شهر رمضان والتضخم.. خطوات حكومية لضبط الأسعار عبر سلة غذائية ومراكز تسوق مدعومة

خطة مرورية وتعديل ساعات الدوام
انفوبلس/..
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يشكو العديد من المواطنين من الارتفاع الملحوظ في أسعار المواد الغذائية، الأمر الذي يزيد من الأعباء المالية على الأُسر خصوصًا ذات الدخل المحدود.
ويعزو بعض المواطنين هذه الزيادة إلى استغلال بعض التجار للطلب المتزايد على السلع الأساسية في هذا الشهر الفضيل، في حين تؤكد الجهات الحكومية أنها تتخذ إجراءات مشددة للحد من ارتفاع الأسعار وضمان توفر المواد الغذائية بأسعار مناسبة.
يعبّر مواطنون عن استيائهم من موجة الغلاء التي تسبق شهر رمضان سنويًا، مشيرين إلى أن هذا الارتفاع لا يتماشى مع قيم التكافل والتراحم التي تميز الشهر الكريم.
ويشير أحدهم إلى أن تجهيزات رمضان تتطلب ميزانية إضافية، إلا أن الأسعار المرتفعة تجعل من الصعب تأمين جميع الاحتياجات الغذائية للعائلة.
ويضيف آخر، أن الأسواق تشهد استغلالًا واضحًا من قبل بعض التجار الذين يرفعون الأسعار دون مبرر، ما يضطر الكثيرين إلى تقليص مشترياتهم أو التخلي عن بعض الأصناف الضرورية.
في هذا السياق، تؤكد الجهات الرسمية أنها تعمل على ضبط الأسعار عبر خطط استباقية تشمل توزيع سلة غذائية رمضانية تحتوي على عدة مواد أساسية، إضافة إلى وجبة متكاملة مخصصة للأسر المشمولة بالرعاية الاجتماعية.
كما يجري التعاون مع القطاع الخاص لضخ كميات كبيرة من السلع في الأسواق بأسعار الجملة، بهدف تقليل الضغط على المستهلكين.
ولضمان عدم استغلال حاجة المواطنين، تم تشكيل فرق رقابية في جميع المحافظات لمتابعة الأسواق واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين.
وتشمل هذه الفرق جهات رقابية حكومية وأمنية تعمل على مراقبة الأسعار والتأكد من توفر السلع بكميات كافية، مما يسهم في منع أي ارتفاع غير مبرر في الأسعار.
استقرار التضخم
من جهة أخرى، يشير مختصون في الاقتصاد إلى أن معدلات التضخم في العراق لا تزال مستقرة، لكن زيادة الطلب خلال شهر رمضان تستوجب تنسيقًا أكبر بين الجهات المعنية لضمان استقرار الأسواق، كما يدعو الخبراء المواطنين إلى شراء ما يحتاجونه فقط، محذرين من أن التخزين المفرط يؤدي إلى زيادة الطلب وارتفاع الأسعار بشكل إضافي.
في حال استمرار ارتفاع أسعار بعض السلع فوق المستويات العالمية، فإن الجهات الرسمية لديها آليات لاستيراد هذه المواد وضخها في الأسواق لكسر موجة الغلاء.
وتؤكد مصادر حكومية أن العراق يمتلك مخزونًا غذائيًا كافيًا يمكنه دعم استقرار الأسعار خلال شهر رمضان وما بعده، مما يمنح المواطنين بعض الطمأنينة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
سلة غذائية جديدة
الجهات المسؤولة تدعو المواطنين إلى عدم التهافت على الشراء، مؤكدةً استمرار توفير السلع الأساسية بأسعار مدعومة طيلة الشهر الكريم
أعلنت مصادر محلية، عن إطلاق وجبة جديدة من السلة الغذائية، في خطوة تهدف إلى دعم استقرار الأسعار وتوفير المواد الأساسية للمواطنين، وتشمل السلة الغذائية سبع مواد أساسية للمشمولين، إضافة إلى 11 مادة لعوائل الرعاية الاجتماعية، مما يسهم في تخفيف الأعباء المالية على الأسر محدودة الدخل.
كما اتخذت الحكومة إجراءات استباقية للحفاظ على استقرار الأسواق، من بينها افتتاح أسواق الهايبر ماركت التي توفر المواد الغذائية بأسعار الجملة، مع تخفيضات تصل إلى 20% للعوائل المشمولة بالرعاية الاجتماعية.
ودعت الجهات المسؤولة المواطنين إلى عدم التهافت على الشراء، مؤكدةً استمرار توفير السلع الأساسية بأسعار مدعومة طيلة الشهر الكريم.
وأعلن وزير التجارة، أثير داود الغريري، الخميس، عن إطلاق قطع وتجهيز وجبة جديدة من السلة الغذائية تزامناً مع حلول شهر رمضان المبارك.
وذكر المكتب الإعلامي لوزارة التجارة في بيان، أن "وزير التجارة، أثير داود الغريري أعلن عن إطلاق قطع وتجهيز وجبة جديدة من السلة الغذائية للمواطنين باعتماد الدفع الإلكتروني لوكلائها تزامناً مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
وقالت مدير عام الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية، لمى الموسوي، بحسب البيان: إن "الشركة اعتمدت نظام الدفع الإلكتروني عبر استخدام أجهزة الـ ( POS ) لضمان نزاهة ودقة وشفافية التعاملات المالية حرصاً على المال العام وتماشياً مع التطورات التقنية والعلمية بهذا المضمون".
وأشار البيان الى أن "فروع ومواقع الشركة ومراكز البيع قد أتمت استعداداتها للشروع ببدء عمليات القطع والتجهيز بعد امتلاء مخازنها بمفردات السلة الغذائية، فضلاً عن إكمال عمليات الفحص التي يجريها قسم السيطرة النوعية على جميع المواد".
خطة للسيطرة على الأسعار
وزارة التجارة دعمت أسواق (الهايبر ماركت) بأكثر من 50 ألف مادة غذائية ومنزلية وكهربائية لتلبية احتياجات المواطنين
وأكد المتحدث باسم وزارة التجارة، محمد حنون، أن الوزارة وضعت خطة للسيطرة على أسعار المواد الغذائية خلال شهر رمضان، مشيراً إلى تسيير فرق جوالة طيلة الشهر الفضيل لمراقبة الأسواق والمحال التجارية، بالتعاون مع وزارة الداخلية.
وقال حنون في تصريح صحفي، إن “وزارة التجارة ضخت كميات كبيرة من المواد الغذائية في الأسواق المحلية، إضافة إلى توزيع السلة الغذائية، التي انطلقت في 20 من الشهر الجاري، وشملت جميع المحافظات، فضلاً عن تجهيز 7 ملايين مواطن من عوائل الرعاية الاجتماعية”.
وأضاف، إن “الوزارة دعمت أسواق (الهايبر ماركت) بأكثر من 50 ألف مادة غذائية ومنزلية وكهربائية لتلبية احتياجات المواطنين”، مؤكداً أن “الفرق الرقابية تمكنت من ضبط عمليات تلاعب بالأسعار في بعض الأسواق وإحالتها إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسب”.
وأشار حنون إلى أن “الأسواق المحلية لم تشهد ارتفاعاً كبيراً في الأسعار حتى الآن”، مؤكداً أن “(الهايبر ماركت) والسلة الغذائية ساهما في استقرار السوق”.
كما دعا المواطنين إلى “عدم التهافت على شراء السلع بكميات كبيرة”، مؤكدا “توفر المواد الغذائية المدعومة بكميات كافية”.
وكشف المتحدث باسم التجارة أن “الوزارة ستفتتح خلال الأيام المقبلة مراكز تسوق مدعومة في مناطق الطالبية والمشتل والإسكان، ضمن خطة تشمل بناء 150 (هايبر ماركت) في بغداد والمحافظات، وصولاً إلى الأقضية والنواحي”.
وختم حنون حديثه بالتأكيد على أن “الوزارة عازمة على إعادة تأهيل الأسواق المركزية لتكون مراكز غذائية تقدم خدماتها للمواطنين في مختلف أنحاء البلاد”.
نشاط الحركة في الشورجة
ومع اقتراب شهر رمضان، تشهد سوق الشورجة، أكبر أسواق بغداد، حركة نشطة حيث يتوافد المتسوقون لشراء المواد الغذائية والتوابل الأساسية التي لا تخلو منها الموائد الرمضانية. وتتصدر البهارات قائمة المشتريات، خاصة تلك المستخدمة في إعداد أطباق مثل "البرياني" و"الدولمة"، فيما تبقى الأسعار مستقرة نسبيًا رغم ارتفاع الطلب.
وبجانب المواد الغذائية، تكتسي السوق حلة رمضانية مميزة مع عرض الفوانيس والزينة التقليدية التي يحرص البغداديون على اقتنائها لإضفاء أجواء روحانية في منازلهم. ويؤكد البائعون أن الإقبال الكبير لم يؤدِ إلى ارتفاع حاد في الأسعار، باستثناء بعض السلع مثل الرز والزيت، التي شهدت زيادة طفيفة.
ويفضل المتبضعون تأمين احتياجاتهم مبكرًا، تجنبًا لارتفاع الأسعار الذي يرافق حلول الشهر الفضيل، حيث يزداد الطلب بشكل كبير. كما تحظى حلويات مثل النشأ والمحلبي بشعبية واسعة، نظرًا لكونها مفضلة على مائدة الإفطار والسحور.
وبينما يحرص المواطنون على الاستعداد للشهر المبارك، تبقى الأسعار وتوفر السلع محور الاهتمام، وسط مخاوف من ارتفاع مفاجئ في الأيام المقبلة.
استعدادات التبليغ الديني
ستعدادات لشهر رمضان.. تكثيف الجهود في إقامة المحافل القرآنية والأمسيات الرمضانية لتعزيز الوعي الديني،
وفي إطار الاستعدادات لشهر رمضان، عقدت شعبة التبليغ الديني النسوي في العتبة الحسينية المقدسة اجتماعًا لمناقشة خطط التبليغ الديني خلال الشهر الفضيل.
وأكد رئيس قسم الشؤون الدينية الشيخ أحمد الصافي على أهمية تكثيف الجهود في إقامة المحافل القرآنية والأمسيات الرمضانية لتعزيز الوعي الديني، مع التركيز على استثمار توافد الزائرات إلى الحرم الحسيني لتقديم برامج إرشادية وتوعوية.
كما شدد الاجتماع على ضرورة توسيع التبليغ في المؤسسات التعليمية لتعزيز القيم الدينية بين الشباب.
من جهته، أكد مسؤول الشعبة الشيخ علي المطيري على أهمية السير على نهج أهل البيت (عليهم السلام) في العمل التبليغي، مع ضرورة تذليل العقبات التي تواجه المبلغات لضمان نجاح البرامج التوعوية خلال الشهر الكريم.
خطة مرورية للشهر الفضيل
وأعلنت مديرية المرور العامة عن إجراءات جديدة لتنظيم حركة المرور خلال الشهر الفضيل. وأكد اللواء عدي سمير، مدير المرور العامة، أنه سيتم منع حركة الدراجات النارية من الساعة الواحدة ليلاً حتى الخامسة فجراً، إضافة إلى حظر سيرها على سريعي القناة والشعلة. كما تقرر توحيد لون دراجات التوصيل ليكون برتقالياً في منطقة الصرافة وأخضر في الكرخ.
وأشار سمير إلى إطلاق حملة لرصد الاختناقات المرورية في بغداد، مبيناً أن معظمها ناتج عن استغلال الأرصفة، وتم التنسيق مع أمانة بغداد لإصلاح الطرق المتضررة.
كما تم استحداث قواطع مرورية ووضع فلاتر لضبط السرعة، مما أسهم في تحقيق انسيابية أكبر في حركة المرور، ضمن خطة متكاملة لشهر رمضان.
تقليل ساعات الدوام الرسمي
وأصدر مجلس الوزراء، قرارات تخص توقيتات الدوام للمؤسسات الحكومية والجامعات وتقليص الدوام في شهر رمضان المبارك.
وقال المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء في بيان، إن "جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت في الـ18 من شباط الحالي، انبثقت خلالها قرارات بشأن توقيتات الدوام الرسمي للمؤسسات الحكومية والجامعات، ووضع المعالجات للزحامات المرورية في بغداد، وأقر مجلس الوزراء ما يأتي :
-إيقاف العمل بالفقرة (أولاً/ د)، من قرار مجلس الوزراء (24213 لسنة 2024)، وإعادة توقيتات الدوام الرسمية للجامعات، ومنح مجالس الجامعات صلاحية تحديد توقيتات دوامها، وفقاً لمتطلبات العمل وجداول الدوام الدراسية، بدءاً من 2 آذار 2025.
-الموافقة على تعديل توقيت الدوام الرسمي لمركز وزارة النفط ليكون من الساعة (7 ص الى 2 ب.ظ)، بدلاً من الساعة (9 ص الى 4 ب.ظ).
-تعديل الدوام الرسمي لدوائر وزارة العلوم والتكنولوجيا (المدمجة) ليكون من الساعة (7 ص الى 2 ب.ظ).
-استثناء دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، من توقيت الدوام الرسمي المحدد للوزارة المذكورة.
-تعديل الدوام الرسمي لديوان اوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية ليكون من الساعة (7 ص إلى 2 ب.ظ).
وبمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أقرّ المجلس "تقليل ساعات الدوام الرسمي، ساعة واحدة فقط، وتمنح الصلاحية للوزارات في أن يكون التقليل إما في بداية الدوام أو في نهايته، بدءًا من الأحد 2 آذار 2025، وإلى نهاية شهر آذار 2025".
قرارات هيئة السياحة
وأصدرت هيئة السياحة، اليوم الثلاثاء، مجموعة من القرارات الخاصة بشهر رمضان المبارك، وذلك بهدف الحفاظ على قدسية الشهر الكريم وتنظيم الأنشطة السياحية خلاله.
وذكرت الهيئة في بيان، ان القرارات تضمنت ما يلي:
-يمنع الإفطار العلني.
-تمنع إقامة الحفلات والنشاطات الفنية التي لا تنسجم مع قدسية هذا الشهر الكريم.
-تغلق المطاعم وأماكن بيع الأطعمة قبل شروق الشمس وحتى الغروب باستثناء المرافق السياحية المدرجة أدناه:
-المطاعم السياحية على الطرق الخارجية.
-المطاعم من الدرجة الممتازة والأولى داخل المدن (مراجعة هيئة السياحة لغرض تثبيت ذلك).
- تُتخذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين وفق القانون.