معجزة تُحسب لبغداد، إعادة بناء منارة الحدباء وجامع النبي يونس "ع" طبق الأصل.. كيف تحقق هذا الإنجاز؟
تعرف على التفاصيل
معجزة تُحسب لبغداد، إعادة بناء منارة الحدباء وجامع النبي يونس "ع" طبق الأصل.. كيف تحقق هذا الإنجاز؟
انفوبلس/..
بعد سنوات من الدمار الذي لحق بالموصل، تحقق إنجاز استثنائي بإعادة بناء المنارة الحدباء وجامع النبي يونس طبق الأصل، في خطوة تعكس التزام العراق بإعادة إحياء إرثه الحضاري.
*الحدباء
افتُتحت رسميا في الاسبوع الاول من 2025، منارة الحدباء التاريخية في قلب مدينة الموصل بعد إتمام بنائها بشكل كامل، مع استمرار أعمال التأهيل الجارية منذ أعوام في الجامع النوري الكبير.
وتعرض الجامع النوري الكبير الذي يضم منارة الحدباء، إلى تدمير شبه كامل على أيدي عصابات "داعش" الإجرامية، خلال عمليات تحرير نينوى من الإرهاب العام 2017 .
وقالت مديرة منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة أودري أزولاي خلال حفل الافتتاح الذي حضره محافظ نينوى عبد القادر الدخيل، وأعضاء من مجلس المحافظة وشخصيات دينية وسياسية، إن الاحتفال اليوم بإنجاز منارة الحدباء، جاء بعد عمل سنوات من الجهود الهندسية والميدانية التي قادها فريق من المهندسين والمختصين بالتنقيب من مفتشي الآثار والتراث في الموصل، وبإشراف مباشر من منظمة اليونسكو .
وبينت، أن منارة الحدباء التي دمرت بالكامل إثر الهجوم الإرهابي الذي استهدف المدينة، تمثل جزءا كبيرا من الهوية التاريخية والثقافية للموصل، منوهة بأنه وبرغم الدمار الذي لحق بها، فإن فرق العمل المختصة تمكنت من إعادة بناء المعلم التاريخي بحرفية عالية، ليعود جزء من تراث المدينة إلى سابق عهده.
من جانبه ذكر محافظ نينوى عبد القادر أن إعادة بناء منارة الحدباء، تمثل استعادة لروح المدينة، فالموصل مدينة غنية بالثروات الثقافية والدينية، متوقعا افتتاح الجامع والمئذنة، منتصف الشهر المقبل، موجها شكره وتقديره للمجتمع الدولي، خاصة منظمة اليونسكو، وجميع من أسهم في إعادة بناء هذا الصرح التاريخي الذي يعد رمزًا للمدينة، عادا الافتتاح، خطوة مهمة نحو إعادة إعمار مدينة الموصل بالكامل.
*جامع النبي يونس
تستعد مدينة الموصل قريبًا لإعادة افتتاح أحد معالمها التاريخية البارزة، جامع النبي يونس (عليه السلام)، بعد استكمال أعمال إعادة بنائه.
وقد تولت جمعية فعل الخيرات تنفيذ المشروع بتمويل من المحسنين من أبناء المدينة، في خطوة تعكس جهود المجتمع المحلي للحفاظ على الإرث الديني والتاريخي للموصل
والعام الماضي، أعلن المشرف على إعادة إعمار جامع النبي يونس في الموصل، أن نسبة إنجاز العمل بلغت نحو 60% بعد أن تكفل عدداً من "المحسنين" بنفقات الإعمار.
وقال رئيس جمعية "فعل الخيرات" سعد الله توفيق، إنه "تم الانتهاء من أعمال هيكل المصلى في جامع النبي يونس، بنسبة 60%، وحالياً يجري إعادة بناء القبب الثلاث الكبيرة والمدرسة اليونسية بعد توسيع المصلى الداخلي".
وأضاف أن "الجامع يعد رمزاً للمدينة ولهذا السبب كان الاهتمام به من قبل المتبرعين والمحسنين وقد قمنا بتشطيب بعض المراحل فضلاً عن التوسعة التي أجريت للمسجد وأصبح الآن يتسع لأكثر من 1200 مصلي".
ويعد جامع النبي يونس من المساجد التاريخية الأثرية في العراق، ويقع على السفح الغربي من تل التوبة، أو تل النبي يونس في مدينة الموصل.
وعلى الرغم من ان الحكومة المحلية في نينوى، افادت في 2021، بتخصيص مبلغ ملياري دينار لإعادة إعمار جامع "النبي يونس" في مدينة الموصل مركز المحافظة، الان الجامع اعيد بناؤه من اموال المتبرعين.
وقالت محافظة نينوى في بيان إنه "بتنسيق ومتابعة من محافظ نينوى نجم الجبوري تم الاتفاق بين وزير السياحة واللجنة العليا لإعمار الموصل على تخصيص مبلغ 2 مليار دينار من قبل الوقف السني للبدء في إعادة تأهيل جامع النبي يونس".
وأقدم تنظيم "داعش" الاجرامي على هدم وتفجير الجامع في 24 تموز/ يوليو 2014، وذلك ضمن الحملة التي شنها التنظيم لهدم كل المساجد التي تتضمن أضرحة.
ومن الجدير بالذكر أن المسجد كان يحظى بمنزلة خاصة عند أهالي الموصل.
وتعرض المسجد لحملة من الاستغلال السياسي والانتخابي بعد وعود إعمار سابقة، وضع على أثرها حجر الأساس له من قبل وزراء ومسؤولين إلا أنها وعود لم ترى النور، حتى باشر محسنون ومتبرعون بإعادة إعمار المسجد على نفقتهم الخاصة.
*ردود الفعل
يقول صلاح الوراق، أحد الناشطين في المجال الثقافي بالموصل،: "عودة مئذنة الحدباء له أثر ودور ومكانة كبيرة، وسيكون له وقع عظيم في مقاييس الموصل وواقعها بعد افتتاح الجامع النوري".
وقد اشتهرت منارة الحدباء باسم "مئذنة الحدباء"، لكن الوراق المهتم بتراث مدينته يقول إن "تسمية منارة أدق من مئذنة، لأنها منار للمدينة وزوارها ودلالة ورمز أكثر من كونها مئذنة". يضيف: "ستكون المئذنة قبلة للسياح والباحثين وعودة لإحدى عجائب العمران ورمزاً موصلياًينتمي إليه جميع أهل نينوى. الحدباء من أسماء الموصل وأركان تاريخها الحافل بالأمجاد والثقافة والتميز".
وفي شأن هندسة منارة الحدباء يقول الوراق: "ثبات المنارة عبر 1000 عام من الميلان إلا قليلاً معجزة عمران وبنيان شموخ حرف الراء وصلابة السيف البتار رغم ميلانه. وحرف الراء وإمالته من خصائص وميزات لهجة الموصل مع قاف الفصاحة وعمق تمدن أهلها".
ويتميز أبناء الموصل بلهجتهم بين العراقيين، وفيها "لثغة" حيث يبدلون الراء غيناً، ويلفظون حرف القاف بدلاً من الكاف العجمية التي يلفظها العراقيون في بعض الكلمات.
وكان المَيّلان السابق للمنارة يبلغ 2.56 متر. وتفيد تقارير محلية بأن الميلان السابق كان غير مسيطر عليه بخلاف الميلان بعد إعادة إعمارها الذي يبلغ 1.60 متر، هو مسيطر عليه بفضل التطور الكبير في المجال الهندسي والعمراني.
يضيف حول إعادة بناء المنارة: "شملت العملية ترميم الأنقاض، واستخدام مواد مشابهة للأصلية، والحفاظ على الطابع المعماري المميز الذي عُرفت به المنارة منذ إنشائها في القرن الثاني عشر الميلادي".
مشهد المنارة وهي شاهقة بعد إكمال بنائها، ألهبت حماس أبناء الموصل ومشاعرهم، فهي تعدّ الرمز الأول للمدينة الذي يتغنى به جميع العراقيين أيضاً، وتحمل ذكريات الموصل وسكانها.
