4 عقود من الجهاد.. استشهاد القيادي إبراهيم عقيل في بيروت بعدوان صهيوني.. سيرة عظيمة لأحد أبرز مجاهدي حزب الله
انفوبلس..
بعد نجاح المقاومة الإسلامية في لبنان والمتمثلة بحزب الله بمحاصرة الكيان الإسرائيلي من الجهة الشمالية، تعرضت حكومة نتنياهو لحرج كبير بفشلها بحماية سكان الشمال أو تأمين المستوطنات لعودتهم بعد هروبهم منها بسبب صواريخ حزب الله، الأمر الذي دفع بحكومة الاحتلال لتنفيذ عدوان على بيروت استهدف اجتماعاً يرأسه أحد أبرز قياديي حزب الله والذي أدى إلى استشهاده مع 15 من رفاقه وعدد من المدنيين، فمن هو الشهيد إبراهيم عقيل؟ ومن هم رفاقه الشهداء؟ وما وضع المقاومة بعد ذلك العدوان؟
يوم أمس الجمعة، نعى حزب الله اللبناني قائدَين عسكريَّين و14 مقاتلا قضوا في الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.
فقد نعى الحزب القائد أحمد وهبي الذي تولى مسؤولية قوة الرضوان حتى مطلع 2024، واُغتيل مع القائد العسكري إبراهيم عقيل.
وفي بيان للحزب، أشار إلى أن وهبي لعب دورا أساسيا في تطوير القدرات البشرية في الحزب، وتولى مسؤولية قوة الرضوان حتى مطلع عام 2024، وعاد لتولّي مسؤولية الوحدة بعد استشهاد القائد الحاج وسام الطويل.
وكان حزب الله قد أكد رسميا في وقت متأخر مساء أمس الجمعة استشهاد القيادي إبراهيم عقيل.
وقال الحزب في البيان "التحق اليوم (الجمعة) القائد الجهادي الكبير الحاج إبراهيم عقيل (الحاج عبد القادر) بموكب إخوانه من القادة الشهداء الكبار بعد عمر مبارك حافل بالجهاد والعمل والجراح والتضحيات والمخاطر والتحديات والإنجازات والانتصارات، وهو كان دائمًا لائقًا لنيل هذا الوسام الإلهي الرفيع".
وأضاف البيان: "كانت القدس دائمًا في قلبه وعقله وفكره ليل نهار، كانت القدس عشق روحه وكانت الصلاة في مسجدها حلمه الأكبر".
وتابع: "بكل اعتزاز وفخر تُقدّم المقاومة الإسلامية اليوم أحد قادتها الكبار شهيدًا على طريق القدس وتعاهد روحه الطاهرة أن تبقى وفية لأهدافه وآماله وطريقه حتى النصر إن شاء الله".
وختم بالقول: "نعزي ونُبارك لمولانا صاحب الزمان عليه السلام ولسماحة القائد الخامنئي دام ظله ولجميع المجاهدين والمقاومين في كل الساحات ولجمهور المقاومة الصادق والوفي بشهادة هذا القائد الجهادي الكبير وكوكبة من إخوانه الشهداء، ونتوجه خصوصًا إلى عائلاتهم الشريفة فردًا فردًا ونسأل الله تعالى أن يمنَّ عليهم بالصبر الجميل وحسن ثواب الدنيا والآخرة ويتقبل منّا ومنهم هذا العزيز ويحشره مع رسول الله وأهل بيته الأطهار عليهم السلام، وأن يلحقه بقافلة شهداء كربلاء النورانية".
ويُعد الشهيد عقيل المسؤول الكبير الثاني في حزب الله الذي تغتاله إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد فؤاد شكر، منذ فتح حزب الله جبهة مساندة لقطاع غزة إبان العدوان الإسرائيلي عليها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكان مصدر أمني لبناني قد أكد أن الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت اجتماعا للجنة قيادة قوة الرضوان في حزب الله يضم أكثر من 20 شخصا.
وأكد المصدر أن المقاتلات الإسرائيلية أطلقت 4 صواريخ على الأقل دمرت المبنى واخترقت موقف السيارات فيه ووصلت إلى مكان الاجتماع الذي كان ينعقد في الطابق الثاني تحت الأرض. وأشار المصدر إلى إصابة عدد من المشاركين في الاجتماع.
وفي أحدث حصيلة لضحايا الهجوم، قالت وزارة الصحة اللبنانية إن 14 شهيدا ونحو 66 جريحا سقطوا في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مبنيين سكنيين في منطقة الجاموس بصواريخ من مقاتلة إف-35 مما أدى إلى انهيارهما.
والشهيد إبراهيم عقيل قيادي عسكري في حزب الله اللبناني، وُلد عام 1962، واغتالته إسرائيل عام 2024، شغل عدة مناصب في الحزب، كان آخرها قائد المجلس العسكري خلفا لفؤاد شكر.
وُلد إبراهيم محمد عقيل -المعروف أيضا باسم إبراهيم تحسين- في بلدة بدنايل بقضاء بعلبك يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 1962.
انتمى إلى حزب الله منذ ثمانينيات القرن العشرين، وكان ضمن الخلية التي تبنت تفجير السفارة الأميركية في بيروت في أبريل/نيسان 1983، وهو التفجير الذي قُتل فيه 63 أمريكيا.
كما شارك في الهجوم على ثكنات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في أكتوبر/تشرين الأول 1983، والذي قُتل فيه 241 عسكريا أميركيا.
وتتهمه السلطات الأميركية كذلك بالمساهمة في احتجاز رهائن أميركيين وألمان في لبنان، وخاصة الرهينتين الألمانيتين رودولف كورديس وألفريد شميد، اللذَين أُسرا في يناير/كانون الثاني 1987 في العاصمة اللبنانية بيروت.
كان إبراهيم عقيل عضوا في المجلس الجهادي لحزب الله، وهو أعلى هيئة عسكرية، وتقول مصادر إعلامية إنه كان له أيضا نشاط عسكري كبير في سوريا بعد دخول حزب الله على خط الأزمة السورية.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن عقيل كان مسؤولا عن دائرة العمليات الخاصة في حزب الله، وأنه تولّى أيضا مهام القيادي العسكري في الحزب فؤاد شكر، الذي اغتالته إسرائيل يوم 30 يوليو/تموز 2024.
وتولى أيضا منصب قائد قوة الرضوان، وهي وحدات النخبة في حزب الله.
في يوليو/تموز 2015، صنفت وزارة الخزانة الأميركية إبراهيم عقيل ضمن القائمة الأميركية للمتهمين بالإرهاب، وفي سبتمبر/أيلول 2019 صنفته "إرهابيا عالميا"، ورصدت مكافأة بقيمة 7 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات عنه.
وترتب عن هذه القرارات تجميد كافة الممتلكات والأموال الخاصة بعقيل في المناطق الخاضعة للولاية القضائية الأميركية، وبموجب ذلك يحظر على المواطنين الأميركيين إبرام أي تعاملات مع عقيل.
وقد أصدرت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (إنتربول) كذلك مذكرات بحث بحق عقيل للاشتباه بتورطه في عملية خطف رهينتين ألمانيتين وتفجير في العاصمة الفرنسية باريس أواخر ثمانينيات القرن العشرين.
ونشر الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله، فجر السبت، نبذة من حياة القائد الجهادي الكبير الحاج إبراهيم محمد عقيل "الحاج عبد القادر"، الذي شغل مناصب عدّة في حزب الله، وكان آخرها قيادة العمليّات العسكرية لقوّة الرضوان في جبهة الإسناد اللبنانية منذ بداية معركة "طوفان الأقصى".
وجاء في النبذة أنّ القائد الجهادي وُلد في بلدة بدنايل في البقاع في 24-12-1962، وهو من الجيل المُؤسس للعمل الإسلامي في بيروت.
وقال الإعلام الحربي، إنّ الشهيد القائد كان من قادة العمليّات البطوليّة خلال التصدي للاجتياح الإسرائيلي لبيروت مطلع الثمانينات، وتولّى مسؤوليّة التدريب المركزي في حزب الله مطلع التسعينات، كما أنّه لعب دوراً أساسياً في تطوير القدرات البشريّة في تشكيلات المقاومة، وتولّى مسؤولية الأركان في المقاومة الإسلاميّة منتصف التسعينات، وأيضاً، تولّى مسؤوليّة وحدة عمليّات جبل عامل منذ العام 1997 وحتى ما بعد التحرير، كما قاد بشكلٍ مباشر العديد من العمليات النوعية خلال تلك الفترة.
وأضاف، إنّ الشهيد الحاج إبراهيم محمد عقيل أسس ركن العمليّات في المقاومة الإسلاميّة، وبدءاً من العام 2008 شغل موقع معاون الأمين العام حفظه الله لشؤون العمليّات وعُيِّن عضواً في المجلس الجهادي، وهو من قادة التصدّي البطولي للعدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 2006.
وكشف الإعلام الحربي، إنّ الشهيد القائد "أشرف على تأسيس وتطوير وقيادة قوة الرضوان في المقاومة الإسلامية حتى تاريخ استشهاده"، وكان من القادة الجهاديين الكبار الذين خططوا وأداروا العمليّات ضد الجماعات التكفيرية على حدود لبنان الشرقيّة وفي القصير والقلمون، وبقية المناطق السوريّة.
ولفت الإعلام الحربي إلى أنّ الشهيد القائد الحاج إبراهيم محمد عقيل، خطط وأشرف على قيادة العمليّات العسكرية لقوّة الرضوان في جبهة الإسناد اللبنانية منذ بداية معركة "طوفان الأقصى".
إلى ذلك، نعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" القائد العسكري البارز في حزب الله الشهيد إبراهيم عقيل.
وقالت حماس، إن "استشهاد القائد الكبير الحاج إبراهيم عقيل، على طريق القدس، وفي معركة الإسناد البطولية التي تخوضها المقاومة الإسلامية في لبنان، دعما لشعبنا الفلسطيني بقطاع غزة، إلى جانب الأشقاء في محور المقاومة، يؤكد مجددا وحدة المصير والمسار".
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فقد أصدرت بياناً حول العدوان، جاء فيه: "ننعي القائدين البارزين في حزب الله إبراهيم عقيل وأحمد وهبي، إلى جانب كوكبة من القيادات الميدانية الذين استُشهدوا جراء قصف صهيوني غادر استهدف الضاحية الجنوبية أمس".
وأضاف: "نتقدم بخالص التعازي والمواساة إلى الشعب اللبناني الشقيق وحزب الله وأمينه العام حسن نصرالله، باستشهاد الكوكبة من القادة والمدنيين الشهداء، متمنين الشفاء العاجل للجرحى".
وتابع: "نعبر عن تضامننا الكامل مع لبنان الشقيق ومقاومته الباسلة التي فقدت رموزاً بارزة من مقاوميها وقادة حزب الله، الذين تركوا بصمات مهمة في مقاومة العدو الصهيوني على مدار سنوات طويلة؛ فالشهيد القائد الكبير إبراهيم عقيل، الذي قاد وشارك في العديد من المعارك التي استنزفت العدو الصهيوني، كان له دور محوري في معركة "طوفان الأقصى" التي غيرت قواعد الاشتباك إسناداً لغزة؛ أما الشهيد القائد البارز أحمد وهبي فقد لعب دوراً مهماً في قيادة قوة الرضوان على جبهات الإسناد، حيث تولى مسؤولية تدريب المقاتلين وإعدادهم للمعارك الفاصلة، مما ساهم في تعزيز قدرات المقاومة النوعية".
وبين: "شكلّ الشهيدان القائدان عقيل ووهبي، جنباً إلى جنب مع الشهيد القائد فؤاد شكر، علامات مضيئة في تطوير قدرات المقاومة على كافة المستويات في الأشهر الأخيرة. وكان لهم دورًا رياديًا في ميدان العمليات العسكرية النوعية، وتعزيز القدرات الاستراتيجية والتكتيكية لحزب الله خلال معركة "طوفان الأقصى".
ونوه إلى أنه "كان للشهيد القائد إبراهيم عقيل صولات وجولات ليس فقط مع العدو الصهيوني، بل مع العدو الأمريكي أيضاً، إذ كان له دورًا بارزًا في التصدي للقوات الأمريكية في لبنان، مشاركاً في الهجوم الشهير على المارينز الأمريكي، الذي دفعهم للهرب من لبنان بعد ذلك التفجير الذي هزّ الوجود الأمريكي في المنطقة، وكان حدثاً مفصلياً في مسار المقاومة".
وأكد على أن "هذه المجزرة الصهيونية الجديدة، التي جاءت نتيجة لتخطيط وتنفيذ مشترك بين الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني، تندرج ضمن سياسة تصعيدية متعمدة تهدف إلى ضرب البنى التحتية والمنشآت المدنية والمدنيين الأبرياء، في محاولة فاشلة لتركيع المقاومة وكسر عزيمتها وإضعاف حاضنتها الشعبية؛ لكنهم واهمون إذا اعتقدوا أن استهداف القادة سيكسر إرادة المقاومة أو يضعف صمود شعوبنا"، وإن "فقدان هذه الرموز الكبرى هو خسارة فادحة، لكن المقاومة أثبتت دوماً أنها قادرة على تعويض خسائرها، وأن إرادتها لا تعرف التراجع أمام التحديات وتصاعد الجرائم الصهيونية".
وختم بـ"إننا نؤمن إيماناً راسخاً بأن استشهاد القادة، على الرغم من فداحته، لا يمكن أن يكسر إرادة المقاومة أو يوهن عزيمتها؛ بل إن دماءهم الزكية ستبقى وقوداً لإشعال جبهات إسناد غزة من لبنان وغيرها من الساحات، ويعزز تصميم المقاومين على مواجهة العدو بكل الوسائل الممكنة".