استقصاء حول الجهة المشبوهة وراء قصف مطار بغداد.. مَن يقف خلف تعكير صفو زيارة الرئيس الإيراني؟
لغز الهجوم على مطار بغداد
انفوبلس/..
وسط تداول أنباء عن استهداف مطار بغداد الدولي، قبيل زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصب الرئاسة، برزت شكوك حول ضلوع "طرف ثالث مشبوه" في الهجوم، ومع استمرار الجهود لتحديد المسؤولين عن الحادثة، تزايدت التساؤلات حول توقيت الهجوم وأهدافه المحتملة، إن تأكدت صحته، وبينما تجري التحقيقات، يظل الغموض مسيطراً على دوافع العملية وما إذا كانت تهدف إلى إرباك الزيارة وتعكير صفو العلاقات الثنائية بين البلدين.
وكشف مصدر مقرب من فصائل عراقية، اليوم الخميس، عن تقصٍّ لمعرفة هوية مَن قام باستهداف مطار بغداد الدولي قبل يومين.
وقال المصدر، إن "الفصائل العراقية تعتمد سياقات محددة في تعاملها مع أهداف العدو داخليا وخارجيا، وهي لا تُخفي تبنّيها لأي عملية تقوم بها بل يتم الإعلان عنها بشكل فوري من خلال بيانات واضحة".
وأضاف، إن "قصف أكثر من هدف في مقتربات مطار بغداد الدولي قبل يومين ليس من تدبير الفصائل، وإن هناك طرف ثالث مشبوهة يحاول خلط الأوراق"، مؤكدا، إن "الفصائل تتقصى حاليا لمعرفة هوية الجهة التي قامت بهذا الأمر".
وأشار الى، أن "الفصائل تُدرك بأن قصف مطار بغداد مدبّر من قبل طرف لخدمة أجندة معروفة مع قرب زيارة الرئيس الإيراني"، مبينا، إن "هناك العديد من علامات الاستفهام التي تحتاج الى أجوبة والأيام القادمة ربما تكون كفيلة بكشف حقائق مهمة حول هوية الطرف الثالث".
وكان مصدر أمني أفاد، أمس الأربعاء، بسقوط أجسام غريبة قرب السفارة الأمريكية ومقر مكافحة الإرهاب في مطار بغداد، مشيرا الى أن "أجساما غريبة لم تُعرف نوعيتها ما إذا كانت صواريخ او قذائف هاون سقطت ضمن مقتربات مطار بغداد الدولي".
وأضاف، إن "الأول سقط بالقرب من الدعم اللوجستي التابع للسفارة الأمريكية والثاني بالقرب من مقر جهاز مكافحة الإرهاب"، مؤكدا ان "المعلومات الأولية تشير الى عدم حدوث أي إصابات".
تشويش على الزيارة
جعفر الحسيني: استهداف مطار بغداد، وفي هذا التوقيت، تقف خلفه أيادٍ مشبوهة، والغاية منه التشويش على زيارة الرئيس الإيراني
ووصف الناطق العسكري للمقاومة الإسلامية كتائب حزب الله، جعفر الحسيني، الأربعاء، القصف الصاروخي الذي استهدف مطار بغداد بـ"المشبوه".
وقال الحسيني في بيان: "استهداف مطار بغداد، وفي هذا التوقيت، تقف خلفه أيادٍ مشبوهة، والغاية منه التشويش على زيارة الرئيس الإيراني إلى بغداد، وندعو الأجهزة الأمنية إلى كشف المتورطيّن".
لجنة تحقيق عليا
وكشف مصدر مطلع، الأربعاء 11 أيلول 2024، عن تشكيل لجنة تحقيق عليا في استهداف مقتربات مطار بغداد في ساعة متأخرة من مساء يوم الثلاثاء.
وقال المصدر، إن "استهداف مقتربات مطار بغداد الدولي في ساعة متأخرة من مساء يوم الثلاثاء، لم يتأكد بأنه ناجم عن صاروخ او قذائف هاون لكنه حدد في منطقتين إحداهما المركز الدعم اللوجستي الخاص بالسفارة الامريكية"، مستدركا بالقول "لكن لم تتوضح الصورة إذا ما كانت هناك خسائر حتى الآن".
وأضاف، إنه "تم تشكيل لجنة تحقيق عليا من اجل معرفة هوية الجهة التي قامت بالقصف وأهدافها خاصة أنها أتت قبل ساعات من زيارة الرئيس الإيراني لبغداد وهي الاولى له بعد توليه مقاليد السلطة في طهران".
وأشار الى أنه "لا يمكن التكهن بمن يقف وراء استهداف مقتربات مطار بغداد، خاصة أن فصائل عراقية دعت لكشف المتورطين، حيث تشير المعطيات الى وجود جهة ربما ما تحاول خلط الأوراق وهذا ما ستكشفه التحقيقات".
الاستهداف كذبة
مراقبون للشأن المحلي: خبر استهداف قاعدة الاحتلال في محيط مطار بغداد ربما يكون كذبة لا واقع لها
وأعلنت السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية أن منشآتها الدبلوماسية في بغداد تعرضت لهجوم مساء الثلاثاء، مؤكدة عدم وقوع إصابات.
وقال المتحدث باسم السفارة الأمريكية، في بيان إن "مجمع الخدمات الدبلوماسية الأمريكية في بغداد تعرض لهجوم في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، لكن لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات".
وأفاد، بأن "السفارة تقوم بتقييم الأضرار وسببها وستقدم المزيد من المعلومات عندما ينتهي تقييمها".
وأشار مراقبون للشأن المحلي، الى أن "خبر استهداف قاعدة الاحتلال في محيط مطار بغداد ربما يكون كذبة لا واقع لها".
الزيارة تستمر 3 أيام
وكان رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قد استقبل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الأربعاء، في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه رئيسا للجمهورية في 28 تموز الماضي، مشددا على رفض استخدام الأراضي العراقية منطلقا لاستهداف إيران.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، في بيان، أن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني استقبل رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسعود بزشكيان، دون مزيد من التفاصيل، بينما نشرت الوكالة صورا رسمية للاستقبال.
كما استُقبل الرئيس الإيراني من طرف نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد.
وتأتي زيارة بزشكيان إلى العاصمة العراقية بغداد على رأس وفد رفيع المستوى، تلبيةً لدعوة رسمية من السوداني.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية، أن بزشكيان سيعقد في بغداد "اجتماعات ثنائية مع كبار المسؤولين العراقيين، وسيوقع البلدان وثائق التعاون والمذكرات الأمنية".
وقال موقع الرئاسة الإيرانية، إن "الزيارة ستستمر 3 أيام، وأشار إلى أن الرئيس الإيراني سيعقد، بالإضافة إلى الاجتماعات الرسمية، لقاءات مع إيرانيين في العراق ومع رجال أعمال، وسيزور النجف وكربلاء والبصرة".