في ذكرى ولادته الميمونة.. انفوبلس تسلّط الضوء على أجمل 10 قصائد امتدحت الإمام علي (عليه السلام).. إليك شعراؤها ومختارات من أبرز أبياتها شيوعا
انفوبلس/ تقارير
لا مقدمة تُنصفه، ولا سطور توجز سيرته العطرة وميلاده الطاهر في جوف الكعبة المشرّفة، حيث لم يولَد في بيت الله الحرام قبله أحد سواه وهي فضيلة خصّه الله تعالى بها. أمير المؤمنين، ويعسوب الدين والمسلمين، ومبير الشرك والمشركين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، ومولى المؤمنين، وشبيه هارون، والمرتضى، ونفس الرسول، وأخوه، وزوج البتول، وسيف الله المسلول، وأمير البرَرَة، وقاتل الفجرة، وقسيم الجنّة والنار، وصاحب اللواء، وسيّد العرب، وخاصف النعل، وكشّاف الكرب، والصدّيق الأكبر، وذو القرنين، والهادي، والفاروق، والداعي، والشاهد، وباب المدينة، والوالي، والوصيّ، وقاضي دين رسول الله، ومنجز وعده، والنبأ العظيم، والصراط المستقيم، والأنزع البطين، علي بن أبي طالب (عليه السلام) في ذكرى ولادته الميمونة. فما هي أجمل عشر قصائد امتدحته في التاريخ؟ إليك تسلسلها وأبيات مختارة منها وأبرز شعرائها ومحطات من حياتهم.
*المرتبة العاشرة - ابن أبي الحديد المعتزلي
جاءت قصيدة "يا قالعَ الباب الذي عن هزّها" للشاعر ابن أبي الحديد المعتزلي، في المرتبة العاشرة كأجمل وأبرز قصيدة جاءت في مدح الإمام علي (عليه السلام).
وُلِدَ المعتزلي في غرة ذي الحجة سنة 586 هـ/ 1190 م، وتوفي في جمادي الآخرة من 656 هـ/ 1258 م، وعمرُه سبعون سنة، وقد وُلِد ومات في بغداد.
له تصانيف عديدة أهمها: شرح نهج البلاغة في عشرين مجلداً، وقد احتوى هذا الشرح على ما لم يحتوِ عليه كتاب من جنسه، وقد صنّفه لخزانة كتب الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي.
وله تصانيف أخرى، وأما أشعاره فكثيرة وأجلّها وأشهرها: القصائد السبع العلويات، نظَّمها في صِباه وهو في المدائن في سنة 611 هـ.
ـ أبيات مختارة من قصيدة المعتزلي (يا قالع الباب الذي عن هزّها)
يا هازمَ الأحــــزابِ لا يثنـــيهِ عن
خوضِ الحِمــــامِ مـــدججٌ ومدرع
يا قالـــــعَ البابِ الذي عـَـــن هَزِهِ
عَجـــزَت أكفٌ أربعــــــونَ وأربع
لولا حُدُوثكَ قلـــــــــتُ أنّكَ جاعلُ
الأرواحِ في الأشبــــاحِ والمُستنزِع
والله لـــــــولا حـــــيـدر ما كانــت
الدنيا ولا جــــمعَ البـــــــريةِ مجمع
من أجـــله خُلــــق الزمان وضوئت
شــهبٌ كـــنسن وجـــــن ليــل أدرع
*المرتبة التاسعة - عبد الباقي العمري
أما في المرتبة التاسعة فقد جاءت قصيدة "أنتَ العليُّ الذي فوق العُلا رُفِعا" للشاعر عبد الباقي العمري كواحدة من أجمل القصائد بحق الإمام علي (عليه السلام).
والعمري هو عبد الباقي أفندي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي، وُلِد في الموصل عام 1203هـ/ 1788م، ووُلِّي فيها ثم وُلّي بغداد أعمالاً حكومية رفيعة في الدولة العثمانية منها منصب كتخدا بغداد والموصل و(منصب كتخدا يعني منصب نائب الوالي).
ومن إنجازات عبد الباقي العمري قيادة الحملة العسكرية التي جهّزتها الدولة العثمانية للقضاء على الفتنة التي شبّت بين قبيلتي الزكرت والشمرت في النجف حيث قضى على الفتنة دون أن يُريق قطرة واحدة من الدماء ونال بذلك ثناء القبيلتين المتحاربتين.
ويُعد الشاعر عبد الباقي العمري من أبرز الشعراء في مدح آل البيت عليهم السلام حيث أجاد في مدحهم بشعر كثير شغل معظم ديوانه الشهير (الترياق الفاروقي) إضافة إلى ديوانه الباقيات الصالحات، ومن أبرز قصائده في هذا المجال قصيدته سالفة الذكر بحق الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ـ أبيات مختارة من قصيدة العمري (أنت العلي الذي فوق العُلا رُفِعا)
أنت العليُّ الذي فوق العُلا رُفِعا
ببطنِ مكةَ وسْطَ البيتِ إذ وُضِعا
سمّـتك أمُك بنتَ الليثِ حيدرةً
أكـرم بلبوة ليثٍ انجبت سبُعا
وانت حيدرة الغاب الذي اسد الـ
برج السماويِ عنه خاسئـاً رجعا
وانت بابٌ تعالى شأنُ حارسـه
بغير راحة روح القدس ما قُرعـا
وباب خيبر لو كانت مسامره
كل الثوابت حتى القطب لانقلعا
باريتَ شمس الضحى في جنةٍ بزغت
في يوم بدرٍ بزوغ البدر اذ سطعا
*المرتبة الثامنة – عبد الرزاق عبد الواحد
وفي المرتبة الثامنة جاءت قصيدة "في رحاب النجف الأشرف" للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، كواحدة من أجمل القصائد في مدح الإمام علي (عليه السلام).
والشاعر عبد الرزاق عبد الواحد هو شاعر عراقي وُلِد في 1 تموز/ يوليو 1930 بالعاصمة بغداد، وانتقلت عائلته من بعد ولادته إلى محافظة ميسان حيث عاش طفولته هناك.
عمل عبد الواحد، مدرّساً لمادة اللغة العربية ومعاوناً للعميد في معهد الفنون الجميلة في بغداد. في عام 1970 نُقِلت خدماته من وزارة التربية والتعليم إلى وزارة الثقافة والإعلام، فعمل فيها سكرتيراً لتحرير مجلة الأقلام، وبعدها رئيساً للتحرير في المجلة، ثم مديراً للمركز الفولكلوري العراقي، ثم شغل منصب مدير معهد الدراسات النغمية، فعميداً لمعهد الوثائقيين العرب، ثم مدير عام المكتبة الوطنية العراقية، ثم صار المدير العام لدار ثقافة الأطفال، ثم مستشاراً لوزير الثقافة والإعلام.
كان عبد الواحد زميلاً لرواد الشعر الحر، بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وشاذل طاقة عندما كانوا طلاباً في دار المعلمين نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، وقد أبدع في الشعر الحر ولكنه يميل إلى كتابة القصيدة العمودية العربية بضوابطها.
وبالإضافة إلى قصيدة "في رحاب النجف الأشرف"، تُعدُّ قصيدة «في رِحَابِ الحُسَين» من القصائد المشهورة التي قيلت في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) إلى جانب قصيدة «آمنتُ بالحسين» لمحمد مهدي الجواهري والكثير من القصائد الأدبيّة الأخرى، ألقاها عام 1995 في كربلاء بمناسبة استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام).
ـ أبيات مختارة من قصيدة عبد الواحد (في رحاب النجف الأشرف)
شَرَفٌ ليسَ بَعدَهُ شَرَفُ
أنَّكَ الآنَ عَرشُكَ النَّجَفُ
أيُّها المُستَفَزُّ أجنِحَةً
في رِحابِ الكَرَّارِ تَرتَجِفُ
شَرَفٌ ليسَ بَعدَهُ شَرَفُأنَّكَ الآنَ بَيتُكَ النَّجَفُ
إنْ تَكُنْ قد وقفتَ مُرتَبكاً
فالنَّبيُّون هَهُنا وَقَفوا
سيِّدي يا عليُّ، مَعذرةًأنا مِن راحَتَيكَ أرتَشِفُ
أبلَغُ القولِ أنتَ سَيِّدُهُ
والوَرى مِن نَداكَ تَغتَرِفُ
فإذا ما وقفتُ مُضطَرباً
فاعذُرَنْ وَقفَتي التي أقِفُ
يا ابنَ عَمِّ النَّبيِّ لُطْفَكَ بيوأجِزْني، فالليلُ يَنتَصِفُ
أنا في حَضرَتَيكَ.. شاخِصَةٌ
نُصْبَ عَيني هذي، وذي تَرِفُ
المرتبة السابعة – صفي الدين الحلي
أما في المرتبة السابعة فقد جاءت قصيدة "جُمِعت في صفاتك الأضداد" للشاعر صفي الدين الحلي.
والحلي، أبو المحاسن عبد العزيز بن سرايا بن نصر الطائي السنبسي، نسبة إلى سنبس، بطن من طيء. وُلِد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق. وانقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقرّب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد. وكان شيعيا قُحاً، وشيعيّته شديدة البروز في شعره.
عاش صفي الدين الحلي في الحلة والموصل والقاهرة وماردين وبغداد التي توفي فيها. كان أول من نظّم البديعيات. له ديوان دُرَر النحور في مدح الملك منصور الأرتقي ملك ماردين، والذي يحتوي على 29 قصيدة كل منها يتكون من 29 بيتا تبدأ أبيات كل قصيدة منها وتنتهي بأحد أحرف اللغة العربية.
ـ أبيات مختارة من قصيدة الحلي (جُمِعَت في صفاتك الأضداد)
جُمِعَت في صِفاتِكَ الأَضدادُ فَلِهَذا عَزَّت لَكَ الأَندادُ
زاهِدٌ حاكِمٌ حَليمٌ شُجاعٌ ناسِكٌ فاتِكٌ فَقيرٌ جَوادُ
شِيَمٌ ما جُمِعنَ في بَشَرٍ قَط طٍ وَلا حازَ مِثلَهُنَّ العِبادُ
أَنتَ سِرُّ النَبِيِّ وَالصِنوُ وَاِبنُ ال عَمِّ وَالصِهرُ وَالأَخُ المُستَجادُ
لَو رَأى غَيرَكَ النَبِيُّ لَآخا هُ وَإِلّا فَأَخطَأَ الإِنتِقادُ
إِنَّما اللَهُ عَنكُمُ أَذهَبَ الرِج سَ فَرُدَّت بِغَيظِها الإِحتِدادُ
ذاكَ مَدحُ الإِلَهِ فيكُم فَإِن فُه تُ بِمَدحٍ فَذاكَ قَولٌ مُعادُ
*المرتبة السادسة – الشريف الرضي
أما قصيدة "ألا لله بادرة الطلاب" للشريف الرضي، فقد جاءت في المرتبة السادسة كواحدة من اجمل القصائد في مدح الإمام علي (عليه السلام).
والشريف الرضي، هو أبُو الحَسَنِ السَّيِّدُ مُحَمَّدٌ بِنُ الحُسَيْنِ بِنُ مُوْسَى المُوسَوِيُّ الهَاشِمِيُّ القُرَشِيُّ، شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها. عمل نقيبًا للطالبيين حتى وفاته، وهو الذي جمع كتاب نهج البلاغة.
من أهم الأعمال التي اشتهر بها الشريف الرضي هو نهج البلاغة وهو كتاب جمع فيه خطب والحكم القصار وكتب الإمام علي لعماله في شتى أنحاء الأرض. له ديوان تغلب فيه القوة والعذوبة والنفس البدوي والجزالة وله كتب عدة منها «مجاز القرآن» و«المجازات النبوية» و«خصائص أمير المؤمنين الإمام علي» و«مختار من شعر الصابئ» وبعض الرسائل منشورة.
توفي الرضي عن عمر 47 عامًا في السادس من المُحَرَّمِ سنة 406 هـ، وقيل عن عمر 45 عامًا سنة 404 هـ. وأدى صلاة الجنازة أبو غالب فخر الملك أحد وزراء سلطان الدولة. كان ابنه أبو أحمد عدنان من العلماء البارزين في عصره، وبعد وفاةِ عمه الشريف المرتضى، انتقل منصب نقيب الطالبيين إلى جده. توفي عدنان عقيمًا في 449 هـ.
ـ أبيات من قصيدة الرضي (ألا لله بادرة الطلاب)
قَسيمُ النارِ جَدّي يَومَ يُلقى بِهِ بابُ النَجاةِ مِنَ العَذابِ
وَساقي الخَلقِ وَالمُهَجاتُ حَرّى وَفاتِحَةُ الصِراطِ إِلى الحِسابِ
وَمَن سَمَحَت بِخاتَمِهِ يَمينٌ تَضَنُّ بِكُلِّ عالِيَةِ الكِعابِ
أَما في بابِ خَيبَرَ مُعجِزاتٌ تُصَدَّقُ أَو مُناجاةُ الحِبابِ
أَرادَت كَيدَهُ وَاللَهُ يَأبى فَجاءَ النَصرُ مِن قِبَلِ الغُرابِ
أَهَذا البَدرُ يُكسَفُ بِالدَياجي وَهَذي الشَمسُ تُطمَسُ بِالضَبابِ
وَكانَ إِذا اِستَطالَ عَلَيهِ جانٍ يَرى تَركَ العِقابِ مِنَ العِقابِ
أَرى شَعبانَ يُذكِرُني اِشتِياقي فَمَن لي أَن يُذَكِّرَكُم ثَوابي
بِكُم في الشِعرِ فَخري لا بِشِعري وَعَنكُم طالَ باعي في الخِطابِ
أُجَلُّ عَنِ القَبائِحِ غَيرَ أَنّي لَكُم أَرمي وَأُرمى بِالسِبابِ
*المرتبة الخامسة - الصاحب بن عباد
أما قصيدة "ما لعليّ العلاء أشباه" للشاعر الصاحب بن العباد، فقد جاءت في المرتبة الخامسة، وستنشر انفوبلس مختارات منها كما ستوضح محطات من حياة شاعرها.
والصاحب بن عباد، هو أبُو القَاسِم إسماعيلُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ أَحمَدَ بْنِ إِدريسَ القَزوِينِيِّ، الطَّالقَانيِّ، الأصفَهَانيِّ، المعروف بالصاحب بن عباد و"كافي الكفاة"، كان من كبار علماء وأدباء الشيعة الإمامية الإثني عشرية، مشاركًا في مختلف العلوم كالحكمة والطب والمنطق، وكان محدثًا ثقة، شاعرًا مبدعًا، وأحد أعيان العصر البويهي. كان وزيرًا، ومن نوادر الوزراء الذين غلب عليهم العلم والأدب.
كان بن عباد كان أحد كتاب الدواوين الأربع. وكان فصيحًا، سريع البديهة، كثير المحفوظات، مُفَوَّهًا، محققًا، نحويًا، لغويًا، ولجلالة قدرهِ وعظيم شأنه مدحه خمسمِائة شاعر، ولأجله ألف أبو منصور الثعالبي كتاب يتيمة الدهر، وابن بابوَيْه كتاب عيون أخبار الرضا. «كان أول من سمي بالصاحب من الوزراء لأنه صحب الملك مؤيد الدولة البويهي من الصبا، فسماه بالصاحب فلقب به، وكان أبوه وجدُّه من الوزراء، فنشأ في بيت فضل وعلم ووزارة وجلالة ووجاهة».
ـ أبيات من قصيدة بن عباد (ما لعليّ العلاء أشباه)
ما لِعَليِّ العَلاءِ أَشباهُ لا وَالَّذي لا الهَ الاهُ
قَرُم بِحيث السماك مَنزِلُهُ نَدبٌ بِحَيثُ الأَفلاك مَأواهُ
الدينُ مَغزاهُ وَالمَكارِمُ من جَدواهُ وَالمَأثراتُ مَغناهُ
مَبناه مَبنى النَبِيِّ نَعرِفُهُ وابناهُ عِندَ التفاخُرِ ابناهُ
أَهلاً وَسَهلاً بِأَهلِ بيتكَ يا امام عَدلٍ اَقامَهُ اللَهُ
بُعداً وَسُحقاً لِمن تَجَنَّبَهُ تَبّاً وَتعساً لمن تحاماهُ
مَن لم يُعايِن ضِياءَ مَوضِعِكُم فَإِنَّ سوء اليَقينِ أَعماهُ
إِنَّ عَلَيّاً علا إِلى شَرَفٍ لَو رامَهُ الوَهمُ زَلَّ مرقاهُ
يا شيعةَ الصادِقينَ لا تَقفي في ظِلِّ هَمٍّ يَسوءُ ذِكراهُ
فَاللَهُ يَجزري الظَلوم واجِبَهُ بِحَيثُ لا تَستقلُّ رِجلاهُ
وَمن غَدا بِالوصيّ مُعتَصِماً أَنا لَهُ اللَهُ ما تَمَنّاهُ
*المرتبة الرابعة – الشيخ أحمد الوائلي
أما قصيدة الشيخ المرحوم أحمد الوائلي "غـالـى يـسـارٌ واسـتخفَّ يمينُ" فقد جاءت في المرتبة الرابعة كواحدة من أجمل ما كُتب بحق الإمام علي عليه السلام.
والشيخ الوائلي هو رجل دين وأشهر خطيب حسيني وواعظ شيعي معاصر وشاعر وأديب عراقي حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة القاهرة، ينتمي لعائلة آل وائل من بني ليث من قبيلة كنانة العدنانية ويلتقي نسبه مع نسب رسول الله في الجد، وقد اشتهرت عائلته بآل حرج نسبة إلى جدهم الأكبر (حرج).
يتميز شعر الشيخ الدكتور أحمد الوائلي بفخامة الألفاظ وبريق الكلمات وإشراقة الديباجة، فهو يعنى كثيراً بأناقة قصائده، وتلوين أشعاره بريشة مترفة. وهو شاعر ذو لسانين فصيح ودارج، وقد أجاد وأبدع بكليهما، وكلها من القصائد الرائعة. وقد جرى الشعر على لسانه مجرى السهل الممتنع بل كان يرتجله ارتجالاً.
ورسم الشيخ الوائلي قصائده المنبرية بريشة الفنان المتخصص الخبير بما يحتاجه المنبر الحسيني من مستوى الشعر السلس المقبول جماهيرياً وأدبياً فكانت قصائده في أهل البيت طافحة بالحرارة والتأثير.
وللوائلي دواوين مطبوعة تحت عنوان الديوان الأول والديوان الثاني من شعر الشيخ أحمد الوائلي، وقد جمعت بعض قصائده التي تنوعت في مضامينها في ديوانه الثالث المسمى باسم (ايقاع الفكر) والتي كانت من غرر أشعاره في المدح والرثاء والسياسة والشعر الأخواني. كما وله ديوان شعر رابع جمع فيه قصائده في النبي (ص) واهل البيت الكرام واسماه (ديوان الشعر الواله في حب النبي وآله).
ـ أبيات مختارة من قصيدة الوائلي (غـالـى يـسـارٌ واسـتخفَّ يمينُ)
غـالـى يـسـارٌ واسـتخفَّ يمينُ .... بك يا لكهنك لا يكاد يبينُ
تُـجـفـى وتُـعـبد والضغائن تغتلي .... والدهر يقسو تارةً ويلينُ
وتـظـلّ أنـت كـمـا عهدتُك نغمة .... للآن لم يرقى لها تلحينُ
أأبـا الـحـسـين وتلك أروع كنيةٍ .... وكلاكما بالرائعات قمين
لـك فـي خيال الدهر أي رؤى لها .... يروي السَّنا ويترجم النسرين
مـاعـدت ألـحـو في هواك متيماً .... وصفاتك البيضاء حورٌ عين
فـبـحـيـث تجتمع الورود فراشة .... وبحيث ليلى يوجد المجنون
وإذا سـئـلـت الـعـاشقين فعندهم .... فيما رووه مبرر موزون
قـسـمـاً بـسـحر رؤاك وهي إلية .... ما مثلها فيما أخال يمين
لو رمت تحرق عاشقيك لما ارعووا .... ولقد فعلت فما ارعوى المفتون
ولـقـد عشقتك واحتفت بك أضلعي .... جمراً وتاه بجمره الكانون
وفـداء جـمـرك إن نـفـسي عندها .... توق إلى لذعاته وسكون
ورجـعـت أعذر شانئيك بفعلهم .... فمتى التقى المذبوح والسكين
بـدر وأحـد والـهـراس وخـيـبر .... والنهروان ومثلها صفين
سـتـظل تحسبك الكواكب كوكباً .... ويهز سمع الدهر منك رنين
وتـعـيـش من بعد الخلود دلالةً .... في أن ما تهوى السماء يكون
*المرتبة الثالثة – ديك الجن
أما قصيدة الشاعر السوري ديك الجن والتي عنوانها "شرفي محبة معشر" فقد جاءت في المرتبة الثالثة كأجمل وأبرز ما قيل بحق الإمام علي (عليه السلام).
وديك الجن ، هو عبد السلام بن رغبان الكلبي الحمصي ، و هو شاعر شيعي مشهور عُرف بشاعر أهل البيت، ولد سنة : 161 هجرية بـ " سلمية " بالشام.
فاق بشعره شعراء عصره ، و طار صيته في الآفاق حتى صار الناس يبذلون الأموال للحصول على القطعة من شعره .
لم يتكسب بشعره حيث لم يمدح خليفة و لا غيره ، بل ولم يرحل إلى العراق رغم رواج سوق الشعر فيه في زمنه ، فبقي شعره ضمن الحدود التي عاش فيها .
أما لقب الشاعر (ديك الجن) فقد تعددت الروايات بشأنه فقيل: سُمّي بـ (ديك الجن) لأن عينيه كانتا خضراوين وقيل سمي ديك الجن لأنه رثى ديكاً لأبي عمرو ذُبح وأقام منه مائدة دعا إليها أصدقاءه وفي ذلك يقول ديك الجن:
دَعَانا أَبُو عَمْرو عُمَيرُ بنُ جَعْفر عَلى لَحْمِ دِيك دَعوةً بَعْدَ مَوْعِدِ
فَقَدَّمَ دِيـــــــــــكَاً غَدّ دَهْراً ذَمْلّقاً مُـــــــؤنِسَ أبياتِ مُؤَذّنَ مَسْجِدِ
لقد عاصر ديك الجن أربعة خلفاء من بني العباس هم: المهدي والهادي والرشيد والمأمون وهم أشد حكام بني العباس عداءً لأهل البيت وشيعتهم، وأكثرهم إجراماً بحق الشيعة وتعد فترة حكمهم من أقسى الفترات التي مر بها شعراء الشيعة. فقد مارس هؤلاء الطغاة الأربعة كل أنواع البطش والتنكيل ضد شعراء أهل البيت فحُورب الشعراء، وطُوردوا، وقتّلوا وعذّبوا بأشد أنواع العذاب من أجل عقيدتهم ومبدأهم.
في تلك الفترة الدموية التي سادها الإرهاب ووجهت السلطة فيها كل قوّتها وسخّرت كل وسائلها لقمع الشيعة والتشيع ومحق كل ما يمت بصلة بأهل البيت نجد ديك الجن يقول:
جاءوا برأسِكَ يا بنَ بنتِ محمدٍ مـترمّــــــلاً بـدمـائه ترميلا
وكأنما بـــــكَ يا بنَ بنتِ محمدٍ قتلوا جهاراً عامدينَ رسولا
قتلوكَ عطشــــــاناً ولمّا يرقبوا في قتـلـكَ التنزيلَ والتأويلا
و يكبّرون بأن قُتـــــــلتَ وإنما قـتلـوا بكَ الـتكبيرَ والتهليلا
ـ أبيات مختارة من قصيدة ديك الجن (شرفي محبة معشر)
شَرَفي مَحَبةُ مَعْشَرٍ شَرُفُوا بِسُوَرةِ هَلْ أَتى
وَوِلايَ فيمَنْ فَتْكُهُ لِذَوِي الضَّلالَةِ أَخْبَتَا
لَمْ يَعْبُدِ الأَصْنَامَ قَطُّ ولا أَرابَ ولا عَتَاغَرَسَتْ يَدُ البَارِي لَهُ رَبْعَ الرَّشَادِ فأَنْبَتَا
فَهُوَ القَرينُ لَهُ وَمَا افْ تَرقا بصَيْفٍ أَوْ شِتَالَكِنّما الأَعْداءُ لَمْ يَدَعُوهُ أَنْ يَتَلَفّتَا
ثِقْلُ الهُدَى وكِتَابُهُ بَعْدَ النّبي تَشَتّتَا
وَاحَسْرَتَا مِنْ غَضْبِهِ وَسُكُوتِهِ وَاحَسْرَتَا
طَالَتْ حَياةُ عَدُوِّهِ حَتّى مَتَى وإِلى مَتَى
المرتبة الثانية – الكميت بن زيد
أما القصيدة التي احتلت المرتبة الثانية كأجمل قصيدة امتدحت الإمام علي (عليه السلام) فهي قصيدة "نفى عن عينك الأرق الهجوعا" للشاعر الكميت بن زيد.
والكميت بن زيد الأسدي، هو شاعر عراقي ويعد من أشهر شعراء أهل البيت عليهم السلام في أيام الحكم الأموي، حيث أدرك الإمام السجاد والباقر والصادق عليهم السلام، فكان مخلصاً وصادقاً في قصائده المعروفة بالهاشميات تجاههم، كما كان متعصباً للمضريّة مخالفاً للقحطانية، مما تسبب بتناقضات مع شعرائها.
كان في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر آخر: كان خطيب بني أسد (وهي قبيلته)، وفقيه الشيعة، وحافظ القرآن، وثبت الجنان، كما كان كاتباً حسن الخط، وكان نسابة، وكان جدلاً، وكان أول من ناظر في التشيع، وكان رامياً لم يكن في أسد أرمى منه بنبل، وكان فارساً، وكان شجاعاً، وكان سخياً، دينّاً.
قال بحقه محمد العيساوي الجمحي: الكميت أول من أدخل الجدل المنطقي في الشعر العربي فهو مجدد بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، وشعره ليس عاطفياً كبقية الشعراء، بل إن شعره شعر مذهبي، ذهني عقلي.
ـ أبيات مختارة من قصيدة بن زيد (نفى عن عينك الأرق الهجوعا)
نَفَى عَن عَينِكَ الأَرَقُ الهُجُوعَا وَهَمٌّ يَمتَرِي مِنها الدُّمُوعَا
دَخِيلٌ في الفَؤَادِ يَهِيجُ سُقماً وَحُزناً كانَ من جَذَلٍ مَنُوعَاً
وأصفَاهُ النَّبِيُّ على اختِيَارٍ بِمَا أعيَى الرُّفُوضَ له المُذِيعَا
وَيَومَ الدَّوحِ دَوحِ غَدِيرِ خُمٍّ أبَانَ لهُ الوِلاَيَةَ لو أُطِيعَا
ولكِنَّ الرِّجالَ تَبَايَعُوهَا فَلَم أرَ مِثلَهَا خَطَرَاً مَبِيعَا
فَلَم أبلُغ بِهِم لَعنَاً وَلَكِن أسَاءَ بِذَاكَ أوَّلهُم صَنِيعَا
فَصَارَ بِذَاكَ أَقرَبُهُم لِعَدلٍ إلى جَورٍ وأحفَظُهُم مُضِيعَا
أضَاعُوا أمرَ قَائِدِهم فَضَلُّوا وأقوَمِهِم لَدَى الحَدَثَانِ رِيعَا
فَقُل لِبَنِي أُمَيَّةَ حَيثُ حَلُّوا وإن خِفتَ المُهَنَّدَ والقطِيعَا
ألاَ اُفٍ لِدَهرٍ كُنتُ فِيهِ هِدَانَاً طَائِعاً لَكُمُ مُطِيعَا
أجَاعَ اللهُ مَن أشبَعتُمُوهُ وأشبَعَ مَن بِجَورِكُمُ أُجِيعَا
*المرتبة الأولى - ياس السعيدي
أما القصيدة التي احتلت المرتبة الأولى كأجمل ما كُتب من مدح وثناء للإمام علي (عليه السلام) فهي قصيدة "إذ أنكرتنا الجهات" للشاعر العراقي ياس السعيدي من مجموعته (تضاريس من جغرافيا الروح).
والسعيدي هو شاعر عراقي شاب مولود عام 1982 في محافظة ديالى شرق بغداد ويحمل بكالوريوس لغة فرنسية من كلية اللغات جامعة بغداد.
فاز السعيدي بالعديد من الجوائز آخرها جائزة الطيب صالح للرواية ويعد من مؤسسي نادي الشعر في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، وترأس دورته الخامسة، ومن أعماله المنشورة مسرحية (ذاكرة الرجال المرقطين) ومجموعة شعرية مشتركة بعنوان (دروب) ومجموعة أخرى بعنوان (تضاريس من جغرافية الروح) ومجموعة (سجادة من حرير العناء).
ـ قصيدة السعيدي (إذ أنكرتنا الجهات) كاملةٌ
ولكون القصيدة احتلت المرتبة الأولى لأجمل ما كُتب بحق الإمام علي (عليه السلام) ارتأت انفوبلس أن تضعها بين أيديكم كاملة لعمق كلماتها ودقة المخاطبة التي حرص الشاعر أن تكون سهلة لا يجد أي قارئ صعوبة في فهمها.
إليك
على خجلٍ
أُقبِلُ
يُقرِّبني
قلم أعزلُ
أخاف المرور
إلى راحتيك
فيسحبني
جرحك الأجملُ
يُقرِّبني منك
ما قد فعلتَ
ويبعدني عنك
ما أفعلُ
لغيرهما
ما أَرَقْتُ الكلام
فدعني
بعينيك
أسترسلُ
فيا غافياً
فوق
عرش العيون
يمر الزمان
ولا تنزلُ
ويا مطراً
من لهاث السيوف
تحين النهايات
إذ يهطلُ
ويا ساجدا
قبل كون
السجود
ويا
أيها الرابع
الأول
ويا خشن الحلم
ما سرُّه
يدور
على حلمك
المخملُ
وترخي
ستائرها الأمنيات
ليرفعها
عاشق مُسدَلُ
لماذا
رحلتَ يتاماك نحنُ
تركت بداياتنا
تذبلُ
اذا استحلفتْكَ
عيون
الصغار
علي عليك
فهل ترحلُ
جُرحتَ
فكان
الضياء الجريح
وحيداً
على جرحهِ
يُحمَلُ
وصَمتك
مر على ما يراه
ليودِع فينا
دماً يصهلُ
ولسنا نعيد
الذي لا يعاد
ولكن ماضيك
مستقبلُ
أتذكر
جاعت
طيور العراق
فرفَّ
على صوتك
السنبلُ
أتذكر
إذ أنكَرَتنا الجهات
فتَحتَ الجراح
وقلتَ ادخلوا