، في كلمته الأسبوعية التي يقدمها حول آخر المستجدات في المنطقة، إن "القوات المسلحة اليمنية دشنت فجر اليوم (6 حزيران) العمليات المشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق بتنفيذ عملية مهمة باتجاه ميناء حيفا".
*مسار استراتيجي وتصاعدي
وأشار إلى أن "مسار العمليات المشتركة مع المقاومة العراقية سيكون مهما واستراتيجيا وتصاعديا"، مبينا أن "مسار هذه العمليات سيقدم نموذجا عن التعاون بين أبناء الإسلام في إطار الجهاد في سبيل الله".
وأكد، أن "العمليات المشتركة سيكون لها تأثيرها الكبير على الأعداء في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد".
وبحسب ما أعلنه إعلام الحوثي (آنذاك)، فإن العملية الأولى استهدفت سفينتين كانتا تحملان معدات عسكرية في ميناء حيفا.
فيما استهدفت العملية الثانية سفينة "انتهكت قرار حظر الدخول إلى ميناء حيفا في فلسطين المحتلة"، مؤكدا أن "العمليتين نفذت بعدد من المسيرات وكانت الإصابة دقيقة".
ومنذ تفجر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، يوم السابع من تشرين الأول الماضي، أعلنت العديد من فصائل المقاومة العراقية اصطفافها ضمن "وحدة الساحات" في إشارة إلى تنفيذ هجمات ضد إسرائيل، دعما لحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين "حماس".
*ميناء حيفا وذكرى النكبة
وميناء حيفا هو أحد أكبر ثلاثة موانئ في الكيان الصهوني على شواطئ فلسطين المحتلة، إلى جانب "إيلات"، و"أشدود"، "إيلات" الذي بات مغلقًا، ولا تعيش فيه إلا الغربان والقطط، بفضل الحظر اليمني على وصول السفن إليه من البحر الأحمر، و"أشدود" الذي بات محطة شبه يومية وعلى الأقل أسبوعية للطيران المسيّر العراقي.
لم يعد الحديث عن القدرات العسكرية لاستهداف حيفا أو "إيلات" أو "أشدود"، محلًّا للبحث والأخذ والرد، لكن الجديد، هو معرفة القوات المسلحة اليمنية والمقاومة العراقية، بوجود سفينتين تحملان عتادًا حربيًّا، وهو تطوّر مهم، يعكس دقة في المعلومات عن القطع الحربية في الزمان والمكان، والحصول على المعلومة الدقيقة في العلم العسكري، يمثل نسبة عالية من شروط نجاح العملية العسكرية.
العملية المشتركة حملت الكثير من الدلالات، لا سيما أنها تأتي في أيام الذكرى السنوية للنكبة، وانهزام ثلاثة جيوش عربية كانت تنسق في مواجهة العدوان "الإسرائيلي"، ومعها ستة جيوش أخرى، لكنّها مُنيت بهزيمة كبيرة بسيطرة العدوّ "الإسرائيلي" على نطاق واسع يتجاوز 70 كم مربعًا.
*تحليل غربي
يقول معهد واشنطن للدراسات، إن "المقاومة" العراقية أضافت مع رفاق دربها في اليمن مثالاً جديداً لهجماتهم المشتركة إلى قائمتهم المتزايدة من الادعاءات عن تعاونهم.
ويبدو أن التعاون الأخير مع الحوثيين، وفق المعهد، هو جزء من هذا الاتجاه الأوسع نطاقاً.
وفي ضوء هذه الحوادث الأخيرة، تبرز حالياً ثلاثة تيارات واضحة من الهجمات ضد إسرائيل مصدرها العراق، وهي هجمات "المقاومة الإسلامية في العراق" مسؤوليتها حصراً، وهجمات اشتركت فيها "المقاومة الإسلامية في العراق" مع عناصر مقاومة إقليمية أخرى مثل جماعة "سرايا الأشتر" البحرينية، وهجمات تبنّتها "سرايا أولياء الدم".