استفتاء "انفوبلس".. لا سبيل لتحرر شعب كردستان من حكم العوائل إلا بثورة شعبية عارمة

انفوبلس..
أجرت شبكة "انفوبلس" استفتاءً سرياً موسعاً عبر منصاتها الرقمية حول سبل تحرر شعب إقليم كردستان العراق من ما وصفه المشاركون بـ"ديكتاتورية حكم العوائل"، في إشارة إلى النفوذ السياسي والاقتصادي المتوارث لعوائل نافذة في الإقليم منذ عقود. وقد جاءت نتائج الاستفتاء لتكشف عن رؤى وتوجهات شعبية حادة بشأن مستقبل الإقليم، والمخارج المحتملة من حالة الجمود السياسي والاحتكار السلطوي.
ثورة شعبية الخيار الأبرز
وبيّن الاستفتاء أن نسبة 55% من المشاركين يعتقدون أن السبيل الوحيد لتحرر الشعب الكردي من هذا النمط من الحكم هو "ثورة شعبية كردية عارمة"، وهو ما يعكس ارتفاع منسوب السخط الشعبي والإحباط من الأطر السياسية والمؤسسية الحالية. وتدل هذه النسبة الكبيرة على تنامي القناعة لدى شريحة واسعة من الكرد بأن الإصلاح من الداخل بات شبه مستحيل دون حراك شعبي واسع يفرض التغيير من القاعدة إلى القمة.
دور الحكومة المركزية
في المقابل، رأى 36% من المشاركين أن الحل يكمن في "تدخل الحكومة المركزية" في بغداد، معتبرين أن السلطة الاتحادية تملك أدوات دستورية وسياسية كافية للحد من تغوّل بعض العوائل الحاكمة في الإقليم، لا سيما في ملفات الفساد المالي، واحتكار الثروات، وتقييد الحريات العامة. ويستند هذا الرأي إلى تصاعد الدعوات داخل العراق لضبط إدارة الموارد في الإقليم وفرض رقابة اتحادية أكثر فاعلية على المؤسسات الكردية.
التدخل الدولي أقل الخيارات دعماً
أما الخيار الثالث، والذي تمثل في "تدخل دولي لصالح الشعب الكردي"، فقد حصل على 9% فقط من الأصوات، ما يشير إلى محدودية الرهان الشعبي على المجتمع الدولي كفاعل حاسم في القضية الكردية العراقية. ويُحتمل أن تكون هذه النسبة المنخفضة انعكاساً لخيبات سابقة من مواقف القوى الدولية، أو تعبيراً عن القناعة بأن التدخل الخارجي قد لا يؤدي إلى نتائج ملموسة أو قد يُستخدم لأجندات لا تتماشى مع مصالح الشعب.
غضب مكبوت وتحولات قادمة؟
تحمل نتائج هذا الاستفتاء مؤشرات خطيرة على تصاعد التوترات السياسية والاجتماعية في إقليم كردستان العراق، في ظل شعور متزايد بالإقصاء والاستحواذ على السلطة والثروة من قبل طبقة سياسية محدودة. كما أن الميل الجارف نحو الثورة الشعبية قد يُقرأ كمؤشر إنذار مبكر لتحولات محتملة في المشهد السياسي الكردي، خاصة إذا استمرت الأزمات الاقتصادية وتراجع الحريات.
تأتي هذه النتائج في وقت يشهد فيه الإقليم تحديات اقتصادية كبيرة، وانقسامات سياسية حادة بين الحزبين الرئيسيين، فضلاً عن تصاعد احتجاجات شعبية في عدد من المدن الكردية، وهو ما يعزز من أهمية ما كشفه هذا الاستطلاع من توجهات ومواقف تستحق المتابعة والتحليل.
يُذكر أن الاستفتاء نُشر بشكل سري عبر قنوات شبكة "انفوبلس" الإلكترونية، وشارك فيه جمهور متنوع من مختلف مناطق إقليم كردستان العراق، مما يعطي النتائج بعداً تمثيلياً لمزاج عام يعبّر عن شرائح واسعة داخل المجتمع الكردي، رغم التحديات المرتبطة بحرية التعبير في المنطقة.