فضيحة تهز جامعة تكريت.. أستاذ يدهس منتسبا بعد كشفه "ممارسات غير أخلاقية" داخل سيارته!

انفوبلس/ تقرير
شهدت جامعة تكريت مؤخراً "فضحية من العيار الثقيل"، تتمثل بمصرع أحد منتسبي أمن الجامعة، على يد أستاذ جامعي خلال محاولة عنصر الأمن الإطاحة بـ"ممارسات غير أخلاقية" للأستاذ داخل عجلته المظللة مستغلا طالبة كانت بجانبه، في حادثة أثارت جدلا واسعا داخل الأوساط السياسية والشعبية خلال الساعات الماضية، وستسرد تفاصيلها بالكامل شبكة "انفوبلس".
باتت ظاهرة تحرش الأساتذة والمدرسين بطالباتهم تشكل خطراً كبيراً على مسار العملية التعليمية في البلاد، وهي في الوقت ذاته تعتبر من أشد الانتهاكات الأخلاقية والقانونية التي تهدد بيئة التعليم التي تصنف من البيئات الآمنة.
*تفاصيل الحادثة
بحسب مصادر من داخل جامعة تكريت، تحدثت لشبكة "انفوبلس"، فإن الدكتور "عمر فلاح عبد الجبوري" التدريسي في كلية التربية الرياضية بجامعة تكريت، أقدم على دهس أحد أفراد أمن الجامعة "مصطفى عامر الجميلي" بعد أن كشف الأخير، الأستاذ وهو يقوم بـ"ممارسات غير أخلاقية" داخل عجلته المظللة مع فتاة في محاولة للهروب.
وتقول المصادر (رفضت الكشف عن هويتها)، إن "الشاب مصطفى الجميلي أحد منتسبي الأمن في جامعة تكريت وبعد ورود معلومات عن سيارة مظللة مشبوهة توجه إليها وطالب سائقها بفتح زجاج السيارة"، مشيرة الى أن "صاحب السيارة امتنع عن فتح زجاج السيارة وهرب مسرعا مما تسبب بصدم الشاب مصطفى الذي وافته المنية".
والسيارة كان يقتادها أستاذ جامعي في كلية التربية الرياضية في جامعة تكريت وبجنبه إحدى الطالبات التي يحاول أن يبتزها - بحسب المعلومات الأولية التي أوردتها المصادر المطلعة على الحادثة وتحدثت لشبكة "انفوبلس"، لافتة الى أن "الدكتور الجامعي من المعروف عنه أنه يبتز الطالبات والسيارة كانت تحتوي على كاميرات سرية تقوم بتصوير ضحاياه من الفتيات، لكن الجاني وبعد الحادث أقدم على ابتلاع الرام الخاص بالتصوير".
روى عم الشاب (الضحية)، أن "سيارة الجاني (الدكتور) تحتوي على كاميرات داخلها وأفرشة وسكين"، مبينا أن "السيارة محجوزة حالياً لدى القوات الامنية"، مشيرا الى أنه "تم اعتقال الأستاذ الجامعي بعد هذه الحادثة وهو حاليا موجود في التوقيف".
لكن بحسب التقرير الأمني عن الحادثة المثبت لدى شرطة صلاح الدين والذي حصلت شبكة "انفوبلس"، على نسخة منه، فإن الحادث وقع قبل أيام، حين داهم عدد من أفراد الأمن في جامعة تكريت سيارة من نوع "نيسان - نافارا مظللة" تعود إلى "تدريسي مثير للريبة"، أثناء توقفها في إحدى زوايا باحة الجامعة قرب كلية العلوم الإسلامية.
ويوضح التقرير، أنّ أفراد الأمن في الجامعة ضبطوا "التدريسي مع فتاة في وضع غير لائق" داخل السيارة، وحينها طلبوا هويته لـ "التحفظ وإجراء تحقيق في الواقعة، لكن المتهم رفض وحاول مغادرة المكان"، ما أدى إلى اندلاع مشاجرة.
ونص التقرير على، أنّ السائق "استخدم سلاحًا أبيض (سكيناً) أولاً، ثم دهس الحارس الأمني (مصطفى عامر الجميلي) أثناء محاولة الهرب بالسيارة من المكان، ما تسبب بإصابة الحارس إصابة بالغة في الجمجمة أدت إلى فقدانه الوعي، حتى وفاته صباح اليوم متأثرًا بالإصابة"، كما أشار إلى أنّ "الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقًا في الحادث وقامت بمراجعة كاميرات المراقبة، حيث توصلت إلى أن السائق هو أستاذ جامعي في كلية التربية الرياضية بجامعة تكريت يدعى (عمر فلاح عبد عباس) ولديه سوابق في مجال ابتزاز الطالبات، وكانت تحت مراقبة أمن الجامعة".
هذه المعلومات أكّدها أيضًا أستاذ في جامعة تكريت، مبينًا أنّ المتهم هو "تدريسي من بغداد يحمل شهادة الماجستير، وكان مع فتاة داخل سيارته في باحة الجامعة حين ضُبط من قبل مجموعة من أفراد أمن الجامعة، ووقعت بينهم مشادة كلامية بعد أنّ رفض التدريسي تسليم هويته، ثم دهس الحارس الذي توقف أمام السيارة لمنعه من مغادرة المكان".
الأستاذ أكّد أيضًا أنّ بقية أفراد الأمن تمكنوا من إيقافه وضبطه ثم تسليمه إلى الشرطة، موضحًا أنّ "الفتاة التي كانت مع المتهم في السيارة هي طالبة في كلية التربية الرياضية"، وأنّ "التدريسي ذاته كان قد تورط في حادثة مشابهة مع فتاة خلال العام الماضي، لكنها انتهت بفصل عشائري فقط".
بدوره، كشف مسؤول في الحكومة المحلية في محافظة صلاح الدين، أنّ القضية تخضع للتحقيق الآن من قبل السلطات الأمنية، وكذلك من قبل رئاسة جامعة تكريت"، مشيرًا في حديث له، أنّ "المتهم محتجز الآن في سجن التسفيرات".
وبالتدقيق في هوية المتهم يتضح أنّ اسمه "عمر فلاح عبد عباس"، هو أستاذ جامعي حصل على شهادة الماجستير من جامعة تكريت في حزيران يونيو 2023، عن رسالته (إدارة الوقت ودورها في الأداء الإداري للمخيمات الكشفية من وجهة نظر القادة الكشفيين في الجامعات العراقية) من كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة بالجامعة.
أما الضحية فيدعى "مصطفى عامر الجميلي"، الذي يعمل بصفة "حارس أمني" في جامعة تكريت، وهو خريج الدراسة الإعدادية - الفرع الأدبي لعام 2021. وبمراجعة صفحته الشخصية في فيسبوك، والتي تحمل اسم "مصطفى المجهد"، يتضح أنّ الشاب يسكن مدينة تكريت، وله صور مع عدد من الأساتذة في الجامعة، كما أنّه يمتلك صالون حلاقة في مدينة تكريت افتتحه عام 2022.
فيما لم يصدر عن وزارة الداخلية وقيادة شرطة محافظة صلاح الدين أي بيان حول الحادث، حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
وكشف مصدر طبي في محافظة صلاح الدين، اليوم الخميس، أن سبب وفاة عنصر الأمن بجامعة تكريت، هو حدوث شرخ كبير في الجمجمة بعد دهسه من قبل أحد الأساتذة، إذ قال المصدر، إن "الأشعة أظهرت الضربة التي أدت إلى وفاة الشاب مصطفى عنصر الأمن في جامعة تكريت"، مبينا أن "الجمجمة تعرضت الى شرخ كبير نتيجة حادث الدهس الذي تعرض له".
وأثارت هذه الحادثة "المؤلمة" جدلا كبيرا داخل الأوساط التعليمية والشعبية وكذلك ردود أفعال "غاضبة" على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، مطالبين بتحقيق شفاف ونزيه وإنزال اقصى العقوبات على الأستاذ الجامعي "المتهور" في جامعة تكريت، واطلاع الرأي العام على نتائج التحقيق.
كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق خلال الساعات الماضية، صوراً اطلعت عليها شبكة "انفوبلس"، للمنتسب الأمني في الجامعة "مصطفى عامر الجميلي" وهو يرقد في المستشفى، وكذلك صوراً للإصابة التي تعرض لها خلال عملية الدهس، فيما تقول مصادر أخرى إن الشاب توفي اليوم الخميس 10 نيسان/ ابريل 2025 متأثرا بالضربة.
فيما أن السلطات الأمنية في محافظة صلاح الدين باشرت تحقيقًا عاجلًا، بحسب مصدر أمني آخر تحدث لشبكة "انفوبلس". كما أعلنت رئاسة جامعة تكريت في بيان مقتضب عن تعليق الدوام في الكلية المعنية حدادًا على الفقيد الشاب مصطفى الجميلي، مع التأكيد على محاسبة المتورطين في هذه الحادثة.
وتجمهر العشرات من الأفراد من ذوي وأصحاب موظف أمن جامعة تكريت الشاب مصطفى الجميلي، والذي فارق الحياة اليوم الخميس بعد أيام من فقدانه الوعي إثر دهسه من قبل أستاذ في جامعة تكريت، تسيطر عليهم مشاهد الحزن خلال دفن الضحية مصطفى الجميلي، مطالبين القضاء بإيقاع اقصى العقوبات على المجرم.
وتحولت الحادثة "المؤلمة" إلى قضية رأي عام خلال الساعات الماضية وخصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط دعوات من النخب الأكاديمية والمواطنين لوضع حد لما وصفوه بـ"الانحدار الأخلاقي داخل بعض المؤسسات التعليمية".
وتصل عقوبة التحرش أو الابتزاز أو أي نوع من السلوك غير المهني من قبل الموظف أو الاستاذ الجامعي، الى الفصل وفق أحكام قانون انضباط موظفي الدولة المرقم 14/ 1991، بحسب خبراء في الشأن القانوني تحدثوا لشبكة "انفوبلس".
إلى ذلك، يوضح الباحث القانوني ميثم الخلخالي أن "جريمة التحرش لم تعرف في القوانين العراقية إلا في نص المادة 10 من قانون العمل العراقي المرقم 37/ لسنة 2015، وأن قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969، عالج ظاهرة التحرش في المواد 400 و401 و402، ووضع عقوبات بين الحبس والسجن".
ويوضح الخلخالي، "أما ما يتعلق بالموظف أو الأستاذ الجامعي، فتصل عقوبة التحرش أو الابتزاز أو أي نوع من السلوك غير المهني إذا ارتكبه، الى الفصل وفق أحكام قانون انضباط موظفي الدولة المرقم 14/ 1991، لذلك تستطيع الطالبة التي تتعرض للتحرش، أن تقدم شكوى إدارية الى الجامعة، مع إسناد ذلك بما تتمكن من أدلة لإثبات الادعاء، كالشهود أو الوثائق، لتشكل الجامعة لجنة تحقيقية وإذا ثبت ذلك، فإن الأستاذ يُفصل بشكل نهائي".
وهذه الحادثة ليست الأولى في العراق، حيث بين فترة وأخرى تضج مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بحوادث الابتزاز الجنسي للطالبات في الجامعات، وتثير موجة غضب واسعة ومخاوف من انتشارها بشكل خفي، وما تتركه من تداعيات خطيرة على منظومة التعليم في البلاد والتي كانت في العقود الماضية من أفضل منظومات التعليم في المنطقة، وسيذكر تقرير شبكة "انفوبلس"، أبرز الحوادث التي تحولت الى قضية رأي عام خلال السنوات الأخيرة.
قوة من جهاز الامن الوطني العراقي وبقرار من محكمة استئناف البصرة الاتحادية، اعتقلت في 21 آذار مارس 2024، عماد الشاوي عميد كلية علوم الحاسوب والتكنلوجيا المعلومات على خلفية انتشار فيديو غير أخلاقي داخل مكتبه.
وأثار تسريب المشاهد الفاضحة للعميد الشاوي، جدلا واسعا داخل الأوساط السياسية والشعبية، حيث انتقد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، في 20 آذار/ مارس 2024، الانحطاط الأخلاقي الذي وصل إليه حال التعليم في العراق.
وكانت محكمة استئناف البصرة، أصدرت في 19 أيار/ مايو 2024، حكماً يقضي بسجن عميد كلية الحاسوب في جامعة البصرة عماد الشاوي، لمدة 15 سنة، استنادا لأحكام المادة 393/ أ وج من قانون العقوبات واستدلالا بأحكام المادة 132/ 1 منه.
يشار إلى أن العميد الشاوي كان يعد الطالبات بالدرجات التحصيلية مقابل "أمور غير أخلاقية"، وأنه بدأ في ابتزاز الطالبات بمقاطع الفيديو، وتطور الأمر للحصول على المال وابتزازهن، واغتصابهن داخل الحرم الجامعي، بحسب مصادر من داخل الجامعة.
فبعد مرور أربعة أيام، من صدور حكم يقضي بسجن عميد كلية الحاسوب في جامعة البصرة عماد الشاوي، لمدة 15 سنة، إثر تسريب مشاهد فاضحة له مع إحدى الطالبات، من داخل مكتبه في الكلية، بوضع مخل وبصورة غير أخلاقية، كشفت مصادر مطلعة، عن اعتقال رئيس قسم علوم الحاسوب في جامعة سومر بمحافظة ذي قار، بتهمة ابتزاز الطالبات "جنسياً".
وأضافت المصادر، أن "الاعتقال جاء بعد اتهامه بمساومة وابتزاز عدد من الطالبات داخل الجامعة بقضايا جنسية مقابل النجاح"، مشيرة الى أن "المتهم تمت إحالته للتحقيق، لغرض إكمال الاجراءات القانونية بحقه". وفي العاصمة بغداد، عرضت قناة تلفزيونية خلال العام الماضي 2024، شريط فيديو لأستاذ في الجامعة المستنصرية في موقف غير أخلاقي خلال محاولته مساومة طالبة في الدراسات العليا.
وشهدت الساحة التعليمية في الجامعات العراقية العام الماضي، تسجيل 3 حالات تحرش بالطالبات الجامعيات وابتزازهن بشرفهن، في ما أصدر القضاء العراقي عقوبات جنائية رادعة بحق اثنين من مرتكبيها، كما يتواصل التحقيق بالقضية الثالثة.
ويؤكد مسؤول في وزارة التعليم ببغداد شريطة عدم كشف اسمه تعامل الوزارة مع أكثر من 10 حالات تحرش وابتزاز تورط فيها أساتذة وإداريون مع طالبات وموظفات خلال الفترة الماضية، وأن تلك الحالات سُجلت في الجامعات الأهلية والحكومية على حدّ سواء.
كما يذكر أن من الحوادث الأبرز لهذا الأمر، هو قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عام 2015، بفصل أحد أساتذة كلية اللغات في جامعة بغداد، من الوظيفة نهائياً لتورطه في ممارسات غير أخلاقية واستغلاله لموقعه في الكلية بابتزاز بعض الطالبات، وقد استندت الوزارة في قرارها آنذاك الى أدلة وشهود تم الاستماع إلى إفاداتهم من لجنة تحقيق شكلتها، وهذا الى جانب إحالة إحدى طالبات الكلية للجنة انضباط الطلاب، وتم اتخاذ قرار فصلها نهائياً على خلفية اشتراكها في القضية نفسها، وفقا لبيان الوزارة.
يذكر أن العديد من الحالات المشابهة رُصدت في عدة جامعات عراقية، إذ يقوم أساتذة جامعيون بالتحرش بطالباتهم وابتزازهن، مقابل النجاح. ويلقي البعض باللوم على الطالبات أنفسهن ويقولون إنه يجب أن تكون هناك رقابة شديدة على الطالبات أو على الأستاذ الجامعي ومتابعة مستمرة، وتكون هناك تقنينات أخرى وفقاً لتدريس المادة، والتشديد على متابعات الطالبات، لأن الملاحظ حاليا هو انفلات بكل شيء، الزيّ والمكياج وغيرها من الأمور، فهذه الأمور عندما يكون لها حدود معينة تحدّ من هذه الحالات التي تعتبر تجاوزا على الذات والمجتمع والعكس، والأستاذ الجامعي ربما ينزلق لهذه الأمور بسبب إغراءات معينة، فيجب أن تكون هناك متابعة، ويجب إدخال الأساتذة دورات معينة وخاصة من حديثي التدريس.
ويؤكد أكاديميون عراقيون أن حالات الابتزاز الجنسي للطالبات باتت منتشرة على نطاق واسع في الجامعات العراقية، كما أن هذه الظاهرة لا تقتصر على مؤسسات وزارة التعليم والبحث العملي، بل أصبحت تشمل مختلف مؤسسات الدولة، حيث سجلت حالات ابتزاز لنساء وفتيات في مؤسسات حكومية مقابل إنجاز معاملاتهن.
ويأتي انتشار التحرش داخل الجامعات في إطار ظاهرة التحرّش المنتشرة في البلاد. وفي شهر مارس/ آذار 2024، أطلق جهاز الأمن الوطني العراقي حملة بعنوان "إحنا بظهركم" لحث النساء على الإبلاغ عن حالات الابتزاز والتحرش، مع إبقاء هوياتهن طيّ الكتمان.