edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. من فنجان الصباح إلى مزاج الأمة المتقلب حكاية الشاي في العراق: إدمان جماعي يتغذى على الاستيراد...

من فنجان الصباح إلى مزاج الأمة المتقلب حكاية الشاي في العراق: إدمان جماعي يتغذى على الاستيراد الفاسد والحنين والهرمونات

  • 29 حزيران
من فنجان الصباح إلى مزاج الأمة المتقلب حكاية الشاي في العراق: إدمان جماعي يتغذى على الاستيراد الفاسد والحنين والهرمونات

انفوبلس/..

العراق، لا يُعدّ الشاي مجرّد مشروب ساخن، بل طقسٌ يوميّ له قدسيته الخاصة، يمتزج فيه التاريخ بالتقاليد، والنكهة بالهوية، والعادة بالإدمان. هذا السائل الداكن في “الاستكانة” الزجاجية الصغيرة، يختصر كثيراً من تقلبات المزاج العراقي، ويخترق مسامات الحياة اليومية من بيوت الطين وحتى مقاهي المدن العصرية.

يكاد لا يخلو بيت، أو شارع، أو دائرة حكومية، أو حتى مجلس عزاء من حضور الشاي، فهو الضيف الذي لا يُعتذر عن وجوده، ولا يُستغنى عنه حتى في ذروة تموز اللاهب. يقول محمد الموسوي، وهو موظف حكومي: “أحس راسي راح ينفجر إذا ما شربته”، معبّرًا عن حالة الإدمان التي يتشاركها ملايين العراقيين.

 

*الشاي.. من الصين إلى الشورجة

يرجع أصل الشاي إلى الصين، وينتمي إلى فصيلة “الكاميليا” ذات الزهور الجميلة. أوراقه تُقطف وتجفف وتُحمص، لتأخذ لونها الأسود المعتاد، ثم تُغربل لتصنيفها حسب الحجم. رغم أن زراعته تتطلب بيئة رطبة، وتربة معتدلة الملوحة، ومناخًا ثابت الحرارة، وهي عوامل تفتقر إليها جغرافيا العراق، فقد حاول بعض المزارعين العراقيين زراعته في كردستان، لكن التجربة لم تثمر.

لذلك، بقي العراق لعقود طويلة معتمدًا على الاستيراد، حتى ذهب أبعد من ذلك: ففي عام 1975، وتحديدًا في زمن الرئيس الأسبق أحمد حسن البكر، اشترت بغداد مزارع متخصصة بزراعة الشاي في فيتنام، إلى جانب مزارع للرز والمطاط. كانت تلك المزارع تموّن العراق باحتياجاته كاملة، ويُعلّب الشاي بصناديق خشبية تزن 10 كغم، ويُرسل مباشرة من السفارة العراقية في هانوي.

لكن كل شيء تغير بعد 2003. حتى أُشيع لاحقًا أن تلك المزارع أصبحت تحت قبضة أحزاب نافذة، كما هو الحال مع استثمارات أخرى في السودان وتشيلي والبرازيل. وعلى الرغم من مطالبات نيابية متكررة بالتحقيق في مصير تلك الأراضي، لم تقدم وزارة التجارة أي أدلة أو إحصاءات تؤكد استعادة السيطرة عليها.

 

*الشاي الفاسد.. قصة أخرى من “التخدير”

في 2021، أتلفت المنافذ الحدودية أكثر من 35 طناً من الشاي منتهي الصلاحية، بعضها كان يحتوي على “نشارة خشب”، بحسب جهاز الأمن الوطني.

مصدر رسمي من هيئة المنافذ الحدودية كشف أن كثيراً من شحنات الشاي تصل العراق عبر منافذ بحرية وبرية، لكن سوء التخزين والنقل، وغياب آليات التبريد، تؤدي إلى تلفها قبل وصولها إلى المستهلك، وهو ما يعكس فوضى الاستيراد والفساد المتغلغل في عقود التجارة.

 

*إدمان وطني.. نصف كيلو للفرد شهرياً!

تُظهر الإحصاءات أن العراقيين يستهلكون أكثر من 20 مليون كيلوغرام من الشاي سنويًا، وتجاوز الاستيراد من سريلانكا وحدها في النصف الأول من 2022 حاجز الـ23 مليون كيلو. وبمعدل نصف كيلو شهريًا للفرد، يتجاوز الاستهلاك العراقي بأكثر من الضعف المعدلات العالمية الموصى بها.

يُنفق العراق سنويًا بين 30 و37 مليون دولار على واردات الشاي، معظمها تأتي من سريلانكا، الصين، والهند. وتختلف الأسعار داخل السوق المحلي، لكنها غالبًا تتأثر بتقلبات سعر الدولار، ما يجعل الشاي في العراق سلعة ترتبط بالاقتصاد، بقدر ما ترتبط بالعادات.

 

*“استكان الجاي”.. طقوس وإشارات

عراقيًا، لا يُشرب الشاي إلا بـ”الاستكان”، الكأس الزجاجي الرشيق الموضوع على صحن صغير. وتُستخدم آلة “السماور” أو “القوري والكتلي” في تحضيره، حسب المدرسة التي ينتمي إليها الشارب. تختلف تسمياته ونكهاته، فمن “جاي العروس” الخفيف، إلى الثقيل المحمّل بالهيل أو القرفة أو “النومي بصرة”.

ولا تخلو جلسة دومنة أو طاولي، من قدح الشاي، بل باتت الملعقة الصغيرة في داخله دلالة ثقافية؛ فإذا وُضعت داخل القدح فهي تعني إهانة الضيف، وإذا وُضعت على الصحن فهي دليل ترحيب. هذه الإشارات أصبحت جزءاً من بروتوكولات المجالس العشائرية.

 

*الشاي والمخيلة الشعبية

في المخيلة الشعبية العراقية، يُقال إن فقاعات الشاي تعني رزقًا قادمًا، وإن ملعقتين في القدح إشارة إلى زواج بامرأتين!

 

*الشاي كمُهدئ نفسي

الكافيين الموجود في الشاي يساعد على تحسين المزاج وتخفيف التوتر، ولهذا يفضله العراقيون على القهوة. يقول الطبيب سعد العامري، إن الإفراط في شربه يسبب فقدان الجسم لقدرة التأثر به، إضافة إلى مشاكل في امتصاص الحديد وهشاشة العظام. وينصح بشرب ثلاث “استكانات” يومياً، بدرجة حرارة معتدلة وبعد الوجبات بنصف ساعة.

لكن العراقيين غالبًا لا يستمعون للنصائح الطبية حين يتعلّق الأمر بـ”الجاي”.

يقول سلام حسن، من بغداد،: “أشربه بأي وقت حتى أهدأ، لو تكعدني بصف الشمس”. أما مصطفى الدخيلي، فيوثّق صرفه على الشاي في المقاهي بما يقارب 75 ألف دينار شهرياً.

 

*من التقاليد إلى الحداثة.. مقاهي الشاي “المودرن”

رغم انتشار المقاهي الحديثة التي تجذب الشباب، إلا أن الشاي ظل حاضراً. يقول أحد أصحاب تلك المقاهي إن الزبائن لا يأتون من أجل “الكوفي لاتيه”، بل “للاستكان”، فهو يشكل امتداداً لعادات الطفولة، ومرتبِطًا بجلسات المساء العائلية.

حتى باعة الأرصفة في الكرادة أو الباب الشرقي يعرفون هذه العلاقة الوثيقة، ويشترون عشرات الكيلوغرامات يومياً لإعداد الشاي، ويشهدون تدفق الزبائن من كل الطبقات، من الطالب والعامل، إلى الموظف والشيخ.

في النهاية، لا يمكن فصل الشاي عن هوية العراقي. هو أكثر من مشروب، هو طقس، ذاكرة، ملاذ، وتعبير عن الضيافة، والحالة النفسية، وامتداد لثقافة تمتد من السومريين إلى آخر “استكانة” تُرتشف على أرصفة بغداد.

وإن كان العراقيون يدفعون ثمن عشقهم هذا في سوق الفساد، وفي الشحنات الفاسدة، فإنهم مستعدون لقبول كل ذلك، ما دام “الجاي حاضر” في بيوتهم ومجالسهم ومزاجهم.

 

أخبار مشابهة

جميع
معاقبة 5 ضباط بسبب "دَوسهم" على العلم الأمريكي.. كركوك غاضبة جرّاء الانحياز لحساسيات الخارج

معاقبة 5 ضباط بسبب "دَوسهم" على العلم الأمريكي.. كركوك غاضبة جرّاء الانحياز لحساسيات...

  • اليوم
أيقونة المسرح العراقي ترحل عن عمر ناهز 67 عاما.. ماذا تعرف عن الفنانة العراقية إقبال نعيم؟

أيقونة المسرح العراقي ترحل عن عمر ناهز 67 عاما.. ماذا تعرف عن الفنانة العراقية إقبال...

  • اليوم
استعادة "ذاكرة مسلوبة" بعد "إبادة أثرية".. أين وصل ملف الآثار العراقية المهربة بعد 2003

استعادة "ذاكرة مسلوبة" بعد "إبادة أثرية".. أين وصل ملف الآثار العراقية المهربة بعد 2003

  • اليوم

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة