شبل الزيدي يطرح نظرية "الواوي والذيب" و"بنات الليل".. هل تم إقصاءه من استحقاقات مجالس المحافظات؟ انفوبلس تكشف تقسيم تحالف نبني لحصته
انفوبلس/ تقرير
تضمنت قصة "الأسد والذيب والواوي" وبنات الليل، حيث وجّه أحد أقطاب تحالف نبني، شبل الزيدي، رسائل "غامضة" بخصوص تقسيم المحافظات التي فاز بها التحالف، من دون أن يشير الى الجهة التي يقصدها، واصفاً هذا التقاسم بقاعدة سياسية تُستخدم من قبل البعض، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس" الضوء على تغريدات الأخير وتقسيم تحالف نبني لحصته.
تحالف نبني حصد 43 مقعداً بانتخابات مجالس المحافظات العراقية، بحسب النتائج التي أعلنتها المفوضية.
*قسمة (الأسد والذيب والواوي)
وكتب شبل الزيدي، في تدوينة بموقع إكس، يوم الجمعة (9 شباط 2024) أن "حصة تحالف نبني أربع محافظات، هي ديالى والديوانية وميسان وبابل، وقد قسمها المعني بالقسمة بإنصاف فجعل وجبة الإفطار له في الديوانية واختار لنفسه ميسان كوجبة غداء وسوف يتعشى في محافظة ديالى".
وأضاف شبل الزيدي: "يبدو أن سالفة الأسد والذيب والواوي وقصة القسمة التي أرادها معهم أصبحت قاعدة وعُرفاً سياسياً لدى البعض"، من دون أن يسمي الجهة المقصودة بكلامه.
ليلة الإثنين الماضي، انتخب مجلس محافظة بابل عدنان الفيحان لمنصب المحافظ، وهو نائب عن كتلة صادقون وبرلماني حالي، أما في يوم الأربعاء الماضي، فقد تم انتخاب عباس الزاملي عن منظمة بدر، محافظاً للديوانية، كما تم ليلة الخميس الماضي، انتخاب حبيب ظاهر الفرطوسي محافظاً لميسان، وهو من منظمة بدر.
لكن في محافظة ديالى الوضع لازال غامضاً، حيث لم يتم انتخاب المحافظ أو رئيس المجلس ولا نوابهم.
شبل الزيدي: "التعب اللي تعبته على بعض الناس لو تاعبه على بنات الليل كان أثمر"!
وفي تغريدة أخرى قال فيها الزيدي، "يكولون كان اكو في زمن العراق الملكي شيخ قبيلة تحديدا في جنوب العراق وكان مشهورا بالكرم والشجاعة وبنفس الوقت كان شاعرا وأديبا وهو الوحيد من الطبقة الإقطاعية اللي كان يهتم بقبيلته وشؤونها ويكرمهم بالخيرات، وبعد سقوط الملكية وصدور قرار تأميم الأراضي وإنهاء الإقطاعية خسر أملاكه وتراجع وضعه المادي بشكل كبير، وكان الرجل يحب السهر ومتعود على نادي ليلي تملكه امرأة من الغجر وهناك تعود الشيخ على دفع حساب كل الموجودين، انقلب الحال وخسر الشيخ كل أمواله. وبيوم من الأيام طلب من مرافقيه ان يروحون للنادي نفسه ولكن هاي المرة كان لازم يخلون اللثام على وجوهم حتى محد يعرفهم خصوصا انه ما يكدر على دفع حساب الحاضرين مثل ما كان متعود. فتنقب هو ومرافقه وجلسوا بزاوية منعزلة، فلاحظت صاحبة النادي هذا الشيء وطلبت منه أن يجلس في مكانه المعتاد ويزيل اللثام عن وجهه، ونادت بصوت عالي وهي تأشر عليه: (كل الحساب واصل ومدفوع من الشيخ)، وبعد خروجه من المكان سلمت مرافقه ظرفا يحتوي على مبلغ ألف دينار - وكان في حينها مبلغ كبير - ولمن وصل للبيت سلمه مرافقه الظرف، فقال كلمته المشهورة بالعامية (التعب اللي تعبته على بعض الناس لو تاعبه على بنات الليل كان أثمر)".
وبحسب مراقبين سياسيين تحدثوا لـ"انفوبلس"، فإن تغريدات شبل الزيدي جاءت بعد استيائه من تقاسم المناصب في المحافظات التي هي من حصة تحالف نبني، (ديالى والديوانية وميسان وبابل).
تحالف نبني.. انتخابات مجالس المحافظات العراقية 2023
وفق النتائج النهائية لانتخابات مجالس المحافظات العراقية 2023، احتل تحالف نبني بزعامة هادي العامري، المرتبة الأولى بعدد المقاعد بالاقتراع العام والخاص برصيد 43 مقعدًا موزعة على محافظات بغداد - البصرة - ذي قار - ميسان - المثنى - كربلاء - النجف - واسط - القادسية - بابل من أصل 310 مرشحين دخلوا الانتخابات لتمثيل التحالف.
وحاز التحالف على 681 ألفا و409 أصوات؛ إذ حل بالمرتبة الأولى بمحافظات ذي قار بعدد أصوات 78 ألفا و445 صوتًا نال بفضلها 5 مقاعد في مجلس المحافظة، وفي بابل بعدد أصوات بلغ 84 ألفا و582 حصد بها 4 مقاعد، والنجف بـ 44 ألفا و494 صوتًا و 3 مقاعد والقادسية بـ 58 ألفا 514 صوتًا رشحته للحصول على 4 مقاعد، وميسان بـ 55 ألفًا و327 صوتا ضمنت له 6 مقاعد.
جاء التحالف بالمرتبة الثانية في محافظات بغداد بـ 142 ألفا و470 صوتًا حصل بموجبها على 9 مقاعد والبصرة بـ 117 صوتًا نال بها 5 مقاعد، وحلَّ ثالثًا في محافظات واسط بـ 32 ألفًا و971 صوتًا التي خصصت لنبني مقعدين، والمثنى بـ 41 ألفًا و481 صوتًا مكّنته من نيل 3 مقاعد في مجلس المحافظة، وكربلاء بـ 26 ألفا و121 صوتًا بمقعدين.
تحالف خدمات المكوّن من شبل الزيدي وأحمد الأسدي أحد التحالفات المنضوية تحت "نبني"
وينضوي تحت التحالف نبني 6 تحالفات أخرى وهي منظمة بدر برئاسة هادي فرحان عبد الله العامري، وتحالف الصفوة الوطني برئاسة حيدر مزهر معلاك، وتحالف العقد الوطني يرأسه خالد عبد الواحد كبيان، وتجمع اقتدار وطن برئاسة عبد الحسين عبدالرضا باقر وحركة الجهاد والبناء برئاسة جواد رحيم قاسم وتحالف خدمات المكوّن من الحاج شبل الزيدي والحاج أحمد الأسدي وبرأسه أحمد جاسم صابر محمد.
في يوم (19 كانون الأول 2023) أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق عن 94.4% من النتائج الأولية لانتخابات مجالس المحافظات العراقية باستثناء محافظات إقليم كوردستان، أما المتبقي من الأصوات فيتم عده وفرزه يدوياً.
وتتمتع مجالس المحافظات، التي أُنشئت بعد احتلال العراق من قبل أميركا في عام 2003، بصلاحيات واسعة، على رأسها انتخاب المحافظ، ووضع ميزانيات في الصحة والنقل والتعليم عبر موازنات مخصصة لها في الموازنة العامة، وإصدار التشريعات المحلية، بما يمكنها من إدارة شؤونها وفق مبدأ اللامركزية الإدارية، من دون أن يتعارض ذلك مع الدستور والقوانين الاتحادية التي تندرج ضمن الاختصاصات الحصرية للسلطات.
وشهد العراق، في 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أول انتخابات محلية منذ عام 2013 في 15 محافظة، بنسبة مشاركة تجاوزت 41 بالمائة (6 ملايين عراقي من أصل 26 مليون شخص يحق لهم التصويت). وتنافس في الانتخابات 5 آلاف و904 مرشحين من أحزاب وتحالفات مختلفة للفوز بـ 275 مقعداً.
من هو شبل الزيدي؟
شبل الزيدي من مواليد 1968 هو قيادي في الحشد الشعبي وهو أمين عام حركة العراق الإسلامية (كتائب الأمام علي).
(كتائب الأمام علي) هي الجناح المسلح لـ "حركة العراق الإسلامية"، والتي أُسست في حزيران من العام 2014 تلبيةً لفتوى المرجع الديني السيد علي السيستاني بوجوب "الجهاد الكفائي" لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي الذي احتل محافظة نينوى، وللدفاع عن المقدسات الدينية.
وتعرّف كتائب الإمام علي بنفسها على أنها "تنظيم سياسي عسكري مستقل وهدفه هو الدفاع عن أرض العراق وشعبه ومقدساته من الشمال إلى الجنوب"، كما تعتبر "أن أهم أولوياتها هو إنهاء التدخل الأجنبي الأمريكي من العراق".
وكانت كتائب الإمام علي قد شاركت في العديد من المعارك في مناطق آمرلي، طوز، ديالى، محافظة صلاح الدين والفلوجة، إلى جانب مختلف فصائل الحشد الشعبي، وبحسب المعلومات فإن عدد المقاتلين المنتسبين للكتائب أكثر من 7 آلاف مقاتل، كما تضم أربعين مجموعة قتالية يُطلق عليها تصنيف "لواء".
ومنذ تأسيس الكتائب، تولى "شبل الزيدي" منصب الأمين العام، والمعروف بأن "الزيدي" كان من أبرز قادة "جيش المهدي" والذي أسسه آنذاك زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بعد احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق.
وفي عام 2016 تعرض الزيدي إلى إصابة بالغة أثناء المعارك ضد "داعش" في قضاء تلعفر بمحافظة نينوى (مركزها الموصل) كادت أن تودي بحياته، ونُقل إلى بغداد بطائرة مروحية لتلقي العلاج، وتعافى بعد ذلك.
وكان الزيدي -والذي يُعرف بقربه الشديد من الشهيد قاسم سليماني- قد تعرض للاعتقال على يد السلطات العراقية في العام 2008 في عهد حكومة نوري المالكي، ليُطلق سراحه في العام 2010.