إصرار يُثير الريبة ودعوات غير مماثلة للرؤساء الآخرين.. إلحاح على دعوة الجولاني لقمة بغداد وتحذير من توترات أمنية

انفوبلس/..
في كل الدعوات التي وُجهت إلى رؤساء الدول المقرر حضورهم للقمة العربية في العاصمة بغداد، لم يكن هنالك إلحاحاً نهائياً، دعوة واحدة فقط، من يحضر أهلاً به ومن لم يحضر كان عذره معه، لكن ما يثير الاستغراب هو الاستقتال الحكومي على على دعوة رئيس الحكومة المؤقتة في سوريا أحمد الشرع – الإرهابي المعروف بالجولاني – فالدعوات لهذه الشخصية الإجرامية تتوالى من شخصيات مختلفة وبشكل مثير للريبة، وسط تحذيرات تتوالى من احتمال وقوع توتر أمني إذا تمت هذه الزيارة الى بغداد.
*إصرار غريب
وما زالت الحكومة العراقية مصرّة على دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع “الجولاني” لحضور قمة بغداد، بدعوة ثالثة أرسلها رئيس الجمهورية عن طريق وزير الثقافة أحمد البدراني.
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قد دعا الشرع إلى حضور قمة بغداد، ثم أكد رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي، حميد الشطري، على حضور الشرع في القمة، بعد الزيارة الأخيرة التي أجراها إلى دمشق.
وتصاعد الرفض الشعبي وآخر سياسي، لحضور الجولاني إلى بغداد، باعتباره متهماً بتنفيذ عمليات قتل ضد العراقيين عندما كان منتمياً مع القاعدة وداعش.
وسلّم وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد البدراني، أمس الأحد، دعوة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع للحضور الى القمة العربية المقرر انعقادها في بغداد في السابع عشر من الشهر المقبل.
وذكر البدران في تصريح للوكالة الرسمية تابعته شبكة انفوبلس، أنه “بناءً على تكليف من رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، سلمنا دعوة للرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة العربية في 17 من الشهر القادم في بغداد”، مؤكدا أن “القمة العربية ستناقش التحديات التي تواجه الأمة العربية”.
وأشار الى أنه التقى على هامش زيارته إلى دمشق وزير الثقافة السوري وتم تناول تعزيز التعاون الثقافي في كلا البلدين.
من جانبه قال وزير الثقافة السوري محمد ياسين إن “العراق وسوريا يرتبطان بحضارة عمرها آلاف السنين وإخوة بالتراب الواحد ولن تفرقنا الحدود الاصطناعية، ونحن شعب واحد يشترك بالعديد من الصفات”.
وأضاف: “منفتحون على التعامل والتعاون والاشتراك مع العراق في مختلف المجالات ونذهب باتجاه الحياة الثقافية التشاركية”.
*تحذير
أعرب عضو ائتلاف دولة القانون، ثائر مخيف، عن مخاوفه من احتمال وقوع توتر أمني إذا تمت زيارة أبو محمد الجولاني الى بغداد، مشيراً إلى وجود قوى شعبية وسياسية أبدت رفضها الصريح لأي تواصل أو تواجد للجولاني داخل العراق.
وحذر مخيف، من أن "إصرار الحكومة العراقية على دعوة زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، لزيارة بغداد، قد يهدد شعبيتها، خصوصاً في ظل اقتراب موعد الانتخابات".
وطالب الحكومة "بالتراجع عن هذا القرار، ورفض حضور من تلطخت يديه بدماء العراقيين وثبت تورطه بشكل واضح في عمليات إرهابية طالت مناطق مختلفة من العراق".
وأضاف مخيف أن "المضي بهذه الدعوة رغم الرفض الواسع قد يؤدي إلى حالة من التوتر والاحتقان الأمني، محملاً الحكومة مسؤولية تداعيات هذا القرار إن لم تتراجع عنه".
*سيُضرب ويُهان
من جهته، استبعد عضو ائتلاف دولة القانون عبد الرحمن الجزائري، حضور الرئيس السوري المؤقت أبو محمد الجولاني الى العراق للمشاركة في القمة العربية الشهر المقبل، مرجحاً ضرب واستهداف الجولاني في مطار بغداد.
وقال الجزائري في تصريح له اطلعت عليه "انفوبلس"، إن "الصراع القائم في الوقت الراهن ينحصر بين الجمهور العراقي والسياسيين المعترضين بشأن حضور الجولاني إلى العراق للمشاركة بالقمة العربية، خصوصا أن الجمهور يرفض وجود هكذا شخصية ويطالب بإلقاء القبض على هذا الإرهابي".
وأضاف، إن "السوداني عمل مع وزير الخارجية فؤاد حسين على إنجاح القمة، وهذا الامر يتعارض مع الإرادة الشعبية والتيارات السياسية المعترضة على مجيء الجولاني للعراق الشهر المقبل".
وبين، إن "الحكومة الحالية تعمل على تقوية الأواصر الدبلوماسية، خصوصا أن العراق تدهورت علاقاته في الفترة الماضية مع سوريا وتركيا ودول الخليج وبالتالي فهي تعمل بالوقت الراهن على إعادة هذه العلاقات والتعاون في مختلف المجالات"، لافتا الى ان "هناك مقترح ينص على عدم دخول الشرع للأراضي العراقية وإيجاد شخصية بديله له لحضور القمة، حيث من غير المستبعد ان يتم استهدافه وضربه في مطار بغداد، وبالتالي فأن من المستبعد حضور الرئيس السوري الى العراق".
*تهديد لولاية السوداني الثانية
في هذا السياق، رأى المحلل السياسي إبراهيم السراج، إن قيام رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بتوجيه دعوة للجولاني للحضور الى بغداد للمشاركة بالقمة العربية قد تهدد سعيه للولاية الثانية بعد الانتخابات المرتقبة نهاية العام الجاري.
وقال السراج، إن "الحكومة اتخذت إجراءات خاطئة بدعوتها للجولاني لحضور قمة بغداد في شهر أيار المقبل، خصوصا أن هذه الشخصية إرهابية ومعروفة بأفعالها تجاه الشعب العراقي".
وأضاف، إن "الحكومة يجب أن يكون لها موقف مستقل من دون التأثر بالضغوط والمواقف التي تدفع باتجاه دعوة هذه الشخصية الإرهابية للحضور الى بغداد والمشاركة في القمة العربية".
وبين، إن "ردة فعل الشارع العراقي متذمرة من موقف الحكومة العراقية بسبب دعوتها للجولاني للحضور الى بغداد، خصوصا أن عوائل الشهداء ترفض هكذا دعوات، وبالتالي فإن ما جرى من قبل السوداني قد يهدد وصوله الى الولاية الثانية".
*خضوع لإملاءات واشنطن
يقول رئيس الهيئة التنظيمية للحراك الشعبي من أجل الحزام والطريق حسين الكرعاوي، إن "الحكومة تخضع للإملاءات الامريكية والسياسات الغربية تجاه الملف السوري وخصوصا ما يتعلق بالجولاني ومجاميعه الإرهابية، حيث إن الجميع وقف ضد العراق بعد عام 2003 لضمان إبقائه ضعيفا غير قادر على النهوض بمستقبله وأمنه واستقراره، في حين يعمل المعسكر الغربي إضافة الى دول الخليج وأوروبا لدعم الإرهابي الجولاني وحكومته، وبالتالي فإن الجانب الامريكي لا يدفع الحكومة العراقية باتجاه ترطيب الأجواء وتطبيع العلاقات مع الجولاني فقط، بل يمارس مختلف أنواع الضغوط من أجل ضمان تطبيع العلاقات بين العراق والكيان الصهيوني".
من جانب آخر، أكد النائب عن كتلة صادقون، رفيق الصالحي، إن "سوريا اليوم تدفع تدريجياً نحو مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو ما يُعزى إلى غياب الشخصيات الوطنية الحقيقية عن مراكز القرار في دمشق، حيث إن الإدارة الأميركية تلعب دوراً أساسياً في تحريك هذا المسار، عبر أدواتها في الداخل السوري والمنطقة، وبالمحصلة فإن فتح أبواب العراق أمام قادة المجموعات المسلحة في سوريا لا يخدم الأمن الإقليمي، بل يُعد تمهيداً لمشاريع خارجية تهدف إلى إنهاء محور المقاومة وضرب استقرار المنطقة".