انفوبلس تكشف تفاصيل محاولة اغتيال ترامب الثانية.. مَن يريد قتله؟ وهل يساهم هذا في زيادة شعبيته؟
تقرير يجيب عن جملة تساؤلات
انفوبلس تكشف تفاصيل محاولة اغتيال ترامب الثانية.. مَن يريد قتله؟ وهل يساهم هذا في زيادة شعبيته؟
انفوبلس/..
من جديد يتم الكشف عن محاولة ثانية لاغتيال الرئيس الأمريكي السابق للولايات المتحدة الامريكية، والمرشح لمنصب الرئيس القادم، دونالد ترامب، وسط تساؤلات عن مدى جدية هذه المحاولات ولماذا تبوء بالفشل، هل لها علاقة بمحاولات الترويج والتسويق لشخصه وزيادة شعبيته، أم إنها محاولات حقيقية؟ وإذ ما كانت حقيقية فمَن يقف وراءها؟ وكيف ستكون انعكاساتها على واقع الانتخابات الاميركية؟
*التفاصيل الكاملة
أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي أن دونالد ترامب كان على ما يبدو هدفا لمحاولة اغتيال، في فلوريدا، حيث أفادت حملة المرشح الجمهوري للرئاسة أنه آمن ولم يُصب بأذى.
وأكد جهاز الخدمة السرية أن واحدا أو أكثر من عملائه "فتحوا النار على مسلح" تم رصده على تخوم ملعب الغولف الخاص بترامب، وقد عُثر على "بندقية من طراز "آيه كيه 47" مع منظار، بالإضافة إلى كاميرا فيديو من نوع "غوبرو".
وفرَّ المشتبه به بسيارة سوداء اللون لكن السلطات تعقبتها بعد أن نجح شاهد عيان في تحديدها.
وقال ريك برادشو، رئيس الشرطة في مقاطعة بالم بيتش خلال مؤتمر صحافي: "لدينا شخص قيد الاحتجاز الآن وهو مشتبه به".
وأضاف، إن ترامب كان يلعب الغولف في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا على مقربة من مقره في مارالاغو عندما تم رصد مطلق النار على مسافة منه.
وأكد المتحدث باسم حملة ترامب الانتخابية ستيفن تشونغ في بيان، إن "الرئيس ترامب آمن بعد إطلاق عيارات نارية في محيطه".
وقال ترامب نفسه في رسالة لجمع التبرعات نُشرت على موقعه الإلكتروني، "لا تخافوا! أنا آمن، ولم يصب أحد بأذى. الشكر لله".
*المحاولة الثانية
وهذه هي المرة الثانية خلال شهرين التي يتعرض فيها ترامب لتهديد من مسلح. فقد أُصيب الرئيس السابق بأذنه في 13 يوليو/ تموز أثناء إلقائه كلمة خلال تجمع انتخابي في الهواء الطلق في بتلر بولاية بنسلفانيا.
وأدى حادث باتر إلى مقتل أحد المشاركين في التجمع وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة، بينما قُتل المسلح برصاص قناص من جهاز الخدمة السرية.
ولم يؤكد المسؤولون الذين تحدثوا في المؤتمر الصحافي، الأحد، ما إذا كان المسلح قد أطلق النار باتجاه الرئيس السابق، لكنهم قالوا إن أعيرة نارية أُطلقت من قبل أفراد من الخدمة السرية.
وقال رافاييل باروس من جهاز الخدمة السرية "نحن لسنا متأكدين الآن مما إذا كان هذا الفرد قد تمكن من إطلاق النار على عملائنا".
وأفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه "يحقق في محاولة اغتيال على ما يبدو للمرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة".
وأشاد المسؤولون بالتحرك السريع لجهاز الخدمة السرية، وهي الوكالة التي خضعت لتدقيق مكثف بعد فشلها في منع مسلح من إطلاق النار على ترامب في بنسلفانيا.
وقال برادشو، إن أفراد الخدمة السرية الذين كانوا يؤمّنون الحماية لترامب في الملعب خلال ممارسته لعبة الغولف شاهدوا "فوهة بندقية تبرز من السياج واشتبكوا على الفور مع هذا الشخص الذي فرَّ هاربا في هذا الوقت".
وأضاف، إن المشتبه به كان متمركزا على مسافة تراوح بين 300 إلى 500 ياردة (من 275 إلى 455 مترا)، لكن "مع بندقية ومنظار كهذا، لا تعد هذه مسافة طويلة".
وصرّح ويليام سنايدر، قائد شرطة مقاطعة مارتن المجاورة، لشبكة "سي إن إن" CNN الإخبارية أن المشتبه به الذي أوقفته قوات إنفاذ القانون كان "هادئا نسبيا"، و"لم يكن يُظهر الكثير من المشاعر".
وفتحت السلطات الأميركية تحقيقا سريعا، ولكن حتى بعد فجر الاثنين لم يكن هناك أي مؤشر على الدافع وراء محاولة الاغتيال.
*مخاوف حول سلامة المرشحين
وجاء هذا الحادث وسط مخاوف متزايدة بشأن سلامة المرشحين للرئاسة الأميركية.
وأصدر البيت الأبيض بيانا قال فيه إن الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، منافسة ترامب الديمقراطية في الانتخابات المقررة في نوفمبر، تم إطلاعهما على الحادث.
وأكد بايدن في بيان "ليس هناك مكان للعنف السياسي أو أي عنف على الإطلاق في بلدنا".
وأضاف: "أعطيت توجيهات لفريقي لمواصلة التأكد من امتلاك جهاز الخدمة السرية كل الموارد والقدرات والإجراءات الوقائية الضرورية لضمان سلامة الرئيس السابق".
وأعربت هاريس على وسائل التواصل الاجتماعي عن سعادتها لأن ترامب "آمن".
*الخدمة السرية الأميركية
وواجهت الخدمة السرية الأميركية، المكلفة بحماية الرؤساء والرؤساء السابقين وغيرهم من كبار الشخصيات، انتقادات بعد حادثة محاولة اغتيال ترامب في بنسلفانيا.
وفي وقت لاحق، استقالت مديرة الوكالة الأمنية كيمبرلي شيتل، وتم منح ما لا يقل عن خمسة من موظفيها إجازة إدارية.
واعترفت شيتل في خطاب استقالتها بأن الوكالة "قصّرت" في مهمتها لحماية قادة الأمة.
وشكرت النائبة الجمهورية البارزة إليز ستيفانيك السلطات على تحركها السريع، الأحد، لكنها أثارت تساؤلات حول الحادث وقدرة مهاجم على شق طريقه من دون عوائق إلى شجيرات أمّنت له غطاءً وخط رؤية واضحا للرئيس السابق.
وقالت في بيان: "يجب أن نسأل أنفسنا، كيف سُمح لقاتل مرة أخرى بالاقتراب إلى هذه الدرجة من الرئيس ترامب؟".
وأضافت، "لا يزال هناك حتى الآن نقص في الإجابات على محاولة الاغتيال المروعة في بنسلفانيا، ونحن نتوقع أن يكون هناك تفسير واضح لما حدث اليوم في فلوريدا".
*من يكون المشتبه به في محاولة اغتيال ترامب الجديدة؟
اعتُقل ريان ويسلي روث، البالغ من العمر 58 عاما ومالك شركة إنشاءات صغيرة، للاشتباه في تورطه في محاولة لاغتيال دونالد ترامب، الأحد، في فلوريدا، وفقا لما نقلته شبكة "سي ان ان"، ووسائل إعلام أميركية أخرى.
وكشفت تقارير إعلامية عن إيقاف روث بعدما "فتح عناصر جهاز الخدمة السرية النار على مسلح" يحمل بندقية من طراز إيه كيه-47 على تخوم ملعب الغولف الخاص بترامب في فلوريدا حيث كان الرئيس السابق يمارس رياضة الغولف، الأحد.
وفرّ المشتبه به بسيارة سوداء لكن السلطات تعقبتها بعدما نجح شاهد عيان في تحديدها.
وأوردت شبكتا "سي إن إن" و"سي بي اس" أن روث كان يعمل لحسابه الخاص في بناء مساكن ميسورة الكلفة في هاواي، ولديه سجل إجرامي طويل وهو ينشر بانتظام مقالات عن السياسة والأحداث الجارية.
*انتقاد ترامب
وبحسب الشبكة، كان روث منتقدا دائما لترامب على وسائل التواصل الاجتماعي. وعقب محاولة اغتيال الرئيس السابق في يوليو، دعا الرئيس جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس إلى زيارة المصابين في التجمع. وكتب على إكس: "لن يفعل ترامب أي شيء أبدا".
وتم تسجيل روث كناخب "غير منتسب" في نورث كارولينا عام 2012. كما صوت في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية بالولاية في مارس من هذا العام، وفقا للسجلات العامة.
وقد تضمن حسابه الذي تم تعليقه الآن على "إكس"، عددا من المنشورات حول ترامب.
ومن بينها، منشور يعود ليونيو 2020، وكتب فيه "ترامب بينما كنت خياري في عام 2016، كنت أنا والعالم نأمل أن يكون الرئيس ترامب مختلفًا، لكننا جميعا شعرنا بخيبة أمل كبيرة ويبدو أنك تزداد سوءًا وتتدهورا.. سأكون سعيدًا عندما ترحل".
*مشاكل مع القانون
وتشير السجلات إلى أن مشاكل روث مع القانون تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، وتتضمن اتهامات أقل خطورة، وهي كتابة شيكات بدون رصيد. كما أُمر بدفع عشرات آلاف الدولارات للمدعين في دعاوى مدنية، واتهمته السلطات الولائية والفيدرالية بعدم دفع ضرائبه في الوقت المحدد.
ولكن في عام 2002، اتُهم بحيازة سلاح دمار شامل، وهي جناية، وفقا لما أوردته "سي بي اس"، عن سجلات إدارة الإصلاحات في ولاية نورث كارولينا.
وفي حادث آخر، اتُهم بارتكاب جنح، بما في ذلك جريمة دهس وهروب، ومقاومة الاعتقال، وانتهاك قانون الأسلحة، وفقا للسجلات ذاتها.
*داعم لأوكرانيا
وبشأن مواقفه من السياسة الخارجية، أعرب روث بوضوح عن دعمه لأوكرانيا بعد الغزو الروسي.
وقال روث في منشور على إكس في مارس 2022، وفق صحيفة نيويورك تايمز التي أجرت معه مقابلة سابقة "أنا مستعد للسفر إلى كراكوف والذهاب إلى حدود أوكرانيا للتطوع والقتال والموت..".
كما أجرت وكالة فرانس برس مقابلة مع روث في كييف، أواخر أبريل 2022، فيما كان يشارك في تظاهرة لدعم الأوكرانيين المحاصرين في مدينة ماريوبول.
وقال لوكالة فرانس برس وقتها "بوتين إرهابي ويجب وضع حد له، لذلك نريد من الجميع في كل أنحاء العالم أن يتوقفوا عما يفعلونه وأن يأتوا إلى هنا الآن".
وذكرت سي ان ان، أن روث حاول في سلسلة من منشورات فيسبوك، العام الماضي، تجنيد مجندين أفغان للقتال في الحرب، مقدماً نفسه كوسيط غير رسمي للحكومة الأوكرانية.
وقال روث لنيويورك تايمز، إنه يبحث عن مجندين لأوكرانيا من بين الجنود الأفغان الذين فروا من طالبان. وقال إنه يخطط لنقلهم، في بعض الحالات بشكل غير قانوني، من باكستان وإيران إلى أوكرانيا. وقال إن العشرات أعربوا عن اهتمامهم.
وسبق أن نشر روث في مؤلف بشكل ذاتي، تناول فيه الأوضاع السياسية في أفغانستان وتايوان وكوريا الشمالية. كما فصّل دعمه لأوكرانيا، وقال إنه حاول التجنيد في الحرب لكن تم رفضه على الحدود البولندية الأوكرانية.
وعلى صفحته على لينكد إن، ذكر روث على صفحته أنه أسس شركة في عام 2018، مختصة في بناء وحدات تخزين ومنازل صغيرة.
وفي تصريحات صحفية، قال ابنه أوران روث، إنه يأمل أن يكون كل شيء "قد تم تضخيمه"، مضيفا أنه ليس من طبيعة والده "أن يفعل أي شيء مجنونا، ناهيك عن العنف".
ووصف والده بأنه "أب محب وحنون، ورجل صادق ومجتهد في عمله".