التفويج العكسي يطلق صفارة "خماسي الحنّانة".. هل ستطوى صفحة الأزمات؟
انفوبلس/..
ما ان بدأ التفويج العكسي للزائرين الذين قصدوا محافظة كربلاء، لأداء مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، حتى عادت الأنظار صوب الأزمة السياسية المتراكمة في العراق، التي كانت قد دخلت “هدنة مشروطة” خلال الأيام الماضية.
ومن المقرر، أن تحتضن منطقة الحنّانة في محافظة النجف الأشرف، لقاءً خماسيًا يجمع بين زعيم التيار الصدري ووفد يمثله زعيم تحالف الفتح هادي، ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، الذي يرافقه رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر.
وتنعقد الآمال على هذا اللقاء المرتقب الذي قد يُثمر عن نتائج حاسمة، تُفضي إلى إنهاء ملف تشكيل الحكومة والمضي بالاستحقاقات الدستورية، التي ماتزال معطّلة منذ 10 أشهر.
ويُعبّد هذا الحوار، الطريق أمام جلسة البرلمان المرتقبة، التي لو عقدت سوف تكون مقدمة لإنهاء الانسداد الذي يكاد أن يكون “انفلاتًا سياسيًا”، جراء المناكفات وتصاعد حدتها وانعكاسها على الشارع، حيث من المقرر أن تشهد الجلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وعلمت “المراقب العراقي” من مصادر سياسية، بأن القوى الكردية توصّلت إلى اتفاق لكنه مازال غير معلن، عن شخصية رئيس الجمهورية المقبل الذي سيكون مرشحاً توافقياً بين الحزبين الرئيسيين.
كذلك الحال داخل البيت الشيعي، إذ تواصل أطرافه النقاش بوتيرة متصاعدة، لتسمية مرشح رئاسة الوزراء.
وكان الإطار قد أكد يوم الاثنين الماضي، تمسّكه بمرشحه لرئاسة الوزراء محمد شياع السوداني، وأشار إلى أنه توصّل لـ”تفاهمات متقدمة مع القوى الوطنية”، وأنه “يواصل الحوار مع جميع الأطراف لتنفيذ الاستحقاقات الدستورية”.
وقال الإطار إنه سيواصل الحوار حتى “عودة المؤسسات إلى أداء مهامّها، وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، حرصاً على تجنيب البلاد مزيداً من الأزمات”.
وأضاف أنه “سيبذل كل ما يستطيع من أجل الإسراع في تهيئة الظروف المناسبة وضمان مشاركة الجميع”، وأعلن “تقديره الكبير للموقف الوطني والدستوري لتحالف السيادة، والحزب الديمقراطي الكردستاني، بعد اجتماعهم في أربيل”.
وعن ذلك، يقول المحلل السياسي طالب محمد كريم، إن رئاسة الجمهورية، كانت تمثل عقدة كبيرة لكنها بدأت الآن تتحلحل، مبينًا أن المعادلة السياسية تمضي نحو التوافق، ورئيس تحالف الفتح هادي العامري يواصل حواراته للخروج بحل جديد للأزمة.
ويضيف كريم، أن المجتمع الدولي لا يقبل بوجود احتقان في الشارع العراقي، وهو عامل إضافي سيلعب دورًا في إنهاء الأزمة السياسية، مؤكدًا أنه “لا خيار أمامنا سوى طاولة الحوار”، مؤكداً، أن القوى السياسية متفقة على الانتخابات المبكرة لكن بتكتيكات مختلفة، منوهًا إلى أن قانون الانتخابات يجب أن يشهد تعديلات في البرلمان.
ويعيش العراق أزمة سياسية منذ انتخابات تشرين الأول 2021، نتيجة خلافات حادة بين القوى الكردية على منصب رئيس الجمهورية من جهة، وبين القوى الشيعية التي اختلفت على آليات تسمية مرشح رئاسة الحكومة.