تغيير جذري في الامتحان التنافسي للدراسات العليا باعتماد صيغة MCQ بنسبة 100%
الامتحان الجديد.. بماذا يختلف؟

الامتحان الجديد.. بماذا يختلف؟
انفوبلس/..
في إطار سعيها لتطوير وتوحيد آليات التقييم الأكاديمي، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق عن قرارها بتحويل أسئلة الامتحان التنافسي للمتقدمين للدراسات العليا إلى صيغة الاختيار من متعدد (MCQ) بنسبة 100%.
ووفقًا لما ورد في وثيقة صادرة عن الوزارة يوم الأربعاء، فإن "طبيعة أسئلة الامتحان التنافسي ستكون بالكامل من نوع الاختيار من متعدد (MCQ)، مع إمكانية إجرائه بصيغة إلكترونية أو ورقية، حسب الإمكانيات المتاحة".
وتعني اختبارات MCQ، أو Multiple Choice Questions، أنها تتضمن عدة خيارات للإجابة، حيث يختار الطالب الإجابة الصحيحة من بينها. وتُستخدم هذه الصيغة على نطاق واسع في العديد من الاختبارات الأكاديمية والمهنية، نظرًا لقدرتها على قياس المعرفة بشكل دقيق وسريع، بالإضافة إلى توفيرها عملية تصحيح أكثر سهولة وموضوعية.
خلفيات القرار
ويأتي هذا القرار بعد أن اعتمدت الوزارة، في العام الدراسي 2023/2024، نظامًا مزيجًا للأسئلة في الامتحان التنافسي، حيث كانت 60% منها بصيغة MCQ، بينما كانت 40% من نوع الأسئلة الفكرية ذات الإجابة القصيرة أو الاستنتاجية، التي تهدف إلى تقييم قدرات الطالب على التحليل والتفكير النقدي.
وكانت الوزارة قد أوضحت في وثيقة رسمية أن "أسئلة الامتحان التنافسي لطلبة الماجستير يجب أن تغطي ما لا يقل عن 80% من مناهج المراحل المتقدمة في البكالوريوس (المرحلة الثالثة فما فوق)، بينما يخصص 20% من الأسئلة لمواد المرحلتين الأولى والثانية.
أما بالنسبة للمتقدمين للدكتوراه، فيجب أن تكون 80% من الأسئلة متعلقة بالاختصاص الدقيق، و20% بالاختصاص العام".
تقيس أسئلة MCQ مدى إلمام الطالب بالمعلومات النظرية، بينما تسمح الأسئلة المقالية بتقييم قدرته على التحليل والتفكير النقدي
وكان الهدف من هذا التنوع في الأسئلة تحقيق تقييم شامل لقدرات الطلاب، حيث تقيس أسئلة MCQ مدى إلمام الطالب بالمعلومات النظرية، بينما تسمح الأسئلة المقالية بتقييم قدرته على التحليل والتفكير النقدي.
ومع القرار الجديد، يتغير شكل الامتحان التنافسي بالكامل، مما يثير تساؤلات حول مدى تأثير هذا التغيير على جودة التقييم الأكاديمي وملاءمته لمختلف التخصصات.
وهذا التنوع كان يهدف إلى تقييم شامل لقدرات الطلاب، حيث تقيس أسئلة MCQ المعرفة المباشرة، بينما تتيح الأسئلة المقالية تقييم مهارات التحليل والتفكير النقدي.
أسباب اعتماد MCQ بالكامل
يعود قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق إلى عدة عوامل أساسية دفعتها إلى اعتماد أسئلة الاختيار من متعددMCQ بنسبة 100% في الامتحان التنافسي، فمن أبرز هذه الأسباب هو توحيد معايير التقييم، حيث تُسهم هذه الصيغة في تحقيق قدر أكبر من الموضوعية والعدالة، إذ تكون الإجابات واضحة ومحددة، مما يقلل من احتمالات التحيز أو التفاوت في التصحيح.
إضافة إلى ذلك، فإن هذه الأسئلة تسهّل عملية التصحيح، سواء كان ذلك يدويًا أو عبر الوسائل التقنية الحديثة، مما يختصر الوقت والجهد ويحد من الأخطاء البشرية.
كما تتيح أسئلة MCQ إمكانية تغطية أوسع لمحتوى المناهج الدراسية، ما يضمن تقييمًا أكثر شمولًا لمعارف الطالب في مختلف التخصصات.
التحديات المحتملة
ورغم الفوائد التي يجلبها هذا التحول، إلا أنه لا يخلو من تحديات قد تؤثر على جودة التقييم الأكاديمي، فإحدى أبرز المخاوف تتمثل في مدى قدرة أسئلة الاختيار من متعدد على قياس المهارات التحليلية والتفكير النقدي، وهي مهارات جوهرية في الدراسات العليا، إذ تعتمد هذه المرحلة الأكاديمية على القدرة على التحليل والاستنتاج أكثر من مجرد استرجاع المعلومات.
كذلك، فإن الانتقال الكامل إلى هذا النمط يتطلب تعديلًا في طرق التدريس وأساليب التحضير للامتحانات، مما قد يفرض على الطلاب تحديات إضافية في التكيف مع النمط الجديد.
كما أن هذا النموذج قد لا يكون مناسبًا لبعض التخصصات، لا سيما الإنسانية والاجتماعية، التي تعتمد على التحليل العميق والتعبير الكتابي المفصل.
ردود الفعل
تباينت ردود الفعل بين الأكاديميين والطلاب حول هذا القرار. ففي حين يرى البعض أن التحول إلى أسئلة MCQ يعزز من موضوعية التقييم ويقلل من التحيز، يعبر آخرون عن قلقهم من أن هذا النمط قد لا يكون كافيًا لتقييم القدرات التحليلية والبحثية المطلوبة في الدراسات العليا. كما أشار بعض الأكاديميين إلى ضرورة تنويع أساليب التقييم لتشمل أنواعًا مختلفة من الأسئلة لضمان تقييم شامل وعادل لقدرات الطلاب.
ويمثل قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق بتحويل أسئلة الامتحان التنافسي للدراسات العليا إلى صيغة MCQ بنسبة 100% خطوة نحو تحديث وتوحيد معايير التقييم. ومع ذلك، من الضروري مراعاة التحديات المحتملة وضمان توفير بيئة تعليمية تدعم تطوير مهارات التفكير النقدي والتحليلي لدى الطلاب، لضمان تحقيق أهداف التعليم العالي في إعداد باحثين مؤهلين وقادرين على مواجهة التحديات الأكاديمية والمهنية.