لحوم فاسدة ومواد تالفة تغزو الأسواق العراقية.. "كارثة سرطانية" تنتظر التدخل

انفوبلس/ تقارير
تزامناً مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، سلطت انفوبلس الضوء على واقع المواد الغذائية في بغداد والمحافظات وأسعارها لاسيما بعد المعلومات التي تحدثت عن وجود مواد تالفة غزت الأسواق من شأنها أن تسبب "كوارث سرطانية"، فما حقيقة هذه المواد؟ وهل سنشهد استغلالا رغم رداءة بعض السلع؟
حملات الرقابة الصحية
قبل أيام، نفذت فرق الرقابة الصحية في بغداد وديالى، حملة رقابية مكثفة أسفرت عن إتلاف مواد غذائية غير صالحة للأكل وإغلاق معمل غير مستوف للشروط الصحية.
وذكر بيان لصحتي بغداد وديالى، تلقته "انفوبلس"، إن "دائرة صحة بغداد الرصافة نفذت حملة رقابية مكثفة أسفرت عن إتلاف (1300 كيس بوزن 30 طناً) من حب زهرة الشمس منتهية الصلاحية في منطقة جميلة الثانية".
وأضاف البيان، إن "الحملة نُفذت وفق الإجراءات الأصولية، وبإسناد جهاز الأمن الوطني، والشرطة الاتحادية، وشرطة النجدة، حيث تم التخلص من المواد التالفة باستخدام كابسات أمانة بغداد، مع سكب مادة الكاز عليها لضمان عدم إعادة استخدامها".
وتابع، "تمكنت الفرق الرقابة الصحية في ناحية جلولاء التابعة الى صحة ديالى بالتعاون مع جهاز الأمن الوطني، من ضبط معمل معجنات غير مستوفٍ للشروط الصحية والبيئية".
وأشار البيان الى، أن "الحملة أسفرت عن إتلاف 1طن من المواد الغذائية منتهية الصلاحية وغير صالحة للاستهلاك البشري، فيما تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق صاحب المعمل، وإحالته إلى القضاء وذلك حفاظا على صحة المواطنين".
حملات الأمن الوطني
لم تقتصر الحملات على الرقابة الصحية فحسب، إذ أعلن الأمن الوطني مؤخرا ضبط 3 آلاف طن من الرز التالف في بابل ومعمل للغش الصناعي في البصرة.
وذكر الجهاز في بيان ورد لشبكة انفوبلس، أن "مفارز جهاز الأمن الوطني تمكنت من منع وصول كميات كبيرة من المواد الغذائية غير الصالحة للاستهلاك في محافظتي بابل والبصرة".
وأضاف البيان، أن "جهود المفارز في محافظة بابل أسفرت عن ضبط مخزن كبير يحتوي على 3 آلاف طن من الرز التالف، كانت مُعَدّة للتسويق في الأسواق المحلية، فيما تمكنت مفارز الجهاز في محافظة البصرة من كشف معمل متخصص بالغش الصناعي يقوم بوضع علامات تجارية مزيفة".
وتابع، أنه "جرت إحالة المضبوطات إلى الجهات المختصة لإتلافها وفق محضر أصولي، فيما تم إيقاف المتهمين لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم وفق القانون".
مئات الأطنان من اللحوم الفاسدة
بعد حملته الناجحة أعلاه، أعلن جهاز الأمن الوطني أيضا، عن ضبط 812 طنا من اللحوم منتهية الصلاحية في محافظة بغداد قبل وصولها إلى الأسواق.
وذكر الجهاز في بيان ورد لشبكة انفوبلس، أنه "بناءً على معلومات استخبارية دقيقة وبالتنسيق مع شعبة الرقابة الصحية في الكرخ والقوة الماسكة للأرض، تمكنت مفارزنا من ضبط كميات كبيرة من اللحوم الحمراء والبيضاء التالفة."
وأوضح البيان أن "اللحوم كانت مخزنة داخل أحد مخازن شركات المواد الغذائية في منطقة الرضوانية بمحافظة بغداد".
وتمت مصادرة المواد وحجزها وفق الإجراءات الأصولية، واتخذت الإجراءات اللازمة بحق الجهات المسؤولة حسب قرارات الجهات المختصة، وفق الأمن الوطني.
انتشار معامل لإنتاج مواد غذائية منتهية الصلاحية
تزامنا مع تلك الحملات، كشف عضو مجلس النواب أمير المعموري، اليوم الخميس، عن انتشار معامل لإنتاج مواد غذائية منتهية الصلاحية وغير صالحة للاستهلاك البشري، فيما أشار الى ان هذه المواد تالفة وتسبب امراض سرطانية تتعلق في الجهاز الهضمي.
وقال المعموري في تصريح صحافي تابعته شبكة انفوبلس، إن "هذه المعامل تنتج مواد غير صالحة للاستهلاك البشري قد وُزعت وتُباع في الأسواق المحلية الآن".
وتابع، إنه "تم تصدير مواد غذائية بكميات كبيرة الى الاسواق تضر بصحة الانسان وتخلط معها مواد اخرى قبل الإنتاج"، مشيرا الى ان "عملية سحبها من الأسواق في غاية الصعوبة، بالنظر الى انتشارها في الأسواق الرئيسية".
تحذير من أمراض سرطانية
يكمل المعموري حديثه لكنه دق ناقوس الخطر عندما قال إنه "تم سحب بعض هذه المواد أثناء خط الإنتاج في المعامل بعد الكشف عن استخدام مواد محظورة لغرض تجاري وربحي".
ويضيف، إن "هذه المواد تسبب أمراضا سرطانية تتعلق في الجهاز الهضمي ".
ويوضح، إنه "في الآونة الأخيرة شهدت انتشار هذه المعامل في عموم العراق متسائلا عن الجهات المسؤولة على هذا الملف بهذا الحجم من الخطورة".
أسعار مرتفعة رغم الرداءة
وعلى الرغم من الانتشار المخيف للمواد التالفة واللحوم الفاسدة، إلا أن الأسعار ما زالت تؤرق الكثير من العراقيين.
وبهذا الصدد، قال مواطنون، إن "التحديات الاقتصادية جعلت التسوق الرمضاني أكثر صعوبة هذا العام، حيث باتت الأسعار مرتفعة، والظروف الاقتصادية تزداد تعقيداً".
وأضافوا، إن "السلطات العراقية وعدت بالتركيز على التنمية الاقتصادية ومكافحة الفساد، لكن لا تزال هناك صعوبات كبيرة تواجه المواطنين، من بينها التفاوت في أسعار الصرف، الذي أثر على القدرة الشرائية للجميع".
دعوة نيابية لمنع الاستغلال
في النهاية، دعا عضو اللجنة القانونية النائب رائد المالكي، اليوم الخميس، الحكومة والجهات الرقابية الى مراقبة السوق ومنع استغلال التجار في رفع اسعار السبع الغذائية قبل واثناء شهر رمضان المبارك ، فيما اشار الى ان لجنته لديها عدد من القواني التي تحمي المنتج والمستهلك .
وقال المالكي في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن " لدى اللجنة القانونية عدة قوانين تهتم بتنظيم العلاقة بين المنتج والمستهلك وكذلك قانون حماية المنتج العراقي".
وأضاف، إنه "مع قدوم شهر رمضان المبارك يتوجب على الحكومة والجهات الرقابية تشديد الرقابة على أسعار السلع الغذائية حيث تكون متوازنة لصالح المنتج والمستهلك".