مقاتلو القسام تنكروا بزيّ الجيش الصهيوني وقتلوا قائدا في "كتيبة جولاني" وضباطا وجنودا
انفوبلس/..
مشاهد منفصلة لاشتباكات مع الاحتلال الإسرائيلي، بثتها كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، و"سرايا القدس" الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، في منطقة حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
أظهرت المشاهد، تدمير المزيد من دبابات وآليات الاحتلال الإسرائيلي بواسطة قذائف، وصواريخ محلية الصنع، من مسافة قريبة جدا، وصفها ناشطون بأنها "تخطّت المسافة صفر".
كما أظهر فيديو "القسام" رصد مجموعة من الجنود من قبل قوة من المقاومة تموضعت في إحدى الشقق السكنية بالمنطقة التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن يتم إلقاء قنبلة متفجرة على الجنود.
ودأبت فصائل المقاومة في قطاع غزة على توثيق مشاهد استهداف القوات الراجلة والآليات الإسرائيلية منذ بداية عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول الماضي.
واعترف الاحتلال الإسرائيلي بمقتل أكثر من 200 ضابط وجندي منذ بدء المعركة الحربية في قطاع غزة، فيما تشير تقديرات إلى أعداد أكبر بكثير.
مقتل 15 ضابطا وجنديا
ليس من الممكن تدمير كتيبة الشجاعية من الجو، فالعديد من مقاتلي حماس يختبئون في الأنفاق
وكشفت صحيفة " يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تفاصيل مقتل 15 ضابطا وجنديا إسرائيليا في حي الشجاعية في قطاع غزة.
الصحيفة الإسرائيلية قالت، إن الحادثة بدأت الثلاثاء عند الساعة 4:30 عصرا، مع دخول مجموعة من وحدة الإنقاذ الخاصة التكتيكية (669) إلى مجمع مكون من ثلاثة مبانٍ، مبينة أن المعركة استمرت نحو ساعتين ونصف الساعة.
وذكرت، أن قوة من الجيش الإسرائيلي دخلت لتفتيش المجمع المكون من ثلاثة مبانٍ مجاورة وساحة من اتجاهَين، وعثرت على فتحة في المجمع، وداخل إحدى مباني المجمع، تم تفجير قنبلة مضادة للقوة بالإضافة إلى بنادق إم 16 وقنابل يدوية أطلقها مقاتلو "حماس". وأُصيبت القوة الأولى المكونة من أربعة مقاتلين، وانقطع الاتصال مع أحد الضباط وكانت هنالك شبهات باختطافه إلى إحدى الأنفاق.
وأوضحت، أنه خلال عملية إنقاذ العناصر واصل مقاتلو "حماس" إطلاق النار وإلقاء المتفجرات في المجمع. واكتشفت قوة الإنقاذ أن المقاتلين الأربعة من القوة الأولى قد قُتلوا في المبنى، وتعرضت قوة المقدم تومر غرينبيرغ (35 عاما، قائد الكتيبة 13 من لواء جولاني)، لكمين تم فيه تفجير 3 عبوات ناسفة بمناطق مختلفة ما أدى لمقتل وإصابة 15 ضابطا وجنديا.
وحسب الجيش الإسرائيلي، "ليس من الممكن تدمير كتيبة الشجاعية من الجو، فالعديد من مقاتلي حماس يختبئون في الأنفاق"، مؤكدا أنه " "في الأماكن التي قاتلنا فيها على الأرض، لم يعُد أي عنصر منهم، وحيث قصفنا من الجو - عاد العدو الذي كان مختبئاً وتعافى".
تفاصيل الكمين
وكشفت كتائب القسام تفاصيل الكمين الذين نفذته لقوات الاحتلال الثلاثاء الماضي، فقالت إنها تمكنت من استهداف فصيل مشاة إسرائيلي بعبوتين مضادتين للأفراد في كمين غرب جباليا.
وأكدت أن مقاتليها "أبلغوا بتنفيذ الكمين والإجهاز على الفصيل من نقطة صفر ليوقعوا عشرات الجنود بين قتيل وجريح"، وإن قوة إسرائيلية راجلة تقدمت بعد يومين من الكمين نحو مبنى ليتم استهدافها وقتل 15 جنديا منها"، وفق القسام.
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ 68، مخلفاً حتى الآن أكثر من 18 ألف شهيد إلى جانب أكثر من 50 ألف جريح، وفق وزارة الصحة في غزة.
المعركة الصعبة
المراسل العسكري للقناة "12" العبرية، نير دفوري، كتب، اليوم الأربعاء، أنّ "المعركة الصعبة في الشجاعية والتي قُتل فيها يوم أمس 15 من الضباط والجنود، أثارت من جديد انتقادات علنية معروفة، تم الادعاء في إطارها بأنّ الجيش الإسرائيلي يخاطر بالجنود الذين يدخلون راجلين إلى منطقة غير مطهرة بدون قصف جوي كافٍ قبل ذلك".
وأشار دفوري إلى أن إحدى أكبر المشاكل التي تواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي في العملية البرية هي أنّ القصف الجوي وأيضاً المدفعي لتمهيد الأرضية لدخول القوات الراجلة، لا ينجز المهمة، ذلك أنّ تفكيك كتائب حماس أو المناطق التي تعمل منها، لا يكفيها القصف من الجو وإنما لابد منها الوصول إلى الداخل وهدم المناطق ومواجهة المقاومين فوق وتحت الأرض وجمع معلومات استخباراتية هامة.
الاحتلال يخوض حرب الذكريات
وزير الأمن "الإسرائيلي" يوآف غالانت: مقاتلي غولاني يعودون إلى الشجاعية من أجل إغلاق الدائرة (أي الحساب) ولن يتركوه حتى القضاء على جميع البنى التحتية (العسكرية)".
ينظر الإسرائيليون إلى حي الشجاعية في غزة كلعنة تلاحقهم في حروبهم المتتالية على القطاع وكابوس لا يستطيعون التخلص منه، بل يخوضون الحرب بذكرياته في أعقاب تكبّد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرة في جولات عسكرية سابقة، منها خلال عدوانه على غزة عام 2014 واستهداف ناقلة جند مدرعة من منطقة الشجاعية، ما أدى إلى مقتل عدد من جنود لواء غولاني.
ويعود حي الشجاعية في هذه الحرب، لتكبيد جيش الاحتلال خسائر أخرى بمقتل 10 من جنوده يوم أمس فقط، من لواء غولاني الذي يعتبر تاريخه أسود مع غزة، هذا عدا عن قتلى وجرحى الأيام الماضية في المعارك المختلفة بالقطاع.
وكان العديد من المسؤولين الإسرائيليين قد لمحوا إلى "الحساب المفتوح" مع الشجاعية أو أشاروا إليه مباشرةً ومن بينهم وزير الأمن يوآف غالانت الذي قال، في الرابع من الشهر الجاري، خلال لقاء مع الجنود من وحدة غولاني على حدود غزة، إنّ "مقاتلي غولاني يعودون إلى الشجاعية من أجل إغلاق الدائرة (أي الحساب) ولن يتركوه حتى القضاء على جميع البنى التحتية (العسكرية)".
مصطلحات كثيرة أطلقها الإسرائيليون على حي الشجاعية، الواقع شرق مدينة غزة، واصفين إياه بأوصاف تعبّر عن أفكارهم تجاه هذه المنطقة، منها "كابوس" و"لعنة" و"معقل الإرهاب" وغيرها من الأوصاف.
واعتبر مراسل الشؤون العسكرية في موقع "والاه" أمير بوحبوط، في تقرير نشره اليوم الأربعاء، أنّ "حي الشجاعية معروف منذ سنوات كمعقل إرهابي وحشي وخطير"، مشيراً إلى سقوط عدد من الجنود فيه وإلى قصف جوي ومدفعي مكثّف استهدف الحي خلال الليلة الماضية، مضيفاً أن المعارك الضارية في هذا الحي ستشتد أكثر في الأيام القريبة.
وأضاف، أنه "على مر الحروب الماضية التي أدارتها إسرائيل في قطاع غزة، سقط فيه (أي الشجاعية) عدد كبير من الجنود وفي الحرب الحالية فتح التاريخ الدامي للحي فصلاً جديداً".