مناطق عراقية تغرق ببطء والآثار لا تشعرون بها الآن! تحوّل جيولوجي خطير في جبال زاكروس
انفوبلس/ تقارير
قلق كبير، بعد أن أظهرت دراسة جديدة كشف عنها الباحث والجيولوجي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)ريناس كوشناو، عن تحول جيولوجي خطير في جبال زاكروس، حيث مناطق عراقية تغرق ببطء والصفائح التكتونية قد تتصادم مع بعضها البعض، ليُثار الجدل وترد هيئة الانواء الجوية والرصد الزلزالي بسرعة على هذه الدراسة، لكن اللافت أنها لم تُنفِها! فما القصة؟ وما الذي كشفه كوشناو بالضبط؟
غرق تدريجي
يوم أمس، كشف الباحث والجيولوجي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، ريناس كوشناو، عن تطور جيولوجي خطير يتعلق بحركة الصفائح التكتونية تحت جبال زاكروس في العراق.
وقال كوشناو في دراسته، حول حركة الصفائح التكتونية في المنطقة، إن "المنطقة الجبلية المحيطة بسلسلة جبال زاكروس تتعرض لعملية غرق تدريجي في باطن الأرض، وهي عملية تحدث على مدى ملايين السنين".
صدع في الصفائح التكتونية
أكمل كوشناو حديثه وفق ما توصل إليه بدراسته وقال: إن هذا الغرق يعود إلى حركة الصفائح التكتونية، حيث يتشكل صدع متزايد بين الصفيحتين القاريتين العربية والأوراسية، والمعروفة باسم صفيحة نيوتيثيس المحيطية.
وأوضح، إن هذه الصفيحة كانت تشكّل قاع محيط قديم قبل أكثر من 66 مليون سنة، وبدأت بالانفصال من جنوب شرق تركيا إلى شمال غرب إيران، حيث تغوص الآن في وشاح الأرض.
لا تشعرون بما يحدث الآن
ويؤكد كوشناو، بأن هذه العملية الجيولوجية معقدة وتستغرق عشرات الملايين من السنين، مشيرا إلى أن فريقه البحثي من جامعة غوتنغن في ألمانيا وجامعة برن في سويسرا قد قام بدراسة المنطقة المحيطة بجبال زاكروس لفهم تأثير هذه العمليات على المنطقة، خاصة في ظل وجود مناطق منخفضة أعمق مما كان يُتوقع بالنسبة للتضاريس المعتدلة نسبياً.
وأضاف، إن "جبال زاكروس تشكلت نتيجة للاصطدامات التكتونية بين الصفائح القارية".
وتابع، إن "دراسة السجلات الصخرية والرواسب، مدعومة بتصوير أعماق الأرض، أظهرت أن صفيحة نيوتيثيس تغوص إلى الأسفل، مما تسحب معها منطقة زاكروس في العراق".
ما إمكانية حدوث زلازل في المنطقة؟
أما عن إمكانية حدوث زلازل في المنطقة، أوضح كوشناو، أن نتائج البحث قد تساهم في التنبؤ بالزلازل، حيث يمكن أن تُسهم في فهم الآليات التي تشكل النشاط الزلزالي.
وأشار إلى أن هذه الدراسة تسلط الضوء على ديناميكية كوكب الأرض وارتباط باطن الأرض بسطحها.
وأضاف، إن هذه النتائج قد تساعد في إنشاء نماذج جيولوجية دقيقة تظهر النشاط العميق تحت سطح الأرض، مما يسهل تحديد أماكن حدوث الزلازل وقوتها المحتملة.
وبيّن، إن فهم التغيرات التكتونية في المنطقة قد يساعد في تقدير العمق الذي قد يكون فيه التدرج الحراري الجوفي مرتفعاً بما يكفي لإنتاج الطاقة.
المنطقة الشمالية نحو الغرق!
ووفق دراسته أيضا، يقول كوشناو: إن "فهم التضاريس وكيفية تغيرها على مدى ملايين السنين يساعد في تقدير العمق الذي يمكن عنده أن يكون التدرج الحراري الجوفي مرتفعاً بما يكفي لإنتاج الطاقة، مثل توليد الكهرباء".
وينوه الى أن "التغيرات التكتونية تُجبر منطقة جبال زاكروس في العراق على الغرق"، مؤكداً أن "هذه العمليات تستغرق عشرات الملايين من السنين لتحدث".
وتابع، إن "فريقاً من الباحثين اكتشف أن هناك (صفيحة محيطية) غارقة تحت سطح الأرض تسحب معها المنطقة الشمالية من العراق نحو الأسفل".
أول تعليق من هيئة الأنواء والرصد الزلزالي
وفي أول تعليق لها على ما كشفه كوشناو، أوضحت هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي، اليوم السبت، أن غرق مناطق بجبال زاكروس في باطن الأرض حادثة طبيعية، فيما بينت أن غوص الصفيحة العربية تحت الصفيحة الإيرانية يؤدي الى تراكم الإجهادات.
وقال مدير إعلام الهيئة عامر الجابري في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن "عملية الغرق التدريجي للمنطقة الجبلية المحيطة بسلسلة جبال زاكروس في العراق ليست بمعنى تغرق، وإنما يحدث لجزء منه غطس وانزلاق والقسم الأكبر تصادم، حيث ينتج عنه طيّ للطبقات وتثخن وتفلق وارتفاع مكونة الجبال والطيات والفوالق والكسور والفواصل وغيرها من العمليات الجيولوجية"، مبيناً أن "هذا يحدث منذ ملايين السنوات وما زال مستمراً".
شرح كيفية التصادم
يؤكد الجابري، أن "هذا الانفلاق يؤدي الى تكوين جبال زاكروس ويعطي مؤشراً بأن حافة الصفيحة العربية، والعراق جزء منها تسبب بهذا التصادم، وغوص الصفيحة العربية تحت الصفيحة الإيرانية يؤدي أيضاً الى تراكم الاجهادات على هذه الحافات والتي تؤدي الى حدوث زلازل وهزات أرضية".
ويشير إلى، أن "التنبؤ بها في الوقت والزمان والتاريخ لا يمكن، ولكن تعتبر مناطق نشطة ومرشحة لحدوث هزات أرضية، حيث إن الصفيحة العربية بشكل عام تتحرك عكس عقارب الساعة".
العملية ليست حديثة
من جهته، بيّن معاون مدير قسم الرصد الزلزالي في الهيئة العامة للرصد الزلزالي حسنين جاسم في حديث للوكالة الرسمية وتابعته شبكة انفوبلس، أن "منطقة زاكروس تمثل منطقة تصادم منذ ملايين السنين وليست حديثة، حيث إن الصفيحة العربية تصطدم بالصفيحة الأوراسية التي تكون الصفيحة الإيرانية والتركية جزءاً منها وكونت لدينا جبال زاكروس".
وأضاف جاسم، أن "التصادم الذي أخذ الآلاف من السنين تسبب بتجمع الطاقة التي تحولت فيما بعد الى زلازل بسبب عملية التكسر المصحوبة بحركة الفوالق أو إعادة تنشيط الفوالق الموجودة".
غرق بطيء جدا
ويؤكد معاون مدير قسم الرصد الزلزالي في الهيئة العامة للرصد الزلزالي، أن "المدة الزمنية التي تستغرقها العملية التكتونية جداً بطيئة، حيث تتحرك سنوياً لتصطدم صفيحتنا العربية بالصفيحة الأوراسية من 2 سم الى 5 سم، وتصل الى وسط البحر الأحمر من جهة غرب الصفيحة العربية، والبحر الأحمر ينفتح من 3 ونصف سم الى 5 سم التصادم، ويحدث التصادم عندنا 2 سم بالسنة".
ويشير إلى أن "تكوّن الجبال والتضاريس والوديان نتيجة للعمليات التكتونية التي تأخذ ملايين أو آلاف السنين لأن حركتها جداً بطيئة، حيث إنه خلال سنة تتحرك بضع سنتيمترات، فبمرور السنوات تشكلت عندنا هذه التكوينات".
