تسقيط إعلامي لطيف سامي بعد افتتاح أتمتة الجمارك.. التجار والمخلصون يريدون الأنظمة الفاسدة السابقة والوزيرة الشجاعة تواجَه بقوة
انفوبلس/ تقرير
شهدت زيارة وزيرة المالية طيف سامي إلى محافظة البصرة، لافتتاح أتمتة الجمارك في منفذ أم قصر، الكثير من الأحداث والمشادات التي أشعلت الرأي العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فما ما الذي أغضب" الوزيرة الشجاعة؟ وماذا أراد التجار والمخلصين؟
مشروع أتمتة الكمارك "الاسيكودا" يشعل مشادات بين وزيرة المالية طيف سامي ووكلاء شركات الاستيراد في ميناء أم قصر
أعلنت وزيرة المالية طيف سامي، أمس الأحد 3 مارس/ آذار، افتتاح أتمتة الجمارك في منفذ أم قصر، فيما أشارت الى أن ذلك يمثل خطوة لتطبيق خطة الحكومة بمجال تقنية المعلومات.
وقالت سامي في كلمة لها خلال افتتاح أتمتة الجمارك في منفذ أم قصر، إن "أتمتة الجمارك وأهم منفذ فيها هو جمرك أم قصر في البصرة الفيحاء يُعد خطوة بالاتجاه الصحيح نحو تطبيق الخطة الاستراتيجية التي تبنتها الحكومة في مجال استخدام التقنية والتكنولوجيا الحديثة أسوة بباقي دول العالم المتقدمة"، مبينة أن "تطبيق النظام سيعمل على تحقيق حزمة من الأهداف أهمها الانضباط المالي والحد من الأخطاء وتحقيق الكفاءة والفعالية في استخدام الموارد الحكومية إضافة إلى توفير البيانات والمعلومات الدقيقة عن كافة المعلومات المالية الحكومية التي تساعد في تقديم الخدمات بكفاءة وفاعلية".
وأضافت، إن "هذه الخطوة هي واحدة من بين العديد من الخطوات في مشوار الإصلاح والتطوير التي تبنتها الحكومة ضمن البرنامج الحكومي وفق الخطة الاستراتيجية التي تبنّتها الهيئة العامة للجمارك في مجال استخدام التقنية والتكنولوجيا الحديثة أسوة بباقي دول العالم المتقدمة، إذ سيتم ربط كافة المعلومات المتعلقة بالجمارك من خلال نظام الإسكودا بالهيئة العامة للجمارك، وبذلك سيصبح الوسيلة الرائدة للجمارك الحديث على مستوى العالم"، مشيرة إلى أن "هذا النظام تم تطبيقه في 80 دولة إلى الآن كونه يتضمن نظاماً إحصائياً متكاملاً ويعتمد على نشر المعلومات عبر شبكة إلكترونية ويوفر إحصائية خاصة تعتمد عليها وزارة المالية والوزارات المختلفة".
وتابعت، إن "المرحلة الحالية تتطلب مضاعفة الجهود وتوفير الإمكانات اللازمة لتحقيق متطلبات تنفيذ برنامج الوزارة خاصة في ما يتعلق بجانب إعداد موازنة البرامج والأداء" ،موضحة أن "تطبيق المشروع يعمل على رفع مستوى الشفافية المالية والمتابعة والرقابة والمساءلة فضلاً عن زيادة القدرة على التخطيط السليم للتدفقات النقدية الحكومية وسلامتها وفي ضوء اهتمام وزارة المالية بدعم وتنفيذ برنامج استراتيجية تمويل أهداف التنمية المستدامة عبر تحسين كفاءة الإنفاق العام والعدالة الاقتصادية ووصول الدعم لمستحقيه والقطاعات الأكثر احتياجاً خلال الموازنة العامة للدولة".
وأكدت، "حرص العراق على التعاون في جميع المجالات لاسيما الأتمتة والتقنيات الحديثة بما يعزز الأنظمة الحديثة ومواكبة التطور بالمستوى الذي يليق ببلدنا والتاريخ العريق"، لافتة إلى أن "هذا النظام سيكون جزءاً لا يتجزأ من النظام الاسمس الذي سيكون مرتبطاً بجميع وحدات الإنفاق الذي تعتمده دائرتا الموازنة والمحاسب".
ويعتبر نظام الاسيكودا من أحدث النظم الكمركية العالمية ويسهم في تسهيل وتبسيط الإجراءات وحركة التجارة العالمية، وسيوفر النظام وظائف متعددة مهمة ومفيدة، منها السرعة والشفافية في انجاز المهام إلى جانب تنشيط البيئة الاستثمارية وتطبيق التكنولوجيا الخضراء مما يجعل الكمارك العراقية منافسًا حقيقيًا لكمارك دول العالم.
*مشادات "قوية"
وعقب كلمتها في خلال افتتاح أتمتة الجمارك، انفجرت الوزيرة غاضبة بوجه المعترضين على الأتمتة حيث قالت إن موظفي الجمارك "مشكلين عصابات" وستتم محاسبتهم وسيتم فتح تحقيق بموضوع انقطاع شبكة الانترنيت من أجل إيقاف النظام، مبينة، "نحن وزارة المالية لسنا مسؤولين عن تكدس بضائع أصحاب الشركات والمستوردين في الموانئ نتيجة عدم تطبيقهم للتصريحة الإلكترونية.
لكن بعد ذلك حصل في مواقع التواصل الاجتماعي تقسيط لطيف ساي، حيث تداولت مقاطع مصورة لتجار ومخلصون يقولون إن وزيرة المالية في العراق طيف سامي تهجمت عليهم أثناء حديثها معهم في ساحة الترحيب الكبرى في ميناء أم قصر وخاطبتهم قائلة إن "أغلبكم لا يفهم النظام ولا يطبقه"، لكن محللون ومراقبين ردوا وقالوا ان وزيرة المالية طيف سامي كانت تتحدث عن فساد المنافذ الحدودية وهو كلام يحتاج لدعم ومؤازرة من قبل الجهات الساندة الحكومية فضلا عن القوى السياسية المهيمنة على المنافذ.
والخبير القانوني أمير الدعمي قال في تغريدة تابعتها "انفوبلس"، ان وزيرة المالية طيف سامي تواجه حيتان وديناصورات الفساد بعد أن أمّمت المنافذ الحدودية في ميناء أم قصر بتطبيق الأتمتة!!.. انتظروا الحملة التي ستُشن عليها لمجرد أنها واجهة الفساد!.
رؤية اقتصادية
وبحسب رئيس مؤسسة عراق المستقبل للبحوث والاستشارة الاقتصادية منار العبيدي، فإن الاجراءات الجديدة التي اتخذتها الحكومة في مجال الكمارك والمنافذ الحدودية صحيحة وستكون فعّالة على المستوى الطويل.
وقال العبيدي في تدوينة تابعتها "انفوبلس"، إن الاجراءات الجديدة التي اتخذتها الحكومة في مجال الكمارك والمنافذ الحدودية صحيحة وستكون فعالة على المستوى الطويل ولكن سيكون لها تأثير وقتي على البضائع واسعارها في السوق المحلية نتمنى لا يظهر تأثيره بشكل كبير"، مبينا، نتمنى ان تثبت بهذه الاجراءات وان لا تقدم اي اعفاءات او تسهيلات وان تضغط على أنفسها شهرا من اجل الوصول الى تنظيم كامل للعملية الاستيرادية".
وأضاف، إن "الايام القادمة ستقوم الدنيا ولن تقعد على ارتفاع الاسعار وتأثيرها على المواطن اعلاميا وجماهيريا وسياسيا، وان كانت الحكومة تبحث عن مصلحة البلد ستصمد وان رضخت امام مطالب الغاء الاصلاح فهي تسير على نفس النهج السابق للحكومات، ولتفادي هذا الامر كان من المفروض تأجيل تطبيق الاليات للمواد الغذائية على الاقل لما بعد رمضان ليكون تأثيره اقل في شهر ترتفع فيه معدلات الاستهلاك عن المعدلات الطبيعية".
من هي الوزيرة الشجاعة؟
وحظيت طيف سامي بشهرة كبيرة، لجهة المسؤولية التي كانت تتولّاها، قبل تسلم حقيبة المالية، وهي إعداد موازنات البلاد، والسماح بصرف الأموال من عدمها، وبذلك تمثل تسلمها لوزارة المالية بشرى سارة للكثير من أصحاب المشاريع، أو الراغبين بالتعيينات والتعاقد.
ورشح رئيس الوزراء الجديد محمد شياع السوداني طيف سامي، لمنصب وزيرة المالية، وهي شخصية مالية مخضرمة. والوزيرة سامي من مواليد العاصمة بغداد، عام 1963، حاصلة على بكالوريوس الإدارة والاقتصاد من جامعة بغداد، وتنقلت في المناصب الإدارية منذ حقبة نظام صدام حسين، وصولاً إلى منصب وكيل وزير المالية في الحكومة العراقية.
واشتهرت طيف، التي توصف بـ"حارسة الأموال العراقية" تارة و"اليد الخفية" في إجراءات التقشف تارة أخرى، في ضوء الأزمات المالية التي مر بها العراق.
كما حازت مؤخراً، على جائزة المرأة الشجاعة من وزارة الخارجية الأمريكية لجهودها في محاربة الفساد المالي، وإدارة الموازنة المالية في بلادها، ولعبت طيف سامي، دورا أساسيا في منع وردع فساد الموازنة في العراق، حسب بيان لوزارة الخارجية الأمريكية.
وتُمنح الجائزة إلى نساء من جميع أنحاء العالم من اللائي قدمن تضحيات وأظهرن شجاعة وقوة وقيادة استثنائية في الدفاع عن السلام والعدالة وحقوق الإنسان وكذلك الإنصاف بين الجنسين والمساواة وتمكين النساء والفتيات.