edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. كربلاء تتحوّل إلى ورشة اقتصادية مفتوحة في محرم.. موسم المواكب يُنعش الأسواق ويوفّر فرص عمل للعاطلين

كربلاء تتحوّل إلى ورشة اقتصادية مفتوحة في محرم.. موسم المواكب يُنعش الأسواق ويوفّر فرص عمل للعاطلين

  • 2 تموز
كربلاء تتحوّل إلى ورشة اقتصادية مفتوحة في محرم.. موسم المواكب يُنعش الأسواق ويوفّر فرص عمل للعاطلين

انفوبلس/..

في قلب المدينة القديمة من كربلاء، حيث تختلط أصوات اللطم والردّات الحسينية مع صدى نداءات الباعة وروائح الطعام، ينكشف وجهٌ آخر من عاشوراء؛ وجهٌ اقتصاديٌ نابض بالحركة، تُحرّكه شعائر الحسين (ع) وتستثمره العائلات الفقيرة والشباب الباحثون عن فرصة. وبينما تشهد الأسواق حركة غير مسبوقة في شهر محرم، تتحول المدينة إلى ما يشبه الورشة الكبيرة التي لا تنام، حيث يعوّل كثير من الناس على هذه الأيام المباركة لتأمين رزقهم، ولو مؤقتًا.

*“هذا الشهر غير كل الشهور”

يقف أبو علي (52 عامًا)، صاحب متجر للمواد الغذائية في حي شعبي وسط كربلاء، منهمكًا بتلبية الطلبات المتزايدة مع دخول شهر محرم. يصف الوضع قائلاً: “هذا الشهر غير باقي الشهور، الطلب فيه يتضاعف ثلاث أو أربع مرات على المواد الغذائية، لأن المواكب تحتاج لتجهيز الطعام يوميًا، وحتى البيوت تشتري أكثر من المعتاد لأنها تستضيف الزوار أو تشارك بالخدمة”.

أبو علي لا يبيع فقط، بل يوظّف. فمع ارتفاع الطلب، يجد نفسه بحاجة إلى عمال إضافيين لنقل البضائع، وترتيب المخازن، والتغليف، والتحميل. ويقول بفخر: “أشغّل 5 أو 6 شباب، كلهم عاطلين عن العمل خلال السنة، لكن في محرم أستطيع أن أساعدهم وأساعد نفسي. والله هذه الأيام خير للجميع”.

هذا النشاط الاقتصادي الموسمي، يُمثّل للكثيرين ما يشبه طوق النجاة من بطالة مزمنة، حيث يعمل بعضهم لأسابيع مكثفة ليؤمّن نفقات شهور لاحقة. ومع أن أبو علي يتمنى استمرار هذا الإقبال طوال العام، لكنه يشعر بالامتنان لهذا الموسم الذي يُبقي متجره حيًا ونافعًا للآخرين.

*الشباب والرزق الموسمي.. كربلاء كمحطة سنوية

ليس أبو علي وحده من يرى في محرم فرصة للرزق. فالشاب حسين (33 عامًا) من مدينة السماوة، جعل من كربلاء وجهته السنوية في كل موسم زيارة، بعدما عجز عن إيجاد عمل دائم في مدينته الجنوبية التي تفتقر إلى المصانع والمشاريع الإنتاجية.

يقول حسين: “منذ أكثر من عشر سنوات وأنا آتي إلى كربلاء كل محرم. أستأجر غرفة بسيطة مع شباب آخرين، وأبدأ العمل من الصباح حتى منتصف الليل على بسطة صغيرة لبيع الملابس السوداء. نبيع قمصانًا، سراويل، أوشحة، وكل ما يتعلق بالمناسبة”.

ورغم التعب والغربة، يرى حسين أن هذه الفرصة خير من لا شيء. فهو يعمل ليجمع مبلغًا يُعين أسرته التي تتكون من خمسة أفراد، ثم يعود إلى مدينته مع نهاية الأربعينية، على أمل أن تكفيه أرباح الموسم لأشهر.

ويتابع بحسرة: “ماكو شغل بالسماوة، حتى اليومية صعبة. مو عيب أشتغل على بسطة، بس أتمنى يوم يرجع الواحد يشتغل بمدينته، مو كل سنة يهاجر مؤقتًا حتى يعيش”.

حسين ليس حالة نادرة، بل هو واحد من آلاف الشبان الذين يتركون مدنهم باتجاه كربلاء في المواسم الدينية، بحثًا عن أي مدخول يُخفف من أعباء المعيشة، في ظل انسداد أفق العمل في مناطقهم الأصلية.

*اقتصاد المواكب.. دورة مالية خارج الموازنات الرسمية

ما يشهده العراق في شهري محرم وصفر من نشاط شعائري ضخم، لا يقتصر على الجانب الديني، بل يشكّل أيضًا نشاطًا اقتصاديًا حيويًا لا تستوعبه الموازنات الرسمية. فالمواكب التي تُعِدُّ آلاف الوجبات يوميًا، تحتاج إلى كميات هائلة من المواد الغذائية، وأدوات الطبخ، وأسطوانات الغاز، وحتى أدوات التنظيف.

ويقول أبو علي: “بعض المواكب تشتري 100 كيلو عدس أو 200 كيلو تمن دفعة واحدة، أو كارتونات زيت وسكر ومعجون.. الشغل لا يهدأ، وهذا يخلق فرص عمل”.

كما ينعكس هذا النشاط على قطاعات موازية، كالنقل، والتغليف، وحتى الطباعة (لإنتاج الأعلام واليافطات)، ويؤدي إلى انتعاش مؤقت في قطاعات مثل الفنادق، والخدمات، والاتصالات، وحتى تجارة الملابس السوداء.

وتُعدّ كربلاء في هذا الموسم، بحسب اقتصاديين، نموذجًا مصغّرًا لاقتصاد طقوسي-ديني، يتحرك خارج منطق الاستثمار التقليدي، ويعتمد على الحافز الإيماني والتكافل، لكنه يُنتج مالاً، ويُحرّك السوق، ويوظّف العاطلين، وهو ما يجعل بعض الخبراء يطالبون بتحويل هذا النشاط الموسمي إلى دافع لوضع استراتيجية اقتصادية أوسع.

*خبير اقتصادي: عاشوراء تعلّمنا أن الفرص موجودة

الخبير الاقتصادي كريم الحلو يؤكد أن “شهر محرم يخلق طلبًا متصاعدًا على المواد الغذائية، وتصل الذروة خلال زيارة الأربعين”، مشيرًا إلى أن هذا النشاط يكشف الإمكانات الكامنة في الاقتصاد الشعبي إذا ما توفرت له البنية التحتية والدعم الحكومي المناسب.

ويقول الحلو: “من المؤسف أن نرى هذه الطاقة تتكرر كل سنة بدون أن تُستثمر في خلق فرص دائمة. هناك شباب مثل حسين يعملون موسمياً، بينما بالإمكان دعمهم بمشاريع صغيرة تحوّل عملهم إلى مهنة مستمرة”.

ويُحمّل الحلو الحكومة مسؤولية فشلها في خلق بدائل حقيقية للعاطلين، مضيفًا: “كل سنة يتخرج 350 ألف شاب وشابة، والدولة لا تستطيع توظيفهم.

الحل هو تحريك القطاع الخاص، وتأسيس معامل ومشاريع، كما تفعل الدول المتقدمة”.

*القطاع الخاص المفقود.. والمعادلة المعكوسة

الحلو يوضح أن المعايير العالمية تنص على أن 15% فقط من التوظيف يكون في القطاع الحكومي، بينما يجب أن يتحمل القطاع الخاص 85% من سوق العمل. لكن في العراق، فإن 35% من القوى العاملة تُوظف من قبل الحكومة، وهي نسبة تفوق المعدلات العالمية وتثقل الموازنة برواتب ضخمة.

ويضيف: “ثلثا الموازنة تُصرف على الرواتب، بينما تُهمل مشاريع تنموية من شأنها خلق آلاف الوظائف. نحن بحاجة إلى توازن، وإعادة هيكلة اقتصادية حقيقية”.

ويعرض الحلو ثلاث خطوات كفيلة بمعالجة الأزمة:

1. فتح باب إقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لا سيما في القطاعات الصناعية والخدمية.

2. توفير مراكز تدريب مهني في جميع المحافظات، لإعداد كادر مؤهل كما هو معمول به في الدول الأوروبية.

3. إطلاق مؤسسات مالية لتقديم قروض ميسرة للشباب، من أجل إنشاء مشاريعهم أو تطوير مشاريع قائمة.

*في كربلاء.. الدروس أكبر من الأرقام

ما يجري في كربلاء خلال محرم وصفر لا يُقاس فقط بالأرباح أو حجم المبيعات. بل هو نموذج اجتماعي وروحي واقتصادي، يُثبت أن التكاتف الشعبي يمكن أن يصنع اقتصادًا موازيًا، وأن الثقافة الدينية لا تتعارض مع التنمية بل قد تدعمها إذا أُحسن استخدامها.

أبو علي، التاجر البسيط، لا يحمل شهادات اقتصادية، لكنه يُلخّص ذلك بفطرة نقية: “محرم يُحيي الدين ويُحيي الناس.. ما دام الناس تخدم الزوار، فالرزق موجود، والعمل موجود. بس يا ريت يستمر طول السنة”.

أخبار مشابهة

جميع
معاقبة 5 ضباط بسبب "دَوسهم" على العلم الأمريكي.. كركوك غاضبة جرّاء الانحياز لحساسيات الخارج

معاقبة 5 ضباط بسبب "دَوسهم" على العلم الأمريكي.. كركوك غاضبة جرّاء الانحياز لحساسيات...

  • 9 تموز
أيقونة المسرح العراقي ترحل عن عمر ناهز 67 عاما.. ماذا تعرف عن الفنانة العراقية إقبال نعيم؟

أيقونة المسرح العراقي ترحل عن عمر ناهز 67 عاما.. ماذا تعرف عن الفنانة العراقية إقبال...

  • 9 تموز
استعادة "ذاكرة مسلوبة" بعد "إبادة أثرية".. أين وصل ملف الآثار العراقية المهربة بعد 2003

استعادة "ذاكرة مسلوبة" بعد "إبادة أثرية".. أين وصل ملف الآثار العراقية المهربة بعد 2003

  • 9 تموز

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة