قروضها أصبحت بالمتناول.. تعرف على آلية شراء وتركيب منظومة طاقة شمسية في منزلك بقرض مدعوم من الدولة

انفوبلس..
أخيراً وبشكل رسمي، أطلقت الحكومة العراقية مبادرة قروض الطاقة الشمسية بدعم من البنك المركزي، لتمكين المواطنين من شراء منظومات شمسية بأقساط ميسرة، في خطوة تهدف لتخفيف الضغط على شبكة الكهرباء الوطنية، خاصة في الصيف، وتعزيز التحول نحو الطاقة النظيفة. التسجيل متاح عبر بوابة "أور" الإلكترونية.
ومع إعلان إطلاق قروض الطاقة الشمسية في العراق، من المنتظر أن يزيد الإقبال على هذا المصدر المتجدد والنظيف، بما يخفّف العبء عن الشبكة الوطنية، لا سيما في أوقات الذروة، بما يدعم قدرة بغداد على مواجهة الطلب المرتفع خلال فصل الصيف.
وفي بيان رسمي أعلن وزير الكهرباء زياد علي فاضل، إطلاق رابط قرض شراء المنظومات الشمسية للمواطنين.
وتأتي قروض الطاقة الشمسية في العراق، وفق مبادرة البنك المركزي، في خطوة تستهدف تلبية الطلب المحلي المتزايد على الكهرباء من جهة، وخفض الضغط على المنظومة الكهربائية في البلاد من جهة أخرى، خاصة في ظل وجود دعم ملموس.
مبادرة البنك المركزي
أعلن وزير الكهرباء المهندس زياد علي فاضل، تطبيق بند مهم من مبادرة البنك المركزي في بغداد، عبر إطلاق الرابط الإلكتروني الخاص بقروض الطاقة الشمسية في العراق، والمخصص للمواطنين لتمويل شراء منظومات شمسية.
وأكد الوزير أن "هذه الخطوة تأتي تنفيذًا لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بضرورة تنويع مصادر الطاقة، وتخفيف الضغط على شبكة الكهرباء الوطنية، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة"، موضحا ان "المواطنين يمكنهم حاليًا التقديم على قروض الطاقة الشمسية في العراق، من خلال بوابة "أور" الإلكترونية، على الرابط المخصص لذلك، واقتناء منظومات الطاقة الشمسية من خلال الاستفادة من تمويل البنك المركزي".
ولفت إلى أن "قروض الطاقة الشمسية في العراق، المدرجة في مبادرة البنك المركزي ببغداد، ستكون بأقساط ميسرة ومدعومة، وهو الأمر الذي سيُسهم بصورة كبيرة في التخفيف من حدة أزمة الكهرباء في البلاد، وتوفير الطاقة النظيفة".
خطوات الاستفادة من القروض
وأطلقت وزارة الكهرباء، بالتعاون مع البنك المركزي، رابط بوابة "أور" الإلكترونية، للحصول على قروض الطاقة الشمسية في العراق، إذ حدّدت في هذا الصدد عددًا من الخطوات للاستفادة من القروض، بمجرد فتح الرابط المعد لذلك.
يجب التسجيل أولًا عن طريق الخطوات الآتية:
-تسجيل الدخول أو إنشاء حساب عبر منصة أور والضغط على زر الانتقال إلى الخدمة.
-إدخال المعلومات المطلوبة بصورة صحيحة، والتأكد من تحميل جميع الوثائق، ثم الضغط على زر الحفظ.
-ستصل رسالة نصية تبيّن اكتمال التسجيل، مع الرابط الخاص بمتابعة مراحل معالجة الطلب وحالته.
-الضغط على زر تحميل الاستمارة، لتصل وثيقة تحتوي على رقم الطلب، ورمز الاستجابة السريعة "كيو آر كود".
-حفظ رمز الاستجابة في جهاز الهاتف، لمتابعة حالة الطلب.
-ستصل إلى الهاتف رسالة نصية بمراحل معالجة الطلب وحالته.
الإجراءات داخل الدائرة:
-يسلّم ويدقق الطلب من قِبل الشركة المختارة خلال يومي عمل.
-إرسال الطلب بعد التدقيق إلى فرع المصرف المختار خلال 5 أيام عمل.
-التحقق من الوثائق وصحة البيانات المدخلة.
-في حال قبول الطلب تُرسل رسالة نصية إلى مقدمه تتضمّن قبوله وموعد مراجعة فرع المصرف مع جلب الوثائق المطلوبة لإنجاز الخدمة (البطاقة الوطنية وبطاقة السكن والرسوم المطلوبة).
-ستصل رسالة نصية إلى مقدم الطلب بموعد الكشف خلال يوم عمل.
-إجراء كشف للموقع من قِبل الشركة المختارة للتأكد من المساحة والمتطلبات الأخرى للتنفيذ خلال يوم عمل.
-ستصل رسالة نصية إلى مقدم الطلب بموعد الحضور للمصرف، لإكمال طلب الاقتراض خلال يوم عمل.
-تنفيذ المنظومة وتشغيلها بصورة كاملة من قِبل الشركة المختارة وتسليم المواطن تفاصيل التشغيل والإدامة خلال 14 يوم عمل.
أهمية المبادرة
وبحسب خبراء محليين وعالميين في مجال الطاقة، تتجلى أهمية انتقال الأسر العراقية إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية في منازلهم كخيار استراتيجي يحقق عدّة أهداف حيوية:
1-مواجهة عجز الشبكة الوطنية وتخفيف الضغط الصيفي
يعاني القطاع الكهربائي العراقي من عجز مزمن في التوليد يصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 30% من الحاجة الفعلية، ويتفاقم ذلك خلال أشهر الصيف حيث تتجاوز درجات الحرارة 50°م، فيزداد الطلب على التبريد بصورة كبيرة. إن توزيع منظومات شمسية على أسطح المنازل يوفّر ـ حتى بنظام تحكم بسيط ـ تيارًا كهربائيًا يكفي للاستهلاك اليومي الأساسي (إضاءة، تبريد محدود، تشغيل ثلاجات وأجهزة منزلية صغيرة)، مما يخفف من اعتماد الأسرة على الشبكة الوطنية ويقلّل ساعات التقنين القسري التي تصل أحيانًا إلى 12 ساعة يوميًا.
2-تحسين جودة الحياة وتقليل الانقطاعات
انقطاع الكهرباء المتكرر ينعكس سلبيًا على حياة المواطنين، ويؤثر في سير العمل والدراسة ويُعطّل الأجهزة المنزلية الدقيقة. توفر الخلايا الشمسية طاقةً مستقرةً وغير قابلة للفساد في حال انقطاع الوقود أو الأعطال المفاجئة في محطات التوليد، مما يحقق راحة وطمأنينة للأسرة ويتيح للأطفال والمسنين التعامل مع الأجهزة الطبية وأدوات التعلم عن بُعد دون انقطاع.
3-جدوى اقتصادية فعّالة على المدى المتوسط والطويل
رغم التكاليف الابتدائية لتركيب المنظومة (حجمها يتراوح بين 3–5 ملايين دينار عراقي لمنظومة بقدرة 3–5 كيلوواط حسب المواصفات والمستلزمات)، فإن الاعتماد على قروض ميسّرة مدعومة بالأقساط يجعل التكلفة موزَّعة على فترة تتراوح بين 5 و8 سنوات، وفي كثير من الحالات تتقارب تكاليف التمويل مع فواتير الكهرباء المدعومة حكوميًا، بل تتفوق عليها ما بعد عامين إلى ثلاثة أعوام من التشغيل. بعدها، تستفيد الأسرة من طاقة “مجانية” تُنتَج انطلاقًا من ضوء الشمس، ومن ثمّ تحوّل العائد الاستثماري في الجهاز إلى ربح حقيقي، خصوصًا مع ارتفاع أسعار المحروقات والدعم المتراجع.
4-مساهمة بيئية في خفض انبعاثات الكربون
تُعد محطة الطاقة الحرارية التقليدية في العراق من أكبر مصادر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومُركبّات الكبريت والنيتروجين الضارة بالصحة والبيئة. يتيح التحول الجزئي إلى الطاقة الشمسية خفضًا ملموسًا لهذه الانبعاثات على صعيد القطاع السكني، حيث تُنتِج كل كيلووات ساعة من الطاقة الشمسية ما يعادل خفض نحو 0.7 كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالتوليد الحراري. ومع امتداد رقعة المنازل المستفيدة، يصبح الأثر البيئي إيجابيًا عالي الوقع، ويدعم العراق التزامات خفض الانبعاثات على المستوى الدولي.
5-دعم الاستقلالية الطاقية الأُسرية وتنمية الاقتصاد المحلي
بجانب توفير الكهرباء، يفتح السوق الجديد لتركيب وصيانة المنظومات الشمسية آفاقًا واسعة لإنشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة محلية تختصّ بتركيب الألواح وصيانتها وبيع الملحقات (بطاريات التخزين، عواكس الجهد، أسلاك ونظام مراقبة الطاقة). هذا يعزز من نسبة التوظيف ويعمّق الخبرات الفنية داخل المجتمعات المحلية، ويقلل الاعتماد على الشركات الأجنبية في هذا القطاع. كما يساهم في بناء كفاءات وطنية في مجال الطاقات المتجددة، تمهيدًا لانتقال أوسع نحو استثمارات أكبر في مشاريع طاقة شمسية موزّعة ومحطات على نطاق المرافق.
تحديات وحلول تنظيمية وتقنية
رغم المزايا المتعددة، يواجه التوسع المنزلي في الطاقة الشمسية عدة عقبات، منها:
-ارتفاع تكلفة البطاريات: يمكن التخفيف منها عبر حثّ المواطنين على الاعتماد على منظومات مربوطة بالشبكة (Grid-tied) دون بطاريات، مع إمكانية عصر الفترات الحرجة فقط.
-نقص التوعية الفنية: تستدعي تنظيم ورش وحملات توعوية من وزارة الكهرباء والجهات المختصة حول أفضل المواصفات الفنية لضمان كفاءة التشغيل وسلامة التثبيت.
-إجراءات إدارية مطوّلة: ينبغي تبسيط الإجراءات الحكومية للحصول على القرض وتركيب المنظومة، عبر بوابات إلكترونية موحّدة وتعاون مع البلديات للشهادة على صلاحية الأسطح للمنازل.
توصيات مستقبلية
-توسيع الدعم المالي ليشمل شريحة أوسع من الطبقات الفقيرة بآليات ضمان مرنة دون إخلال باستدامة المبادرة.
-إدخال نظم “البيع الزائد” (Net Metering): بحيث تشتري الدولة فائض الطاقة المنزلي من المواطنين بنفس تكلفة الفاتورة، مما يحفز على تركيب منظومات أكبر.
-تشجيع البحث والتطوير: لابتكار بطاريات أكثر كفاءة وأقل تكلفة في الجامعات ومراكز البحث العراقية، بالتعاون مع شركاء دوليين.
وتشكّل منظومات الطاقة الشمسية في المنازل العراقية خطوة رئيسية نحو أمن طاقي قائم على المصادر المتجددة، يسهم في تخفيف الأعباء على الشبكة الوطنية، ويحقق استدامة بيئية واقتصادية، ويعزّز من فعالية العمل الحكومي في مواجهة تحديات الكهرباء الطويلة الأمد.