هناء محاميد تكشف تصاعد التوتر في الجولان المحتل.. تقرير للميادين يفضح محاولات استغلال تشييع ضحايا مجدل شمس
فضحت الرواية الإسرائيلية
انفوبلس/..
تقرير تلفزيوني بثته قناة "الميادين" الفضائية، من مجدل شمس في هضبة الجولان المحتل، أثار جدلا كبيرا في الكيان الإسرائيلي، حيث بثت القناة تقريراً من البلدة الدرزية بعد يوم واحد فقط من هجوم صاروخي أسفر عن مقتل 12 شخصا في ملعب كرة قدم محلي، أشارت فيه مراسلة الميادين (هناء محاميد) الى محاولات الساسة الإسرائيليين استغلال التشييع لأهداف صهيونية، وتصدي الأهالي من خلال طرد النواب والوزراء ورفضهم لقاء نتنياهو.
ووفقا لتايمز أوف إسرائيل، أنه "ظهر في البث، الذي أدارته هناء محاميد من قناة الميادين، علامة على الشاشة تشير إلى الموقع باسم "الجولان السورية المحتلة".
وأثار الحدث الإعلامي، انتقادات جديدة لوجود قناة الميادين في الأراضي المحتلة من قبل الكيان الإسرائيلي، وذلك على الرغم من حظر بث قناة الميادين مؤقتا في تشرين الثاني 2023، إلا أن هذا الإجراء انتهى في كانون الثاني 2024.
وأعرب وزير اتصالات الكيان الإسرائيلي، عن غضبه قائلاً: "الجيش مدعو لأخذ (هناء محاميد) وإلقائها عبر الحدود، وأن السماح لها بالبث من مجدل شمس أمر سخيف على كافة المستويات".
وأشار وزير الكيان المحتل، إلى أنه "على الرغم من أن إغلاق قناة الجزيرة القطرية كان أولوية في وقت سابق من هذا العام، إلا أن الجهود الرامية إلى فرض المزيد من القيود على عمليات قناة الميادين في إسرائيل لا تزال جارية".
إحباط إسرائيلي
وكانت "قناة 12" التابعة للكيان الإسرائيلي، قد ذكرت أمس الأحد، أن "مراسلة قناة الميادين هناء محاميد، التي كانت قد مُنعت من البث بناءً على قانون سابق، عادت للبث مجدداً من مجدل شمس".
وأوضحت القناة، أن "هذا التطور محبط للغاية"، مشيرة إلى أن "هناك من نسي أن الأيام الـ 45 لمنع البث قد انتهت".
وأُصيبت هناء محاميد سابقاً، بحروق في وجهها بقنبلة صوتية رماها جنود الاحتلال بشكل مباشر، وتعرضت مراراً لمضايقات من مستوطنين في أحياء القدس وهي على الهواء، فيما حرّض مراسلون إسرائيليون عليها على الهواء في أكتوبر العام الماضي.
وكان جمهور غفير من الجولان العربي السوري المحتل، والمجتمع العربي، قد شيّع في أراضي 48، صباح الأحد، ضحايا الهجومِ الذي تعرضت له بلدة مجدل شمس، وسط أجواء حزينة للغاية.
وطرد عدد من أهالي "مجدل شمس" وزراء في الحكومة الاحتلال الإسرائيلية وأعضاء كنيست من البلدة التي حضروا إليها، كما هاجم عدد من أهالي مجدل شمس وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، وصرخوا بوجهه "ارحل من هنا يا مجرم، لا نريدك في الجولان".
تقرير محاميد
وكانت هناء محاميد، قد ذكرت في تقريرها عبر قناة الميادين، أن "الحزن خيّم على مجدل شمس مع حالة من الغضب تجاه محاولات الساسة الإسرائيليين استغلال التشييع لأهداف صهيونية، سرعان ما تصدى لها الأهالي من خلال طرد النواب والوزراء ورفضهم لقاء نتنياهو".
وأضافت، أن "عائلات شهداء مجدل شمس، رفضت الأحد، لقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية".
وأضافت محاميد، أنه "كان هناك خلال تشييع جثامين الشهداء نتحدث عن تسعة شهداء شُيعوا داخل بلدة مجدل شمس وشهيد آخر وجميعهم من الأطفال والفتية شُيعوا في قرية عين قنيه القريبة من مجدل شمس وهناك شهيد آخر هو 12 بالعدد، مفقود حتى هذه اللحظة ويبلغ من العمر 10 سنوات فقط، وشارك الآلاف من أهالي هذه المنطقة في تشييع الشهداء، وفي الغد أيضا سيكون هناك استقبال للوفود المعزية، ويتوقع وصول آلاف المعزين من بلدات الجولان السوري المحتل، او من الفلسطينيين في الجليل والقدس ومناطق مختلفة".
وأكدت هناء محاميد، أنه "خلال التشييع، كانت هنالك محاولة من قبل سياسيين إسرائيليين من الصف الأول، جاءوا عبر وفود لتقديم التعازي، واستثمار الحدث الأليم سياسياً، واللعب على الوتر الطائفي والتحريض، لكن كانت هنالك مواجهة من قبل مجموعات من الأهالي الذين وصفوا هؤلاء الوزراء والنواب بالقتلة، وتحميلهم مسؤولية ما حدث، وهذا يوضح صورة الوعي في الشارع الشعبي بالجولان المحتل".
تشكيك بالرواية الإسرائيلية
هنالك تشكيك بالرواية الإسرائيلية، حول اتهاماتها لحزب الله بالمسؤولية عن التفجير في الملعب، الذي استشهد فيه عدد من المواطنين في مجدل شمس بالجولان السوري المحتل
وأكدت محاميد، أن المنطقة التي تشمل الجولان المحتل، واجهت مشاريع الاحتلال الإسرائيلي، ورفضت عملية ضم الجولان في العام 1981 وواجهت السلطات الإسرائيلية في أكثر من مستوى، ورفضت الجنسية الإسرائيلية ورفضت كل مشاريع الأسرلة، او حتى إجراء انتخابات للسلطات المحلية للبلدات العربية السورية، ووقعت مواجهة عديدة بين السكان المزارعين والفلاحين السوريين، مع قوات الاحتلال التي جاءت لتؤمن شركة نصب مشهد وطني يرفض الاحتلال".
واختتمت محاميد تقريرها، بأنه "هنالك تشكيك بالرواية الإسرائيلية، حول اتهاماتها لحزب الله بالمسؤولية عن التفجير في الملعب، الذي استشهد فيه عدد من المواطنين في مجدل شمس بالجولان السوري المحتل".
مجدل شمس قرية شامخة
وكان رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في أراضي 48، محمد بركة، قد ذكر في بيان، الأحد، أن "إسرائيل عموما وإسرائيل نتنياهو، غير مؤهلة على الإطلاق، ولا تملك الحق الأخلاقي في الحديث عن الإنسانية، ليس بسبب ما ترتكبه من جرائم في غزة وفي الضفة وحسب، إنما أيضا بسبب الاحتلال الطويل لمرتفعات الجولان السوري المحتل منذ أكثر من 57 عاما".
وقال بركة، إن "مجدل شمس ليست قرية درزية في شمالي إسرائيل تفتقر إلى الملاجئ ووسائل الحماية كحال قرانا ومدننا العربية، إنما هي قرية شامخة، عربية سورية درزية محتلة، في جنوبي سوريا".
وختم رئيس المتابعة بالقول، إن "نتنياهو هو الذي يتحمل مسؤولية عدم وقف النار والنزيف لأنه هو الذي يعاند ويتهرب ويماطل بخلاف موقف معظم العالم وحتى بخلاف رغبة أوساط إسرائيلية. إن وقف الفظائع ومجازر الأطفال لا يمكن أن يكون بقرع طبول الحرب والقتل والموت، إنما بوقف الحرب فورا في كل المحاور".